ما هي متلازمة التعب المزمن؟

Share this post with friends!

متلازمة التعب المزمن (بالإنجليزية: Chronic Fatigue Syndrome) ويُرمز لها بالرمز CFS، هي متلازمة تتضمن الشعور بالإرهاق الشديد والتعب الذي لا يزول بالراحة ولا يمكن تفسيره بحالة طبية واضحة.

يٌمكن الإشارة إليها في بعض الأحيان باسم مرض عدم تحمل الجهد الجهازي SEID أو التهاب الدماغ والنخاع العضلي ME.

لا تزال أسباب متلازمة التعب المزمن غير مفهومة تمامًا حتى الآن، وتذكر بعض النظريات احتمالية الإصابة بها نتيجة عدوى تنفسية، ضغوط نفسية أو مجموعة من العوامل الأخرى.

من الصعب تشخيص هذه المتلازمة لعدم وجود سبب واضح ومحدد لها، بالإضافة إلى أن لمجموعة من الحالات الأخرى أعراضًا مشابهة.

لذلك فالوسيلة الأنسب لتشخيصها هي استبعاد جميع الحالات الأخرى، وفي الحقيقة كانت هذه المتلازمة مثيرة للجدل منذ فترة، ولكن تم قبولها الآن كحالة طبية.

يمكن أن يُصاب الجميع بمختلف الأعمار بمتلازمة التعب المزمن، ولكنها أكثر شيوعًا لدى السيدات في الأربعينات والخمسينيات من العمر، وفيما يلي أبرز ما يمكن معرفته عنها.

أسباب متلازمة التعب المزمن

لا تزال أسبابها غير واضحة، ولكن يَتوقع الباحثون الأسباب الآتية:

  • إصابة فيروسية.
  • ضعف جهاز المناعة.
  • الضغط النفسي.
  • الاختلالات الهرمونية.

من الممكن أيضًا أن يكون بعض الأشخاص مهيئين وراثيًا للإصابة بهذه المتلازمة، علاوة على أنه لم يم العثور على فيروس واحد محدد يتسبب في الإصابة بالمتلازمة، إلا أنها يمكن أن تنتج عن الإصابة بالفيروسات الآتية:

  • فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein-Barr virus).
  • فيروس الهربس البشري 6.
  • فيروس نهر روس (بالإنجليزية: Ross River virus).
  • فيروس الحصبة الألمانية.

يمكن أيضًا لبعض الإصابات البكتيريا التسبب في متلازمة التعب المزمن مثل بكتيريا الكوكسيلا البورنيتية (بالإنجليزية: Coxiella burnetii)،  والمفطورة الرئوية (بالإنجليزية: Mycoplasma pneumonia).

في الحقيقة فإن شخص واحد من كل 10 أشخاص أصيبوا سابقًا بهذه الفيروسات يعاني بالفعل من متلازمة التعب المزمن، وهذا وفق إحصائية أجراها مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

علاوة على ذلك يعاني بعض المصابين بمتلازمة التعب المزمن أحيانًا من ضعف من المناعة، ولكن لم يحدد الأطباء ما إذا كان هذا كافيًا للإصابة أم لا، والأمر ذاته ينطبق على وجود مستويات غير طبيعية من الهرمونات.

عوامل زيادة الإصابة في متلازمة التعب المزمن

من الشائع أن تُصاب النساء في الأربعينات أو الخمسينيات من العمر بمتلازمة التعب المزمن، بالإضافة إلى أن النساء معرضات له أكثر من مرتين إلى أربع مرات مقارنة بالرجال.

يمكن أيضًا أن تزيد بعض العوامل الأخرى من نسبة الإصابة بمتلازمة التعب المزمن منها:

  • الاستعداد الوراثي.
  • الحساسية.
  • التوتر والضغط العصبي.
  • العوامل البيئية.

أعراض متلازمة التعب المزمن

تختلف أعراض متلازمة التعب المزمن من شخص لآخر، ولكن أكثر أعراضها شيوعًا تتمثل في الإرهاق الشديد لدرجة التدخل في النشاطات اليومية.

وحتى يتم تشخيص هذا الإرهاق بمتلازمة التعب المزمن يجب أن يستمر الشعور بالإرهاق والتأثير على الحياة اليومية لمدة ستة أشهر على الأقل، بالإضافة إلى عدم زوال الإرهاق بعد النوم أو الراحة.

بالإضافة إلى ذلك يشعر المصاب بمتلازمة التعب المزمن بالإرهاق الشديد بعد ممارسة أي نشاط عقلي أو بدني لمدة تزيد عن 24 ساعة بعد ممارسة النشاط، وعدم الشعور بالراحة.

يمكن أيضًا أن تتسبب متلازمة التعب المزمن بمشاكل في النوم مثل:

  • الاستيقاظ مع الشعور بإرهاق شديد رغم النوم لثمانية ساعات طوال الليل.
  • الأرق المزمن.
  • اضطرابات النوم الأخرى.

يمكن أيضًا أن يُواجه مرضى التعب المزمن الأعراض الآتية:

  • فقدان الذاكرة.
  • ضعف القدرة على التركيز.
  • نقص ضغط الدم الانتصابي، والذي يتمثل في الشعور بالدوار أو الإغماء عند الانتقال من وضع الاستلقاء إلى الجلوس أو الوقوف.
  • الألم العضلي.
  • الصداع المتكرر.
  • آلام المفاصل بدون وجود أي احمرار أو تورم.
  • التهاب الحلق المتكرر.
  • تضخم الغدد اللمفاوية في الرقبة أو الإبطين.

يمكن أيضًا أن تزداد شدة الإرهاق في فترة ما ثم تقل في فترة أخرى كدورات من الإرهاق والتحسن.

قد تختفي الأعراض تمامًا في بعض الأحيان، ويُطلق على هذه الفترة اسم فترات الهدوء، ولكنها ما تلبث أن تعود ويُطلق على فترة عودتها اسم الانتكاس.

وهذه الدورة المستمرة من الهدوء والانتكاس تزيد من صعوبة إدارة أعراض المرض، ولا يُعاني جميع المصابين من هذه الدورات.

تشخيص متلازمة التعب المزمن

من الصعب للغاية تشخيص متلازمة التعب المزمن، ووفقًا لمعهد الطب، فاعتبارًا من عام 2015، يُصاب بمتلازمة التعب المزمن حوالي 836000 إلى 2.5 مليون أمريكي، ولكن 84-91% منهم لم يتلقوا تشخيصًا رسميًا.

لا يوجد فحوصات طبية محددة لتشخيص متلازمة التعب المزمن، وتتشابه أعراضها مع العديد من الحالات الأخرى.

في الحقيقة كثير من المصابين بمتلازمة التعب المزمن لا يظهرون على أنهم مرضى، وقد لا يُدرك الأطباء أنهم يعانون بالفعل من حالة صحية.

لتشخيص متلازمة التعب المزمن سيبحث الطبيب في تاريخك الطبي، وسيحاول استبعاد جميع الحالات الطبية الأخرى التي يُمكن أن تتشابه أعراضها مع متلازمة التعب المزمن.

علاوة على ما سبق سيسألك الطبيب عن مدة وشدة التعب الغير مبرر الذي تشعر به، وسيبحث عن الأعراض المذكورة أعلاه.

من أهم خطوات تشخيص متلازمة التعب المزمن استبعاد جميع الأسباب الأخرى المحتملة للإرهاق أو الحالات التي تتشباه أعراضها مع متلازمة التعب المزمن مثل:

  • عدد كريات الدم البيضاء.
  • مرض لايم.
  • مرض التصلب المتعدد.
  • مرض الذئبة الحمراء.
  • قصور الغدة الدرقية.
  • مرض الألم العضلي التليفي أو الفيبروميغاليا.
  • اضطراب الاكتئاب الحاد.
  • السمنة المفرطة.
  • اضطرابات النوم.

نتيجة لذلك ينبه الأطباء على تجنب التشخيص الذاتي لحالتك، حيث أن تشخيص متلازمة التعب المزمن يتضمن العديد من الخطوات، ويمكن على بعض الأدوية مثل مضادات الهستامين أن تؤثر على دقة التشخيص.

علاج متلازمة التعب المزمن

في الحقيقة لا يوجد حتى الآن علاج واضح لمتلازمة التعب المزمن، ويعاني كل شخص من أعراض مختلفة، وبالتالي لكل شخص نوع مختلف من العلاج أو الوسائل التي تقلل من حدة الأعراض، وفيما يلي معظم هذه الوسائل:

معالجة الأعراض التي تلي الجهد

حيث يؤدي الجهد إلى تفاقم أعراض المتلازمة، وبالتالي يجب تحقيق التوازن بين الراحة والجهد لتجنب زيادة حدة إرهاقك.
على الرغم من فعالية التمارين الهوائية في علاج هذه الأعراض، ولكن في متلازمة التعب المزمن لا يستطيع المرضى تحمل هذه التمارين.

تعديل نمط الحياة

حيث يمكن أن تساعد بعض التغييرات في نمط الحياة على تقليل حدة الأعراض مثل الحد من تناول الكافيين، النيكوتين أو الكحول، ويمكن أيضًا تجنبهم تمامًا لتحسين جودة النوم وتعديل مستويات الهرمونات في جسدك.

أيضًا ينصح الأطباء بتجنب القيلولة خلال النهار، ومحاولة تشكيل روتين خاص للنوم يتضمن الذهاب للفراش والاستيقاظ في وقت محدد يوميًا.

الأدوية

في العادة لا يوجد دواء محدد يمكن أن يعالج جميع أعراض المتلازمة، ويمكن أن تتغير أعراضك مع مرور الوقت مما يؤدي إلى تغير أدويتك.

قد تحدث المتلازمة نتيجة الاكتئاب، أو يمكن أن تؤدي له، في هذه الحالة قد تكون الأدوية المضادة للاكتئاب أو مراجعة الطبيب النفسي مهمة للغاية.

يمكن أيضًا أن يمنحك الطبيب بعض الأدوية التي تساعدك على النوم في الليل.

الطب البديل

يمكن لبعض العلاجات كالحجامة، الوخز بالإبر، التاي تشي، اليوجا أو التدليك المساهمة في التقليل من حدة أعراض متلازمة التعب المزمن.

المرجع:

0 thoughts