متلازمة أسبرجر: الأسباب، الأعراض والعلاج

متلازمة أسبرجر
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

إن متلازمة أسبرجر لا تعد تشخيص أو مرض مستقل بحد ذاته، حيث أنه وفقًا للإصدار الأخير من الدليل الإحصائي والتشخيصي للاضطرابات النفسية الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي، فإنها جزء من مصطلح شامل يحمل اسم اضطراب طيف التوحد أو ما يعرف باللغة الإنجليزية باسم Autism Spectrum Disorder.

سنتحدث في هذا المقال عن متلازمة أسبرجر وعن أسباب حدوثها وأعراضها وطرق علاجها.

ما هي متلازمة أسبرجر

إن متلازمة أسبرجر Asperger’s Syndrome أو ما يطلق عليه أيضًا اضطراب أسبرجر وهي عبارة عن اضطراب نمائي مندرج تحت ما يسمى باضطراب طيف التوحد حيث يكون المصاب يعاني من مجموعة صعوبات في عمليات التفاعل والتواصل الاجتماعي.

قد يظهر المريض بعض الأنماط السلوكية المتكررة ولكن لا يعاني أبدًا من أي تأخر في المهارات اللغوية أو في عملية تطوره المعرفي وبالتالي يكون المريض ممتلك للقدرة الكاملة على الاستقلال في الحياة والعمل والتعلم.

إن هذه الحالة تعد أكثر شيوعًا بين الذكور مقارنة بالإناث ولكن في الحقيقة هي لا تكتشف بسهولة عند الإناث وذلك لأنهن قادرات على تجاوز نقاط الضعف لديهم عن طريق تطوير مهاراتهم الاجتماعية.

قد نسمع حتى يومنا هذا باسم متلازمة أسبرجر بين الناس أو بين الأطباء وأيضًا قد يذكر باسم متلازمة التوحد عالية الأداء.

أسباب متلازمة أسبرجر

لم تحدد حتى الآن الأسباب الدقيقة وراء الإصابة باضطراب طيف التوحد أو حتى أسباب متلازمة أسبرجر، ولكن تمت ملاحظة بعض العوامل التي تلعب دور رئيسي في هذه المتلازمة وهي:

  • العوامل الوراثية: حيث تزداد فرصة الإصابة بمتلازمة أسبرجر في حال كان أحد أفراد العائلة مصابا بها.
  • العوامل الجسدية: حيث تم التأكد من وجود بعض الاختلافات في وظيفة وبنية بعض المناطق في المخ لدى مرضى متلازمة أسبرجر.
  • العوامل البيئية: يعتقد أن تعرض الأم خلال شهور الحمل لعدوى فيروسية أو ملوثات موجودة في الهواء أو حتى مضاعفات ما قبل الولادة كلها عوامل تلعب دور كبير في إصابة الطفل باضطراب طيف التوحد.

أعراض متلازمة أسبرجر

إن أعراض المتلازمة ومدى شدة الإصابة تختلف من شخص لآخر وغالبًا ما تلاحظ في عمر مبكر حيث أن اضطراب طيف التوحد يشخص غالبًا في عمر ال3 إلى ال10 سنوات.

أهم الأعراض التي تلاحظ على مرضى متلازمة أسبرجر هي ما يلي:

  • الاهتمام والتركيز الشديد على موضوع معين أو شيء ما.
  • صعوبات في مجاراة النقاش مع الناس الآخرين.
  • صعوبة في الانتقال بين المواضيع بسلاسة.
  • يواجه المريض صعوبات تتعلق بضبط نبرة الصوت بالانخفاض والارتفاع حسب ما يتطلبه الموقف.
  • صعوبات شديدة في تقبل مشاعر الآخرين أو تفسير لغة الجسد الخاصة بهم.
  • لا يكون المريض قادرًا على إدراك الإيماءات أو فهم المزحات.
  • يقوم بحركات غير متناسقة.
  • يفضل الروتين الثابت وينزعج من أي تغيير حتى لو كان بسيط جدًا.
  • لا يظهر المريض الكثير من التعابير الوجهية ويتجنب غالبًا التواصل البصري خلال الكلام.

كيف يتم تشخيص متلازمة أسبرجر؟

في الحقيقة يتم الاعتماد في تشخيص متلازمة أسبرجر على التاريخ الطبي والفحص البدني الدقيق مع تقييم الأعراض.

لا تعد متلازمة أسبرجر من الحالات الطبية السهلة حيث أن أعراضها قد تتداخل مع اضطرابات أخرى مثل تشتت الانتباه وفرط الحركة مما يصعب التشخيص جدًا.

بالإضافة لكل ما سبق فإنه لا يوجد لمتلازمة أسبرجر اختبار طبي واحد يمكن إجراءه لتأكيد التشخيص بل إنه يجب القيام بالكثير من التقييمات من قبل الطبيب.

إن المجالات الرئيسية التي نبني عليها تشخيص متلازمة أسبرجر هي كالتالي:

  • مستوى المهارات اللغوية.
  • مدى التفاعل الاجتماعي ومدى الاهتمام الذي يظهره المريض.
  • التعابير الوجهية خلال الكلام.
  • ردة الفعل تجاه التغيرات التي تحصل حوله.
  • التنسيق والمهارات الحركية.

كما سبق وذكرنا فإن هذه المتلازمة ليست حالة طبية مستقلة بحد ذاتها بل هي تشخيص يترافق مع اضطراب طيف التوحد.

ما هي نقاط القوة لدى مصاب أسبرجر؟

نلاحظ بعض نقاط القوة لدى مصابي متلازمة أسبرجر وهي ما يلي:

  • قدرات متميزة على التركيز خلال أداء مهمات معينة وبالتالي قد يظهرون نجاح باهر وتفوق كبير ضمن بعض المجالات.
  • يهتمون بشدة لكل التفاصيل ويدركون أدق التفاصيل بها وهي سمة تضفي الدقة وإتقان العمل في أي مهمة.
  • يمتلكون عزيمة كبيرة والكثير من المثابرة.

علاج متلازمة أسبرجر

في الحقيقة يختلف النهج العلاجي المتبع في متلازمة أسبرجر للأطفال من حالة للأخرى وبالتالي يحتاج الطبيب إلى تجربة أكثر من أسلوب ليصل للعلاج المناسب.

إن أبرز طرق العلاج هي على الشكل التالي:

  • علاج معرفي سلوكي: وهو يعد من أنواع العلاج النفسي التي تساهم في تغيير طريقة تفكير الطفل المريض بمتلازمة أسبرجر لكي يستطيع أن يتحكم بمشاعره بشكل صحيح ولكي يحد من سلوكياته المتكررة.

هذا العلاج يساعد أيضًا في ضبط الانفعالات والتخفيف من فرط الهوس ببعض الأمور.

  • التدريب على بعض المهارات الاجتماعية: حيث أن برامج المهارات الاجتماعية التي تطبق ضمن جلسات فردية أو حتى جماعية تساعد بشكل كبير في عملية التدريب على مهارات التواصل الاجتماعي وكيفية التفاعل بصورة صحيحة مع الآخرين مع القدرة على فهم تعابيرهم اللغوية.
  • علاج لمشاكل النطق: إن هذا العلاج مفيد جدًا في تدريب الطفل على مهارات التواصل مثل محاولة تغيير نبرة الصوت المستخدمة خلال الحديث وعدم البقاء على نبرة واحدة.

ما الفرق بين متلازمة أسبرجر والتوحد؟

إن الفرق الأساسي بين اضطراب التوحد ومتلازمة أسبرجر هو الأداء العالي لمرضى أسبرجر مقارنة بمرضى طيف التوحد.

يكون هذا الفرق واضح من خلال العلامات التالية:

  • تظهر الأعراض بشكل أقل حدة عن مرضى متلازمة أسبرجر مقارنة بمرضى طيف التوحد.
  • يتمتع أصحاب المتلازمة بالكثير من المهارات اللغوية ولا يظهرون أي تأخر في اللغة.
  • إن مرضى أسبرجر يحتاجون إلى دعم أقل بكثير من مرضى مصابين طيف التوحد.
  • يتميز مرضى أسبرجر بمعدل ذكاء عالي أعلى من الحد الطبيعي بالإضافة إلى قدرات كبيرة في التفوق ضمن بعض المجالات أو قدرات سريعة في الحفظ ولكنه أمر لا ينطبق على كل المصابين بالتأكيد.
‫0 تعليق