متلازمة دودة الأذن الموسيقية وعلاجها

[faharasbio]

متلازمة دودة الأذن الموسيقية وعلاجها

هل سبقَ لكَ الذهاب إلى امتحان الجامعة أو مكان العمل وشرود ذهنك بشكلٍ مفاجئ والبدء بدندنة أغنية ما؟ لا بدّ أنها حصلت لكَ ولو مرة واحدة في حياتك، يُلاحظ معظم الأفراد أنَ عقلهم يستذكر أي أغنية في مواقفٍ محرجة مثل وقت الامتحان أو وقت تسليم مهمة في العمل أو أثناءَ انتظار الحافلة.

ومنَ الجدير بالذكر، أنه استطاعَ المختصين دراسة هذه الحالة، لأنَ التساؤلات كثيرة {فلماذا يشعر الإنسان بدندنة أي مقطوعة موسيقية أو أغنية جميلة دون سابق إنذار؟} وبعدَ دراسة عدّة حالاتٍ معيّنة تمَ التوّصل إلى دودة الأذن الموسيقية أو كما يُطلق عليها {متلازمة التصوير الموسيقي اللاإرادي أو متلازمة الأغنية العالقة} وبالرغم من أنها متلازمة طبيعية وشائعة جداً في عالمنا، وخاصةً في ظلّ انتشار الموسيقى والمواقع على الإنترنت لتحميلها.

ونوّد الإشارة، أنَ هذه الحالة شائعة بنسبة تفوق 97% عندَ البشر، وتزداد نسبة ظهورها كُلّما شردَ ذهن الإنسان أو صبّ تركيزه على مهمة معينة، ولذلك ما المقصود بمتلازمة دودة الأذن؟ وما هيَ أبرز أسبابها؟ وطرق علاجها؟

ما المقصود بمتلازمة دودة الأذن الموسيقية؟

إنها متلازمة شائعة في عالمنا ولا تستدعي الخوف، فيشعر الإنسان أنهُ عالق في أغنيةٍ معينة دون أي محفزٍ خارجي، فهيَ عبارة عن هلوسة سمعية تدور في رأس الشخص لعدّة دقائق ولا يستطيع التخلص منها بسهولة.

وتزداد نسبة الإصابة بها عندَ الأفراد المدمنين على الموسيقى مثل {العازفين، كتّاب الأغاني، المطربين} أو الأفراد العاديين الذينَ يضعون سماعات الأذن قبلَ النوم، فالدماغ سيُعالج هذه الكلمات والألحان أثناءَ مرحلة النوم، وبالتالي يُؤثر على جودته وعلى النشاط في اليوم التالي.

فيشعر المدمنين على الموسيقى بحالةٍ يُرثى لها أثناءَ أداء مهامهم اليومية، فحتّى وهم في أثمن لحظات حياتهم، تدور في رأسهم أي أغنية قد انجذبوا إليها سابقاً واستمعوا لها مراراً وتكراراً، والغريب في الأمر حتّى المُصابين بفقدان السمع قد يُصابون بهذه المتلازمة أيضاً.

ويُمكن ارتباط متلازمة دودة الأذن باضطراب الوسواس القهري، فإذا استمرّت بشكلٍ مبالغٍ بهِ، قد تكون دلالة على الإصابة بهذا المرض النفسي، فيهرب المُصاب إليها في كل موقف لا يُحبّ التركيز بهِ أو يُحاول التخلص منه.

كما أنَ متلازمة تكرار الأغاني قد تُعبّر عن حالة الإنسان النفسية، فهيَ بمثابة مهرب لهُ من ضغوطات الحياة والمواقف اليومية السيئة التي يشعر بها.

إقرأ أيضًا: الضوضاء الوردية كيف تُساعدك على النوم؟

ما هي أبرز أسباب الإصابة بمتلازمة دودة الأذن؟

في الحقيقة لا يوجد سبب واضح للإصابة بها، ولكن تمَ تحديد عدّة عوامل تُساعد على زيادة خطر الإصابة مثل:

  • الفراغ والملل: إنها من أبرز العوامل التي تُساعد على استذكار الأغنية التي تُحبّها، فعندما يشعر الفرد بالملل ولا يُنجز أي مهمة خلالَ يومه ويُصاب بالشرود الذهني كثيراً، فيُحاول تذكر أغنية وتكرارها في عقله من أجل المتعة وتسلية الذات.
  • التعبير عن المشاعر: عندما يُصاب الإنسان بأي حالة خذلان أو موقفٍ يستدعي البهجة أو الفرح أو الحزن، فيُحاول التعبير عن مشاعره بتذكر أغنية يُحبّها، ومعَ تكرارها في العقل يُصبح منَ الصعب التخلص منها واستبدالها بشيءٍ آخر.
  • الأغاني الرائجة: أي أغنيةٍ رائجة على الساحة الفنية تنتشر في كل مكان، سواءً في المحال أو المطاعم أو الشوارع أو داخل المنازل والسيارات، وأثناءَ سماع العقل الباطن لكلمات هذه الأغنية مراراً وتكراراً، فمنَ الطبيعي ترديدها في كل وقت وخاصةً الأغاني الشعبية والمبهجة.
  • صنّاع الموسيقى: منَ البديهي إصابة هؤلاء الأفراد بمتلازمة دودة الأذن الموسيقية، لأنهم يُرددون كلمات الأغنية عشرات المرات ويُحاولون التدرب عليها وعلى ألحانها، فالاستماع لها والاحتكاك الموسيقي بها يُؤثر على حالة الفرد ويُصاب بها.

ما هي أفضل طرق علاج متلازمة دودة الأذن الموسيقية؟

لا تحتاج إلى علاجٍ طبيّ، لأنَ العقل يستذكر هذه الأغنية لفترةٍ محددة ومن ثمَ تتلاشى تلقائياً أو يتم استبدالها بأغنيةٍ أخرى، ولكن هذه المشكلة لها أثر سلبي على حياة الإنسان، فمنَ المُمكن تشتيت انتباهه في الامتحان المدرسي أو الجامعي أو قلّة التركيز في العمل، ومن هنا توجد عدّة طرق من أجل التخلص منها، تتمثل في:

  • الانشغال الدائم: بالتأكيد عندما يستمع الفرد للموسيقى بشكلٍ متكرر سيُصاب بهذه المتلازمة، لأنَ معظم ربّات المنزل يقضون أوقاتهم عليها أثناءَ العمل ومعظم الأفراد يقضون ساعات طويلة في الاستماع لها، ويكمن الحل في الانشغال بممارسة الرياضة أو قراءة كتب مفيدة أو حضور كورسات تدريبية أو القيام بهواياتٍ جديدة.
  • تغيير نمط الحياة: إذا أردتَ التخلص من هذه المتلازمة، يجب الالتزام بنمط يومي جديد، فالمشاركة في الخارج معَ فرق العمل والقيام بالأعمال التطوعية والذهاب إلى الجامعة لحضور المحاضرات والخروج معَ الأصدقاء، تُؤثر على حياتك بشكلٍ إيجابي وتستعيد من خلالها الحيوية والطاقة.
  • تعلم التحكّم بالأفكار: بإمكان المريض السيطرة على أفكاره وعدم الاستجابة لها، فالعلاج بالتعرض لهُ أثر إيجابي في التخلص من هذه المتلازمة، لأنهُ يُساعد في تثبيط السلوكيات والأفكار، فكُلّما شعرتَ بحاجتك لتكرار الأغنية، حاول التفكير بشيءٍ آخر أكثر متعة لكَ.

لا شيءَ يُضاهي متعة الاستماع إلى أغنيةٍ جميلة وخاصةً معَ شخصٍ تُحبّه لخلق ذكريات في العقل الباطن، ولكن حاول التركيز على نفسك وصحتّك النفسية واستغلال وقتك بأمورٍ مفيدة لصالحك، لأنَ الاستماع المتكرر للأغاني يُؤثر على حاسة السمع لديك ويُعرّضك للإصابة بالأرق والتفكير المفرط، فخصص يومياً ساعة فقط للموسيقى وحاول التقليل منها قدر الإمكان واستبدالها باليوغا أو التدليك أو تمارين التأمل للاسترخاء.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

[ppc_referral_link]