هل يمكن أن تعتبر مدمن شاي؟
يعتبر الشاي أحد أكثر المشروبات شعبية في جميع أنحاء العالم، وهو مستخرج من مجموعة من النباتات التي تحمل اسم كاميليا سينينسيس (بالإنجليزية: Camellia sinensis).
ويعتبر الشاي أيضًا مشروبًا صحيًا، ولهذا السبب يلتزم بشربه العديد من الأشخاص حول العالم باعتباره إضافة صحية إلى النظام الغذائي، فهو غني بمضادات الأكسدة والعديد من المركبات الصحية الأخرى.
ولكن مع ذلك يجادل البعض بأن شرب الشاي قد يكون نابع من أنك مدمن شاي، وأن شربه يضر أكثر مما ينفع، لكن ما مدى صحة هذا الجدال؟
لهذا السبب سيتطرق هذا المقال إلى الإجابة على سؤال:” هل يمكن أن تعتبر مدمن شاي؟”.
أسباب تجعلك مدمن شاي
يحتوي الشاي بأنواعه المختلفة على نسب مختلفة من مادة الكافيين المسببة للإدمان، وهي المنبه الطبيعي الأكثر استخدامًا حول العالم.
يحتوي الكافيين على مادة كيميائية تشبه مادة الأدينوزين، وهي مادة كيميائية تعمل على إرخاء الجهاز العصبي المركزي، وهذا يعني أنه يمكن ان يتناسب الكافيين مع مستقبلات الأدينوزين في الدماغ، وبذلك فهو يمنع الشعور بالتعب.
ليس هذا فحسب، يعمل الكافيين على تنشيط العديد من المنشطات الطبيعية كالدوبامين.
لهذا السبب يعتقد أن شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين بما فيها الشاي بانتظام يمكن أن يقود إلى الإدمان.
يمكن أيضًا أن تشعر بأعراض الانسحاب إذا توقفت فجأة عن تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، وتتمثل هذه الأعراض بالصداع والإرهاق.
وبشعورك بأعراض مشابهة يمكن أن تظن بأنك مدمن شاي.
هل إدمان الشاي حقيقي؟
تتعدد أشكال الإدمان وأسبابه، ولكن يتفق المختصين الصحيين بثلاثة أعراض سريرية رئيسية للإدمان وهي:
- استمرار استخدام أو تناول مسبب الإدمان رغم الأضرار التي يسببها.
- جهود فاشلة لتقليل أو تجنب استخدام أو تناول مسبب الإدمان.
- الشعور بأغراض الانسحاب عند التوقف عن استخدام أو تناول مسبب الإدمان.
وعمومًا تعترف منظمة الصحة العالمية رسميًا بمتلازمة إدمان الكافيين، وهذا يعني أن الادمان لا يتعلق بالشاي بحد ذاته، ولكنه متعلق بمادة الكافيين التي يحتوي عليها الشاي.
وهذه هي إجابتك على سؤال:” هل يمكن أن تكون مدمن شاي؟”.
ولا يزال من غير الواضح مقدار الشاي الذي يمكن أن يؤدي شربه يوميًا إلى الإصابة بالإدمان، ولكن يمكن أن تبدأ بالشعور بأعراض الانسحاب إذا كنت تستهلك فقط 100 ملغ يوميًا من الكافيين.
فيما يلي كمية الكافيين الموجودة في كوب واحد 240 مل من الشاي، وذلك بحسب أنواع الشاي المختلفة:
- الشاي الأسود: والذي يحتوي على كمية كافيين تتراوح ما بين 35-44 ملغ.
- الشاي الأخضر: والذي يحتوي على كافيين من 33-71 ملغ.
- شاي أولونج: والذي يحتوي على كمية كافيين تتراوح ما بين 37-38 ملغ.
- الشاي الأبيض: والذي يحتوي على حوالي 33-48 ملغ من الكافيين.
- المتة: ويحتوي شاي المتة على 45-67 ملغ من الكافيين.
- شاي الماتشا: والذي يحتوي على كمية كافيين تتراوح ما بين 38-89 ملغ.
- شاي منزوع الكافيين: ورغم أنه منزوع الكافيين ولكنه يحتوي على حوالي 12 ملغ من الكافيين.
- شاي الأعشاب: ومن الجدير بالذكر أنه لا يحتوي أبدًا على كافيين.
وبناء على ما ذكر أعلاه، يحتاج الجسم تقريبًا إلى كوبين او ثلاثة أكواب يوميًا من الشاي للإصابة بالإدمان، ولكن ما زالت الأبحاث في هذا الصدد في بدايتها، ولا يوجد أدلة قوية لدعمها.
أعراض انسحاب الكافيين
يمكن أن يكون من الصعب تحديد ما إذا كنت مدمن شاي أم لا، ولكن قد تكون بعض العلامات المساعدة هي عدم قدرتك على التقليل من شرب الشاي رغم معاناتك بعد شربه من بعض الأعراض كالتوتر، الصداع أو رجفان في الجسم.
ويمكن أيضًا أن تلاحظ بعض أعراض انسحاب الكافيين إذا توقفت فجأة عن شرب الشاي أو الكافيين بشكل عام، وتشكل هذه الأعراض ما يلي:
ويمكن أن تشعر بهذه الأعراض بعد توقفك عن شرب الكافيين لفترة تتراوح ما بين 12-24 ساعة، وتستمر هذه الأعراض حتى تسعة أيام، وغالبًا ما تختفي الأعراض تدريجيًا بعد ذلك.
هل الشاي ضار؟
هل ما سبق يعني أن شرب الشاي مضر، أو هل يجب التوقف عن شرب الشاي؟
خصوصًا مع خوفك من كونك مدمن شاي أو مدمن الكافيين.
تشجع وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) والهيئة الأوروبية لسلامة الغذاء (EFSA) على استهلاك ما لا يزيد عن 400 مجم يوميًا من الكافيين، وهذا ما يعادل من 4-12 كوب من الشاي يوميًا تقريبًا، وهذا يختلف بحسب صنف الشاي.
أما بالنسبة للحوامل فيفضل الحد من تناول الكافيين، بحيث يسمح لهن الحصول على كافيين بكمية لا تزيد عن 200 مجم يوميًا.
وهذا يعني أن للشاي أهمية ممتازة لصحة الجسم، وفي المقابل يمكن أن يعاني البعض من حساسية من الكافيين، وبالتالي تصيبهم العديد من الأعراض الجانبية عند شربهم أي مشروب يحتوي على الكافيين ولو بتركيز قليل.
تشمل الأعراض الجانبية لحساسية الكافيين على الأرق، زيادة التبول، سرعة دقات القلب، الصداع النصفي، العصبية ورجف الجسم، ويمكن أن تزداد خطورة إصابتهم بالنوبات القلبية.
يمكن أيضًا أن يُنصح أصحاب بعض الحالات الصحية بتجنب شرب الشاي أو أي مشروب آخر يحتوي على الكافيين، وتشكل هذه الحالات الصحية ما يلي:
- المصابون بالقلق أو التوتر المزمن.
- المعرضين للإصابة بالنوبات المختلفة.
- المصابون بأمراض القلب.
- المصابون بأمراض الكلى.
- المصابون بأمراض الكبد.
كيفية الإقلاع عن الكافيين
يمكن أن تساعد النصائح الآتية على التقليل أو الإقلاع عن شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مع تجنب الإصابة بأعراض انسحاب الكافيين بقدر الإمكان:
- الامتناع التدريجي: فعلى سبيل المثال إذا كنت مدمن شاي تشرب يوميًا 6 أكواب من الشاي فقللها في اليوم التالي إلى 5، وفي اليوم الذي يليه إلى 4 وهكذا.
- النوم الصحي: حيث يساهم النوم الصحي بتقليل الشعور بالإرهاق وبقلة التركيز، وبالتالي تحافظ على يقظتك بشرب كمية قليلة جدًا من الكافيين.
- شرب كمية كافية من السوائل: فرطوبة الجسم الجيدة تحفز على اليقظة الذهنية، وتقلل من احتمالية الإصابة بأعراض انسحاب الكافيين بقدر الإمكان.
بدائل للشاي
فيما يلي العديد من المشروبات الخالية من الكافيين، والتي يمكن اعتبارها بدائل فعالة للشاي، وتساعدك على تقليل شربك له:
- مغلي الزنجبيل.
- مغلي أوراق النعناع.
- مغلي الكركم.
- ماء دافئ مع القليل من الليمون المعصور.
- الحليب.
- عصير التفاح.
- عصير الشمندر الدافئ.
- عصير الجزر الدافئ.
- حليب اللوز الدافئ، ويمكن أن يُضاف له القليل من القرفة.
- شاي الأعشاب أو الشاي منزوع الكافيين.
وبذلك لا يعد الشاي بحد ذاته مسببًا للإدمان، ولكنه يحتوي على مادة الكافيين الكيميائية، والتي تمتلك بعض الخصائص التي تجعلك مدمن شاي.
ويُعتقد أن شرب الشاي بانتظام ثم التوقف عن شربه فجأة سينتج عنه أعراض انسحاب الكافيين، ولكن ما زال الخبراء غير متأكدين تمامًا ما إذا كان إدمان الشاي يعتبر إدمانًا حقيقيًا.
إذا كنت تشرب الشاي بانتظام، ولا تعاني من أي مشاكل صحية فلا داعي للقلق، فأنت لست مدمن شاي.
فاستمر بشربه فهو يتمتع بالعديد من الفوائد الصحية للجسم، ولا تنسى استهلاك ما يكفي من السوائل الأخرى وخصوصًا الماء، بالإضافة إلى الاعتناء بنومك الصحي.
المرجع: