مرض النقرس
يُقصد بالنقرس ( بالإنجليزية: Gout) مجموعة من الأمراض والأعراض المرضية التي يصاب بها الأشخاص نتيجة تراكم حمض البوليك (حمض اليوريك) في أجسادهم، وغالبًا ما يؤثر هذا التراكم على القدمين.
إذا كنت مصابًا بمرض النقرس ستشعر بتورم وألم في مفاصل قدمك، وربما يتركز الألم في إصبع قدمك الكبير.
يُصاب مرضى بالنقرس أيضًا بنوبات النقرس التي تتمثل في الألم المفاجئ والشديد، يصف المرضى هذا الشعور باحتراق القدم.
أعراض النقرس
يمكن أن يمتلك بعض الأشخاص نسبة مرتفعة من حمض اليوريك في دمهم، ومع ذلك لا يشعرون بأي أعراض، ويُطلق على هذه الحالة اسم النقرس بدون أعراض.
أما في مرض النقرس الحاد تتراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل، وتظهر الأعراض بسرعة وشدة لفترة تتراوح ما بين 3 إلى 10 أيام.
غالبًا لا تُصاب بأي أعراض بين نوبات النقرس، ولكن خلال النوبات ستشعر بألم وتورم شديد وحاد، وربما تشعر أيضًا بدفء في المفاصل.
مع مرور الوقت إذا لم يتم التعامل مع مرض النقرس بشكل صحيح فربما يصبح مرضًا مزمنًا، وفي هذه الحالة تتطور كتل صلبة من رواسب حمض اليوريك في المفاصل، الجلد والأنسجة الرخوة المحيطة بالمفاصل، وتعرف هذه الكتل باسم التوف (بالإنجليزية: Tophi).
يمكن أن تلحق التوف الضرر الكبير بمفاصلك، ولهذا السبب يفضل البدء بعلاج مرض النقرس فوريًا حتى لا يتحول إلى مرض مزمن.
أسباب الإصابة بالنقرس
يمكن أن تقود بعض الحالات المرضية إلى الإصابة بمرض النقرس مثل اضطرابات الدم، اضطرابات التمثيل الغذائي والجفاف.
في هذه الحالات يزيد إفراز الجسم لحمض اليوريك عن طريق تكسير البورينات الموجودة بشكل طبيعي في الجسم، ويتراكم حمض اليوريك على شكل بلورات اليورات.
يمكن أيضًا أن تزيد مشاكل الكلى، مشاكل الغدة الدرقية أو بعض الاضطرابات الوراثية من حدة النقرس، وهذا لأن هذه الحالات المرضية تتسبب بصعوبة التخلص من حمض اليوريك الزائد.
تزداد احتمالية الإصابة بالنقرس إذا كنت من الأشخاص المذكورين أدناه:
- رجل في منتصف العمر، أو إمراة بعد سن اليأس.
- لديك أقارب مصابين بالنقرس.
- تتناول باستمرار أدوية مدرة للبول أو السيكلوسبورين.
- تعاني من ارتفاع ضغط الدم، أمراض الكلى، توقف التنفس خلال النوم، أمراض الغدة الدرقية أو مرض السكري.
- مدمن الكحول.
في الحقيقة يمكن أن يُصاب بعض الأشخاص بالنقرس نتيجة اتباعهم نظامًا غذائيًا غني بالأطعمة التي تحتوي على البورينات، وسيتم ذكر هذه الأطعمة بالتفصيل في الفقرات المقبلة.
تشخيص النقرس
يقوم الطبيب بمراجعة تاريخ عائلتك المرضي، تاريخك الطبي، نتائج فحصك البدني والأعراض التي تشعر بها لتشخيص إصابتك بالنقرس، وربما يسألك الطبيب عن الآتي:
- وصف آلام المفاصل التي تشعر بها.
- كم مرة تعاني من آلام شديدة في مفاصلك؟
- ما مدى احمرار أو تورم المنطقة التي تشعر بالألم بها.
يمكن أيضًا أن يطلب الطبيب فحص السائل المأخوذ من مفصلك، وهذا لمعرفة ما إذا كان يحتوي على حمض اليوريك، ويمكن أيضًا أن يلجأ الطبيب إلى إجراء تصوير بالأشعة السينية لمفصلك.
الأطعمة الممنوعة لدى مرضى النقرس
تحتوي بعض الأطعمة على نسبة مرتفعة من البورينات، ويقوم الجسم بتحليل هذه البروينات إلى حمض اليوريك.
في الحقيقة غالبًا لا يعاني العديد من الأشخاص من الأطعمة عالية البورينات باستثناء إذا كانوا يعانون من مشاكل في التعامل مع حمض البوليك الزائد، وحينها فعليهم التقليل من تناول هذه الأطعمة، وفيما يلي معظمها:
- اللحوم بأنواعها وخصوصًا الحمراء منها.
- بعض المأكولات البحرية كسمك القد، الأسقلوب، السلمون وبلح البحر.
- الكحول.
- المشروبات المحلاة والتي تحتوي على نسبة عالية من سكر الفركتوز كالمشروبات الغازية وعصير الفواكه.
لهذا السبب يُطلق العامة على مرض النقرس اسم مرض الملوك، وهذا لأن اللحوم قديمًا كانت من الوجبات التي يستطيع الملوك فقط تناولها.
علاج النقرس
من المهم السعي لعلاج النقرس بشكل فوري، وهذا لأن عدم علاجه سيقود إلى الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية الأكثر خطورة منها الإصابة بالنقرس المزمن أو التهاب المفاصل، وبذلك يعاني المريض من تورم وألم دائم في مفاصله.
سيبدأ الطبيب مع المريض بخطة علاجية تعتمد على درجة إصابتك وشدتها، ولهذا السبب يجب التنويه على عدم أخذ أي علاج دون أن يصفه الطبيب.
تعمل أدوية علاج النقرس على تخفيف الألم، تقليل الالتهاب أو منع نوبات النقرس المستقبلية من الحدوث، وهذا عن طريق خفض مستويات حمض اليوريك في الجسم.
يمكن أيضًا أن يطلب الطبيب من المريض القيام ببعض التغيرات على نمط حياته، وهذا للمساعدة على الشفاء من النقرس إلى جانب العلاج الدوائي، وفيما يلي بعض النصائح التي يذكرها الأطباء:
- فقدان الوزن الزائد.
- الإقلاع عن التدخين.
- التوقف عن شرب الكحول.
وما زال الباحثين يعملون بغرض العثور على طرق بديلة لعلاج النقرس، ويتوقع من العديد من هذه الطرق نتائج واعدة.
علاجات النقرس المنزلية
يمكن أن تدعم العديد من العلاجات المنزلية العلاج الدوائي، وفيما يلي أبرز العلاجات الدوائية التي أثبتت الدراسات فعاليتها في خفض مستويات حمض اليوريك:
- الكرز اللاذع.
- الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم.
- الزنجبيل.
- خل التفاح.
- الكرفس.
- الهندباء.
- بذور حليب الشوك.
- شاي ناتل (شاي القراص).
بالتأكيد لا يكفي تناول هذه الأطعمة لوحدها دون العلاج الدوائي، ولا بأس من سؤال طبيبك عن الكميات المناسبة التي عليك تناولها لمساعدتك على العلاج.
الحل الجراحي للنقرس
غالبًا ما يتم علاج النقرس بدون جراحة، ولكن إذا أصبح المرض مزمنًا وبعد مرور سنوات عديدة تتضرر المفاصل، تتمزق الأوتار وتزداد التهابات الجلد فوق المفاصل.
يمكن أيضًا أن تتراكم التوف على مفاصلك فتتلفها، وفي هذه الحالات تزداد الحاجة إلى إجراء إحدى ثلاثة عمليات جراحية لإصلاح المفاصل وهي:
- جراحة إزالة التوف.
- جراحة دمج المفاصل.
- جراحة استبدال المفاصل.
يوصي الطبيب بواحدة من هذه العمليات الجراحية بحسب مدى الضرر، مكان تراكم التوف وبعض الجوانب الشخصية المتعلقة بهذه العمليات والتي يفضلها المريض.
العلاج بالزيوت الأساسية
تستخلص الزيوت الأساسية من مواد نباتية، ويعتقد أن لديها تأثيرات مضادة للالتهابات، تسكين الآلام ومحاربة البكتيريا.
فيما يلي أفضل الزيوت الأسياسية لعلاج النقرس، وبالطبع فجميعها لا تُغني عن العلاج الدوائي الذي يصفه الطبيب:
- زيت الليمون.
- زيت بذور الكرفس.
- مستخلص أوراق الزيتون.
- القرفة الصينية.
تستخدم هذه الزيوت عن طريق فركها على بشرتك، أو صنع الشاي من أوراق هذه النباتات، ويجب التحذير من عدم تناول الزيوت العطرية لسميتها الشديدة.
الوقاية من النقرس
فيما يلي مجموعة من النصائح التي تساعدك على الوقاية من النقرس، وخصوصًا إذا كان لدى عائلتك تاريخ مرضي بالنقرس، أو تزداد لديك احتمالية الإصابة بالنقرس:
- التقليل من تناول الأطعمة الغنية بالبورينات، ومن ضمنها المحار، لحم الضأن، لحم الماعز ولحوم أعضاء الحيوانات.
- تناول نظام غذائي غني بالخضراوات.
- تناول نظام غذائي قليل الدسم وخالٍ من الألبان.
- فقدان الوزن.
- التوقف عن التدخين.
- التوقف عن شرب الكحول.
- ممارسة التمارين الرياضية.
- شرب كمية كافية من المياه للحفاظ على رطوبة الجسم.
إذا كنت تتناول أدوية تزيد من خطر إصابتك بالنقرس كمدرات البول فيمكنك حينها الاستفسار من طبيبك عن كيفية تقليل خطر الإصابة بالنقرس.
المرجع: