معلومات عن متلازمة اليد الغريبة

معلومات عن متلازمة اليد الغريبة
Share this post with friends!

معلومات عن متلازمة اليد الغريبة

لا بدَّ أنكَ سمعتَ من قبل عن متلازماتٍ غريبة تُلحق الضرر بأصحابها! بدءاً من إهلرز دانلوس وصولاً إلى متلازمة كيندلر، وتختلف المتلازمات ما بينَ النفسية والجسدية ولكلٍ منها أعراضه وأسبابه الخاصة، وتُعرف المتلازمة Syndrome بأنها عبارة عن اضطرابٍ يُصاب بهِ الإنسان وتُؤثر على حياته الاجتماعية والعملية، ومن بين أغرب المتلازمات التي تمَ اكتشافها هيَ متلازمة اليد الغريبة التي يشعر من خلالها الفرد بفقدان السيطرة على يده وكأنها ليست متصلة بجسده، فيتعامل معها على أنها جزء غريب لا يُمكن التحكّم بهِ وتُسبب لهُ الإحراج والتصرفات الغريبة التي تدفعه للشعور بالإحباط والخوف منها، فما هيَ متلازمة اليد الغريبة؟ وما هيَ أعراضها؟ أسبابها؟ وطرق علاجها؟

أعراض متلازمة اليد الغريبة

صديقي القارئ،، إذا لاحظتَ من قبل أي إنسانٍ يفقد السيطرة على إحدى أطرافه ويشعر بالخوف والإحباط منها ولا تعلم السبب الذي يدفعه لعدم السيطرة عليها، نُقدّم لكَ في هذا المقال معلوماتٍ شاملة عن متلازمة اليد الغريبة عليكَ قراءتها للتعرّف عليها:

ما المقصود بمتلازمة اليد الغريبة Alien hand syndrome؟

إنها واحدة من أغرب المتلازمات الموجودة في العالم، فهل لكَ أن تتخيل فقدان السيطرة على جزء من جسدك؟ وليسَ أي جزءٍ منه بل جزء مهم جداً وتستخدمه كثيراً لإنجاز مهامك اليومية وهوَ اليد وخاصةً الطرف الأيسر منها، فهذه المتلازمة عبارة عن حالةٍ عصبية تُصيب إحدى الأطراف بحيث يفقد الفرد قدرته على التحكّم بأفعالها ولا يُمكنهُ تحريكها أو إيقافها والسيطرة عليها.

ومنَ الجدير بالذكر، يشعر الإنسان أنَ أحد ما يستخدم يده بدلاً عنه ويفعل أشياء لا إرادية معظمها يُسبب الإحراج والسوء لهُ، ويُمكن لهذه المتلازمة أن تُصيب جميع الأفراد من مختلف الأعمار ومن كِلا الجنسين ولكنها تزداد عندَ البالغين، ويصف الفرد شعوره بأنهُ أقرب إلى الخيال ومليء بالرعب والخوف بسبب عدم قدرته في التحكّم بأي ردّة فعل صادرة من يده ولا يقصد أي حركةٍ منها وأحياناً ينعزل عن محيطه الخارجي حتى لا تُؤذيه يده بأفعالها اللاإرادية.

قد يهمك: ما هي الاجروفوبيا Agoraphobia (رهاب الخلاء)؟

ما هيَ أعراض متلازمة اليد الغريبة؟

توجد عدّة أعراض وعلامات تظهر على الإنسان المُصاب بهذه المتلازمة الغريبة، ومن أبرزها:

  • القيام بالأفعال والحركات المؤذية للفرد كالضرب أو محاولة لف العنق أو الصفع.
  • الشعور بعدم التحكّم والسيطرة على اليد.
  • تنفيذ حركات وأفعال تُعارض الذات مثل محاولة إغلاق الباب بعدَ فتحه بشكلٍ إرادي.
  • الشعور بالخوف من أي رد فعل صادر عن اليد الغريبة.
  • الانعزال عن الآخرين لتجنب الإحراج أمامهم.
  • افتعال سلوكيات قد تكون مؤذية للنظر أو خادشة للحياء أمامَ العامة كلمس المنطقة الحساسة على سبيل المثال.

ما هيَ أسباب الإصابة بمتلازمة اليد الغريبة؟

بالتأكيد لكل متلازمة عدّة أسباب أو عوامل تتم دراستها من قِبَل الباحثين والعلماء واكتشاف تأثيراتها على الإنسان، ومن أبرز العوامل التي تُسبب الإصابة بمتلازمة اليد الغريبة هيَ:

  • ورم في الدماغ: إنَ ظهور الأورام التي تكون خبيثة في القحف لها دور في تكوّن ضغط داخل الدماغ البشري وبالتالي خلل في الوظائف عندَ الإنسان، ومنَ المُمكن أن يتم فقدان السيطرة على اليد من خلالها.
  • جراحة علاج الصرع: يُمكن لبعض الجراحات التي تستهدف الأعصاب والدماغ أن تتسبب في الإصابة بفقدان السيطرة على الطرف أو عن طريق الإصابة بالتنكس العصبي.

ما هيَ طرق علاج متلازمة اليد الغريبة؟

بالرغم من صعوبة الإصابة بهذه المتلازمة وتأثيرها على حياة الفرد، إلّا أنهُ لم يتم كشف النقاب عن علاجٍ محددٍ للشفاء منها، بل يُمكن اتباع عدّة طرق وأساليب تُخفف منها وتتمثل في:

  • التشخيص الطبي: قبلَ أي نوعٍ منَ العلاج، يجب على الطبيب المختص أن يقوم بدراسة الحالة المرضية للفرد من حيث مراقبة تصرفاته والتحدث معه عن الأعراض التي يشعر بها وإجراء تصوير له عن طريق الرنين المغناطيسي ليتبيّن للمعالج وجود أي خلل أو ضرر داخل الدماغ.
  • الأدوية: توجد بعض الأدوية التي يُمكن وصفها للمُصاب بهدف زيادة شعوره بالراحة والهدوء والتخفيف منَ التوتر والتفكير بهذه المتلازمة ومنها {البنزوديازيبينات}.
  • العلاج السلوكي المعرفي: في بعض الحالات يتم تحويل المُصاب إلى معالجٍ يُسهم في فهم أفكار الفرد ويعمل على تغييرها واستبدالها بأفكارٍ إيجابية تُساعده على التحكّم بطرفه والسيطرة عليه تدريجياً والحدّ من افتعال المواقف السيئة ومواجهة الخوف الناتج عن الأفعال اللاإرادية وكيفية التعامل معَ أي موقفٍ محرج تُسببهُ اليد لصالحبها، وهذا العلاج يتزامن معَ علاجٍ آخر يعمل على تهدئة المُصاب وتشجيعه للاستمرار والمواظبة على التخلص منها.
  • التحكم بالعضلات: يُمكن لبعض الأدوية أيضاً أن تعمل على زيادة السيطرة والتحكم بالعضلات وتُساعد الإنسان على التخلص من حالة الخوف والرهاب من يده، وتتمثل هذه الأدوية في توكسين البوتولينوم.
  • التحفيز الذاتي: يجب على الفرد أن يبتعد عن الوهم السلبي في حياته، ففي البداية على أسرته وأصدقائه تشجيعه والوقوف بجانبه لتخطي هذه المتلازمة بنجاح، وأهم نقطة في العلاج هيَ الثقة بالنفس والتحلّي بالإيجابية والصبر، لذلك يومياً يُنصح بترديد العبارات التي تُحفزّ العقل الباطن في السيطرة على الأفعال المحرجة والتفكير بأنَ يدك جزءاً من جسدك ويُمكنكَ التحكّم فيها بإرادتك وبكل سهولة، فهذه الطريقة ستزيد من نجاح العلاج وتزيد من ثقة الإنسان بقوّته وإرادته وتصميمه على اجتياز هذه المحنة الصعبة.
  • إشغال اليد: كُلّما شعرتَ بأنَ يدك بدأت بافتعال الأشياء السيئة أو المحرجة أمامَ الآخرين ما عليك إلّا استخدام اليد الثانية وتثبيتها بها أو وضع حقيبة مليئة بالأغراض فيها لإلهائها عن عمل أي فعلٍ يُزعجك.

قد يهمك: ما هي متلازمة جوسكا وما أثرها على الصحة النفسية

هل تعلم أنهُ تمَ تسليط الضوء على هذه المتلازمة في العديد منَ الفيديوهات والأفلام ومن أبرزها الفيلم الممتع بعنوان {مش أنا} للفنان تامر حسني مؤخراً وفيلم {الدكتور سترينجلوف} للممثل بيتر سيلرز، فهذه المتلازمة بالرغم من أنها نادرة إلّا أنَ وجودها يُعتبر حقيقي وأحياناً تتمردّ على الفرد وتُسبب لهُ الأذى النفسي والجسدي.

 فقد تمَ تشخيصها للمرة الأولى في عام 1909، ولأنَ المجتمع يكون ظالم في بعض الأحيان على الأفراد المُصابين بحالاتٍ غريبة يتم تهميشهم وتجاهلهم والتنمر عليهم، ولذلك على كل فرد دراسة هذه الحالة وكيفية مساعدة المُصاب على تجاوزها مراعاةً لمشاعره ولتجنب تعرّضه للاكتئاب الحادّ أو الحرج منَ الخروج أمامَ الناس.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

0 thoughts