معلومات عن متلازمة كابجراس {الوهم}

معلومات عن متلازمة كابجراس {الوهم}
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

معلومات عن متلازمة كابجراس {الوهم}

يوجد في عالمنا الكثير منَ الأمراض النفسية والمتلازمات التي تُصيب الأفراد، فكل متلازمة تُحوّل الإنسان من كائنٍ طبيعي يعيش حياته كأي إنسانٍ آخر إلى كائنٍ تُصبح تصرفاته غريبة ومرعبة لمن حوله، ويُمكننا ذكر بعضها مثل متلازمة فيرجولي التي تُوهم المريض بأنَ جميع الأفراد من حوله هم شخصاً واحداً سواءً كانَ يحب هؤلاء الأشخاص أم يخاف منهم، كما أنَ متلازمة الصوت المنفجر التي تُؤدي لوجود أصوات حادّة في الرأس ومخيفة أثناءَ النوم تُعيق حياة الفرد، وهناكَ الكثير منَ المتلازمات النفسية والجسدية التي لم تُكتشف بعد.

ومنَ الجدير بالذكر، أنهُ توجد متلازمة غريبة جداً، يشعر المُصاب من خلالها بأنَ أحد والديه أو أشقائه أو شريك حياته أو حيوانه الأليف قد تمَ استبداله بكائنٍ آخر محتال ومخيف، ممّا يُؤدي للنفور منهم والابتعاد عنهم وقلّة الثقة بالأشخاص المحيطين بالمُصاب وخلق المشكلات معهم باعتباره أنَ الطرف الآخر غير حقيقي أو عبارة عن وهمٍ أمامه، ولذلك ما هيَ متلازمة كابجراس {الوهم}؟ وما هيَ أعراضها؟ أسبابها؟ وطرق علاجها؟

وهم كابجراس

ما المقصود بمتلازمة كابجراس {الوهم}؟

هل لكَ أن تتخيل أنكَ تجلس معَ شريك حياتك أو ولدك المراهق أو شقيقتك وفجأةً تُصبح إنساناً محتالاً وغريباً في نظرهم؟ لا بدَّ أنهُ شعور مخيف وغريب في آنٍ معاً، ولكنهُ منَ المُمكن أن يحدث إذا كانَ أحد القريبين منكَ مُصاب بمتلازمة كابجراس.

فهذه المتلازمة هيَ عبارة عن اضطرابٍ يحدث في ذهن المريض يجعلهُ يتشتت ويعتقد بأنَ من حوله قد تمَ استبداله بشخصٍ مطابقٍ لهُ يُشبه تصرفاته وشكله الخارجي ولكنهُ محتال ولا يُريد لهُ الخير، ولذلك يُحاول الابتعاد عنهُ بأي طريقة لتفادي التحدث معه أو النظر إليه، ممّا يُؤدي لزيادة غرابة الطرف الآخر وشعوره بالخوف أيضاً من تصرفات المُصاب أمامه.

علاوة على ذلك، تمَ اكتشاف أول إصابة بهذه المتلازمة في عام 1923 من قِبَل الطبيب الفرنسي {جوزف كابجراس} ولذلك سُميّت باسمه نسبةً إليه، وبعدَ تشخيصها شعرَ جميع الأطباء والباحثين بالغرابة والتعقيد الكبير الذي  يُحيط بها، فهل يُعقل أن الإنسان يعتقد أنَ من حوله مزيفين وغير حقيقيين؟

كما أنَ المُصاب لا يكتفي بالابتعاد عن الشخص الذي يعتقد أنهُ محتال، بل يبدأ التخطيط للبحث عن الشخص الحقيقي الذي يعرفه، ومنَ المُمكن أن يُهاجم الذي يعتقده مزيفاً ويطلب منهُ إعادة الشخصية الحقيقية، وهذا ينطبق أيضاً على أفراد العائلة فأحياناً أحد الأبناء يعتقد أنَ والدته مزيفة وأنها مستبدلة من قِبَل شخصية أخرى ولذلك يتجنب الحديث معها ويُفكّر في كيفية استعادة والدته الحقيقية.

ما هيَ أعراض متلازمة كابجراس {الوهم}؟

لهذه المتلازمة النفسية العديد منَ الأعراض التي يشعر بها المُصاب وتتمثل في:

  • قلّة الثقة بالأفراد المُحيطين بالمُصاب.
  • الهلاوس والأفكار الوهمية.
  • الانعزال عن الآخرين.
  • عدم الاقتناع بهوية الطرف الآخر حتى ولو كانَ ابن أو أخ أو شريك حياة.
  • اللجوء إلى العنف للتخلص منَ الشخص الذي يُعتقد أنهُ محتال أو دجال.
  • البحث عن الشخصية الحقيقية للفرد الذي يُعتقد أنهُ تمَ استبداله.
  • الشعور بالقلق والتوتر.
  • الخوف والذعر.

ما هيَ أسباب الإصابة بمتلازمة كابجراس {الوهم}؟

كما ذكرنا في الأعلى أنَ هذه المتلازمة تُعتبر منَ المتلازمات المعقدة وغير المفهومة بالنسبة للباحثين والأطباء النفسيين، ولذلك لم يتم الكشف عن سبب واحد فقط بل عن عدّة عوامل لها دور في الإصابة بوهم كابجراس، منها:

الإصابة بانفصام الشخصية:

إنَ الإصابة بهذا النوع منَ الأمراض النفسية التي تُؤدي للشعور بالهلاوس والأوهام واضطراباتٍ في التفكير لهُ دور فعّال في الاعتقاد بأنَ الشخص الذي أمامك كائن فضائي أو غير حقيقي أو ليسَ إنساناً مثلك، وغالباً يُصاب الفرد بوهم كابجراس نتيجة إصابته بالانفصام الذي يُؤثر على عمل عقله بشكلٍ سليم.

الصدمات النفسية:

أيضاً الأفراد الذينَ تعرّضوا لصدمات نفسية قوية ومخيفة أدّت بهم إلى الشعور الدائم بالقلق والذعر، منَ المُمكن أن يُصابوا بوهم كابجراس الذي يجعلهم يتوّهمون أنَ الأفراد من حولهم مزيفين ويُريدون استغلالهم.

الإصابة بالخرف والزهايمر:

إنَ الخرف أو الإصابة بالزهايمر يُؤثران بشكلٍ كبير على عمل الذاكرة بطريقةٍ صحيحة، وأحياناً يحدث خلل يُؤدي إلى اعتقاد المريض بأنَ الفرد القريب منه مزيف أو غير حقيقي.

إصابات الدماغ:

أحياناً يتعرّض الإنسان للضربات القاسية على دماغه جراء الحوادث، وقد تكون الضربة في نصف الدماغ الأيمن منَ الخلف، ممّا يُؤدي إلى وجود خلل في قدرة الفرد على التعرّف على الآخرين والاعتقاد بأنهم غير حقيقيين.

ما هيَ طرق علاج متلازمة كابجراس {الوهم}؟

لم يتفق الأطباء على علاجٍ محددٍ لهذه المتلازمة، بل توجد طرق عديدة للتخفيف من أعراضها، منها:

العلاج المعرفي السلوكي:

في البداية يجب على المحيطين بالمُصاب أن يُقنعوه بالذهاب إلى الطبيب المختص للكشف عن حالته والتأكدّ من إصابته بالمتلازمة، ومن هنا الطبيب سيُحاول فهم الأفكار التي تُراود المريض ويعمل على تغييرها من خلال زرع أفكارٍ إيجابية وتعديل سلوكيات المُصاب للتخفيف من حالته.

الدعم المعنوي:

لكل إنسان قريب منَ المُصاب عليكَ إدراك حالته وعدم السخرية من أفكاره أو اعتقاداته عنك حتى لو أزعجكَ بتصرفاته، فالأمر ليسَ بيديه ومنَ المهم أن تقترب منه أكثر فأكثر وتُحاول إعادة الثقة إلى قلبه وزيادة اطمئنانه وتجنب مجادلته والتحلّي بالصبر في التعامل معه لتخفيف التوتر والخوف عنه.

العلاج بالأدوية:

يُمكن للطبيب بعدَ الكشف عن حالة المريض أن يقوم بوصف بعض الأدوية التي تُخفف من أعراض هذه المتلازمة مثل المضادّات الخاصة بالذهان إذا كانَ المريض مُصاب بالانفصام أو عن طريق وصف الأدوية التي تُعالج مشاكل الذاكرة أو عن طريق الإجراء الجراحي إذا كانَ الرأس قد تعرّضَ لصدماتٍ عليه أو عن طريق وصف مضادّات الاكتئاب.

قد يهمك: ما هي متلازمة جوسكا وما أثرها على الصحة النفسية

من هم الأفراد المعرّضين للإصابة بمتلازمة كابجراس {الوهم}؟

قد تعتقد أنَ هذه المتلازمة لا تُصيب إلّا فئة البالغين فقط، ولكن بحسب بعض الدراسات التي أُجريت على المُصابين تبيّنَ أنَ النساء كانوا عرضة للإصابة بها أكثر منَ الرجال، كما أنَ الأطفال معرّضين للإصابة بهذا الوهم، وهذه المتلازمة منَ المُمكن أن تُصيب ما يُقارب 12% منَ السكان حولَ العالم وأغلبهم المرضى الذينَ يُعانون من مشاكلٍ في الذاكرة والانفصام.

إنَ الدماغ البشري معرّض للكثير منَ الأمراض والمتلازمات التي قد تُصيبه بشكلٍ مفاجئٍ وتُؤثر على عمله من حيث التذكر والإدراك والفهم والتعرّف على الآخرين، ولذلك عليكَ الاهتمام بصحتّه بشكلٍ سليم لتفادي الإصابة بأي مرضٍ بهِ، بالإضافة لمراعاة مشاعر المُصابين ومد يدّ العون لهم ومساعدتهم على تخطي هذه الحالة والبدء بالعلاج المبكّر، لأنَ العلاج المتأخر لا يُجدي نفعاً في بعض الأحيان بسبب المضاعفات التي أُصيبَ بها الفرد.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

‫0 تعليق