مفهوم الأفلام الوثائقية: الأهداف والمميزات

مفهوم الأفلام الوثائقية
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

مفهوم الأفلام الوثائقية: الأهداف والمميزات

يسعى الأفراد لمشاهدة الأفلام الوثائقية في أوقات فراغهم، بهدف الاستمتاع وكسب المعلومات والتعرّف على تفاصيل حدثٍ ما إن كانَ سياسي أو اجتماعي، فالأفلام بطبيعتها تُؤثر على الفرد وتُساعد في تحسين مزاجه وإثارته، فكل نوعٍ منها لهُ أهدافه الخاصة، فالأفلام الكوميدية تُساعد في علاج الاكتئاب وتحفيز الضحك والمتعة، وأفلام الرعب تُسهم في رفع مستوى الأدرينالين والشعور بالإثارة، وأفلام الأكشن تُساعد على الحماس، ولكن الأفلام الوثائقية تُثري العقل البشري بالمعرفة والمعلومات القيّمة.

ومنّ الجدير بالذكر، أنه توجد مئات الأفلام الوثائقية على شبكة الإنترنت، بعضها يتحدث عن تفاصيل الحروب مثل الحرب العالمية الأولى وبعضها الآخر عن حياة عالمٍ مشهور وبعضها عن ألغاز الفضاء أو الطبيعة أو القبائل المنعزلة أو أماكنٍ غامضة في العالم، فلا يُمكن مشاهدة فيلم وثائقي إلّا والاستفادة منه في مجالٍ ما، ومن أشهر الأفلام الوثائقية المفضلة عندَ البعض {الاختيار غير الطبيعي، إلى الجحيم، ما وراءَ المنحنى، الرحلة الجوية الأخيرة}.

ونوّد الإشارة، أنّ هذه الأفلام الوثائقية تُحقق إيرادات عالية، فالأفراد يتهافتون على شراء التذاكر أو تحميلها منَّ الإنترنت، ولذلك ما المقصود بالأفلام الوثائقية؟ وما هيَ أنواعها؟ فوائدها ومميزاتها؟

ما المقصود بالأفلام الوثائقية Documentary Film؟

إنهُ عبارة عن فيلم يهدف إلى عرض قضية ما سواءً كانت سياسية أو اجتماعية أو علمية على شكل فيلم، فمنَ المُمكن تصوير بلد غير معروف وعرضه للمشاهدين عن طريق تقديم حياة أفراد البلد وموقعه وأساليب المعيشة فيه، فهوَ لا يُشبه الأفلام السينمائية التي تعتمد على العاطفة أو الخيال أو قصص غير حقيقية.

فالفيلم الوثائقي عبارة عن فيلم جادّ يروي أحداث حقيقية تهدف إلى تقديم المعلومات للأفراد والاستفادة منها، فهوَ عبارة عن لوحاتٍ متعددة للحياة الواقعية التي نعيش بها، يتم صياغة كل فيلم بعناية فائقة من حيث التصوير والصوت والمونتاج وتسلسل المعلومات لجذب أكبر عدد منَ المشاهدين إليها، فهيَ شبيهة بالكتب ولكنها أقلّ معلومات مقارنةً بها.

علاوة على ذلك، يتخذّ أغلب الأشخاص الأفلام الوثائقية هدفاً لهم للثقافة، صحيح أنها لا تُنافس الكتب في معلوماتها، ولكنها قادرة في تقديم كل ما يحتاجه الفرد الذي لا يُحبّ قراءة الكتب، فالوثائقيات بمعنىً أدق عبارة عن صورٍ متحركة معَ مؤثراتٍ تصويرية تهدف إلى تفسير قضايا واقعية حقيقية بشكلٍ جاذب وترفيهي.

ما هيَ أنواع الأفلام الوثائقية Documentary Film؟

نوّد القول أنّ الأفلام الوثائقية لا تتشابه معَ بعضها، فتوجد أنواع عديدة لها، تتمثل في:

الفيلم الوثائقي التفسيري:

يعتمد هذا النوع على الإقناع، فيتميز بصوت جهوري يُسهم في رواية القصة معَ بعض اللقطات الأرشيفية التي يتم عرضها لدعم الفيلم، وعادةً هذا النوع هوَ الأكثر انتشارًاً.

الفيلم الوثائقي الشعري:

في أغلب الأفلام من هذا النوع لا تعتمد على المحتوى السردي ولكنها غنية بالصور الجاذبة للمشاهد والتي تُعبّر عن تفاصيل الفيلم، وفي أفلامٍ قليلة منَ الوثائقي الشعري قد تعتمد على المحتوى السردي ولكن بنسبةٍ قليلة.

الفيلم الوثائقي الرصدي:

يعتمد هذا النوع على اكتشاف الحقيقة عن طريق اعتماد العفوية وتجنب الاصطناع أو التدخل بآراء الأفراد الذينَ يظهرون في الفيلم، فيُسهم في مراقبة القصة بحالتها الطبيعية وتصويرها.

الفيلم الوثائقي التشاركي:

يعتمد هذا النوع على المصور بشكلٍ أساسي فهوَ المحاور وفي الوقت ذاته يُسهم في عملية التصوير، فيلتقط استجابات الأفراد ويُقدّمها على شكل حقيقة مطلقة دون أي تزييف أو إضافات.

الفيلم الوثائقي الأدائي:

يتم الاستعانة بالمخرج الذي يمتلك خبرة كافية عن موضوع الفيلم ويتخذها نقطة بدء لاكتشاف تفاصيل القضية وعرضها للمشاهد.

الفيلم الوثائقي الانعكاسي:

لهذا النوع صلة وصل بينَ الجمهور ومخرج الفيلم، فيتم عرض مشاهد تمَ تصويرها خلفَ الكواليس معَ مقابلاتٍ مهمة وتقديمها للمتلقين بعدَ إنتاجها.

ما هي فوائد ومميزات الأفلام الوثائقية Documentary Film؟

لهذه الأفلام فوائد عديدة، ولذلك يُنصح بمشاهدة فيلم واحد منها على الأقل بشكلٍ أسبوعي، فمن مميزاتها:

  • الاطلاع على تجارب الآخرين: تُحاول بعض الأفلام الوثائقية تقديم سيرة ذاتية عن عالمٍ أو طبيب أو خبير في مجالٍ ما، وتستفيد منهُ عن طريق خبراته ونصائحه وتجربة حياته التي يُقدّمها، وقد تكون مصدر إلهام لكَ.
  • طرح مواضيع واقعية: أثناءَ مشاهدتك للوثائقيات، أنتَ تبتعد عن الخيال وتتعمّق في مواضيعٍ حقيقية تمَ طرحها بطريقةٍ جاذبة، وهذا الأمر يُمكّنك من اكتساب المعلومات وإثراء عقلك بها والتعرّف على حضاراتٍ جديدة أو مدن أو قبائل أو تفاصيل حياة إنسان ناجح.
  • بديل للكتب والقراءة: كما ذكرنا أنّ القراءة كنز للمعرفة، فالكتب لا يُمكن استبدالها، ولكن معَ تطوّر التكنولوجيا بإمكان الفرد كسب معلوماته منَ الفيلم الوثائقي دون حاجته لشراء الكتب إن كانَ يشعر بالملل منها.

ما هي أفضل 7 نصائح أثناء تصوير فيلم وثائقي؟

إذا كنتَ أحد المهتمين بمجال الوثائقيات وتُريد بدء تصوير فيلمك الأول، عليكَ أخذ هذه النصائح بعين الاعتبار والتركيز عليها:

  • حاول أخذ استراحة لعدّة أيام والتفكير بتفاصيل الخطة التي تُريد تصويرها، فيجب تحديد الهدف الكامن منها والبدء بتخيلها في عقلك، بالإضافة لإحضار ورقة وقلم وتسجيل المعدات التي تحتاجها للتصوير وعدد الأيام التي ستقضيها معَ فريق العمل وتحديد الموعد لإصدار الفيلم من أجل استغلال الوقت.
  • ابدأ بالبحث عن المكان الأنسب لكَ لتصوير القصة وضرورة تحديد الأبطال، ومن ثمَ البدء بتجهيز الكاميرا وشحن البطارية وتحضير المايكروفون وبرنامج المونتاج الذي تُريد استخدامه.
  • حاول تجربة تصوير الفيلم أكثر من مرة، فما عليك إلّا التعرّف على أبطال الفيلم والتحاور معهم وتجربة اللقاء وملاحظة ردود أفعالهم وحلّ أي مشاكلٍ تُواجهك قبلَ البدء.
  • عليكَ التحلّي بالصبر في تصوير الفيلم، قد تحتاج للعودة إلى أبطاله عدّة مرات لتصوير نمط حياتهم وأفعالهم اليومية وممارساتهم.
  • بعدَ انتهاء التصوير عليكَ نسخ المقابلة وكتابتها وتحديد اللقطات المهمة وجمعها والعمل على المونتاج بشكلٍ دقيق.
  • حاول شدّ انتباه المشاهد من خلال طريقة عرض الفيلم الخاص بك حتى لا يشعر بالملل، ففكّر في تقسيم الأحداث بشكلٍ متسلسل، حاول طرح أسئلة عميقة في البداية من أجل التشويق، ومن ثمَ اعرض الحقيقة.

حقاً إنَ الأفلام الوثائقية كنز ثمين يجب التركيز عليه ومشاهدته بشكلٍ منتظم، فأنتَ لا تعلم حجم الجهد والإرهاق الذي يقوم بهِ صانعو الفيلم لتقديمه لكَ بهذه الطريقة الجاذبة، فحاول تقدير أهمية الوثائقيات واستفد منها قدر الإمكان لإثراء عقلك.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

‫0 تعليق