مفهوم التعليم المستمر: أشكاله وفوائده

[faharasbio]

مفهوم التعليم المستمر

هل لك أن تتخيل كمية المعلومات المتواجدة في الوقت الحالي؟

في كل مكان حولنا يمكننا اكتساب معلومة جديدة، وخاصةً في ظل تطور الذكاء الاصطناعي وسيطرته على بعض المهن والوظائف والاستعانة به لإنجاز مهام متعددة خلال اليوم.

فإذا لاحظت الاختلاف بين عام 2008 وعام 2023، ستجد أن الشهادة الجامعية لا تجدي نفعاً إن كنت تريد الحصول على وظيفة مرموقة براتب مرتفع، والعمل التقليدي الذي يعتمد الفرد من خلاله على مرتب بسيط لن يكفي لتأمين احتياجاته.

ولا بد أنك لاحظت وجود فئة من الشباب بالرغم من أعمارهم الصغيرة إلا أنهم رجال أعمال ويملكون وظائف مستقلة ومشاريع خاصة بهم، فما هو الفرق بينك وبينهم؟

لا يوجد أي فرق إلا المبادرة الذاتية واستغلال الوقت في تطوير الذات وتثقيفها، فاعتمادك على الشهادة فقط ليس أمراً جيداً، ومن هنا تطور مفهوم التعليم المستمر وانتشر بشكل واسع، وعادةً يبدأ الإنسان في ممارسته بعد التخرج من الثانوية العامة، فما هو مفهوم التعليم المستمر؟ وما هي أبرز أشكاله؟ وفوائده؟

أهمية التعليم المستمر

ما المقصود بالتعليم المستمر؟

يقصد به اندفاع الفرد نحو تطوير نفسه وتشجيعه على مواكبة كل جديد، على سبيل المثال: تخرج أحمد من الثانوية والتحق في كلية الهندسة، وتابع محاضراته الجامعية فقط بدون أي ثقافة أو تطوير شخصي ولو ساعة واحدة يومياً.

بالمقابل تخرج سامي من الثانوية والتحق في كلية يحبها، ولكنه نظم وقته بحيث يمكنه استغلال قرابة ساعتين يومياً للقراءة أو تصفح الإنترنت والبحث عن معلومات جديدة أو اكتساب مهارة أو حضور ورشة تدريبية.

وهذا ما يوضح لنا معنى التعلم المستمر، فبعض الأفراد يسعون للحصول على شهادة وعمل فقط، وبعضهم الآخر لا يتوقفون عن التعلم والتدريب والقراءة واكتساب معلومة من أي فرصة جديدة.

وبالفعل فإن نسبة كبيرة من الطلاب والموظفين في عالمنا يحاولون تطوير أنفسهم أكثر، وخاصةً في ظل تواجد معلومات وفيرة من شبكة الإنترنت وسهولة الوصول إلى أي كتاب أو مرجع أو مقال بحثي دون عناء.

ما هي أبرز أشكال التعلم المستمر؟

تتنوّع أشكاله في:

  • برنامج محو الأمية: يبدأ هذا البرنامج في استهداف فئة الشباب ممن عانوا من حروب أو أمراض أو سوء تعليم، ومن ثم تأهيلهم وتدريبهم بشكل منتظم على القراءة والكتابة بشكل صحيح وعلى تعلم مهارة جديدة تساعدهم في كسب عيشهم، وتؤهلهم هذه المرحلة إلى الانتقال لمراحل متطورة من التعليم المستمر.
  • التعلم عن طريق الإنترنت: من المعروف أن شبكة الإنترنت واسعة ومتاحة في أغلب دول العالم ومن السهل الوصول إليها، ولذلك أتيحت مئات الدورات التدريبية التي تؤهل الطالب بعد التخرج من الثانوية إلى زيادة معرفته وثقافته وإلمامه في العمل واكتساب معلومات قيمة تساعده على صقل موهبته وتنمية مهاراته سواءً في تعلم اللغات أو البرمجة أو كتابة المحتوى أو التسويق أو أي مجال آخر.
  • كسب شهادات: تساعد هذه المرحلة في تنمية وتطوير القدرات أيضاً، فيمكن للخريج الجامعي متابعة دراسته والوصول إلى مرحلة الماجستير أو الدبلوم والدكتوراه في اختصاصه والعمل كمدرس جامعي أو معيد في الكلية.
  • التعلم من الأشخاص: من البرامج المتطورة التي تتيح للإنسان اكتساب قدر كبير من المعلومات عن طريق خبراء واختصاصيين، فيمكن التسجيل في ورشات تدريبية على إنستجرام أو فيس بوك لأحد المؤثرين والمشاهير في مجال ما.

ما هي فوائد التعلم المستمر؟

تكمن ميزات التعلم المستمر في:

  • تحسين الإنتاجية والأداء: يسهم التعليم المنتظم في تحسين أداء الفرد داخل عمل المنظمة، وصقل عقله بأفكار جديدة وحلول تساعده في التغلب على العقبات التي تواجهه في حياته المهنية أو حتى الاجتماعية.
  • زيادة نسبة العثور على فرص عمل: يعثر الإنسان الذي يسعى لتطوير نفسه ومواكبة آخر التطورات في مجال عمله على فرص عمل في بيئة راقية وبرواتب مغرية، بالإضافة للحصول على ترقية وظيفية ورفع منصبه وزيادة شأنه في المجتمع ومكانته.
  • الإثراء الشخصي والثقافة: يسهم التعليم المستمر في الخروج من الصندوق المغلق ومعرفة أفكار ومعلومات لم يكتسبها في المدرسة أو الجامعة، فمن المعروف أن الحياة الدراسية تختلف عن الحياة العملية في الشركات.
  • النفع في المنظمات: تنتفع كل منظمة أو شركة تحتوي على فريق عمل مبدع يسعى للقراءة والبحث والاستطلاع إلى رفع إنتاجيتها وزيادة نسبة وصولها إلى الأهداف بشكل أفضل، فنجاح المنظمة يعتمد على العاملين بها في الدرجة الأولى، فكلما كانت إنتاجيتهم مرتفعة ولهم ثقافة واسعة كلما زاد نجاحها وارتفعت قيمتها في الأسواق.

كيف يمكنني البدء بالتعليم المستمر؟

يستطيع كل فرد منا الوصول لأهدافه إذا اتبع هذه النصائح:

  • التفكير بنفسك: في البداية عليك الجلوس في مكان هادئ والتفكير عما أنت عليه وما تريد الوصول إليه، عليك إدراك أن كل شخص ناجح لا يشعر بالملل أو الكلل من زيادة ثقافته يومياً، ومن ثم ابدأ بوضع الأهداف وما تحتاج تعلمه خلال فترة محددة على سبيل المثال ما يقارب العام، فهل ستتعلم البرمجة أم التسويق الإلكتروني أو أي شيء له صلة بمجالك.
  • اختر الطريقة التي تحبها: يختلف كل فرد في طريقته لاكتساب المعلومات، فمنهم من يفضل دراسة المحتوى عبر الإنترنت ومنهم من يميل للتسجيل في ورشات تدريبية مع مجموعة من الأشخاص، ومنهم من يتخذ الكتب ومتابعة المؤثرين طريقة للتطوير.
  • امنح الأولوية لهدفك: عليك تنظيم وقتك خلال اليوم وتخصيص ما يقارب ساعتين في المساء للتطوير بالطريقة الأمثل لك، ومحاولة الاعتياد عليها، فستلاحظ الفرق بعد عدة أشهر في إنتاجيتك وثقافتك الواسعة.

التعلم المستمر سمة مميزة يجب التركيز عليها إن كنت تريد النجاح والحصول إلى مكانة عالية في المجتمع، فالثقافة والخبرات ترفع من قيمة عملك وفرص نجاحك في المستقبل.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

[ppc_referral_link]