من هو أبو الريحان البيروني

من هو أبو الريحان البيروني
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

من هو أبو الريحان البيروني

يقص لنا التاريخ حكايات عديدة ومتنوعة عن شخصيات تركت بصمة مهمة في سطور العلم والأدب والطب وغيرها من العلوم المختلفة والتي من النادر أن تجتمع معًا.

نتعلم من هذه القصص والحكايات فوائد كثيرة ومهمة تلهمنا في حياتنا ومستقبلنا وأيضًا تشرح لنا ماهية ما نحن عليه اليوم.

إن تعرفنا على هؤلاء الشخصيات العظيمة ودراسة سير حياتهم أمر ينفعنا في أيامنا حيث نستفاد من العبر الكثيرة التي قضوا حياتهم في استنتاجها.

سنتحدث اليوم في هذا المقال عن إنسان عظيم جمع مبادئ علوم كثيرة وأبدع بها كلها وهو أبو الريحان البيروني الخوارزمي.

حصد هذا الرجل العظيم عدة ألقاب تعبر عن مكانته العظيمة وعن غزارة علمه وسعة تفكيره.

نسب أبو الريحان البيروني ومولده

إنه أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني، فيلسوف شهير ورحالة وشاعر، وأيضًا عالم في الرياضيات والصيدلة وجغرافي مهم.

كان اهتمامه الرئيسي متركز في علوم الفك والرياضيات على الرغم من اطلاعه على بقية العلوم الأخرى ومعرفته الواسعة بها.

كلمة البيروني تعني بلغة خوارزم كلمة الغريب أو بمعنى آخر الشخص القادم من خارج المدينة.

ولد أبو الريحان البيروني في شهر ذي الحجة عام 362 للهجرة في إحدى ضواحي مدينة خوارزم وهي مدينة كاث التي حاليًا هي عبارة عن بلدة صغيرة تابعة لجمهورية أوزبكستان.

كانت في ذلك الوقت مدينة خوارزم مركز عظيم من المراكز الإسلامية وخصوصًا في الفترة التي تلت انهيار الخلافة في بغداد.

نشأة أبو الريحان البيروني

كان الجو المحيط بالبيروني خلال نشأته هو جو مساعد على طلب العلم ومشجع على التعلم المستمر مما أدى إلى حفظه لكتاب الله تعالى ودرس أصول الفقه وتعاليم الدين الإسلامي وأيضًا الحديث الشريف.

كان والده تاجرًا ولكنه توفي عندما كان البيروني صغيرًا فاضطر لإعانة والدته التي تعمل بجمع الحطب.

كان مخالطًا للتجار اليونانيين والهنود خلال رحلات التجارة المختلفة فتعلم لغتهم واتسعت مداركه أيضًا في مجال ثقافتهم وتعمقت تجاربه في الحياة.

لا يوجد الكثير من المعلومات التي تتعلق بطفولته ونشأته إلا أنه كسائر أطفال المسلمين كبر ضمن أسرة محافظة تدفع على التعلم وحفظ القرآن الكريم وتعلم اللغات.

بناء على ذلك أتقن الكثير من اللغات مثل اليونانية والسريانية والفارسية وأيضًا العربية، ومال منذ وقت مبكر لدارسة علوم الرياضيات والفلك.

كان لديه معرفة واسعة أيضًا بتركيب الأدوية الطبية وتحضير النباتات الطبيعية والذي تعلمه من معلم أعشاب التقى به بأحد الأيام.

تعلم هندسة إقليدس “الهندسة الإقليدية” من العالم أبي نصر منصور بن علي الشهير في علوم الرياضيات والفلك مما أهله لدراسة الفلك واكتسب خبرة كبيرة أيضًا بالعلوم الهندسية.

أهم إنجازات أبو الريحان البيروني

لا يوجد تقريبًا أي مجال في مختلف العلوم إلا وكان للبيروني إنجازًا مهمًا به.

أعطى نظريات كثيرة عن تكوين القشرة الأرضية وعن تحولات اليابسة والماء في مختلف الأزمنة الجيولوجية.

تحدث أيضًا عن حقيقة الحفريات والكائنات الحية التي عاشت في العصور القديمة وهي حاليًا مسلمات يقر بها علماء الجيولوجيا في عصرنا الحالي.

وضع نظرية تخص امتداد محيط الأرض وأوردها في كتابه الإسطرلاب وتضمنت آراء كثيرة حول عمر الأرض والتغيرات الكثيرة التي طرأت عليها منذ آلاف السنين.

لديه مؤلفات كثيرة ومتنوعة مثل كتاب حساب التفهيم لأوائل صناعة التنجيم والذي كان يبحث فيه بأمور الهندسة والجبر والفلك وتميز بكونه على شكل سؤال وجواب.

وأيضًا كتاب القانون المسعودي في الهيئة والنجوم وهو من أضخم كتبه حيث شمل على 143 باب تم التحدث به عن مختلف مواضيع الفلك والرياضيات.

في مجال التاريخ كتب “تصحيح التواريخ” وأيضًا “الآثار الباقية عن القرون الخالية”.

لم ينسى المجال الأدبي حيث شرح ديوان أبي تمام في كتاب خاص.

أشهر أشعار وأقوال أبو الريحان البيروني

كان البيروني كما سبق وذكرنا محبًا لكتابة الشعر ومن أشهر الأشعار التي قام بكتابتها ما يلي:

تأذنون لصبٍّ في زيارتكم … إن كان مجلسكم خلواً من الناس
فأنتم الناس لا أبغي بكم بدلاً … وأنتم الراس والإنسان بالرّاس
وكدكم لمعالٍ تنهضون بها … وغيركم طاعم مسترجع كاسي

وأيضًا:

مضى أكثر الأيام في ظلّ نعمةٍ … على رتبٍ فيها علوت كراسيا
فآل عراقٍ قد غذوني بدرهم … ومنصور منهم قد تولّى غراسيا
وآخرهم مأمون رفّه حالتي … ونوّه باسمي ثم رأس راسيا
ولم ينقبض محمود عني بنعمة … فأقنى وأغنى مغضياً عن مكاسيا
عفا عن جهالاتي وأبدى تكرماً … وطرّى بجاهٍ رونقي ولباسيا
عفاء على دنياي بعد فراقهم … وواحزني إن لم أزر قبر آسيا
ولما مضوا واعتضت منهم عصابةً … دعوا بالتناسي فاغتنمت التناسيا
وخلَفت في غزنين لحماً كمضغةٍ … على وضمٍ للطير للعلم ناسيا
فأبدلت أقواماً وليسوا كمثلهم … معاذ إلهي أن يكونوا سواسيا

أيضًا:

ومن حام حول المجد غير مجاهدٍ … ثوى طاعماً للمكرمات وكاسيا
وبات قرير العين في ظلّ راحةٍ … ولكنّه عن حلّة المجد عاريا

أما بالنسبة للأقوال المأثورة نذكر ما يلي:

العاقل من استغنى بتدبير اليوم (عن تدبير الغد) لا تحقر الأمر الصغير، فللأمر الصغير موضع ينتفع به، وللأمر الكبير موقع لا يستغنى عنه.

السنن الصالحة علامات الخير والحق. لكل يوم أمر حاضر، ولكل غد ما فيه يحدث.

الملك أقل الناس خوفاً من الفقر، وأكثر الناس خطراً وقرباً إلى الهلاك، فليس له أن يبخل ويجبن، فإن ما قل عنده لا يكثر، وما كثر لا ينعدم.

 مدارسة أخلاق الحكماء والعلماء تحيي السنة الحسنة، وتميت البدعة (السيئة).

جل خطر الملوك عن المجازاة بالانتقام.

المن يبطل إحسان المحسن.

ليس للملك أن يحسد إلا على حسن التدبير والسياسة.

هكذا نكون قد انتهينا من مقالنا لليوم نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم معلومات مفيدة وقيمة عن العالم أبو الريحان البيروني.

‫0 تعليق