من هو العالم المغربي كمال الودغيري

من هو العالم المغربي كمال الودغيري
Share this post with friends!

ضمن مدينة فاس المغربية التي هي عاصمة للعلوم والثقافة في المملكة المغربية ولد العالم المغربي كمال الودغيري وبقي فيها إلى أن بلغ العاشرة من عمره، وبعدها انتقل إلى مدينة الدار البيضاء ليحصل على الشهادة الثانوية فيها.

فيما بعد ترك المغرب وانتقل للعيش ضمن لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأمريكية وكان ذلك في أواخر الثمانينيات حيث أكمل دراساته العليا في علوم الاتصالات ضمن جامعة جنوب كاليفورنيا.

إن كمال الودغيري هو أحد أعضاء مهندسي وعلوم الفضاء ضمن وكالة الفضاء الأمريكية ناسا حيث شارك بمهام عديدة استكشافية تابعة للوكالة الأمريكية إلى المريخ وكان آخرها مهمة تخص اكتشاف الكوكب الأحمر أطلق عليها اسم مهمة “بيرسيفيرانس – المثابرة”.

سنتحدث في هذا المقال عن العالم كمال الودغيري وعن حياته وإنجازاته ومساره الذي تبعه في عمله.

معلومات عن العالم المغربي كمال الودغيري

كمال الودغيري Kamal Oudghiri من مواليد عام 1968 هو مهندس في الاتصالات مغربي الجنسية ومن علماء الفضاء ضمن وكالة الفضاء الأمريكية الشهيرة ناسا.

هو أيضًا شقيق لطيفة الودغيري وهي عالمة شهيرة في مجال فيزياء الجسيمات التجريبية، وأيضًا هي باحثة مغربية في معمل توماس جفرسون الوطني.

لقد عمل العالم كمال ضمن الطاقم المشرف على هبوط المركبتين أوپورتيونيتي وسبيريت على أراضي المريخ، وبنفس الوقت شارك بعملية إنزال مختبر علوم المريخ بعد أن تم تكليفه بمهمة متابعة كل الإشارات التي تصدر عن كيوريوسيتي روفر خلال عملية هبوطه على سطح كوكب المريخ.

بالإضافة إلى كل ما سبق فقد تولى الإشراف على مهمة القمر كرايل وأيضًا مهمة جونو التي تخص كوكب المشتري.

إنجازات العالم كمال الودغيري

في عام 1993 وبعد إجراء سلسلة من المقابلات والمسابقات أصبح كمال الودغيري واحد من ستة مرشحين تم اختيارهم من بين 5000 متقدم من قبل مختبر الدفع النفاث الموجود في كاليفورنيا وتحديدًا في ياسادينا.

إن هذا المختبر يعد من أهم المخابر والمراكز البحثية التي تتبع لوكالة ناسا الأمريكية.

يمكن القول أن أهم مشاريعه كانت هو مشروع الذرة الباردة وذلك بعد أن تم تكليفه برئاسة فريق يتضمن اختصاصات متنوعة من ثلاث فائزين بجائزة نوبل الشهيرة ورائدتي فضاء، حيث كانت مهمة الفريق القيام بدراسة أصغر الذرات الموجودة في البيئة الأكثر برودة.

كان هذا المشروع لبنة مهمة وأساسية في علوم الفيزياء وقد قام بتعبيد طريق البحث العلمي ضمن مجالات كثيرة مهمة في علوم الفيزياء وأهمها طبيعة الجاذبية الكمية والطاقة المظلمة والمادة السوداء وأيضًا أمواج الجاذبية.

لا ننسى فائدة هذا البحث للتطبيقات العلمية البحتة مثل عمليات التنقيب عن المعادن تحت الأرض على الكواكب الأخرى وأيضًا التنقل على متن المركبات الفضائية.

كتقدير للعمل الكبير الذي قام به العالم المغربي كمال فقد منحه المعهد الأمريكي للملاحة الفضائية والجوية جائزة لعلوم الفضاء في سنة 2020 وأيضًا لفريق مختبر الذرة الباردة وكان ذلك ضمن مؤتمر عقد في شهر نوفمبر عام 2020.

لقد نال الفريق هذا التتويج بسبب الريادة التي أظهرها في الأبحاث العلمية المبتكرة جدًا والتي ارتبطت بالبعثات الفضائية العلمية.

بفضل كمال كان الفريق قد نجح نجاح باهر في تسليم وتطوير المختبر المبتكر للذرات الباردة إلى محطة الفضاء الدولية فضلًا عن الكثير من الإنجازات العلمية الأخرى.

كانت كل هذه الإنجازات العظيمة التي تم الوصول إليها بعد عمليات تحديث المختبر الذي تم تركيبه عام 2018 في محطة الفضاء الدولية.

مسار العالم كمال الودغيري

إن مسار العالم المغربي كمال الودغيري كان حافلًا جدًا ضمن وكالة الفضاء الأمريكية الشهيرة ناسا حيث أنه في البداية قد عمل كما سبق وذكرنا على تسهيل هبوط المركبتين الشهيرتين أوبورتيونيتي وسبيريت على سطح كوكب المريخ.

فيما بعد شارك في عمليات إنزال مختبر علوم المريخ حيث تولى مهمة رئيسية ضمن هذه البعثة وهي متابعة كل الإشارات التي يقوم روفر كوريوسيتي بإصدارها خلال عملية الهبوط التي يجريها.

بالإضافة لكل ما سبق فهو قد عمل ضمن مهمات فضائية رئيسية وخصوصًا تلك التي كانت تتعلق بالمعدات الاستكشافية لسطح المريخ مثل مهمة روفرز، مهمة كيوريوسيتي، مهمة سبيريت، مهمة أوبورتينيتي وأخيرًا المهمة الدولية الشهيرة كاسيني التي قامت باستهداف كوكب زحل وأيضًا مهمة جونو المتعلقة بكوكب المشتري ومهمة القمر جرايل.

كل هذا المسار الطويل والحافل ساعده في الحصول على ميدالية مسماة بميدالية الخدمة الاستثنائية التي تعطى من طرف ناسا بعد أن أعطته من قبل خمس جوائز تخص امتياز الفرق وهي تدل على أهمية العمل الجماعي الذي تم إظهاره من قبل أعضاء الفريق الواحد حتى تمكنت المهمة الفضائية بالنجاح والوصول إلى الهدف المطلوب.

أضيف فيما بعد مهمة جديدة إلى مسار العالم المغربي وقد كانت تخص كوكب المريخ وسميت بمهمة المثابرة حيث شارك بها العشرات من مهندسي الوكالة الأمريكية ناسا.

قام فيها الفريق بأكمله بالمثابرة على التحقق من بحوث آثار قديمة تخص فرضيات تتعلق بوجود حضارات سابقة على سطح كوكب المريخ وأيضًا حول إمكانية العيش في المستقبل على هذا الكوكب.

إن كل هذه الإنجازات العظيمة للعالم كمال الودغيري لم تكن سهلة بالطبع فقد بذل الكثير من الجهد والتوتر والضغط في سبيل تحقيقها.

من المقولات الشهيرة له:

  • “العمليات التي تقوم بها ناسا مُكلفة جداً من حيث ميزانياتها، كما أن جهود الفرق المُشتغلة عليها لا تُحسب بالأشهر أو الأيام، بل قد تصل إلى ربع قرن”.
  • “لنا أن نتخيل أن ليالٍ طوال من السهر على امتداد 25 سنة، ثم في النهاية يصل الروبوت، ينزل على الكوكب، لكن يفشل الاتصال”.
  • “ضغط 25 سنة، وملايير الدولارات ينزل عليك وأنت في قمة تركيزك، ولك أن تتوقع الانتقادات التي ستتلقاها في حالة فشلك”.
  • “الحمد لله، روبوتاتنا نزلت على أسرة مُريحة، ودائما يتم ربط الاتصال بنجاح”.

في النهاية نؤكد على أهمية بذل الكثير من الصبر والجهد في حال الرغبة بالوصول لأهدافنا وهذا أمر مهم نتعلمه بعد قراءة سيرة العالم المغربي كمال الودغيري الذي استطاع بعد تطبيق هذا المبدأ أن يرسم الكثير من الإنجازات المبهرة.

0 thoughts