طرق للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة
يتواجد في عالمنا الكثير منَ الأفراد المُصابين بإعاقاتٍ في الجسد أو العقل تُعيقهم عن ممارسة حياتهم بشكلٍ طبيعيٍ ومبسط كباقي الأفراد الآخرين، والبعض عندما ينظر إليهم تكون نظرته مليئة بالشفقة أو التعاطف معهم والبعض الآخر يُطلق عليهم المعاقين ومنَ المُمكن أن يصلّ الحدّ في أغلب الأفراد الذينَ يتمتّعون بقلوبٍ قاسية أن يتنمروا عليهم ويُفقدونهم الشعور بالحياة بحيث يتمنون أن تنتهي حياتهم بأي طريقة بسبب البؤس والإهمال الذي يشعرون بهِ.
ولكن علينا بالذكر، أنَ ذوي الاحتياجات الخاصة هم أفراداً مثلنا يمتلكون أحاسيس ومشاعر والبعض منهم مبدعون في الكثير منَ المجالات بالرغم من صعوبة تحركهم واختلافهم عن الآخرين، وتوجد بعض القوالب النمطية المتمركزة في عقول الأغلبية أنَ هؤلاء الأفراد ضعفاء وغير أذكياء ويُمكن التكلّم معهم بأي طريقة.
ومن هنا يشعر المُصاب بالإحباط وأحياناً يصل بهِ الأمر إلى ترك المدرسة أو الجامعة إذا تمَ التعامل معهُ بطريقةٍ سيئة أو التقليل منه، ويوجد عدّة أنواع مختلفة من ذوي الاحتياجات الخاصة مثل المُصابين بالإعاقة البصرية أو العقلية أو السمعية أو الحركية أو الصحيّة أو المتعددة، ولذلك التعامل معهم يحتاج إلى التفكير مليّاً في كل كلمة أو تصرف قبلَ إظهاره أمامهم لتفادي أذيتهم أو شعورهم بالإحراج، فما هيَ أفضل 8 طرق للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة؟
8 طرق للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة
صديقي القارئ،، إذا كنتَ قريباً من أي فردٍ من ذوي الاحتياجات الخاصة، فيجب عليكَ أن تُتقن بعض الطرق البسيطة لكي تتعامل معه وتتقرّب منه وتستمتع إليه،، ومن هنا نُساعدك في هذا المقال على قراءة أفضل 8 طرق للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة:
تعامل معهم كما تحب أن يُعاملك الآخرون:
أنتَ كإنسان طبيعي وهبكَ الله سبحانه وتعالى صحة جيدة بالتأكيد ستشعر بالسعادة العارمة عندما يحترمكَ الآخرون ويُلقون التحية عليك ويُعاملوك بلطفٍ وإيجابية، وكما تُحب أن تتعامل من قِبَل الأفراد عليكَ أن تُعامل الشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة بالطريقة ذاتها، فيجب أولاً أن تُرسخ في ذهنك فكرة أنهم أفراداً طبيعيون لهم مشاعرهم الخاصة وينجذبون للأشخاص المحترمين، لذلك حاول أن تبتسم في وجوههم كُلّما رأيتهم دونَ إظهار نظرة شفقة إليهم ومن ثمَ ألقي التحية بكل لباقة واستفسر عن أحوالهم دونَ التحديق في كرسيهم المتحرك أو الشلل الذي يُعانون منه.
تبسيط اللغة عليه:
عليكَ أن تُدرك منَ المحتمل أن لا يستوعب كلامك أو لا يفهمك الفرد المُصاب بمشاكلٍ في الذهن أو السمع، ولذلك لا تتحدث معهُ بطريقةٍ مليئة بالألغاز ولا تتكلم بسرعة وتشرد بهِ إن لم يفهم مقصدك منَ الحديث، لذلك عليكَ أن تتسم بالهدوء في التعامل معه وأن تختار الكلمات البسيطة والحديث بصوتٍ عالٍ ولا بأس إن طلبَ منكَ إعادة حديثك مرة أخرى، فلا تتذمر من طلبه أبداً لأنَ الأمر خارج عن نطاق إرادته، فكن على طبيعتك وبكامل عفويتك معه وتحدث معهُ بطريقة تُناسب المشكلة التي يُعاني منها.
عرض المساعدة عليهم:
حسناً في هذه الحالة يجب أن تكون حذراً جداً أثناءَ عرض مساعدتك عليهم، فأحياناً يشعرون بأنكَ متعاطف معهم وأنهم ضعفاء وناقصون، وأفضل طريقة هيَ إلقاء التحية والحديث معَ الفرد المُصاب ومن ثمَ البدء تدريجياً بعرض مساعدتك عليه بطريقةٍ محترمة وبابتسامة على شفاهك، وإياكَ أن تُساعدهم دونَ علمهم لأنهم سيشعرون بالحزن على أنفسهم.
الاحتواء وزيادة الثقة بالنفس:
إذا كانَ طفلك يُعاني من أي إعاقةٍ في جسده، فيجب على الوالدين أن يُساهموا في وضع خطة داخل المنزل تتمثل بأنَ الأشقاء يحترمون شقيقهم المُصاب ويُساعدونه ويمنحونه الحب والحنان ولا يتنمرون عليه أو يُلقون بعض الكلمات الجارحة مثل {المعاق}، بالإضافة لضرورة زيادة الثقة في نفس الطفل من حيث اختيار مدرسة محترمة له تحترم حقوق الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وتُلبي احتياجاتهم ورغباتهم بحيث يُساعده المعلم في كل خطوة ليتعلّمها مثل الرسم أو الاستماع إلى القصص أو أي هوايةٍ جديدة، ويجب أن يكون محاط بأصدقاء أوفياء لا يُشعرونه بالاختلاف عنهم ويُحاولون مساندته والوقوف بجانبه واللعب معه كباقي الأطفال الآخرين، لذلك منَ المهم جداً دراسة الوضع الداخلي والخارجي لحياة الطفل المُصاب بأي نوعٍ منَ الإعاقة سواءً جسدية أو عقلية.
التصفح الدائم:
إذا كانَ طفلك أو أحد أفراد عائلتك من ذوي الاحتياجات الخاصة فيجب أن تكون خبيراً في الحالة المُصاب بها عن طريق القراءة عنها وخاصةً الأم يجب عليها أن تُخصص وقتاً لفهم كيفية التعامل معَ طفلها وزيادة شعوره بالسعادة وتنمية ثقته معَ ضرورة البحث عن طبيبٍ مناسب للإشراف على حالته الصحيّة بشكلٍ دوري، فالطبيب سيُساعدك في بعض الأحيان عن طريق منح طفلك أدوات أو وسائل تتغلب على إعاقته وتُخفف منها، فمنَ الضروري عدم إهمال حالة الفرد سواءً كانَ في سن البلوغ أو الطفولة، لأنَ بعض الأسر يعتقدون أنَ إعاقة ولدهم دائمة وأمر لا يُمكن حلّه.
كن صديقاً لهم:
يا لها من فكرةٍ رائعة أن تُصبح صديقاً لهؤلاء الأشخاص الذينَ يتميزون بطيبةٍ كبيرة وقلبٍ أبيض، فلا تعلم حجم السعادة الهائلة التي يشعرون بها عندما تتحدث معهم عن يومياتك وتفاصيلك وتضحكون سويّاً، فحتى لو وجدتَ صعوبة في التعامل معهم وشعرتَ بالضغط منهم قليلاً فلا تُحاول أن تتذمر أمامهم، بل افتح الأحاديث الشيّقة والمسلية وحاول أن تتعرّف على مهاراتهم إن كانوا مبدعين في أي شيء يجب عليكَ تشجيعهم عليه وإظهار تفاخرك بهم إن قاموا بأي إنجازٍ بسيطٍ أمامك.
تجنب اللجوء إلى وسيط:
إياكَ والاستعانة بأي وسيطٍ ليُساعدك على فهم ما يُفكرون بهِ أو ليُساعدوهم على فهم ما تقوله لهم، فسيشعرون أنهم يختلفون عنكَ كثيراً وتوجد حواجز في التعامل بينكما، فلا تلجأ إلى هذه الطريقة أبداً لأنكَ بحيلٍ بسيطة تستطيع فهم ما يُريده فإذا كانَ يُعاني الفرد من إعاقةٍ في السمع حاول التربيت على يديه أو كتفه حتى يشعر بوجودك وإذا كانَ مُصاباً بحالةٍ في البصر فحاول أن تُربت على أطرافه لزيادة شعورهم بالأمان إليك، وتلقائياً ستعتاد على فهمهم ويعتادون على طريقتك اللطيفة في التعامل معهم.
تجنب بعض الأخطاء:
قد يقع الإنسان في أخطاءٍ لا يُدركها تُسهم في جرح مشاعر المُصاب أو الاستخفاف بهِ، على سبيل المثال لا تتخذ أي قرارٍ نيابةً عنه وكأنهُ طفل وأنتَ الوصي عليه ولا تتعدّى على خصوصياته أو تتكلم بها إلى الآخرين، ففي أي نشاطٍ أو قرارٍ مهم حاول أن تستشيرهم وتعمل على المساواة بينهم وبينَ الأفراد الطبيعيين حتى لا يشعرون بالنقص أو قلّة أهميتهم في المجتمع.
يجب على الوالدين في المنزل أن يغرسوا مفهوم تقبل الآخرين بعيوبهم وميزاتهم وأمراضهم لأنهم لم يختاروا حالتهم الصحيّة أبداً، ويجب على كل مؤسسة تعليمية أن تُنبه الأطفال والمتعلمين بها بأهمية احترام الطرف الآخر مهما كانَ شكله أو جنسه أو مهنته أو حالته، فهذا الوعي يبدأ منَ التربية الأسرية وينتهي بوسائل الإعلام في تسليط الضوء على أهمية احترام الإنسان وعدم السخرية أو التنمر على أي حالةٍ غريبة يُصادفها أمامه.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.