ما هي الدراسة عن بعد؛ تأثير التعليم الإلكتروني على المؤسسات التعليمية

ما هي الدراسة عن بعد
Share this post with friends!

تعرف الدراسة عن بعد بأنها التعلم الالكتروني، وهي طريقة حديثة في التعلم تعتمد على اختلاف مكان المتعلم عن المصدر الذي يقدم العلم، ويعتبر التعليم عبر الانترنت أحد وسائل التعليم عن بعد.

يتم استخدام هذه الدراسة من قبل الطلاب الراغبين بالحصول على العلم كوسيلة للتعلم عن بعد بالكامل، أو بالتزامن مع التعليم التقليدي في المدارس والمعاهد، وهو ما يسمى بنظام التعليم المختلط.

يعتمد هذا النوع من التعليم على وسائل الاتصال الإلكترونية في نشر العلم والمعرفة، وتعتبر طريقة ناجحة بسبب قلة كلفتها بالنسبة للطريقة التقليدية، وهي لا تشترط التواجد في مكان معين، كما أنها أكثر مرونة من حيث الوقت، فضلًا عن أنها تتيح فرصة التعليم للطلاب الذين لا تسمح لهم ظروفهم بالاستمرار بتلقي العلم عن طريق التواجد في الفصول الدراسية. سنقدم من خلال مقالنا ما هي الدراسة عن بعد، ومدى تأثير التعليم الإلكتروني على المؤسسات التعليمية.

تطور الدراسة عن بعد

بدأ التعليم عن بعد في السبعينات من قبل بعض الجامعات الأوروبية بإرسال المواد التعليمية عن طريق البريد إلى الطلاب كالكتب وشرائط التسجيل، وبالمقابل كان الطالب يرسل فروضه بنفس الطريقة للتصحيح، في حين أن الامتحان النهائي كان يتم حصرًا بحضور الطالب إلى مقر الجامعة لأدائه وتلقي الشهادة.

 ولكن ما لبث أن تطور الأمر في الثمانينات ليصبح من خلال التلفاز وغيرها من القنوات، ومع ظهور الانترنت في أوائل التسعينات كان الأمر أسهل وأقل تعقيدًا، فقد حل البريد الإلكتروني مكان البريد العادي وقنوات التلفاز.

ساهم التطور السريع للإنترنت حول العالم في تقديم هذه الخدمة بشكل موسع، وبإمكانيات عالية تسمح بالتواصل والتشارك بين الطلاب لتبادل الدروس والمعلومات، وأصبح الطلاب يتلقون المحاضرات التعليمية من خلال الفصول التفاعلية التي تقدم إمكانية الحوار والنقاش بين المعلم والطالب لتحقيق المزيد من الفائدة.

تطورت الدراسة عن بعد مع ظهور الألياف الضوئية التي ساعدت في تحضير الأفلام التعليمية المقدمة للطلاب لتسهيل عملية الدراسة عن بعد من خلال الفيديو المنظور والصوت المسموع عبر أجهزة الكمبيوتر والإنترنت لتصبح الدراسة عن بعد ثورة في مجال تكنولوجيا المعلومات.

“اقرأ أيضًا: الألياف الضوئية واستخداماتها

“قد يهمك أيضًا: تعريف التكنولوجيا

أنواع الدراسة عن بعد

  • الدراسة المتزامنة: وهي نقل المحاضر للمواد التعليمية إلى الطلاب في وقت محدد متفق عليه من الطرفين، وهي الأفضل كونها تسمح بالمشاركة والتفاعل بين الطلاب والمعلم لزيادة الفائدة.
  • الدراسة غير المتزامنة: وهي جمع المحاضر للمعلومات والمعرفة التي يريد تقديمها عن طريق تسجيلها ونقلها إلى الطلاب على شكل فيديو، يستطيع الطلاب مشاهدته في أي وقت تبعًا لظروفهم.

“تابع أيضًا: نصائح للدراسة ليلًا دون منبهات

فوائد الدراسة عن بعد

فوائد الدراسة عن بعد

تقدم الدراسة عن بعد مجموعة من الفوائد وهي:

  • تسمح بوصول التعليم إلى جميع الناس الراغبين بذلك دون التقيد بأوقات محددة قد تمنع ذلك بسبب الالتزامات، كالالتزام بأوقات العمل على سبيل المثال.
  • توفر إمكانية تقديم العلم دون الحاجة إلى وجود المباني والمؤسسات والبنى التحتية، والتي يمثل عدم إمكانية إنشائها عائقًا كبيرًا أمام العملية التعليمية.
  • تسمح بوصول العلم لجميع الفئات العمرية، فالدروس التعليمية لا تقتصر على سن الدراسة فقط، الأمر الذي يزيد من عدد المتعلمين في المجتمع.
  • تمكن هذه الدراسة الطلاب من الاستفادة من خبراتهم الشخصية، فهي تجمع الطلاب من جميع الأماكن الجغرافية والاجتماعية والثقافية.
  • تعتبر الدراسة عن بعد مربحة للمؤسسات التي تقوم بتقديمها.
  • تزيد من عملية بناء العلاقات الفعالة بين الطلاب، والتوسع في العلم من خلال طرح وجهات النظر المختلفة بينهم.
  • يخفف هذا النوع من الدراسة من عبء تكاليف مرحلة التعليم العالي على عكس التعليم التقليدي من خلال توفير تكلفة التنقل وشراء الكتب الجامعية باهظة الثمن، حيث تتواجد هذه الكتب على شكل كتب إلكترونية.
  • توفر التواصل الدائم والمنتظم بين الطلاب والمعلمين، وتضمن التفاعل الإيجابي بينهم، وبالتالي تكوين بيئة تعليمية توفر للطلاب الرضا العالي عن العملية التعليمية.
  • يوفر هذا النوع من الدراسة التعليم للطلاب غير القادرين على الالتحاق بالمدارس التقليدية لسبب من الأسباب، كوجود إعاقة أو الإصابة بمرض معين أو بسبب العمر أو الالتزام بأوقات العمل، وبالتالي لا يحرمون من التعليم بل يمكنهم الحصول على العلم من أي مكان وفي أي وقت.
  • تضمن وصول العلم بشكل متساوٍ لجميع الطلاب بغض النظر عن أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، أو أمور أخرى كالجنس والسن والعرق وغيرها من الأمور.
  • يمكن من خلالها استيعاب أعداد كبيرة من الطلاب على عكس المنشآت التعليمية التقليدية التي تعاني من مشكلة توفير الأماكن للأعداد الكبيرة من الطلاب.
  • يمكن للدراسة عن بعد أن توفر التعليم للطلاب الذين منعهم سلوكهم السيء من متابعة التعليم في المدارس التقليدية، فتقدم لهم الدراسة من المنزل، ويمنحون الشهادات بعد نجاحهم لإعادة تأهيلهم في المجتمع من جديد.
  • تتمتع الدراسة عن بعد بالمرونة، فيمكن تلقيها من خلال الهاتف المحمول في حال عدم توفر الحاسوب، مما يجعلها في متناول الجميع.

“شاهد أيضًا: نصائح لتصبح معلم ناجح

أهداف الدراسة عن بعد

  • الارتقاء بالمجتمع على الصعيد العلمي والثقافي من خلال زيادة عدد الأشخاص المتعلمين فيه.
  • تمكن الأشخاص الموظفين من تحسين مستواهم العلمي والوظيفي، وبالتالي تقديم فائدة أكبر للمجتمع.
  • الاهتمام بفئة الطلاب، والعمل على نشر العلم بينهم بشتى الوسائل والطرق الممكنة، فضلًا عن مساعدة الطلاب غير القادرين على تحصيل العلم لسبب من الأسباب.
  • دعم المؤسسات التدريبية بكافة وسائل التعليم والتقنيات المتاحة لتوفير أفضل المصادر التعليمية.

“شاهد أيضًا: كيف أشجع ابني على الدراسة لوحده

عيوب الدراسة عن بعد

هناك بعض العيوب التي قد تعيق عملية الدراسة عن بعد، ومن أهمها:

  • قد تكون تكلفتها عالية لأنها تحتاج إلى وجود وسائل مساعدة كالحاسوب وإلانترنت.
  • قد يجهل بعض الطلاب كيفية التعامل مع هذا النوع من الدراسة.
  • عدم اعتراف المجتمع في بعض الدول على أسلوب الدراسة عن بعد.
  • عدم اعتراف وزارات التعليم العالي في بعض الدول، وخصوصًا الدول العربية على الشهادات التي يحصل عليها الطالب.
  • عدم التزام الطلاب بالمواعيد المحددة للدرس وقيامهم بالتأجيل المستمر.
  • عدو توفر الكادر التدريسي المتدرب بشكل جيد لإعطاء الدروس عبر إلانترنت.
  • عدم ثقة الطالب بشكل مطلق بهذا النوع من الدراسة، كون الفرص الوظيفية لا تمنح بناءً على الشهادة التي سيحصل عليها.
  • عدم توفر شبكة إلانترنت الجيدة في بعض المناطق، وبالتالي سيؤثر على فعالية الاتصال.

وهكذا نجد أن الدراسة عن بعد طريقة فعالة وناجحة في تقديم المواد التعليمية على الرغم من بعض العيوب، ويمكن اعتبارها بنفس فعالية التعليم التقليدي في حال توفر الطرق التدريسية والكادر المتدرب على هذا النمط من التدريس، وحدوث التفاعل بين المعلم والطلاب، وهي تؤدي إلى نشر العلم وزيادة الثقافة بين أفراد المجتمع، وبالتالي رقي المجتمع على كافة الأصعدة.

0 thoughts