مأساة مايكل روكفلر على يد آكلي لحوم البشر
هل سبقَ لكَ وشاهدتَ فيلماً دموياً وعنيفاً ومرعباً؟ هل لاحظتَ وجود قبائل غريبة الأطوار هدفها اصطياد فرائسها منّ البشر وأكل لحومهم والاستمتاع بتعذيبهم مثل فيلم Cannibal Holocaust؟ إنّ مشاهدة أفلام الرعب ترفع مستوى الأدرينالين عندَ المشاهد وتمنحهُ الشعور بالإثارة والقشعريرة والرعب، وقد تنتقل هذه المشاهد العنيفة إلى عقل الإنسان حيثُ تُراوده في أحلامه ويُصاب بخوفٍ شديد تجاهها تجعلهُ يتوقف عن مشاهدتها.
حسناً إنها مجرد أفلام فقط ولكنها مثيرة ومخيفة، ولكن هل يُعقل تواجد قبائل حول العالم لم نسمع عنها بعد؟ أو أنها معروفة ولكن تُفضّل البقاء منعزلة عن الآخرين وعن التطوّر الاجتماعي والتكنولوجي الذي شَهِدَه العالم مؤخراً؟ نعم إنّ هذه القبائل موجودة بالفعل، والبعض منها يعيشون حياتهم بشكلٍ طبيعي ولا يتعرّضون للسيّاح أو يُحاولون منعهم، والبعض الآخر منها خطير جداً ولا يُمكن الوصول إليهم بسهولة.
ومنّ الجدير بالذكر، انتشرت قصة شاب يُدعى مايكل روكفلر انتشاراً واسعاً على شبكة الإنترنت، صحيح أنّ قصته قديمة بعض الشيء ومضى عليها عشرات السنين، إلّا أنها مخيفة جداً وتتحدث عن إبداعه وطموحه في التصوير وعن تسرّعه في اكتشاف غرائب الأرض من خلال أسفاره، وتنتشر الكثير منّ الأسئلة في عقول القارئين مثل {هل يُعقل أن قبيلة عنيفة أودت بحياة هذا المصور ومزّقت أشلائه إلى قطعٍ صغيرة؟} ولذلك ما هيَ قصة مأساة مايكل روكفلر على يد آكلي لحوم البشر بشكلٍ تفصيلي؟
من هوَ مايكل روكفلرMichael Rockefeller؟
بالطبع قبلَ الحديث عن الواقعة المأساوية التي حدثت لهذا الشاب لا بدَّ منَ التعرّف عليه أولاً، إنهُ مايكل من عائلة ثرية تُدعى روكفلر ولدَ عام 1938 وتوفيَ عن عمر يُناهز 24 عاماً في عام 1963، وهوَ شاب منّ الولايات المتحدة يُحب الحياة واكتشاف الغرائب والعجائب بها، فامتهنَ التصوير ليستطيع التقاط الأحداث والتفاصيل الغريبة في محيطه ودرسَ علم الإنسان وعَمِلَ فيما بعد كمستكشف.
ولأنهُ كانَ مهتماً في الأنثروبولوجيا والإنثوغرافيا حدثت لهُ عدّة مشاكل معَ عائلته كونهُ ينتمي لعائلةٍ مالكة، لأنّ والده كانَ من أكبر السياسيين وأفراد عائلته أعضاء في المؤسسات والهياكل العسكرية والمنظمات الكبيرة، فكانوا يُريدون منهُ السير على خطاهم.
ولكن كانَ مايكل يميل إلى الاستكشاف ويُحبّ التعرّف على كل ما هوَ جديد، ولأنهُ من أبرز أعضاء بعثة علمية شهيرة في أوقيانوسيا كانَ عليه تقديم بحث شامل حولَ موضوعٍ معين، وبعدَ تفكيرٍ عميق قرّرَ مايكل خوض تجربة التعرّف إلى قبيلة تتواجد في منطقة عصمت ضمنَ غينيا، ولكن ماذا حدثَ بعدَ ذلك؟
ما هيَ قصة مأساة مايكل روكفلر على يد آكلي لحوم البشر؟
كما ذكرنا لأنّ مايكل يسعى للاستكشاف والبحث عن الغرائب والعجائب على الأرض، انطلقَ في رحلته عام 1960 إلى مكانٍ لم يُسمع عنهُ من قبل، هذا المكان غريب جداً ولغرابته اعتقدَ مايكل أنهُ سيُجني معلومات قيّمة منهُ ويُحضرها لوالده الذي افتتحَ متحف للفن البدائي من أجل تقديم شيء خارج عن المألوف بهِ.
وبالفعل توّجهَ إلى غينيا الجديدة تحديداً إلى منطقة عصمت، وهيَ عبارة عن جزيرة ضخمة ومرعبة تقع قبال السواحل الأسترالية، وهدفه من هذه الزيارة اكتشاف فن هذه المنطقة وجمع تفاصيل عنها وعن سكانها الأصليين من خلال التعمّق بحياتهم وسلوكياتهم وقواعدهم.
وبعدَ فترةٍ قصيرة قرّرَ الانطلاق معَ صديقه رينيه واسينج، كونهُ كانَ مهتماً بالبحث والاستكشاف مثله، وحاولوا الحصول على قارب ولكن لم تكن رحلتهم موفقة لأنهم تعرّضوا لمشاكلٍ في القارب وانقلابه في اللحظات الأخيرة منّ الوصول للوجهة المطلوبة، وبالرغم من ذلك لم يكن الاستسلام حليفهما فحاولوا استجماع قوّتهم حتى الوصول إلى الجزيرة، ولكنهم بعدَ ذلك لم يُسمع عنهم أي خبر أو تصريح ولم يتمكّن فريق الإنقاذ والبحث منّ الوصول لأي خبرٍ عنهم، الأمر غريب أليسَ كذلك؟
ما هوَ سر اختفاء مايكل روكفلر الغامض؟
لا يُعقل أن يختفي شاب في مقتبل العمر بشكلٍ مفاجئ، فعائلة روكفلر حاولوا تجربة جميع الطرق للعثور عليه ولكن دونَ جدوى، فاختفائه أثارَ الرعب في قلوب عائلته وأحدثَ ضجة إعلامية واسعة.
ومن هنا ظهرت عدّة نظريات تُفسّر اختفائه، فاعتقدَ البعض أنهُ لم يستطع إنقاذ نفسه أثناءَ انقلاب القارب ولأنهُ تمكّنَ منَ السباحة لفتراتٍ طويلة إما أنهُ استسلمَ وتوفيَ غرقاً أو أنّ أسماك القرش المخيفة قد التهمت جسده، لأنّ المياه كانت مليئة بالأسماك المرعبة، ولكن اعتقدَ البعض أنها نظرية يُمكن تصديقها لأنّ جثة روكفلر لم تظهر بعد!
وبالانتقال إلى الفئة الأخرى، اعتقدوا أنهُ تمَ القضاء عليه من قِبَل سكان تلكَ الجزيرة لأنهُ خالفَ قواعدهم ولم يستمع لهم وأكملَ تصويره وإعداد بحثه العلمي، إنها نظرية يُمكن تصديقها أيضاً.
كيفَ أثبتَ المحققون قتل مايكل على يد آكلي لحوم البشر؟
لأنّ القضية لم تكن مكتملة بالمعلومات تمَ إغلاقها، ولكن في عام 2014 ظهرت الحقيقة المرعبة التي تعرّضَ لها هذا المصور، حيثُ حاولَ أحد السكان إخبار الشرطة بقتل مايكل على يد سكان الجزيرة ولكنهم لم يُبالوا بالأمر وأبقوا هذه المعلومات سرية وأخبروا عائلته بعدم وجود أي معلوماتٍ عنه، أي أنهُ تمَ اتباع أسلوب التكتم والتعتيم عليها.
ولكن كشفَ كارل هوفمان حيثُ يعمل كمراسل لقناة ناشيونال جيوغرافيك عن عدّة إثباتات تدّل على قتل مايكل بطريقةٍ قاسية لا يُمكن للقلوب الضعيفة تحمّلها، حاولَ فضح الملف السري في كتابه، فقد تمَ اعتقال مايكل من قِبَل السكان بعدَ رميه بالرمح، ومن ثمَ حاولوا فصل رأسه عن جسده وعندما وصلوا لدماغه ابتلعوه من خلال تقطيعه لأجزاء وتناوله.
ولم يكتفوا بهذا الفعل المؤلم فقط، بل حاولوا تعرية جسده بالكامل والبدء بتقطيعه لقطعٍ صغيرة ومن ثمَ طهيها وتناولها، ولم يكتفوا بذلك أيضاً، فحوّلوا عظامه إلى خناجر ونقاط خاصة برماح الصيد، يا إلهي! الدماء في كل مكان، ومايكل لم يعد لهُ أي أثر، فكل جزء من جسده إما تمَ تناوله أو استخدامه لأغراضٍ ما.
وللأسف حاولوا تأدية طقوس خاصة بهم من خلال الرقص والغناء وممارسة أفعال شاذة وجنسية أمامَ جثته للانتقام منه، وكانَ السبب الأساسي في قتله بهذه الطريقة أنّ سكان هذه الجزيرة يُريدون الانتقام من أي فردٍ يمتلك بشرة بيضاء.
ولأنّ الله سبحانه وتعالى يُمهل ولا يُهمل، تمَ التكتّم على هذه القضية المأساوية ولكن فيما بعد انتشرَ مرض الكوليرا في كافة منطقة عصمت وأُصيبَ أفرادها بهذا الوباء، ولأنّ بعضهم كانَ على وشك الموت اعترفوا بجريمتهم لمايكل روكفلر.
الحياة ليست وردية كما نعتقد، فالشر يملأ عالمنا، للأسف بعض الأفراد لا يملكون قلوب وكأنهم شياطين على هيئة بشر، فقتل روح بريئة لديهم أمر سهل جداً، ولم يكتفي بعضهم بالقتل بل بالتعذيب أيضاً، وبالفعل فإنّ قصة المصور مايكل روكفلر واحدة من أكثر القصص المؤلمة والحوادث العنيفة التي حصلت في عالمنا.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.