حساسية القمح هي حالة تحسسية تحدث نتيجة تفاعل الجهاز المناعي للجسم مع بروتينات القمح، حيث يحدث تفاعل تحسسي عند تناول حبوب القمح، وقد يحدث نتيجة استنشاق غبار دقيقه. يعاني العديد من الأشخاص حول العالم من هذه الحالة، وتتفاوت أعراضهم بين الخفيفة والشديدة، تشمل أعراض حساسية القمح الشائعة الحكة والطفح الجلدي، والاحتقان والتهاب الأنف، والصعوبة في التنفس.
يجب على الأشخاص الذين يعانون من حساسية القمح الابتعاد عن تناول الأطعمة التي تحتوي على القمح، والتحلي بالحذر عند تناول مأكولات تحتوي مكونات غير معروفة، حيث يمكن أن يتواجد القمح في بعض الصلصات والمثلجات وغيرها من الأغذية المصنعة، ويجب البحث عن البدائل الغذائية الآمنة والمتاحة بسهولة في الأسواق، سنتعرف في مقالنا هذا عن أعراض حساسية القمح، أسبابها وكيفية الوقاية منها.
أسباب حساسية القمح
المسبب الرئيسي لحساسية القمح هو البروتينات الموجودة في حبوب القمح، والتي تحدث رد فعل مناعي من الجسم تجاهها عند تناولها، ومن الأغذية الرئيسية التي تحتوي القمح الخبز الأبيض والمعكرونة والمعجنات وحبوب الإفطار، كما قد يتواجد دقيق القمح في بعض المنتجات الغذائية مثل منتجات الألبان والآيس كريم واللحوم المصنعة والبسكويت والحلويات.
تزداد نسبة حدوث هذا المرض عند الرضع والأطفال، خاصةً عند وجود تاريخ عائلي لوجود حساسية غذائية عند أحد الوالدين، ويمكن أن يتخلص الشخص من الحساسية عند البلوغ، وفي حالات نادرة تستمر الإصابة، وقد يصيب المرض البالغين.
ما هي أعراض حساسية القمح
تحصل الأعراض بعد تناول القمح مباشرةً وقد تزداد سوءًا عند ممارسة الرياضة. تشمل أعراض حساسية القمح:
- الحكة والطفح الجلدي في الجسم، ومن الممكن أن يصاب بالأكزيما.
- الاحتقان والتهاب الأنف وتورم العينين والحنجرة، وظهور أعراض ضيق التنفس.
- الصداع والدوخة والغثيان والإسهال وآلام المعدة.
- الإحساس بالتعب والإرهاق.
في حالات الحساسية الشديدة، يمكن أن يحدث رد فعل تحسسي حاد وخطير يعرف باسم الصدمة التأقية، والتي تتضمن أعراضًا مهددة للحياة مثل الهبوط الحاد في الضغط، والصداع الشديد، والتقيؤ، وصعوبة التنفس، والازرقاق، وفقدان الوعي، وعندها يجب طلب العناية الطبية الفورية.
كيف يمكن تشخيص حساسية القمح
يمكن تشخيص حساسية القمح باستخدام عدة طرق، وتشمل هذه الطرق:
- اختبار التحسس الجلدي: يتم خلال هذا الاختبار حقن قطرة من مستخلص بروتين القمح داخل الجلد، ثم يتم تحديد ما إذا كان هناك أي تفاعل تحسسي كالاحمرار أو الانتفاخ بعد 15 دقيقة.
- اختبار الدم: يتم في هذا الاختبار أخذ عينة من الدم وتحليلها للتأكد من وجود أجسام مضادة معينة تدل على وجود حساسية تجاه القمح.
- اختبار التحمل الغذائي: يتم في هذا الاختبار تناول كمية صغيرة من القمح تحت إشراف طبيب مختص، ثم يتم رصد أي تفاعلات تحسسية خلال الساعات اللاحقة.
ما هو اختبار التحمل الغذائي؟
اختبار التحمل الغذائي هو اختبار يتم فيه تناول كمية صغيرة من الغذاء المشتبه به في أنه يسبب حساسية، تحت إشراف طبيب مختص في مجال الحساسية، يتم إجراء هذا الاختبار لتحديد ما إذا كان الشخص يعاني حقًا من حساسية القمح.
يجرى اختبار التحمل الغذائي عادة في المستشفيات أو المراكز الطبية المتخصصة، ويمكن التحقق من وجود حساسية من خلال الاختبار، حيث يتم تناول كميات صغيرة من القمح بشكل تدريجي مع فترات راحة بين كل جرعة، ويتم مراقبة الشخص لمدة عدة ساعات لتحديد ما إذا كان هناك أي تفاعلات تحسسية.
يجب الإشراف على اختبار التحمل الغذائي بواسطة طبيب مختص في مجال الحساسية، حيث يمكنه تحديد الجرعات المناسبة والمدة الزمنية، وتحديد الإجراءات الطبية اللازمة في حالة حدوث تفاعل تحسسي حاد.
قد يهمك: أنواع تحليل حساسية الطعام
العلاج والوقاية من حساسية القمح
لا يوجد علاج نهائي لحساسية القمح، ولكن يمكن اتباع بعض الإجراءات الوقائية لتقليل خطر الإصابة بتلك الحساسية، وتشمل هذه الإجراءات:
- تجنب تناول القمح والمنتجات التي تحتوي على القمح، مثل الخبز والبسكويت والمعكرونة والبيتزا والكعك والحلويات غيرها.
- استخدام بدائل أخرى للحبوب مثل الأرز والذرة والشوفان الذي يستخدم كبديل للقمح في تحضير الخبز والبسكويت.
- قراءة ملصقات المنتجات جيدًا للتحقق من عدم وجود القمح في المكونات.
- تجنب تناول الأطعمة المعالجة والمعبأة التي تحتوي على القمح، مثل الصلصات والشوربات المعلبة والسلطات المعبأة.
- الحصول على مساعدة من أخصائي التغذية لتحديد الأطعمة المناسبة لتناولها بديلًا عن القمح.
- الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن وغني بالفواكه والخضروات لتقوية جهاز المناعة والحد من خطر الإصابة بحساسية القمح وغيرها من أنواع الحساسية.
- الإبلاغ عن حساسية القمح للأشخاص الذين يقومون بإعداد الطعام، مثل الأصدقاء والعائلة، أو المرافقين للمريض مثل الأصدقاء ومعلمي المدرسة وغيرها.
قد يهمك: أفضل دواء لعلاج الحساسية
العلاج الدوائي لحساسية القمح
ذكرنا سابقًا أن الطريقة الوحيدة لتجنب الحساسية هي إيقاف تناول القمح ومنتجاته، أما في حال حدوث أعراض الحساسية يمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية:
- الأدوية المضادة للهيستامين:
يخفف تناول هذه الأدوية من أعراض الحساسية البسيطة كالحكة والتشنج القصبي، وتخفف الانزعاج الحاصل.
- الإبينفرين:
يستخدم للسيطرة على حالات الحساسية الشديدة، ويستخدم بطريق الحقن بجرعة واحدة أو جرعتين في الحالات المهددة للحياة.
ما الفرق بين حساسية القمح وحساسية الغلوتين؟
حساسية القمح تختلف عن حساسية الغلوتين، حيث تعد حساسية القمح مرضًا مناعيًا، تحدث فيه رد فعل مناعي من الجسم تجاه بروتينات القمح، بينما حساسية الغلوتين، هي اضطراب هضمي يحدث فيه التهاب في بطانة الأمعاء الدقيقة عند تعرضها للغلوتين الموجود في القمح، وتسبب الإسهال أو الإمساك مع انتفاخ القولون ونزول الوزن.
في نهاية مقالنا هذا تعرفنا على حساسية القمح، ما أعراضها وكيفية الوقاية منها، ومن المهم إعطاء المريض النصائح التي يمكن من خلالها التعايش معها، والتي تتلخص باتباع نظام غذائي خالي من القمح واستبداله ببدائل آمنة لتجنب الحساسية التي قد تكون مهددة للحياة.