متلازمة التراجع الذيلي تعد من الحالات الطبية الموجود فعليًا حيث تكون عبارة عن حالة تصيب عدد من الأشخاص في كل أنحاء العالم. تترافق هذه المتلازمة مع أعراض معينة متمثلة بتشوهات العمود الفقري والجهاز الهضمي وأحيانًا قد تصل إلى عيوب ضمن الجهاز التناسلي.
سنتحدث في هذا المقال عن هذه المتلازمة وسنناقش أسبابها وأعراضها وطرق علاجها.
تعريف متلازمة التراجع الذيلي
متلازمة التراجع الذيلي هي حالة طبية نادرة يتراجع فيها عظم الذنب عند المريض. يمكن أن يسبب الألم وصعوبة الجلوس ومشاكل جسدية ونفسية أخرى، وفي بعض الحالات قد تكون الجراحة ضرورية لتصحيح الحالة.
يعاني مرضى هذه المتلازمة من حالة معينة يتم فيها سحب المستقيم والعضلة العاصرة الشرجية إلى الجسم بسبب اتصال غير طبيعي بين هذه الهياكل وعضلات قاع الحوض. يمكن أن تسبب هذه المشكلة حركة أمعاء مؤلمة جدًا مع صعوبة في التحكم بالبراز والإمساك. يشمل العلاج عادةً العلاج الطبيعي لتصحيح الخلل العضلي وتقوية العضلات الضعيفة.
“اقرأ أيضًا: تمارين تقوية عضلات الحوض“
أسباب متلازمة التراجع الذيلي
متلازمة التراجع الذيلية هي اضطراب خلقي يؤثر على تطور الفقرات الذيلية، مما يؤدي إلى قصر في طول العمود الفقري وانحناءه. يكون لدى المريض حالة خلقية نادرة ناجمة عن نمو غير طبيعي في العمود الفقري مما يسبب قصر غير طبيعي. ينتج عن ذلك التفاف العمود الفقري بشكل C وعظم الذنب يتراجع نحو الرأس.
لا يزال السبب الدقيق لهذه الحالة غير معروف، ومع ذلك تشير الدراسات إلى أنه قد يكون بسبب عوامل وراثية أو تأثيرات بيئية أو مزيج من الاثنين معًا. في بعض الحالات، قد يكون السبب هو التطور غير الطبيعي للجهاز العصبي المركزي مما قد يؤدي إلى حدوث تشوهات في النخاع الشوكي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم بعض الحالات الطبية مثل السنسنة المشقوقة والحثل العضلي في الإصابة بمتلازمة التراجع الذيلي. تم ربط هذه المتلازمة بالطفرات الجينية والعوامل البيئية ومشكلات صحة الأم أثناء الحمل.
عادةً ما يتضمن علاج هذه الحالة العلاج الطبيعي والأدوية والجراحة لتصحيح أي تشوهات هيكلية في النخاع الشوكي.
“قد يهمك أيضًا: ما هو العلاج الطبيعي وأهم الحالات التي يساعد في علاجها“
أعراض متلازمة التراجع الذيلي
تتميز متلازمة التراجع الذيلي ببعض الأعراض وهي كالآتي:
- وجود جنف لدى المريض أو تقوس بالعمود الفقري.
- تشوهات بشكل الصدر.
- تشوه في الفقرات السفلية من العمود الفقري قد تصل في بعض الأحيان إلى عدم تكونها.
- نشوء كيس في أسفل العمود الفقري مملوء بسائل.
- عيوب منتشرة في الحبل الشوكي.
- إصابة المريض بخلع في مفصل الورك.
- تشوهات شديدة بعظام الحوض.
- انسداد مكان فتحة الشرج.
- عيوب تتعلق بتكوين جدار البطن.
- وجود تشوهات بشكل الكلى مثل عدم تشكلها أو اندماجها على شكل حدوة الحصان.
- تشوه بشكل المثانة مثل توضعها بجدار البطن مع اضطراب في وظيفتها وتشوه بالأعصاب المتصلة معها.
- تشوه بشكل الحالب لدى المريض.
- قد يوجد ناسور بين القناة البولية والمستقيم.
- تشوهات ضمن الجهاز التناسلي حيث قد يعاني الذكور من توضع فتحة البول على الجانب السفلي من القضيب.
- وجود خصية معلقة.
- وجود ناسور واصل بين المهبل والمستقيم.
- في الحالات الشديدة قد لا تتكون الأعضاء التناسلية.
“قد يهمك أيضًا: علاج الناسور والفرق بين الناسور والباسور“
تشخيص متلازمة التراجع الذيلي
عندما تظهر على المريض علامات متلازمة التراجع الذيلي وهي الأعراض التي ذكرناها سابقًا وغيرها مثل ضيق الظهر، الأرداف المسطحة، خط الورك المرتفع ونطاق الحركة المحدود سيقوم طبيب المريض بإجراء فحص جسدي للتحقق من هذه الأعراض.
أيضًا سيتم طلب اختبارات التصوير مثل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي للمساعدة في تشخيص الحالة.
بعد تأكيد التشخيص يتم أخذ القرار الأمثل هو طريقة العلاج المناسبة لحالة المريض سواء كانت جراحة أم غيرها.
“اقرأ أيضًا: تمارين تقوية عضلات الحوض“
علاج متلازمة التراجع الذيلي
متلازمة التراجع الذيلي (CRS) كما سبق وذكرنا هي حالة تتميز بانحناء العمود الفقري السفلي والذي يمكن أن يؤدي إلى الألم وعدم الراحة وانخفاض القدرة على الحركة.
لحسن الحظ، هناك بعض العلاجات المتاحة التي يمكن أن تساعد في إدارة أعراض متلازمة CRS، من أهم 4 خيارات علاجية نذكر ما يلي:
- يمكن أن يكون العلاج الطبيعي فعالًا جدًا في المساعدة على تحسين الوضع وتقليل الألم وتحسين المرونة.
- تساعد تمارين التقوية والإطالة في تقوية العضلات الضعيفة وتحسين نطاق الحركة.
- يوصى بالتدعيم أو التقويم للمساعدة في توفير دعم إضافي لأسفل الظهر وتقليل الضغط على العمود الفقري.
- قد تكون الجراحة ضرورية لتصحيح انحناء العمود الفقري.
الطبيب هو الوحيد القادر على تحديد العلاج المناسب لحالة المريض حسب وضعه الجسدي ونتائج الصور الشعاعية.
“اطلع أيضًا: كيف يستخدم العلاج بالفن لمساعدة الناس على الشفاء؟“
نصائح للتعايش مع متلازمة التراجع الذيلي
فيما يلي نقدم بعض النصائح المهمة التي قد تساعد المرضى المصابون بمتلازمة التراجع الذيلي على التعايش بصورة أكثر طبيعية مع هذا المرض:
- التمدد المنتظم للعمود الفقري وعضلات الظهر.
- استخدم وسادة داعمة أثناء النوم لتقليل الضغط على الرقبة والكتفين.
- اتباع وضعيات جيدة عند الجلوس والوقوف والمشي.
- تجنب حمل أشياء ثقيلة أو الانخراط في الأنشطة التي تنطوي على رفع أو التواء أسفل الظهر.
- لا تجلس في وضع واحد لفترة طويلة لأن هذا يمكن أن يسبب شد العضلات والتعب.
- حافظ على وزن صحي لأن الوزن الزائد يمكن أن يضع ضغطًا إضافيًا على العمود الفقري.
- استخدام الأثاث المريح للمساعدة في تعزيز الوضع الجيد وتقليل الضغط على العمود الفقري العنقي.
- خذ فترات راحة متكررة طوال اليوم للتنقل والتمدد إذا جلست لفترة طويلة من الزمن.
- تمارين تقوية: تقوية عضلات البطن وأسفل الظهر يمكن أن تساعد في منع الإصابة بمتلازمة التراجع الذيلي.
- تجنب الأنشطة التي تنطوي على الانحناء أو الالتواء مثل الجولف والتنس ورفع الأثقال لتقليل مخاطر متلازمة التراجع الذيلي.
- تساعد الأحذية ذات الدعامة الجيدة للقوس في تقليل ظهور أعراض متلازمة التراجع الذيلية.
- تساعد دعامات الظهر في دعم العمود الفقري وتقليل خطر الإصابة بمتلازمة التراجع الذيلي.
“اقرأ أيضًا: نصائح لإبراز عضلات البطن“
على الرغم من أن متلازمة التراجع الذيلي تعد تشخيص مزعج للغاية إلا أنه مع تلقي الدعم والعلاج المناسبين يمكن للأطفال المتأثرين بها أن يعيشوا حياة كاملة وطبيعية إلى حد ما.