ظاهرة النينو المناخية؛ توجد الكثير منَ الظواهر الطبيعية التي تحدث على كوكب الأرض وتُؤثر على حياة الإنسان، ولذلك يسعى الباحثين وعلماء الأرض والخبراء في دراسة كل ظاهرة تحدث وتوضيحها للبشر من أجل اتخاذ الاحتياطات اللازمة أثناءَ حدوثها، وترتبط عادةً بعض الظواهر بالعوامل المناخية والفلكية التي تُحدث ظاهرة معينة، ومن أغرب الظواهر المناخية هيَ ظاهرة النينو، فما هيَ هذه الظاهرة؟ وما أسباب حدوثها وتأثيراتها على الطقس عالميًا؟
صديقي القارئ،، نُقدّم لكَ في هذا المقال معلومات شاملة عن ظاهرة النينو المناخية للتعرّف عليها:
ما هيَ ظاهرة النينو المناخية؟
ظاهرة النينو ما هيَ إلّا عبارة عن نمط مناخي يُمثل ارتفاعاً غير عاديا في درجات الحرارة في شرق المحيط الهادئ الذي يرتبط بالتأثيرات على أنماط الطقس والمناخ في جميع أنحاء العالم.
ومنَ الجدير بالذكر، أنهُ تُؤثر هذه الظاهرة على معظم المناطق في جميع أنحاء العالم وذلكَ من خلال ارتفاع درجة حرارة المحيط الهادئ، وتشمل تأثيرات هذه الظاهرة {الجفاف، درجات حرارة أكثر دفئاً أو برودة من درجات الحرارة العادية للمناطق المختلفة، تغيّرات نمط هطول الأمطار، تهديداً للزراعة وصحة الحيوان والإنسان والحياة النباتية}.
علاوة على ذلك، لاحظَ العلماء الغربيون ظاهرة النينو لأول مرة عندما تغيّرت درجات الحرارة في المحيط على طول سواحل بيرو والإكوادور في أمريكا الجنوبية، وغالباً ما يتزامن توقيت هذه الظاهرة مع موسم عيد الميلاد في ديسمبر ولذلك أطلقوا على هذه الظاهرة {النّينو} أي بمعنى الطفل المسيح أو الطفل الصغير.
“اقرأ أيضا: ما هي حقيقة وجود قارة غامضة في العالم؟“
كيفَ تحدث ظاهرة النّينو؟
تحدث هذه الظاهرة عادةً كل ثلاث إلى سبع سنوات وتبدأ عندما تضعف الرياح التي تهب منَ الشمال الشرقي بالقرب من خط الاستواء في نصف الكرة الشمالي، وفي حالة حدوث حدث قوي يُمكن أن تنعكس هذه الرياح وتتدفق إلى الغرب، وتضعف الرياح التجارية بسبب انخفاض انحدار ضغط الهواء بينَ شرق وغرب المحيط الهادئ المداري، ومعَ هدوء الرياح تتدفق المياه الدافئة القادمة من غرب المحيط الهادئ الاستوائي باتجاه أمريكا الجنوبية، مما يُؤدي إلى زيادة سماكة طبقة المياه السطحيّة الدافئة ووقف تدّفق المغذيات من أعماق المحيط بالقرب من بيرو والإكوادور.
ونوّد الإشارة إلى أنَ هذا يُؤدي لموت الأسماك والطيور التي تتغذى على العناصر الغذائيّة، مما يُؤدي إلى آثار اقتصاديّة على الصيد التجاري.
بالإضافة إلى أنهُ غالباً ما تُصاحب منطقة ما منَ العواصف الرعدية والأمطار الغزيرة تجمع المياه الأكثر دفئاً، مما يُؤدي في هذه الحالة إلى تغيّرات في كميات هطول الأمطار على طول ساحل أمريكا الجنوبية، ويتسبب هذا في حدوث فيضانات في غرب أمريكا الجنوبية حيثُ تكون عادةً جافة وتجعلها شديدة الجفاف في غرب المحيط الهادئ.
“قد يهمك أيضا: الكوارث الطبيعية أنواعها وكيفية الوقاية منها“
ما الذي يُسبب ظاهرة النّينو المناخية؟
بالرغم من أنهُ لا يوجد سبب واضح لهذه الظاهرة إلّا أنهُ لا علاقة للإنسان بها، فهيَ تحدث نتيجة عدّة عوامل وظروف منها 9 عوامل لحدوثها:
- المحيط الهادئ الاستوائي لهُ رياح تجارية غربية، تدفع هذه الرياح المياه الدافئة على سطح المحيط منَ الشرق إلى الغرب، فيُؤدي هذا إلى تشكّل الماء الدافء على الجانب الغربي منَ المحيط بالقرب من آسيا.
- وفي هذه الأثناء على الجانب الشرقي منَ المحيط بالقرب من أمريكا الوسطى والجنوبية، يتم دفع المياه الباردة نحوَ السطح، وبسبب هذا يوجد اختلاف في درجات الحرارة عبرَ المحيط الهادئ الاستوائي، وذلكَ معَ وجود مياه دافئة في الغرب ومياه باردة في الشرق.
- ويعمل الماء الدافء في الغرب على تسخين الهواء، مما يجعل الهواء الدافء يرتفع ويُؤدي إلى طقس قاسٍ، بما في ذلك المطر والعواصف الرعديّة، بالإضافة لارتفاع الهواء الدافء الرطب في الغرب والهواء البارد والجاف في الشرق.
- كل هذه الأحداث الطبيعية تُؤدي إلى تقوية الرياح الشرقيّة وتُسبب حركة ذاتية دائمة في الهواء للمحيط الهادئ.
- وتستمر هذه الحركة الذاتية الدائمة في الهواء عندَ المحيط الهادئ حتى تُؤدي التغيّرات البطيئة في المحيط حولَ خط الاستواء إلى حدوث سلسلة منَ الأحداث المعروفة باسم {ظاهرة النينو المناخية}.
- وفي ظل الظروف المناسبة، تضعف الرياح التجارية مما يُؤدي إلى انخفاض المياه السطحيّة الدافئة منَ الغرب، وانخفاض المياه الباردة التي يتم سحبها إلى السطح في الشرق، فتُصبح أجزاء المحيط الباردة أكثر دفئاً، مما يُلغي الاختلاف الطبيعي في درجات الحرارة في المحيط الهادئ الاستوائي بينَ الشرق والغرب.
- ومعَ درجة الحرارة المتساوية في المحيط والمياه الأكثر دفئاً في اتجاه مركز المحيط، فإنَ الطقس الغائم الممطر الذي يحدث عادةً في الشرق يحدث الآن في وسط المحيط.
- ويتم تغيير أنماط هطول الأمطار فوقَ المحيط الهادئ الاستوائي وذلكَ بسبب تناقص الرياح التجارية وحركة الماء الدافئة.
- وتؤدي حركة المياه الدافئة هذه أيضاً إلى حدوث تغيير في دورات الرياح، فتهب الرياح من وسط المحيط إلى الشرق والغرب، وكل هذا يُؤدي إلى تغيّرات جذريّة في درجات الحرارة والطقس حولَ العالم.
“اطلع أيضا على: الاقتران العظيم ظاهرة فلكية نادرة جدًا ستظهر يوم الاثنين“
ما هيَ التأثيرات العالمية لظاهرة النينو على الطقس؟
فيما يلي بعض تأثيرات ظاهرة النينو على الطقس:
- في أمريكا الجنوبية، توجد زيادة كبيرة في مخاطر حدوث الفيضانات على الساحل الغربي، بينما توجد زيادة في مخاطر الجفاف في أجزاء منَ الساحل الشرقي، وفي البلدان الشرقية مثل {الهند وإندونيسيا} توجد زيادة في حالات الجفاف أيضاً.
- تُسبب ظاهرة النّينو كميات هائلة منَ الأمطار في الأجزاء الشرقية منَ المحيط الهادئ وطقساً شديد الجفاف في الأجزاء الغربية.
- يتم إطلاق الطاقة في الغلاف الجوي، مما يتسبب في ارتفاع درجة حرارة المناخ العالمي بشكلٍ مؤقت، وتتميز السنوات التي تحدث فيها ظاهرة النّينو بدرجات حرارة أعلى في جميع أنحاء العالم.
- بعدَ انتهاء ظاهرة النينو، غالباً تعود الرياح التجارية والرياح الشرقية إلى دورتها الطبيعية الدائمة، ومعَ ذلك في أغلب الأحيان ينعكس التأثير في عملية تسمى {النينيا} وخلال ظاهرة النينيا يتم تعزيز الرياح التجارية ممّا يتسبب في أن تكون الدورة العادية أكثر دراماتيكية ولها تأثير عكسي على ظاهرة {النينو}.
“قد يهمك أيضا: ما هو المقصود بالكتل الهوائية“
لا شكَّ أنَ ظاهرة النّينو واحدة من أغرب الظواهر غير المفهومة تماماً، ولكن لا تزال الأبحاث مستمرة من قِبَل العلماء في توضيح هذه الظاهرة أكثر، فيُمكن التنبؤ ببداية مواسم الأمطار والأعاصير ولكن منَ الصعب التنبؤ بحدوث ظاهرة النّينو.
{{ نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون }}.