عند اقتراب السنة الدراسية الأخيرة في الجامعة أو المعهد يراود الكثير من الطلاب شعور القلق والتوتر والخوف من فكرة مشروع التخرج، أفكار بأن مشروع التخرج عمل مستحيل يصعب القيام به، يرجع ذلك لمخيلة الطالب وما يسمعه من حوله عن أهمية المشروع وأنه الفاصل بين الحياة العلمية والعملية وهو حصيلة التعليم الجامعي.
وبمجرد التفكير بأن مشروع التخرج أنه على اختلاف كبيرعن المشاريع التي قام بها الطالب خلال حياته الجامعية يصعب عليه التفكير بالشروع به، إلا أن الواقع عكس ذلك تمامًا، حيث أن مشروع التخرج هو مشروع يمكن لأي طالب جامعي القيام به والحصول على الدرجات التي يأملها وذلك من خلال اتباع خطوات أهمها البدء بالتفكير الإيجابي حول المشروع وأنه لا يختلف نهائيًا عن المشاريع الصغيرة التي قام بها الطالب سابقًا.
في هذا المقال سيتم التعرف على مشروع التخرج من بداية الفكرة وكيفية اختيارها ونصائح واجب اتباعها للنجاح في المشروع.
تعريف مشروع التخرج
مشروع التخرج هو واحد من متطلبات الكلية للحصول على الشهادة الجامعية، يتم القياس من خلاله على مستوى الطالب وأدائه في المجال وما بذله أثناء الدراسة.
أهمية مشروع التخرج
لا تنحصر أهمية مشروع التخرج بأنه سبيل للحصول على الشهادة الجامعية، وإنما هو طريق يمكن الإستفادة من خلاله في العديد من المجالات:-
- توسيع المدارك في التفكير والتحليل في جميع مراحل إعداد المشروع.
- تعلّم مهارة البحث.
- اكتساب مهارة الكتابة البحثية.
- إذا كان العمل جماعي فإن ذلك يسمح للطالب بتجربة العمل ضمن فريق ومحاولة الانسجام في العمل. إذ لا بد من اختيار أعضاء الفريق بدقة لأن ذلك يؤثر على العمل سواء بطريقة سلبية أو إيجابية.
- تحليل المشكلات وإيجاد حلول إبداعية جديدة لها، فمن المؤكد بأن يواجه الطالب أثناء إعداده المشروع العديد من العقبات، وبالتالي يساعد على التفكير بطريقة للوصول للهدف المطلوب.
- عرض العمل الخاص بك ومناقشته مع مشرف المشروع في العديد من مراحل المشروع، وبالتالي اكتساب مهارة القدرة على التحاور وعرض الآراء وتقبل النقد والعمل على تطوير العمل حسب الإرشادات.
- أثناء إعداد الطالب المشروع سيستشعر بقدرته على القيام بأعمال جديدة لم يقم بها من قبل وبالتالي يكتسب ثقة بنفسه والقدرة على الاعتماد على ذاته.
- تعلم مهارة العرض الشفوي أمام الجمهور.
كيفية اختيار فكرة مشروع التخرج
- عند اختيار فكرة المشروع يُفضل اختيارها في الجانب الذي تستطيع الإبداع والاستمتاع به، على سبيل المثال في مجال الهندسة المعمارية عند اختيار فكرة تتعلق بالتراث؛ وذلك لأن صاحب المشروع يُفضل الجوانب التراثية هذا يساعد على الإبداع في المشروع لاختياره الجانب المفضل لديه.
- إلى جانب ذلك فإن فكرة مشروع التخرج يجب أن تكون حلاً لمشكلة قائمة، ولا يعني ذلك أنه يجب اختيار فكرة جديدة لم يتم العمل بها من قبل. الفكرة مهمة ولا سيما الغير تقليدية ولكن إخراج المشروع بصورة جيدة والاهتمام بأدق التفاصيل وإبرازها، هوعامل هام جدًا حتى وإن كانت الفكرة مكررة.
أقسام مشروع التخرج
في معظم الكليات التطبيقية ينقسم المشروع إلى الجزء النظري وهو الوثيقة العلمية التي يستفيد منها الطالب في المقام الأول، وكذلك أقرانه من الطلاب في الأعوام المقبلة، يتم فيه توضيح المشكلة البحثية وأهداف المشروع والفصول التي سيتم التطرق إليها، لا يهم الكم في الكتابة أثناء البحث وإنما البحث المعمق والدقيق للحصول على المعلومات المفيدة والتي تلزم المشروع.
والجزء التطبيقي العملي للجزء النظري والذي يتم فيه تنفيذ فكرة الجزء النظري، لذا ينبغي أن يكون الجهد البحثي في الجزء النظري جهد كبير للبحث في الموضوع بشكل معمق لتسهيل العمل في الجزء التطبيقي.
قد يهمك: أهم المعالم الأثرية في قطاع غزة
أهم النصائح الواجب اتباعها عند البدء بإعداد المشروع
- التوكل على الله هو مفتاح النجاح في أي عمل.
- عند اختيارك لفكرة المشروع تأكد من اختيار الجانب المفضل لك، ولا تستبدل فكرتك بعد اختيارك لها والبدء فيها لمجرد مواجهتك للعقبات، لأن ذلك يُضيّع من وقتك وستدخل في متاهة حقيقية، وإنما عليك مواجهتها والعمل على إيجاد الحلول لها والمضي قدمًا.
- إعطاء وقت كافٍ لعملية البحث (سواء في الجانب النظري أو العملي)، فكلما بحثت بشكل أكبر كلما زادت المعلومات التي تحصل عليها، ويُفضل الاطّلاع على بحوثات سابقة وأعمال مشابهة للمجال المُختار، لأن ذلك سيزيد من التغذية البصرية ويساعد في أخذ فكرة عن أعمال الآخرين ويُعطيك تصوّر حول الموضوع وبالتالي يتسع مداركك وستجد حلولًا إبداعية.
- الحرص على إعداد المشروع بنفسك في جميع المراحل وذلك للاستفادة من المشروع واكتساب المهارات.
- الثقة بالنفس والتفكير الإيجابي، والتأكد من أن المشروع يمكن تطبيقه بكل سهولة بمجرد البدء فيه والعمل عليه بجد واستمرار.
- الاعتماد على الذات في تحليل المشكلات وإيجاد الحلول لها، ولا بأس بأخذ استشارة مِن مَن له علاقة بالموضوع.
- عدم مقارنة عملك بأعمال الآخرين، والتركيز على المشروع للإبداع فيه.
- عند التحضير لعرض ومناقشة المشروع ركّز على 3 كلمات وهي ماذا ولماذا وكيف، أي ما هو المشروع الخاص بك، ولماذا أي ما الأهداف وما السبب لاختيار هذا المشروع، وكيف أي كيف تم تطبيق المشروع وما هي الحلول التي تم الوصول إليها لتنفيذ المشروع.
مثال مشروع تخرج
مثال لمشروع تخرج من كلية الهندسة المعمارية من تصميم م. دانة محمد حماد، فلسطين
فكرة المشروع: تصميم قرية سياحية تراثية في قطاع غزة، فلسطين.
الهدف من المشروع: تشجيع السياحة من خلال إحياء التراث.
المشكلة البحثية: بسبب محدودية الأماكن السياحية المتوفرة في قطاع غزة يلجأ الكثير من الناس للسفر إلى لخارج بغرض السياحة، فكانت المشكلة البحثية هي كيفية توفير مكان سياحي ذو قوة جذب واضحة للسكان المحليين وأيضًا السيّاح ويعتمد في قوة جذبه على توفير أجواء تراثية سواء في التخطيط أو المباني أو الأنشطة.
نبذة عن المشروع: المشروع هو قرية سياحية وبنفس الوقت تراثية لأن التراث يعطي روح للمكان وقيمة للمشروع، كل مبنى يحكي عن ثقافة وعن تاريخ وليس مجرد بناء، وعند زيارة القرية يتعرف الزائرين أكثر على الطابع المعماري الفلسطيني وهوية المجتمع سواء المادية أو المعنوية.
في تخطيط المشروع العام تم مراعاة الشكل العام للتخطيط بناء على التخطيط التراثي وهو نظام القصبة وهي عبارة عن المحور الرئيسي مع الساحة الوسطية، صورة توضيحية للتخطيط من الرسم الأولي:
تم مراعاة توفير جميع عناصر التراث الفلسطيني في القرية التراثية، حيث توضح الصور بداية القرية البوابة ومن ثم القصبة ( المحور الرئيسي والساحة الوسطية)، في الساحة الوسطية تم تركيز كتل الأسواق الشعبية وزوايا للحرف التقليدية مطاعم شعبية وكافيهات والمسجد وبتكملة المحور كتلة المكتبة ومركز للفنون والمواهب وتنتهي القصبة بالمدرج الروماني لإقامة العروض الشعبية، ومنطقة ألعاب تراثية وألعاب كهربائية حديثة وملاعب، واسطبل للخيول (stable) ومسار لسباق الخيول. تم توفير 3 أماكن للإقامة، على الجهة الغربية الشاليهات والفندق، بالإضافة إلى منطقة للتخييم.
لقطات من تصميم المشروع
توضح مبنى المطعم في الطابق العلوي وزوايا الحرف التقليدية في الطابق الأرضي.
الدمج بين الأصالة والحداثة، باستخدام عناصر تراثية مثل الأقواس والأعمدة والرواق ودمج مواد بناء حديثة كالواجهات الزجاجية والخشب.
إطلالة من تيراس المطعم على الساحة الوسطية.
صورة توضح مركز الفنون والمواهب ومبنى المكتبة.