قصة نجاح جاك ما هي قصة يسجلها التاريخ لرجل لم يعتبر نفسه محظوظًا في بداية عمره، وذلك لكثرة ما عانى من الرفض في حياته سواء في الدراسة أو في مجال العمل، واستمر سوء الحظ مرافقه الشخصي إلى أن قام بتأسيس موقع الكتروني أطلق عليه اسم موقع علي بابا، والذي بدأه برأس مال صغير جدًا، ومن ثم طوره واجتهد في عمله إلى أن وصل رأس مال الموقع إلى 29 مليار دولار. نتعرف على كفاح الرجل، أهم الدروس المستفادة من قصته.
من هو جاك ما
ولد جاك ما في مدينة هانغتشو في الصين عام 1964، وكانت عائلته فقيرة جدًا، الأمر الذي دعاه إلى التقدم بـ 16 طلب للهجرة إلى أمريكا ولكنه رفض آنذاك، فحاول بعدها بالتقدم بطلب الدراسة أكثر من مرة في الجامعات الأمريكية ولكن طلبه قوبل بالرفض أيضًا، فقرر أن يسعى للعمل، وتقدم بطلب للعمل كعامل نظافة في محلات كنتاكي من بين 30 متقدمًا، وجميعهم تم قبول طلباتهم ما عداه، ثم حاول التطوع في الشرطة ولكنه لم يحظى بالقبول.
على الرغم من المحاولات الفاشلة التي مر بها جاك ما في حياته إلا أنه لم ييأس أبدًا، وكان مصرًا على النجاح وعلى تحقيق أحلامه، فقرر متابعة دراسته، واستطاع اجتياز المرحلة الثانوية والالتحاق بالجامعة بعد عدة محاولات.
“اقرأ أيضا: أنواع رأس المال“
بداية نجاح جاك ما
في عام 1972 قصد الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون مدينة هانغتشو وأعجب بها فحولها إلى مدينة سياحية، فوجد (جاك ما) في ذلك فرصة لتعلم اللغة الإنجليزية من خلال مرافقة السياح وإرشادهم عن معالم المدينة، وبذلك استطاع إتقان اللغة الإنجليزية بنجاح.
استطاع جاك ما من خلال إتقانه للغة الإنجليزية أن يعمل في تدريس هذه اللغة لمدة خمس سنوات وبراتب ضئيل جدًا، الأمر الذي دفعه للسفر، حيث عمل بالترجمة في شركة في الولايات المتحدة، وهناك لاحظ وجود شبكات الإنترنت، كما لاحظ أن هذه الشبكات لم تتطرق إلى نشر أي معلومات عن الصين وعن المنتجات التي تقدمها.
“قد يهمك أيضا: “الذئب المنفرد” أغنى رجل في آسيا“
جاك ما وشركة علي بابا
أعجب جاك ما بفكرة الإنترنت، وبدأ حلمه يكبر بتأسيس شركة إلكترونية لترويج المنتجات الصينية حول العالم، فأنشأ موقعًا الكترونيًا كان عبارةً عن دليل للأعمال التجارية، وأطلق عليه اسم الصفحات الصينية، ولم يكن هذا الموقع ذو أهمية كبيرة، ثم استطاع بحلول عام 1999 تأسيس موقع إلكتروني أطلق عليه اسم علي بابا بمساعدة أصدقائه الذين جمعوا له مبلغ 60 ألف دولار أمريكي، وكان اختياره للاسم مستوحى من فكرة مغارة علي بابا التي تحتوي على الكثير من الكنوز.
بدأ عمل موقعه من منزله، واستطاع منذ البداية الحصول على تمويل من مجموعة جولدمان ساشس الاستثمارية بقيمة 5 مليون دولار، كما استطاع الحصول على تمويل آخر بقيمة 20 مليون دولار، وهكذا بدأ بالعمل بشكل متواصل واتبع في نظام شركته على مبدأ الجودة في الحصول على الخدمة.
تعتبر مجموعة علي بابا اليوم من أكبر شركات التجارة الإلكترونية في أكثر من 70 مدينة حول العالم، وتضم أكثر من 22 ألف موظف، ووصلت القيمة السوقية للموقع 467 مليار دولار، ويبلغ عدد زائريه بشكل يومي ما يقارب 11 مليون زائر، وتمكن من تحقيق ثروة بلغت قيمتها 40 مليار دولار.
“اطبع أيضا على: من هي العرافة البلغارية {بابا فانغا}؟“
الصعوبات التي مر بها جاك ما
أدى العطل الذي طرأ على مواقع شبكات الإنترنت خلال عامي 2000 – 2001 إلى تعطل العمل في موقعه الإلكتروني، الأمر الذي جعله يستغني عن الكثير من الموظفين، وازداد الأمر سوءًا في عام 2002 لدرجة أن لم يعد يكسب أي أموال من خلال الموقع، وبقي الوضع كذلك لمدة عامين، ثم عاد الموقع لنشاطه وأصبح من أشهر مواقع التجارة الإلكترونية التي تدير عوائدها باستخدام نظام الدفع الإلكتروني.
جاك ما اليوم
أعلنت مجموعة علي بابا في الذكرى العشرين لتأسيسها قرار تنحي جاك عن منصبه كرئيس مجلس إدارة الشركة إلى دانيال تشانغ المدير التنفيذي الحالي، وذلك بعد وفاة زوجته بمرض السرطان، وقرر أن يتولى القضايا المتعلقة بتلوث البيئة مصرحًا لصحيفة فاينانشال تايمز (خلال السنوات العشرين القادمة سنواجه الكثير من المشاكل الصحية التي لها علاقة بسلامة الماء والهواء، لذلك سأستثمر الكثير من وقتي وأموالي لمعالجة هذه القضايا في الصين).
“قد يهمك أيضا: بحث عن تلوث البيئة “
الدروس المستفادة من قصة نجاح جاك ما
قصة نجاح جاك ما من القصص التي تعطينا الكثير من الدروس سواء في مجال الأعمال أو على المستوى الشخصي، ومن أهم 8 دروس مستفادة:
- الرفض لا يعني الفشل: فالمحاولات العديدة التي قام بها جاك ما في شبابه والتي تم رفضه فيها لم تكن سوى الحافز والدافع للتقدم والإصرار على النجاح.
- النجاح يبدأ من الرؤية الواضحة: فقد كان لبعد النظر الذي تمتع به جاك ما حول تعرفه على الإنترنت، وحول ضرورة دخول الصين في هذا المجال تأثيرًا كبيرًا في الصين.
- المال الكثير يزيد من المسؤولية: ففي رأي جاك ما أن من يمتلك المال الكثير يجب أن يعرف كيف ينفقه وكيف يجعل الناس يثقون به، وبالتالي تزيد مسؤولياته.
- عدم الاكتفاء بما لديك من خبرات: فقد كان لتعلم جاك ما لغة ثانية الأثر الكبير في تحقيق أحلامه ووصوله إلى ما هو عليه الآن.
- أهمية الإنترنت في الحياة: فالإنترنت ليس للترفيه فقط بل يعتبر كنزًا لمن يعرف كيف يستخدمه ويستغله في تحقيق أحلامه.
- الثقة أولًا: فالعمل الذي لا يتم فيه التعامل المباشر وجهًا لوجه يجب أن يبنى على الثقة لجذب العملاء بشكل ناجح.
- الاعتماد على النفس: ففي رأي جاك ما أن الشركات التي تعتمد على الغير كالمساعدات الحكومية هي شركات فاشلة لا يمكن أن تنجح مع الأيام.
- العمل المتواصل: فقد استطاع جاك ما من خلال العمل المتواصل الوصول إلى ما يريد بعد أن كان كل شيء في نظره مستحيلًا.
“اقرأ أيضًا: قصة نجاح أنتوني روبنز وإنجازاته“
أشهر أقوال جاك ما
- لا تتنافس أبدًا على الأسعار، بل تنافس على الابتكار وعلى الخدمات.
- إن كسب المال اليوم أصبح أمرًا بسيطًا للغاية، ولكن الحصول على المال مع مراعاة المسؤولية تجاه المجتمع وتحسين العالم أمر صعب للغاية.
- أنت بحاجة إلى الأشخاص المناسبين معك وليس أفضل الأشخاص.
- تكمن الفرصة في المكان الذي توجد فيه الشكاوى.
- إذا لم تستسلم فلا يزال لديك فرصة، الاستسلام هو أكبر فشل.
- نحن نقدر البارحة، لكننا نتطلع إلى غد أفضل.
جاك ما من أغنى رجال الصين، ويعتبر من الأشخاص المؤثرين إيجابًا في الشباب، حيث تعتبر قصة نجاح جاك ما من القصص المثيرة للاهتمام والملهمة لهم ليتعلموا منها أن التمسك بالأمل والإصرار هو بداية النجاح.
