أصبح من الضروري تعلم فن الكلام لتوطيد العلاقات الاجتماعية الأساسية في حياة كل إنسان، سواء كان ذلك في مجال الدراسة، أو العمل أو غير ذلك، فالإنسان كائن اجتماعي لا يستطيع العيش بمفرده، وحتى يتمكن من التواصل مع الآخرين بنجاح يجب عليه إتقان فن الكلام، ومراعاة مجموعة من الأمور التي سنقوم بذكرها لاحقًا.
يجب على الإنسان اختيار كلماته بعناية، بحيث يبتعد عن الفظاظة التي تنفر الناس من حوله كما في قوله تعالى: (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)، سورة آل عمران، آية رقم 159، كما يجب الحرص على الاستماع الجيد بدلًا من الكلام بشكل متواصل، وتجنب الإشارات والحركات المبالغ فيها التي لا تتلاءم مع الموضوع المطروح، والحرص على وجود الاحترام المتبادل بين المتحدثين من حيث النظر إلى المتحدث أثناء الكلام، وتجنب المزاح المفرط، وعدم التحدث بصوت مرتفع، وتجنب المجادلة في الأمور الخاطئة، وغيرها من الأمور.
وسنذكر في مقالنا أهم الطرق الواجب اتباعها لإتقان وتعلم فن الكلام، والوصول إلى أسلوب راقي في الحوار.
طرق تعلم فن الكلام
هناك مجموعة من الطرق، والنصائح التي تفيد في تعلم فن الكلام، وطرق تنمية الإلقاء والتواصل الاجتماعي. فيما يلي 15 من أهم طرق تعلم فن الكلام:
الاستماع الجيد
يعتبر فن الاستماع من أهم النصائح في تعلم فن الكلام، فمن خلال الاستماع الجيد يحصل الشخص على فرصة للإنصات إلى المتكلم، والإلمام بأطراف الحديث، واكتساب الفائدة المرجوة من الحديث، والقدرة على المناقشة وإبداء الرأي بشكل أفضل، لذلك يجب على كل شخص التدرب على فن الاستماع بشكل جيد.
الأدب في الكلام
توجد مجموعة من القواعد التي يجب اتباعها عند التحدث مع الآخرين، ومن أهمها عدم المقاطعة أثناء الحديث وهي من العادات التي تخالف تعلم فن الكلام، وتدل على عدم الاهتمام بالحديث، أو الرغبة في تغييره، ولتجنب هذا الموضوع يجب الاستئذان قبل المقاطعة، ومحاولة تغيير أسلوب الحديث بشكل لائق.
“اقرأ أيضًا: التلعثم في الكلام“
الابتعاد عن الجدال
فالجدال لا يعتبر من فنون تعلم الكلام لأنه حوار بين شخصين يتصف بالهجوم والانفعال، ويحمل في كلماته الاختلاف الواضح في وجهات النظر، وغالبًا ينتج عنه عدم الاهتمام بالنتيجة المراد الوصول إليها سواء كانت حقيقة أم لا.
الاحترام
يعتبر الاحترام من أساسيات تعلم فن الكلام، فالحوار الذي لا يبنى على الاحترام ينتهي غالبًا بالمشاكل حتى لو كان هذا الحوار مع المقربين من الشخص، كما يجب وضع حدود للكلام بين الأشخاص ينبغي على طرفي الحوار عدم تخطيها لتبقى العلاقات الجيدة مستمرة بصورة صحيحة.
مراعاة آراء الآخرين
يجب مراعاة آراء الآخرين في الحوار، فالاختلاف في الرأي ظاهرة طبيعية يجب على طرفي الحوار الاعتراف بها، كما يجب ألا تؤدي إلى الخلاف بين الأشخاص، فكل شخص له رأيه الذي يمكن أن يتناقض مع آراء الآخرين، وأحيانًا يكون هذا الاختلاف في الرأي مفيدًا لإغناء الحديث.
“قد يهمك أيضًا: التعامل مع الطفل العدواني“
الوضوح
يجب أن يكون الموضوع المطروح في الحوار واضحًا ومفهومًا للمستمع لأن الغموض سيؤدي إلى فشل الحديث، وعدم فهم المغزى منه، لذلك يتوجب على المتكلم أن يراعي عقل المستمع، ويختار الحديث الذي يراعي مستوى تفكيره حتى يتم الاستماع إليه بشكل جيد.
المعرفة
يجب أن يكون المتكلم على معرفة بالموضوع الذي يتحدث عنه، وعلى ثقة من المعلومات التي يقدمها للمستمع، وعلى قناعة تامة بأفكار الموضوع كي لا يسيء إلى المستمع، أو إلى الموضوع الذي يطرحه.
الخيارات الصحيحة
من الضروري لنجاح الحوار أن يتم في جو مناسب، وخصوصًا في حال الحوارات العائلية التي يجب أن تتم في جو هادئ للوصول إلى الحوار الهادف، كما يجب اختيار نوع الحديث بحسب الشخص الذي يتم معه الحوار، فالحديث مع الصديق يختلف عن نمط الحديث مع المدير، لذلك يجب الانتباه إلى موضوع الخيارات الصحيحة وأهميتها في فن تعلم الكلام.
الكلمة الطيبة
يجب على المتكلم استخدام الكلمة الطيبة في حواره والتي تعكس أدب المتكلم، وأخلاقه، كما تعتبر عبارات المجاملة مهمة للتقرب من المستمع أثناء الحديث، وتزيد من الود بين الطرفين، وتجعل الحديث ذو فائدة أكثر، وقد أوصانا الله تعالى بهذا الموضوع في قوله: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)، سورة البقرة، آية رقم 83.
“شاهد أيضًا: 8 خطوات لتعليم الطفل قواعد الإتيكيت“
تقبل النقد
قد تحمل بعض الحوارات اختلافًا في وجهات النظر، ففي هذه الحالة يعتبر الاعتراف بالخطأ، والتراجع عنه من أهم الأمور التي تكسب الطرف الآخر الثقة والمصداقية، كما يجب تفهم الموقف، وتقبل النقد، والاستفادة من ذلك لتعلم فن الكلام بشكل صحيح.
الاستعانة بالحركات
إن استعمال الحركات الجسدية التي تدعم أفكار الحديث مهمة جدًا في تعلم فن الكلام، ويجب تطابقها مع المعنى، لإكساب الحديث مصداقية أكبر، ولكن يجب عدم المبالغة فيها لأن ذلك يفقد الحديث أهميته.
“تابع أيضًا: المقصود بلغة الجسد“
عدم السيطرة على الحديث
يجب على المتكلم عدم الاستئثار بالحديث، وإعطاء المستمع فرصة للمشاركة فيه، وإبداء رأيه حتى لا يتسبب ذلك بملل الطرف الآخر من الحديث المطول، إلا إذا اختار هو ذلك.
الصدق في الكلام
يعتبر الصدق من أهم مقومات فن تعلم الكلام، فالإنسان الصادق يجذب المستمع للحديث من خلال ابتعاده عن تحريف الكلام، أوعن الكلام الذي يحمل أكثر من معنى، مما يزيد من الثقة والمصداقية في الحديث.
إجادة اللغة
إن لإجادة اللغة أهمية كبيرة في التواصل الصحيح مع الآخرين، حيث يتم من خلالها فهم الحديث المطروح بشكل جيد، وفهم المغزى المراد منه، وتقريب وجهات النظر بشكل واضح، مما يزيد من متعة الحوار.
الثقة بالنفس
فالإنسان الواثق من نفسه يفرض احترامه على الآخرين، ويجعل المستمع واثقًا من أهمية الحديث، والمعلومات المقدمة إليه، ومن هنا تأتي أهمية الثقة بالنفس في فن تعلم الكلام.
في النهاية نجد أن تعلم فن الكلام يدخل في مجالات عديدة من مجالات الحياة، ويجب على كل إنسان الإلمام به لمعرفة أصول الحديث مع الآخرين والتواصل معهم بنجاح.