زهرة النرجس هو جنس من الزهور التي تنتمي إلى فصيلة البصليات، ويشتمل جنس النرجس على أربعين نوعًا من الزهور أغلبها عطرية، ويعد الموطن الرئيسي لزهور النرجس هو أوروبا، ويمكن إيجادها في العديد من المناطق الأخرى حول العالم، وقد أشتهر النرجس كزهور برية للزينة، وتختلف أشكال زهور النرجس وألوانها بحسب نوعها، ولكنها جميعًا تشترك في صفة أن بتلات الزهرة معًا تشبه المصابيح في شكلها، ويمكن أن يكون لون الزهرة أبيض، برتقالي أو أصفر، وفي بعض الأنواع النادرة يمكن أن تمتلك اللون الوردي الفاتح، وسيذكر هذا المقال أهم المعلومات عن زهرة النرجس من خلال دراسة عن وردة الربيع الساحرة ورمز الجمال.
الأهمية الثقافية لزهرة النرجس
يعود أصل زهرة النرجس إلى إلى أسطورة يونانية عن شاب أغرم بجماله، وكان دائم النظر إلى إنعكاس وجهه على سطح ماء البحيرة، وغرق حول البحيرة ذات مرة أثناء تأمله لنفسه ومات، ونمت بجانب البحيرة حينها زهرة النرجس التي تمت تسميتها بإسمه، ومن اسمه تم اشتقاق صفة النرجسية، والتي تعني الغرور بالنفس والتكبر، وأصبحت هذه الزهرة لدى الشعب الفكتوري رمزًا للأنانية والغرور.
ننصحكم بقراءة 15 طريقة للتعامل مع الشخصية النرجسية.
وأما الصينيون فاعتبروا هذه الزهرة دليلًا على الإزدهار وتشجيعًا على التطور، وقال خبراء النبات أنها ترسل رسالة للآخرين وهي “لا شيء يستمر إلى الأبد، فالربيع دائمًا قريب، فينبغي التركيز على الإيجابيات وستأتي جميع الأمور الجيدة في الوقت المناسب”، ولذلك أصبح إهداء هذه الزهرة متعارفًا عليه في مناسبات الشفاء من المرض أو دعم الأفراد على الابتهاج والبداية من جديد بعد الفشل.
استخدامات زهرة النرجس
تجري حاليًا عدد من الأبحاث لتأكيد دراسة وضحت أن مستخلص من زهور النرجس يمكنه المساهمة في التقليل من تقدم أعراض مرض الزهايمر، كما يمكن استخلاص الزيت منه وتناوله عن طريق الفم، حيث يحتوي زيت النرجس على مواد كيميائية كالفلافونويد، والتي بإمكانها مكافحة السعال، نزلات البرد، الربو والقيء، بالإضافة إلى ذلك يمكن صنع مراهم علاجية من النرجس، والتي تساهم في تسريع التئام الجروح، علاج الحروق البسيطة والتقليل من آلام المفاصل، ولكن ما زالت الأبحاث مستمرة للتأكد من هذه الفوائد، ولا يمكن استخلاص هذه المكونات النافعة منزليًا، حيث يمكن أن تحتوي الزهرة على القليل من السموم، ولذلك يجب استخلاص الزيت أو صناعة المرهم من النرجس في المختبرات المتخصصة فقط.
“اقرأ أيضًا: أسماء الزهور العطرية“
أنواع زهرة النرجس
إن لزهرة النرجس الكثير من الأنواع، حيث يصل عدد الأنواع إلى أكثر من أربعين نوعًا، ومنها ما يسهل زراعته ومنها ما هو عكس ذلك، وفيما يلي أكثر أنواع زهرة النرجس شيوعًا:
زهرة نرجس البوق
وسميت بهذا الإسم لأن بتلاتها طويلة ومتقاربة معًا حتى تشبه البوق في شكلها، وهي زهرة كبيرة الحجم نسبيًا، وتنمو زهرة واحدة فقط لكل ساق، وتزهر قبل فصل الربيع بقليل وتستمر بالإزهار حتى منتصف الربيع، بالإضافة إلى ذلك تنمو زهرة نرجس البوق في المناطق المعرضة لأشعة الشمي وفي الظل، وهذا يجعلها من الأنواع سهلة الزراعة.
قد يهمك: أفضل أنواع نبات الظل
زهرة النرجس الكبيرة:
وتشبه زهرة نرجس البوق بشكل كبير، حيث أن شكل بتلاتها نفسه، وتنمو زهرة واحدة كبيرة لكل ساق، ولكن في المقابل تختلف زهرة النرجس الكبيرة عن زهرة نرجس البوق بأن أزهارها أكبر حجمًا، وتمتلك عدة الوان كالوردي، الأبيض، الأصفر والأحمر، كما أنها من الأزهار التي تنمو بسرعة كبيرة وتتضاعف أعدادها في كل عام، وهذا ما يجعلها مفضلة لدى العديد من المهتمين بزراعة الحدائق والبساتين ذات المساحات الواسعة.
نرجس الكأس الصغير:
وهي زهرة نرجس متوسطة الحجم نسبيًا، وبتلاتها صغيرة الحجم وبيضاوية بشكل مبهر، وفي العادة تعد ثنائية اللون، حيث أن منتصف الزهرة برتقالي ويحتوي على تراكيب الزهرة الأنثوية والذكرية، وبتلاتها البيضاوية بيضاء أو صفراء اللون.
“شاهد أيضًا: لغة الزهور ومعانيها“
زهرة النرجس المزدوج
وهي زهرة نرجس مميزة، حيث يشبه شكلها زهرتي نرجس معًا، ويمكن أن تحتوي الساق الواحدة على زهرة واحدة أو على عدة زهور، وهي من الأزهار العطرية القوية، وتتعدد الوانها فيمكن أن تكون باللون الأصفر، الأبيض، الوردي، البرتقالي وصولًا إلى الأحمر، وتزهر هذه الزهور من منتصف الربيع إلى آخره.
زهرة النرجس ثلاثي الأسدية
وتسمى أحيانًا بنرجس دموع الملائكة، وتحمل الساق الواحدة منها من زهرتين إلى ثلاث زهرات متوسطات الحجم، وتتميز بأن بتلات الزهور تنقسم إلى قسمين، حيث أن بتلات القسم الأول تتفتح بشكل كامل، وبتلات القسم الثاني تبقى منغلقة تقريبًا وتشبه شكل الكوب، وتفضل النرجس ثلاثية الأسدية البيئات الرطبة، كما أنها تعتبر من الأزهار العطرية الأخاذة، وغالبًا ما يمكن إيجادها حول الأنهار أو البحيرات، وتمتلك لونًا أصفر أو أبيض فقط.
نرجس تازيتا:
وهي زهرة نرجس ناعمة الشكل، وحجمها متوسط تقريبًا، وتتميز بأن الساق الواحدة منها قادرة على حمل من ثلاثة إلى عشرين زهرة منها، وهي من الزهور العطرية القوية، وقد الهمت عددًا من المصممين والرسامين بسبب مظهرها الرقيق، فهي تتكون من عدد قليل من البتلات البيضاوية والعريضة، وتتواجد في الطبيعة دائمًا باللون الأبيض.
“تابع أيضًا: معلومات عن زهور السوسن“
زهرة النرجس الشاعري:
ويدل اسمها على مكانتها، حيث تشبه النرجس الشاعري نرجس تازيتا بشكل كبير، ولكن بتلاتها أكثر رقة، وبياضها أكثر صفاء، وفي وسطها يمكن ملاحظة تركيب أصفر صغير يشبه الكوب، ويمتلك حوافًا حمراء، ويحتوي الكوب على حبوب الطلع وبقية تراكيب الزهرة، وشكّل النرجس الشاعري مصدر الهام كبير لعدد من الشعراء.
زهرة نرجس بولبكوديوم:
وهو نوع من زهور النرجس غريبة الشكل، بحيث تحتوي الزهرة على ثلاثة بتلات طويلة ومغلقة معًا مكونة شكلًا يشبه البوق تمامًا، ويمكن أن تحمل الساق الواحدة ثلاثة أو خمسة أزهار، وتتميز زهرة نرجس بولبكوديوم بأنها دائمة الخضرة، وتتكاثر ذاتيًا وبسرعة، ويمكنها النمو في التربة الحمضية، الطقس المشمس والبيئات الصخرية.
“قد يهمك أيضًا: مكونات التربة وأنواعها“
زهرة النرجس التاجية:
وسميت بذلك لأن بتلاتها تتخذ شكلين مختلفين، الشكل الأول هو بتلات كبيرة بيضاء ومفتوحة، وفوقها بتلات مفتوحة باللون الأصفر تشبه التاج في شكلها، ولذلك سميت بزهرة النرجس التاجية.
زراعة زهرة النرجس
تعتبر زراعة زهرة النرجس سهلة نسبيًا مع الالتزام ببعض التعليمات، حيث يمكنها النمو في أي بيئة تقريبًا ولكنها تفضل التربة جيدة التصريف، بالإضافة إلى البيئات المشمسة أو البيئات البعيدة قليلًا عن الشمس، ويتم زراعة بذور النرجس في الفترة من شهر أغسطس إلى شهر نوفمبر، حيث يتم غرس البذور تحت عمق ١٥ سم تحت التربة، وإذا حدث وأصيبت الأوراق بالإصفرار بعد نمو الزهرة فلا يجب إزالتها إلا بعد مرور ستة أسابيع على الأقل، وذلك لأن هذه الأوراق الصفراء تساهم في تغذية الزهرة حتى وصول العام الجديد.
تتكاثر الزهرة عن طريق البذور، ولذلك من المهم جمع البذور الطارجة لزراعتها في أواخر الصيف حتى تزهر بحلول الربيع، ويمكن ري زهرة النرجس مرة في الأسبوع، وعلى الرغم من أن نبتة النرجس قادرة على تحمل أشعة الشمس المباشرة، ولكن قد تتسبب أشعة الشمس المباشرة بذبول الزهور بفترة زمنية أسرع، بالإضافة إلى ذلك تحب زهور النرجس المغذيات العضوية، ويمكن وضع الأسمدة العضوية مباشرة على التربة، ولا يتسبب ذلك بأي حروق للنرجس كما يحدث مع بقية النباتات الأخرى.