تعدّ الحمى القرمزية واحدة من الأمراض البكتيرية التي تصيب البشر عادةً، وخاصةً لدى الأفراد المصابين بالتهاب الحلق العقدي، والذي ينتج عن عدوى العقدية المقيحة، فيشعر المصاب بألم حادّ في اللوز وتهيج في الأغشية المخاطية، وتزداد نسبة الإصابة لدى الأطفال والمراهقين حتى عمر 15 عاماً، فلا يمكن السيطرة على جسد المريض حيث يصاب بصداع وعدم القدرة على تناول الطعام.
ومن الجدير بالذكر، تظهر هذه الحمى بعد الإصابة بالالتهاب، كرد فعل للجسد، وتم تجسيدها واحدة من أخطر الأمراض في القدم، ولكن بعد تطور الطب والعلاج استطاعَ الأطباء العثور على بعض الحلول لها، ولا يقتصر هذا المرض على إصابة الطفل فقط، فيمكن للبالغين أيضاً الإصابة به في أي عمر.
ونوّد الإشارة، يطلق على fever scarlet بلسان التوت الأرضي، نظراً لإصابة اللسان بتغيّرات طفيفة عليه مثل الجفاف وظهور نقاط صغيرة بلونٍ أبيض، ولذلك ما هي أعراض الإصابة بالحمى القرمزية؟ وما هي أبرز أسبابها؟ وطرق تشخيصها وعلاجها؟
أعراض الحمى القرمزية
توجد 8 أعراض تظهر على المصاب، تتمثل في:
- ارتفاع حرارة الجسم.
- الإصابة بتهيج في الحلق مع ظهور لون أحمر وصعوبة في شرب أو تناول الأطعمة.
- عدم القدرة على النوم بشكلٍ مريح نتيجة الألم الناتج عن البلع مع التهاب مستمر.
- ظهور بقع صغيرة في أعلى الفم.
- احمرار في الإبطين مع طفح جلدي يغطي أجزاء من الجسد.
- عدم القدرة على ممارسة الحياة الطبيعية.
- الإصابة بصداع وانتفاخ في غدد العنق.
- الشعور بتعب جسدي.
ما هي أسباب الإصابة بالحمى القرمزية؟
الحمى القرمزية بلغت أعلى معدلات في الإصابة بها، وتنتج عن جرثومة عقدية تدخل إلى الجسد وتتسبب بالتهاب الحلق، وإذا لم يتم علاجها في وقتٍ مبكر، قد تتطور الحالة إلى الإصابة بالحمى.
ولأن الحمى القرمزية مرض بكتيري يصيب الأطفال، فيتسبب لهم بمضاعفات خطيرة قد تصل إلى الإصابة بحمى الروماتيزم أو داء القلب الروماتزمي أو التهاب الرئة.
ما هي طرق تشخيص وعلاج الحمى القرمزية؟
من الضروري علاج مرض الحمى بشكلٍ فوري، لأن مضاعفاته تلحق الأذى بجسد الطفل، فأثناء ملاحظة أي تغيرات أو أعراض عليه، يفضل استشارة طبيب الأطفال، حيث يحصل على مسحة صغيرة من الحلق بعد فحصه بدقة، للتأكدّ من الإصابة ومن ثم يتم العلاج من خلال:
- العلاج بالمضادات الحيوية: لأن القرمزية هي عدوى ينتج عنها طفح جلدي وأعراض عديدة، فيتم السيطرة عليها في البداية من خلال وصف بعض الأدوية مثل ازيترومتسين وبنسلين، ولا يمكن منحها للطفل بدون وصفة طبية.
فهذه المضادات لها تأثير فعّال في تقليل أعراض الحمى وشعور الطفل براحة.
- علاجات في المنزل: لمرض الحمى القرمزية أعراضاً شبيهة بأعراض الإنفلونزا، ولذلك يتم الدعم في المنزل من خلال تهيئة مكان مريح لحصول الطفل على قسط من النوم، وتجنب جلوسه أو نومه في مكان صاخب.
بالإضافة إلى الحصول على إجازة من المدرسة لمدة ما يقارب أسبوعين، وتشجيعه على استهلاك 8 أكواب من المياه على دفعات خلال اليوم، لتجنب جفاف الفم ولتسهيل مضغ الطعام وبلعه.
ويمكنك اللجوء إلى أجهزة ترطيب الجو التي تساعده على استنشاق الهواء بشكلٍ أفضل، مع تجربة بخاخ الأنف الذي يزيل المخاط ويعمل على ترطيبه من الداخل، كما أن غرغرة الفم بالماء الدافئ والملح له أثر في ترطيبه وتقليل الالتهاب والألم في الحلق.
ومن المهم التركيز على الوجبات اللينة والخفيفة، لأنه لا يستطيع تناول الأطعمة القاسية أو الحارّة، فيفضل هرس البطاطس له مع كوب من اللبن أو تحضير حساء دافئ مع فواكه مرطبة للجسد، والامتناع عن أي أطعمة حارة أو توابل أو مشروبات غازية.
- حماية الطفل في العلاج: خلال الالتزام بتعليمات الطبيب، يجب وضع الطفل في مكان آمن خالٍ من الدخان أو الشيشة أو الهواء الملوث، ومساعدته على الاستنشاق من أنفه وتقليل أي رائحة تعمل على تهييج الرئتين.
ما هي طرق الوقاية من الإصابة بالحمى القرمزية؟
توجد عدة طرق يمكنك حماية طفلك من خلالها:
- يجب تعويد الطفل على الابتعاد عن أي صديق مصاب بإنفلونزا أو رشح وسعال، ويفضل تغطية فمه وأنفه أثناء العطاس تفادياً لانتقال العدوى لزملائه أو انتقالها له منهم، بالإضافة إلى الامتناع عن مشاركة الأدوات الشخصية مثل المناشف والمناديل والطعام.
- من المهم غسل اليدين بعد الخروج من المرحاض وبعد لمس أي جسم في الخارج، لأن التصاق البكتيريا سهل للغاية، والقضاء عليها يتمثل في الصابون المطهر للأيدي، ويفضل وضع معقم لاستخدامه في المدرسة أو الحضانة.
- من الضروري إخبار الطفل بأغراضه الشخصية وتجنب مشاركتها مع أحد مثل زجاجة الشرب والحلويات وأغطية السرير، لأن انتقال هذه الحمى يتسبب بألم حاد للطفل ويعيقه عن أنشطته.
ما هي مدة الإصابة بالحمى القرمزية؟
تستمر أعراضها عادةً حوالي 15 يوم، وتقلّ مع العلاج والدعم المناسب للطفل.
هل الحمى القرمزية من الأمراض الخطيرة؟
في الحقيقة لا إن تم علاجها مبكراً، ولكن إن لم يتم العلاج لفترة طويلة، ستؤثر على قلب الطفل وجهازه التنفسي.
يصاب الطفل بأمراضٍ عديدة وخاصةً الأمراض الناتجة عن العدوى مثل الحمى القرمزية، لأنهم لا يدركون أهمية النظافة والخصوصية في التعامل مع زملائهم، فالأفضل لك كمربي للطفل زيادة وعيه حول طرق الوقاية والحفاظ على جسده من أي أذى.
ولأنها انتشرت بشكلٍ واسع في الآونة الأخيرة، فيستوجب الانتباه لأعراضها ومضاعفاتها، وخاصةً أننا في حلول بدء عام دراسي جديد واستعداد الأطفال للتعلم، فالتوعية والوقاية خير من قنطار علاج، وأنت المسؤول عن نظافة وتوعية أطفالك حتى لا يصيبهم أي مكروه.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.