تنتج أعراض الانزلاق الغضروفي عن انزلاق الغضروف بين فقرات العمود الفقري والضغط على الأعصاب المحيطة به. هذا القرص الغضروفي هو عبارة عن وسادة تحمي الفقرات وتوفر الحركة والمرونة في العمود الفقري. ينتج عن الانزلاق الغضروفي الشعور بالألم الشديد والتنميل وضعف العضلات. لنتعرف على أعراض الانزلاق الغضروفي، وأهم أسبابه، وكيفية علاجه وطرق التعامل معه.
أهم أعراض الانزلاق الغضروفي
تختلف أعراض انزلاق غضروف الظهر من شخص لآخر، وتعتمد على موقع الانزلاق وحجمه وشكله وتأثيره على الأعصاب المحيطة بالعمود الفقري. فيما يلي 6 من أهم أعراض الانزلاق الغضروفي:
- الألم: يعتبر الألم من أكثر أعراض الانزلاق الغضروفي شيوعًا، حيث يشعر المريض بألم حاد في الظهر أو الرقبة، وقد يمتد هذا الألم إلى الذراعين أو الساقين، وتزداد شدته مع الحركة والجلوس لفترات طويلة.
- التنميل والخدر: يمكن أن يشعر الشخص بتنميل أو خدر في الذراعين أو الساقين، وذلك بسبب ضغط الانزلاق الغضروفي على الأعصاب المحيطة بالعمود الفقري.
- الضعف العضلي: يمكن أن يحدث الانزلاق الغضروفي ضعفًا في العضلات المتأثرة بالعصب المضغوط والمحيطة بالعمود الفقري، مما يؤثر على القدرة على الحركة والقيام بالأنشطة اليومية.
- الصداع: يمكن أن يحدث صداع في بعض الأحيان بسبب تأثير الانزلاق الغضروفي على العمود الفقري والأعصاب المحيطة به، ولا سيما في حالة الانزلاق الغضروفي القطني، وقد يترافق مع الشعور بالدوخة والغثيان.
- فقدان السيطرة على البول أو البراز: في حالات نادرة، يمكن أن يؤدي الانزلاق الغضروفي الناتج عن الانزلاق على الأعصاب المحيطة بالحوض إلى فقدان السيطرة على البول أو البراز، وهذه الحالة تتطلب علاجًا طبيًا فوريًا.
- الشلل: في حالات الانزلاق الغضروفي الشديد، يمكن أن يتسبب الانزلاق في الشلل الجزئي أو الكلي في الذراعين أو الساقين.
ومن المهم استشارة الطبيب في حالة وجود أي من أعراض الانزلاق الغضروفي، والبدء في العلاج المناسب في أقرب وقت ممكن لتقليل خطر التعرض لمضاعفات أو تفاقم المشكلة.
“اقرأ أيضًا: أسباب تنميل الأطراف وعلاجه“
أبرز أنواع الانزلاق الغضروفي
يمكن تقسيم الانزلاق الغضروفي إلى عدة أنواع، وذلك حسب موقع الانزلاق وشكله وحجمه وتأثيره على العمود الفقري والأعصاب المحيطة به، وكذلك بحسب الأعراض وطرق العلاج المناسبة. ومن أهم أنواع الانزلاق الغضروفي:
- الانزلاق الغضروفي القطني: ويحدث هذا النوع من الانزلاق الغضروفي في أسفل الظهر، مما يؤدي إلى ضغط على الأعصاب والأوعية الدموية المحيطة بهذه الفقرات، ويمكن أن يتسبب في الألم والتنميل والضعف العضلي في الساقين، وغالبًا يكون الألم في جانب واحد.
- الانزلاق الغضروفي العنقي: ويحدث عندما ينزلق الغضروف بين الفقرات في منطقة العنق، ويسبب الألم والتنميل والخدر في الأطراف العليا والعنق، وبالتالي يعاني المريض من صعوبة في ثني الرقبة والظهر.
- الانزلاق الغضروفي الصدري: ويحدث هذا النوع من الانزلاق الغضروفي في أعلى الظهر مسببًا الألم في منطقة الصدر، وتختلف الأعراض الناتجة عن هذا النوع بالاعتماد على مكان الانزلاق وتأثيرها على الأعصاب.
- الانزلاق الغضروفي القطني المركزي: ويحدث هذا النوع من الانزلاق الغضروفي في العنق أيضًا، حيث يتم نزول غضروف الفقرات العنقية إلى الأسفل، مما يؤدي إلى ضغط على الحبل الشوكي والأعصاب المحيطة به، ويمكن أن يتسبب في الألم والضعف العضلي والشلل.
“تابع أيضًا: مخاطر الجلوس لفترات طويلة“
أسباب الانزلاق الغضروفي
توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالانزلاق الغضروفي. من أهم أسباب الانزلاق الغضروفي:
- التقدم في العمر: يتدهور الغضروف مع التقدم في العمر، مما يجعله أكثر عرضة للتمزق والانزلاق.
- الإجهاد الزائد: يعتبر الإجهاد الزائد للعمود الفقري من أبرز أسباب الانزلاق الغضروفي، سواء بسبب الحمل الثقيل أو التمارين الرياضية الشديدة، في تمزق الغضروف وانزلاقه.
- الإصابات: يمكن للإصابات في العمود الفقري، سواء كانت نتيجة لحادث سيارة أو رياضة قوية، أن تتسبب في تمزق الغضروف وانزلاقه.
- التشوهات الهيكلية: يمكن أن تتسبب التشوهات الهيكلية في العمود الفقري، مثل انحناء الظهر الزائد أو الانحراف الجانبي، في إجهاد الغضروف بشكل زائد وتمزقه.
- العوامل الوراثية: قد يكون للعوامل الوراثية دور في جعل الغضروف أكثر عرضةً للتمزق والانزلاق.
“قد يهمك أيضًا: آلام الكتف: الأسباب والعلاجات الطبية والطبيعية“
طرق تشخيص الانزلاق الغضروفي
هناك عدة طرق يمكن استخدامها لتشخيص انزلاق غضروف الظهر، فيما يلي أهم طرق تشخيص الانزلاق الغضروفي:
- الفحص الطبي: يمكن للطبيب تحديد وجود الألم والتنميل والخدر في الأطراف المحيطة بالعمود الفقري وتحديد أي انحراف أو انزلاق قد يكون موجودًا. يمكن من خلال الفحص الطبي أيضًا التحقق من ردود أفعال المريض اللاإرادية، ومدى قوة العضلات للتمكن من تشخيص الحالة بشكل جيد.
- الصور الشعاعية: يمكن استخدام الصور الشعاعية، مثل الأشعة السينية (X ray)، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب لتحديد موقع وشكل الانزلاق الغضروفي وحجمه.
- الفحص العصبي: يمكن للطبيب إجراء فحص عصبي لتحديد ما إذا كان الألم والتنميل والخدر ينتج عن تضرر الجذور العصبية في العمود الفقري.
ما هي العلاجات المتاحة للانزلاق الغضروفي؟
تختلف العلاجات المتاحة للانزلاق الغضروفي باختلاف حالة المريض وشدة الأعراض وموقع الانزلاق. ومن بين هذه العلاجات:
- الراحة والتقليل من الحركة: في الحالات الخفيفة، قد يحتاج المريض إلى الراحة التامة لبعض الوقت، وتجنب الحركات الثقيلة التي تسبب ضغطًا على العمود الفقري. وفي حالة الألم الحاد، يمكن تقليل الألم باستخدام الثلج أو السخونة الموضعية.
- العلاج الطبيعي: يمكن القول بأن العلاج الطبيعي من أهم العلاجات المتاحة للانزلاق الغضروفي، فهو يساعد في تخفيف الألم وزيادة قوة ومرونة العضلات المحيطة بالعمود الفقري، وذلك من خلال تمارين تحسين المرونة والقوة.
- الأدوية: يمكن استخدام الأدوية المسكنة للألم لتخفيف الألم والتورم المرتبطين بالانزلاق الغضروفي، مثل الأسبرين والإيبوبروفين. كما يمكن استخدام الأدوية المضادة للالتهابات. ويجب استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء.
- الحقن: يمكن تحقيق تحسن مؤقت في الألم عن طريق حقن المسكنات والمضادة للالتهابات مباشرة في الجذر العصبي الذي يتأثر بسبب الانزلاق الغضروفي.
- الجراحة: في حالات شديدة، قد يوصي الطبيب بإجراء الجراحة لإزالة الجزء المتضرر من الغضروف وتخفيف الضغط على الأعصاب المحيطة به. وتعتبر الجراحة الخيار الأخير ويتم النظر إليها فقط في حالة عدم استجابة المريض لأي علاج آخر.
“شاهد أيضًا: تقوية عضلات الظهر“
التمارين الرياضية التي يمكن القيام بها لتخفيف الأعراض
تختلف التمارين الرياضية المناسبة للأشخاص الذين يعانون من الانزلاق الغضروفي باختلاف حالتهم وأعراضهم وموقع الانزلاق. يمكن أن تساعد التمارين الرياضية المناسبة في تقوية العضلات وتحسين المرونة وتخفيف الألم. ومن المهم استشارة الطبيب الخاص بك قبل البدء في أي برنامج تمريني جديد. من بين التمارين الرياضية التي يمكن القيام بها لتخفيف الأعراض:
- تمارين الاستطالة: تساعد تمارين الاستطالة على تحسين المرونة وتخفيف الألم في العضلات والأربطة. يمكن البدء بتمارين الاستطالة الخفيفة والتدريجية وزيادة الوقت والتحمل تدريجيًا.
- تمارين تقوية العضلات: يمكن أن تساعد تمارين تقوية العضلات على تحسين القوة والمرونة في العضلات المحيطة بالعمود الفقري وتقليل الضغط على القرص الغضروفي.
- السباحة: تعتبر السباحة تمرينًا رائعًا للأشخاص الذين يعانون من الانزلاق الغضروفي، حيث يمكن أن تساعد على تحسين المرونة والقوة وتخفيف الضغط على العمود الفقري.
- المشي: يمكن أن يساعد المشي الخفيف والمنتظم على تحسين الدورة الدموية وتقليل الضغط على العمود الفقري.
- تمارين اليوغا: تعتبر اليوغا تمرينًا مفيدًا لتحسين المرونة والتنفس وتخفيف التوتر والضغط على العمود الفقري.
من المهم تذكر أنه يجب الحرص على عدم إجهاد العمود الفقري وتجنب الحركات الخاطئة التي قد تزيد من الألم وتؤثر سلبًا على الحالة.
“اقرأ أيضًا: أفضل وضعيات النوم لمحاربة آلام أسفل الظهر“
طرق الوقاية من الاصابة بالانزلاق الغضروفي
تتضمن طرق الوقاية من الانزلاق الغضروفي اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية والحفاظ على نمط حياة صحي، ومن بين الإجراءات الوقائية:
- الحفاظ على وضعية جيدة للجسم: يجب الجلوس والوقوف بوضعية صحيحة وتجنب الثني أو التحريك الزائد للعمود الفقري.
- الحفاظ على الوزن المثالي: يجب الحفاظ على الوزن المناسب والتخلص من الوزن الزائد، حيث يمكن أن يزيد الوزن الزائد من الضغط على العمود الفقري ويزيد من خطر الإصابة بالانزلاق الغضروفي.
- ممارسة النشاط البدني: يجب ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وبشكل منتظم، حيث يمكن للتمارين المناسبة أن تقوي العضلات وتحسن المرونة وتقلل من خطر الانزلاق الغضروفي.
- تفادي الجلوس لفترات طويلة: يجب تجنب الجلوس لفترات طويلة والقيام ببعض التمارين البسيطة والتحرك بين الفترات الزمنية للحفاظ على صحة العمود الفقري.
- التغذية السليمة: يجب الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن، حيث يمكن للتغذية السليمة أن تقوي العظام والعضلات وتقلل من خطر الانزلاق الغضروفي.
وهكذا نجد أن أعراض الانزلاق الغضروفي تحدث عندما يتحرك الغضروف القريب من الفقرات خارج مكانه الطبيعي، مما يؤدي إلى الضغط على الجذور العصبية المحيطة به مسببًا الألم والتنميل والخدر. يمكن أن يحدث الانزلاق الغضروفي في أي جزء من العمود الفقري، ولكنه يحدث عادة في الجزء السفلي من الظهر (منطقة القطنية العجزية)، وهو ما يسمى انزلاق غضروف الظهر، ويتم تحديد العلاج المناسب لحالة الانزلاق الغضروفي بناءً على شدة الأعراض وحجم الانزلاق وموقعه.