قصور القلب هو من الأمراض القلبية الشائعة جدًا والتي يعد من الصعب الشفاء منها بشكل تام حيث يتم وصف العلاج لمنع تفاقم الحالة الصحية ومنع حدوث مضاعفات خطيرة على حياة المريض.
سنتحدث في هذا المقال عن أعراض قصور القلب أو الفشل القلبي وسنناقش أسباب هذه الحالة وطرق تشخيصها وعلاجها.
ما هو قصور القلب
قصور القلب الاحتقاني أو الفشل القلبي هو عبارة عن مرض مزمن يصيب العضلة القلبية ويقلل من قدرتها على ضخ القلب بصورة كافية إلى بقية أنحاء الجسم بالكمية المناسبة المحملة بالأكسجين الضروري للقيام بكل الوظائف الحيوية الأساسية.
إن هذا المرض يتم تقسيمه لأقسام تبعًا لمنطقة الإصابة، وهو عادة يصيب كامل العضلة القلبية، ولكن في بعض الأحيان قد يصيب الجزء الأيسر فقط أو الجزء الأيمن فقط ولكنه أمر نادر الحدوث عمومًا.
أيضًا يمكن تقسيم المرض حسب نوعية القصور الموجودة حيث أنه قد يكون ناتج عن صلابة في جدار العضلة القلبية وبسبب عدم قدرتها على تعبئة الدم ضمن الحجرات القلبية وهذا ما يسمى بفشل القلب الانبساطي.
هناك أيضًا ما يسمى بفشل القلب الانقباضي وفيه تحدث مشكلة تتعلق بانقباض العضلة القلبية بحد ذاتها.
عند الأشخاص الأصحاء فإنه يتم ضخ ما يعادل ال ٥،٥ لتر في كل دقيقة أما في حال الفشل القلبي فإن المعدل يصبح أقل من ذلك بكثير.
إذا يؤثر الفشل القلبي على الجانب الأيسر أو الأيمن أو على كليهما ولكنه عادةً ما يبدأ ضمن الجانب الأيسر وتحديدًا في البطين الأيسر.
أسباب قصور القلب
هناك أسباب كثيرة مسؤولة عن الإصابة بالقصور القلبي وهي:
- إصابة المريض بأحد الأمراض القلبية المزمنة مثل التهاب العضلة القلبية أو التهاب في شغاف القلب.
- وجود حالة من ارتفاع الضغط الدموي.
- إصابة المريض بداء الشريان التاجي.
- وحود عيب خلقي ضمن العضلة القلبية أو اختلال في عمل صمام ما.
- اضطراب في الغدة الدرقية مثل القصور أو فرط النشاط.
- إصابة بعدوى فيروسية ضمن عضلة القلب.
- حدوث اختلال في عمل أملاح الدم.
- وجود تفاعلات تحسسية أرجية مزمنة لدى المريض.
- وجود إصابة بأحد أمراض الدم.
- وجود إصابة بفقر الدم الحاد.
- للوراثة دور كبير في الإصابة بهذا المرض.
- وجود تضخم في العضلة القلبية.
- كعرض جانبي لعلاج دوائي ما.
أعراض قصور القلب
إن أعراض وعلامات المرض تظهر على المريض بالصورة التالية:
- ضعف عام في الجسم وصعوبات تتعلق بالقيام بالأنشطة اليومية.
- وذمة ضمن الأطراف وتجمع السوائل في التجويف البطني.
- تواتر في معدل نبضات القلب.
- زيادة وزن كبيرة بسبب تراكم السوائل.
- ضعف عام في التركيز.
- فقدان في الشهية.
- الغثيان والإقياء.
- سعال مزمن شديد.
- آلام صدرية حادة.
- ضيق في التنفس وهي حالة تمنع المريض من النوم بشكل مريح سواء في حالة الراحة أو خلال بذل جهد.
- كثرة التبول الليلي.
كيف يتم تشخيص قصور القلب
سوف بلجأ الطبيب للتدابير التالية لمحاولة تشخيص الإصابة:
- محاولة معرفة التاريخ العائلي أو الطبي للمريض وخصوصًا في حال كان مصاب بأي اضطراب يزيد من فرص حدوث فشل القلب الاحتقاني مثل داء السكري أو عيوب الصمامات القلبية واضطرابات ضغط الدم.
- يتم إجراء فحص سريري للمريض بواسطة السماعة الطبية مع الاستماع الدقيق لنبضات القلب.
- فحص سريري لمكان الوذمة ضمن الجسم.
- اختبارات الأشعة السينية حيث أنها تقوم بإظهار أي ترسبات كلسية ضمن الصمام القلبي.
- إجراء صورة رنين مغناطيسي MRI.
- إجراء مخطط صدى القلب Echocardiogram مع فحص القدرة القذفية لعضلة القلب عن طريق تقدير كمية الدم التي تخرج ضمن النبضة الواحدة The Ejection Fraction (EF).
- إجراء قسطرة قلبية.
- القيام بتخطيط عضلة قلبية.
- إجراء فحص الجهد لقياس مقدار تعب العضلة القلبية.
- اختبار عينة دم لقياس تركيز بعض أنواع البيبتيدات.
- قياس مستوى كوليسترول الدم.
- أخذ خزعة من العضلة القلبية وهو إجراء يتم من خلاله الكشف عن وجود أي أمراض ضمن عضلة القلب.
علاج قصور القلب
لا يوجد علاج نهائي لحالة القصور القلبي ولكن يوجد بعض التدابير التي من شأنها أن تزيد كفاءة العضلة القلبية وهي تشمل الاجراءات التي تعالج السبب الأساسي لهذه المشكلة مثل العلاجات الدوائية.
من الممكن أن يحتاج الطبيب لإجراء تدخل جراحي في بعض الأحيان وأهمها الحالات التي تستدعي استبدال الصمامات القلبية التي تسبب الفشل أو القصور.
قد يتم اللجوء لزراعة مضخة قلبية في حال تقدم المرض وفشل كل العلاجات المعتادة أو أجهزة تنظيم ضربات القلب.
يمكن وصف مُثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين ( ACEI) التي تقوم بتحفيز اتساع الأوعية الدموية وأيضًا انخفاض الضغط الدموي وبالتالي تقليل الجهد على العضلة القلبية وأيضًا حاصرات مُستقبلات الأنجيوتنسين 2 (ARBs ).
قد يصف الطبيب أيضًا حاصرات بيتا التي تفيد في إبطاء سرعة النبض ضمن العضلة القلبية وبالتالي تخفض الضغط الدموي وتحد من الضرر الحاصل.
أخيرًا نذكر مدرات البول الضرورية لتخفيف تراكم السوائل في جسم المريض.
نصائح للتعايش مع قصور القلب
يفضل أن يقوم المريض باتباع التعليمات التالية بهدف التعايش مع الفشل القلبي أو لتخفيف حدة الأعراض على الأقل:
- القيام بتناول الطعام الصحي مثل الفواكه والخضراوات والابتعاد بشكل تام عن الأطعمة الدهنية.
- التوقف عن التدخين وشرب الكحول.
- محاولة تخفيف القلق والتوتر.
- في حال كان السبب هو أحد الأدوية التي يتناولها المريض فإنه يجب مناقشة الحالة مع الطبيب المختص بهدف تغيير العلاج لآخر أكثر ملاءمة مع وضع المريض.
- ضرورة التخلص من كل الوزن الزائد.
- محاولة ممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري.
- يجب أن يتبع المريض نظام غذائي خال من الملح.
- مراقبة وزن الجسم وخصوصًا في حال وجود تجمع للسوائل.
كيف يمكن الوقاية من قصور القلب؟
وفق العديد من الدراسات فإن النظام الغذائي المتوازن يقلل بشكل كبير من فرص الإصابة بالمشاكل القلبية واضطرابات الأوعية الدموية وخصوصًا عندما نقلل من الأطعمة الدهنية والجاهزة.
يفضل القيام بممارسة الرياضة بشكل يومي مع الإقلاع التام عن التدخين وشرب الكحول.
من الضروري أن يتم إنقاص الوزن في حال وجود سمنة مفرطة مع مراقبة مستوى سكر الدم بشكل دائم.