أكبر الامبراطوريات عبر التاريخ
دراسة تاريخ الحضارات والتعمق فيه يعتبر متعة بالنسبة للعديد من الناس حيث يعرفهم على تغيرات كثيرة حصلت في الماضي وترابطها مع مجريات وقتنا الحالي.
تتيح لنا هذه المعلومات التعرف إلى مسيرة تطور الحضارات وتحولها من دول ضعيفة إلى امبراطوريات قوية وكبيرة وضعت بصمتها في التاريخ.
نجد أنه ومنذ قديم الزمان عرف الإنسان القديم نظام الدولة وكان محاطا بالحروب والفتوحات المختلفة ومن هنا نشأت الامبراطوريات.
منذ ذلك الحين أصبح كل حاكم يسعى لتكوين امبراطوريته الخاصة وإقليمه الكبير الذي يمتد على مساحات واسعة لكي يخلد نفسه واسمه في سطور التاريخ.
نتيجة لهذه الأفكار نشأت الامبراطوريات مثل امبراطورية الفرس والامبراطورية اليونانية وغيرها الكثير.
سنتحدث اليوم في هذا المقال عن أشهر الامبراطوريات وأعظمها عبر التاريخ وسنقدم معلومات كثيرة عن كل امبراطورية.
أكبر الامبراطوريات في التاريخ
امبراطورية المغول
كان لامبراطورية المغول شأن عظيم بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر حيث امتدت من شرق أوروبا وحتى آسيا.
كانت بداية هذه الإمبراطورية من اتحاد القبائل المغولية والتركية والتي تعرف اليوم بمنغوليا، وبدأت بعدها بالنمو المتواصل والانتشار على مساحات واسعة، وبعدها تم إعلان جنكيز خان حاكمًا لكل دولة المغول وذلك عام 1206.
كان امتدادها النهائي من وسط أوروبا حتى بحر اليابان ولسيبيريا شمالًا، وغربًا حتى بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية، وشرقًا وصل امتدادها حتى القارة الهندية والهضبة الإيرانية.
كانت تعداد سكانها ما يقارب مئة مليون نسمة توزعوا على مساحة تقدر 33.2 مليون كيلو متر مربع أي ما مقداره ربع مساحة اليابسة على سطح الكرة الأرضية.
أثناء حكم جنكيز خان هزم المغول عدة هزائم كبيرة منذ وقت للآخر، وفي كل مرة كانوا يعودون لنيل الثأر بجيش أكبر وأقوى مع قادة مهرة وكفؤ.
تستثنى من هذه القاعدة معركة عين جالوت في الجليل والتي هزم فيها المغول ولم يعودوا للثأر من هزيمتهم بسبب تعرض الدولة لظروف كثيرة وانتقال الحكم بسبب وفاة مونكو خان.
شن بعدها المغول المزيد من الهجمات في المشرق ووصلوا من خلالها لأراضي غزة بعد نصر كبير وحاسم في معركة وادي الخازندار ولكن انسحبوا فيما بعد بسبب ضغوط سياسية عديدة.
بعد ما توفي قوبلاي انقسمت الإمبراطورية المغولية بسبب النزاعات المختلفة إلى أربع امبراطوريات منفصلة لكل منها أهدافها الخاصة.
اعتنق قائد المغول غازان الإسلام ودخل في حروب أهلية كبيرة ضمن أراضي الإمبراطورية انهارت على أثرها الدولة بالكامل في القرن الرابع عشر وهكذا كانت نهاية أكبر امبراطورية متواصلة الأراضي عبر التاريخ.
الإمبراطورية البريطانية
تعد الإمبراطورية البريطانية الأكبر والأعظم عبر التاريخ وحتى وقتنا الحاضر حيث تمثل القوة العالمية الكبرى التي تحكم خمس سكان العالم وما يقدر بربع مساحة الأرض.
ظهر اسمها في البداية مع ظهور بعض المحطات التجارية التي أسست من قبل مملكة إنجلترا بين أواخر القرن السادس عشر والثامن عشر.
أحكمت سيطرتها بالكامل على ما يقارب 412 مليون شخص عام 1913 ولذلك نجد أن إرثها السياسي واللغوي هو الأكثر انتشارًا في أنحاء العالم.
بسبب امتدادها العظيم أطلق عليها اسم الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس حيث أن الشمس بالتأكيد ستكون مشرقة على إحدى مستعمراتها خلال ساعات اليوم بالكامل.
بسبب تطورها الكبير في كافة المجالات وخصوصًا على الصعيد الاقتصادي والعلمي امتدت سلطتها على جميع أنحاء العالم وليس فقط ضمن أراضيها.
تشكلت هذه الإمبراطورية من مستعمرات صغيرة ومقاطعات متباعدة وقعت بمجملها على اتفاقيات انتداب بالتالي لم تكن متواصلة الأراضي.
كانت تشن حروب عديدة وإجمالًا يمكن القول أن الثورات فيها لم تهدأ وكانت تسعى بشكل مستمر لبسط سيطرتها على أراضي جديدة.
لا يزال هناك حتى وقتنا الحالي 14 إقليم تحت سيطرة السيادة البريطانية.
الإمبراطورية الرومانية
إن الرومان هن شعب استقر في إيطاليا من القرن الثاني عشر قبل الميلاد وأسسوا مدينة روما المشهورة مع أسس تنظيمية وقواعد عسكرية.
تعتبر العلامة الفارقة لتأسيس الدولة الرومانية هي إسقاط الشعب للملك الطاغية تارلينيوس مما شكل مفترقًا هامًا وأساسيًا في حياتهم الاجتماعية والاقتصادية فأطلقوا عليه عام المجد.
بدأت الدولة بالتوسع التدريجي فيما بعد وأحكمت سيطرتها على شبه الجزيرة الإيطالية وبعدها اتسعت رقعتها لتمتد على معظم دول العالم القديم.
كانت حدودها شاسعة حيث شملت كل الأراضي بين الجزر البريطانية غربًا إلى ساحل بحر قزوين شرقًا وجبال الألب والصحراء الإفريقية جنوبًا.
كان لها طابع استعماري خاص ومثال مميز عن مفهوم الدولة الجامعة وتعد من أكثر الامبراطوريات المعمرة في التاريخ إن لم تكن الأكبر عمرًا.
كانت نهايتها عند انقسام الإمبراطورية إلى روما الغربية والشرقية حيث تحولت للامبراطورية للبيزنطية واستمرت بعدها ما يقدر بألف عام.
الدولة الأموية
تعد الخلافة الأموية واحدة من أربع خلافات تأسست بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وحكمتها عائلة أمية بن عبد الشمس وهو الجد الأكبر للأمويين.
اتخذت الدولة الأموية من دمشق عاصمة للخلافة على الرغم من كون الأمويين أساسًا من مكة وأخذوا بالتوسع في أراضيهم وزيادة مساحة نفوذ دولتهم.
وصلت مساحة الأراضي التي سيطرت عليها الدولة إلى 13 مليون كيلو متر مربع مما جعلها أكبر امبراطورية في العالم في ذلك الوقت وأكبر دولة أسسها المسلمون عبر التاريخ.
تميزت بنظام حكم مميز وقواعد سياسية واقتصادية واجتماعية شاملة لكل جوانب الحياة مما ساعد على وصفها بالانتظام.
امبراطورية الفرس
يطلق على الإمبراطورية الفارسية اسم الإمبراطورية الإخمينية حيث كانت الدولة الوريثة لامبراطورية الميديين التي حكمت الأراضي الإيرانية.
ضمت أراضي واسعة حيث امتدت على إيران وأفغانستان وأذريبيجان وباكستان وأيضًا أجزاء من آسيا الصغرى والوسطى وأيضًا تراقيًا والعراق ومقدونيا.
قدرت مساحتها ب8 مليون كيلو متر مربع واعتبرت هذه الإمبراطورية العدو اللدود لليونان بسبب النزاعات وتضارب المصالح وغيرها من الأسباب.
انهارت هذه الدولة عام 330 قبل الميلاد على يد ملك مقدونيا الاسكندر الثالث.
إقرأ أيضًا: السلطان العثماني سليمان القانوني
هكذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا لليوم نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم معلومات مفيدة وقيمة.