أهمية طريق الحرير

أهمية طريق الحرير
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

أهمية طريق الحرير؛ إن طريق الحرير التاريخي يبدأ من الأراضي المنغولية في شرق جبال الخينجان دال الصين وبعدها يمتد بالاتجاه الغربي نحو سيبيريا وشمال القارة الآسيوية قبل أن يتفرع للجنوب والشرق. تم افتتاح هذا الطريق في زمن الجنرال الصيني جانغ تشيان ويبلغ طوله ما يقارب 6400 كم حيث تمحور استخدامه بغرض التجارة بين الغرب والصين.

سنتحدث في هذا المقال عن أهمية طريق الحرير وعن تاريخه والدول التي تقع عليه.

سبب تسميته بطريق الحرير

لقد تم تسمية طريق الحرير بهذا الاسم لأن الحرير هو أول ما تم نقله ما بين الصين وأوروبا وذلك بعد جهد كبير. فيما سبق كان للحرير الصيني قيمة كبيرة ولم يستخدم إلا للبلاط الصيني حيث صدر حكم بالإعدام على كل من قام بنقله عن طريق السر.

في القرن الأول الميلادي أفشي سر الحرير بعد ما تم نقله للإمبراطورية الرومانية حيث تمت خياطة الألبسة منه. هكذا بدأت التجارة تتطور ما بين الشرق الأوسط وأوروبا وتم التصدير إلى اليابان والهند عن طريق نقل بيوض اليرقات.

“اقرأ أيضًا: أهمية حقوق الإنسان

السفر عبر طريق الحرير

تم تطور السفر عبر طريق الحرير أثناء تطور الطرق نفسها حيث كانت القوافل التي تجرها الجمال أو الأحصنة في القرون الوسطى هي الوسيلة الشهيرة لنقل السلع في الطريق البري. كما ظهرت خانات القوافل والتي هي عبارة نزل ومضافات كبيرة مصممة لكي تستقبل المسافرين والتجار مما جعلها تلعب دور حاسم في تيسير مرور السلع والأشخاص على هذا الطريق.

يمكن القول أن كل الخانات التي انتشرت بسبب السفر عبر طريق الحرير من الصين وإلى تركيا قد وفرت فرصة كبيرة للتجار لنيل قسط من الراحة ولكي يستمتعوا بالطعام ويستعدوا لمواصلة بقية طريقهم. أيضًا قاموا بتبادل البضائع ضمن الأسواق المحلية ليتاجروا بها ويلتقوا بغيرهم من التجار المسافرين وبالتالي تم تبادل الكثير من اللغات والأفكار والثقافات.

فيما بعد ومع مرور الوقت تطورت كل هذه الطرق التجارية وازدادت أرباحها لتزداد بالتالي الحاجة إلى خانات القوافل مما سرع من عملية تشييدها في كل مناطق آسيا الوسطى بدءًا من القرن العاشر وحتى مرحلة متأخرة من القرن التاسع عشر.

أهمية طريق الحرير أدت لظهور شبكة من الخانات الممتدة من الصين وحتى شبه القارة الهندية وقوقاز وإيران وتركيا وحتى شمال روسيا وأفريقيا وأوروبا الشرقية أيضًا.

في الحقيقة لا تزال العديد من هذه الخانات قائمة حتى يومنا هذا.

مدن عالمية على طريق الحرير

بسبب أهمية طريق الحرير تم توسيعه، من أوروبا وحتى الصين عبر مروره بالعديد من المدن التاريخية، نذكر 4 مدن يعبرها:

  • مدينة دونهوانغ:

وهي مدينة تقع في شمال غرب الصين على مفترق طريق شبكة الحرير وتعد من أول المدن المرتبطة به. كانت هذه المدينة وجهة دائمة للحجاج البوذيين وذلك لأنها تضمنت الكثير من الكهوف التي تحتوي على مقتنيات هذه الديانة. وهي من المدن التي تتصف بكونها شبه صحراوية وظلت البضائع منتقلة عبرها حتى الألف ما بعد الميلاد حيث كان دورها حماية طرق التجارة.

  • مدينة فاتبور سبكري:

هذه المدينة هي عاصمة المغول في الفترة ما بين عامي 1556-1605م حيث ظلت محطة تجارية ما بين فارس والهند لفترة طويلة. تتميز بامتلاكها هندسة معمارية مميزة مبنية من الحجر الرملي الأحمر مع آثار إسلامية وفارسية.

  • مدينة بخارى:

هي تقع في وسط أوزباكستان وتعد مركز مهم للتجارة ونقطة استراتيجية يتم عبرها العبور إلى أراضي آسيا الوسطى، وقد ساهمت هذه المدينة في ازدهار الطرق التجارية في طريق الحرير وخصوصًا مع الفتح الإسلامي عام 709م حيث باتت مركز ديني وثقافي متوسع اقتصاديًا خلال القرن السادس عشر ميلادي.

  • مدينة حلب:

وهي مدينة سورية عريقة وقديمة حيث تعد من أقدم مدن العالم وتقع على مفترق طرق التجارة وتبعد عن البحر الأبيض المتوسط بمسافة 100 كم. تضم مدينة حلب أكبر أسواق البلاد وقد ازدهرت بشكل كبير في زمن الإمبراطورية الرومانية وهكذا بدأت العلاقات التجارية ما بين حلب وأوروبا.

  • مدينة بورصة:

هي مدينة تركية تقع غرب الأناضول وقد أصبحت مركز مهم لإنتاج الحرير في زمن الإمبراطورية البيزنطية. فيما بعد بالعهد العثماني اضطربت التجارة بها بسبب الحروب وبدأ التجار بحثهم عن طرق أخرى بديلة لإكمال التجارة العالمية.

ما هي أهمية طريق الحرير

إن أهمية طريق الحرير قد برزت تاريخيًا عبر ما قدمه للعالم كله ونستطيع أن نلخصها فيما يلي:

  • ساهم بشكل كبير في عملية نقل الحرير من الصين وحتى أوروبا.
  • تم من خلاله نقل عدد كبير من البضائع مثل الشاي والأحجار الكريمة والمنسوجات الشرقية.
  • نشر الثقافات الدينية وتم عبره التبادل الثقافي المتنوع بين الدول.
  • نقل ابتكارات عديدة من أهمها البارود.
  • انتشرت بواسطة طريق الحرير الخانات الخاصة بالمسافرين على طول الطريق نحو أوروبا.
  • شكل مجتمعات عديدة عبر أوراسيا وأيضًا خارجها.
  • ساهم في نشر الفنون المتعددة والموضة والرقص والكثير من التقاليد الهامة.
  • ساهم بشكل كبير في تنمية المدن وتطوير الموانئ التجارية.
  • ساعد في عملية التنوع البيولوجي وذلك لأنه قد تم نقل الحيوانات عبره مثل الجمال والغزلان وأيضًا الفيلة.

إرث طرق الحرير

في القرن التاسع عشر قام نوع جديد من المسافرين بالتردد على طريق الحرير وهم علماء الآثار والجغرافيا وأيضًا المستكشفين المتحمسين الراغبين في خوض مغامرات جديدة. قام هؤلاء الباحثين بالتوافد من ألمانيا وإنكلترا وروسيا واليابان حيث اجتازوا صحراء تكلماكان الموجودة في غرب الصين وتحديدًا في منطقة تعرف حاليًا باسم شينجيانغ بغرض استكشاف المواقع الأثرية القديمة جدًا المنتشرة على طول خط طريق الحرير.

نتيجة لذلك تم اكتشاف الكثير من الآثار المهمة وتم أيضًا وضع العديد من الدراسات الأكاديمية المفيدة ولكن الأهم على الأطلاق هو أن الاهتمام بتاريخ هذا الطريق قد ازداد بشكل كبير. ولا تزال توجد الكثير من الآثار التاريخية والمباني القديمة حتى يومنا هذا لترسم ملامح هذا الطريق عبر المدن والخانات والموانئ أيضًا.

“قد يهمك أيضًا: 8 معالم تاريخية تم تدميرها عبر الزمن

يمكن القول أن أهمية طريق الحرير تكمن في أن الإرث الحقيقي المستمر لهذا الطريق يظهر في اللغات والأديان والثقافات التي انتشرت من خلاله والتي كانت رغم اختلافها آخذة بالنمو طول آلاف السنين.

‫0 تعليق