منع الحمل
يعتبر الحمل حالة فيزيولوجية يتم فيها نمو الجنين داخل الرحم، وهو حاجة نفسية وجسدية عند الإنسان وضعها الخالق بفطرته لضمان استمرار النوع البشري. في حالات معينة قد يكون الحمل غير مرغوبًا للزوجين كالحالات المرضية أو الرغبة بتحديد النسل.
يعتبر تحديد الوسيلة المناسبة لمنع الحمل مشكلة للعديد من الأزواج، حيث تتعدد الوسائل والخيارات المتاحة. يتم تقييم جودة وسيلة منع الحمل بدرجة فعاليتها ونسبة الفشل فيها، وبسهولة استخدامها أو التحكم بها، وأيضًا تكلفتها المادية وأعراضها الجانبية بما في ذلك المخاطر الصحية الناتجة عن استعمالها، وتأثيرها على جودة العملية الجنسية، وكذلك إمكانية حدوث الحمل عند التوقف عن استعمالها. لنتعرف أكثر أهم طرق منع الحمل، مالها وما عليها، وكيفية اختيار مانع الحمل المناسب، انضموا إلينا.
طرق منع الحمل الطبيعية أو الفيزيائية
توجد العديد من الوسائل الطبيعية والسلوكية المتاحة لمنع الحمل، تتميز هذه الوسائل بأنها سهلة الاستعمال ورخيصة وغير مكلفة، كما إنها قابلة للعكس حيث يحدث الحمل بمجرد التوقف عنها. من مساوئ هذه الطرق أنها تحتاج إلى درجة عالية من التحكم الشخصي، كما أنها تقلل المتعة الجنسية لدى الزوجين، وأيضًا هي قليلة الفعالية وتحمل نسبة فشل كبيرة، تتضمن هذه الخيارات:
استعمال الواقي الذكري:
وهو عازل فيزيائي مصنوع غالبًا من اللاتيكس، يستخدم من قبل الرجل ويتم القذف ضمنه بحيث يمنع الحيوانات المنوية من الولوج للمهبل.
العزل أو القذف الخارجي:
ويتم في هذه الطريقة إجراء عملية القذف خارج مهبل المرأة، مما يمنع وصول الحيوانات المنوية للمهبل وبالتلي منع حدوث الحمل.
استخدام اللولب:
اللولب هو جهاز يحتوي على إطار بلاستيكي على شكل حرف T يكون مصنوع غالبًا من النحاس يدخل في الرحم ويمنع الحمل لمدة تتراوح بين 5 إلى 10 سنوات، تتميز هذه الطريقة بقدرتها العالية على منع الحمل، من مساوئها أنها تسبب نزوفًا وغزارة بالطمث وأيضًا التهابات في عنق الرحم.
التمنيع الطبيعي:
يمتنع الزوجان في هذه الطريقة عن الجماع خلال فترة الإباضة، ويعتمد نجاح هذه العملية على التحديد الدقيق لموعد الإباضة.
طرق منع الحمل الجراحية:
ربط الأسهرين عند الرجل:
من الطرق الأكثر فعالية في منع الحمل، وتعتمد هذه الطريقة على ربط الأقنية التي تفرز النطاف المنتجة في الخصية إلى السائل المنوي، وبالتالي فإن ربط هذه الأقنية يجعل السائل المنوي خاليًا من النطاف وهذا يؤدي بالنتيجة إلى منع الحمل.
يتميز هذا الإجراء بأنه:
- سهل نسبيًا ولا يحتاج للدخول إلى المستشفى، إذ يمكن أن يحصل في العيادة بتخدير موضعي.
- قابل للعكس إذ تعود الخصوبة للرجل بمجرد فك الربط.
- يمنع الحمل بشكل نهائي.
- لا يؤثر على العملية الجنسية للزوجين، وكذلك هو لا يؤثر على الانتصاب ولا الجماع ولا القذف.
ربط المبيضين عند المرأة:
تعد هذه العملية إحدى الوسائل الفعالة لمنع الحمل، يقوم بها الجراح المختص بعمل جراحي، وهي تعتمد على قص قناتي فالوب وربطها وتثبيتها أو إزالتها بشكل نهائي، تمنع هذه الطريقة انتقال البويضة من المبيض إلى الرحم وبالتالي فهي تمنع الإلقاح. وتتميز هذه العملية بأنها:
- تحتاج لتخدير عام حيث تحصل في المشفى.
- تحتاج إجراء شق في البطن للوصول إلى قناتي فالوب.
طرق منع الحمل الدوائية:
يتضمن هذا القسم الوسائل الهرمونية لتمنيع الحمل، وهي تتضمن :
حبوب منع الحمل ذات الطور الواحد:
تسمى أيضًا بالحبوب البسيطة، وهي تحتوي على هرمون واحد هو هرمون البروجستيرون والذي تتضمن آلية تأثيرها في منع الحمل بجعل بطانة الرحم غير مؤهلة لتعشيش البويضة، وكذلك زيادة سماكة مخاط عنق الرحم. توصف هذه الأقراص أثناء الرضاعة حيث يدعم ارتفاع البرولاكتين المرافق للرضاعة الطبيعية تأثيرها، وهي تمتاز برخص ثمنها وسهولة تناولها، وهي قليلة التأثيرات الجانبية ويمكن إعطائها للمرضعات وكذلك للنساء المصابات بارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع السكر وكذلك في حالات أورام الثدي والرحم السليمة وأمراض الأوعية الدموية.
كما تتميز هذه الأقراص بقابليتها للعكس حيث تعود الخصوبة خلال فترة قريبة من إيقاف الدواء، وهي توصف للنساء المدخنات والسيدات فوق عمر 40 عامًا. يجب تناول الأقراص بنفس الموعد يوميًا، وإن نسيان أو التأخر في أي جرعة قد يعرض لحدوث حمل، ونذكر أيضًا أنها تسبب إنقاص الرغبة الجنسية عند النساء.
حبوب منع الحمل المركبة:
تتألف هذه الحبوب من مركبين دوائيين مشابهين لهرموني الأنوثة الأستروجين والبروجستيرون. تعمل هذه الأقراص الهرمونية على إنقاص إفراز الهرمونات الطبيعية في الجسم وإيقاف الإباضة، وأيضًا تسبب ضمور بطانة الرحم وجعلها رقيقة بحيث لا تسمح بتعشيش البويضة في حال حدوث الإباضة.
تتميز هذه الطريقة بنسبة فشل قليلة وسهولة الاستعمال، كما أنها تقلل من آلام الدورة الطمثية وتعمل على حفظ مخزون الإباضة، إلا أنها تسبب أعراضًا جانبية مزعجة كزيادة الوزن والعصبية فضلًا عن تأثيرها على الأوعية الدموية وضغط الدم، وهي تسبب نقص الرغبة الجنسية لدى المرأة، وكذلك ارتفاع مستوى الشحوم في الدم.
لا توصف هذه الحبوب للمرضعات لأنها تؤثر على إفراز الحليب، ولا يجوز استعمالها عند السيدات المصابات بارتفاع ضغط الدم أو المشاكل القلبية الوعائية. كما أنها لا تعطى للنساء فوق عمر 40 عاما لأن الاستروجين الداخل في تركيبها يزيد حجم الأورام الليفية وكذلك احتمالية تحولها إلى أورام خبيثة.
إقرئي أيضًا: أهم 8 أسئلة عن حبوب منع الحمل
حقن منع الحمل:
هي حقن تحتوي هرمون البروجسترون وهي تعطى مرة كل ثلاثة أشهر لمنع الحمل، تعمل عن طريق منع الإباضة وزيادة لزوجة المخاط حول فتجة عنق الرحم، وتعتبر هذه الطريقة فعالة، وهي سهلة الاستخدام نسبيًا، إذ يكفي الانتظام في مواعيد أخذ الحقنة كل ثلاثة أشهر، من سلبيات هذه الطريقة أنها تسبب نزوفًا متكررة كما أن عودة الخصوبة بعد التوقف عند استخدامها قد تحتاج وقتًا يمتد لأشهر.
اقرأ أيضًا ماذا تعرف عن تحليل CBC
اللولب الهرموني:
يعتبر اللولب الهرموني أداة ذات شكل خاص توضع داخل الرحم، وهو يقوم بالإفراز الدوري لهرمون ليفونورجيستريل، تعتبر هذه الطريقة مكلفة نوعًا ما وقد تسبب التهابات جرثومية وفطرية في الرحم.
تمتد فترة استخدام اللولب الهرموني إلى 5 سنوات حيث يمنع بطانة الرحم من استقبال البويضة الملقحة، وهو يساعد في تنظيم الدورة وتخفيف غزارتها.
في النهاية نرجوا أن نكون قد وفقنا في شرح المعلومات المتعلقة بطرق منع الحمل وآلياتها وتأثيراتها الجانبية، مع تمني السلامة للجميع.