الروماتيزم
الروماتيزم أو التهاب المفاصل الروماتويدي هو مرض مناعي ذاتي، ويؤدي إلى آلام المفاصل في جميع أنحاء الجسم وتلفها مع مرور الوقت، ولكن عادة ما تبرز أعراضه على جانبي الجسم فقط، بالإضافة إلى ذلك يمكن تمييز الروماتيزم بصفة محددة، وهي إذا تأثر مفصل واحد في الذراع أو الساق، فمن المحتمل أن يتأثر المفصل نفسه في الذراع أو الساق الأخرى، وتساعد هذه الصفة الأطباء على التمييز بين التهاب المفاصل الروماتويدي أو الروماتيزم، وبين المصابين بالتهابات المفاصل الأخرى مثل هشاشة العظام، وبالتأكيد ينطبق على الروماتيزم ما ينطبق على غيره من الأمراض، فالتشخيص المبكر يساهم بشكل فعال في تسهيل المسيرة العلاجية للروماتيزم، ويمكن أيضًا أن تساهم بعض العلاجات المنزلية والأنظمة الغذائية في علاجه بالتعاون مع العلاج الذي يصفه الطبيب.(1)
تشخيص الإصابة بالروماتيزم
يحتاج تشخيص الإصابة بالروماتيزم إلى العديد من الاختبارات للتأكد من الإصابة، وتبدأ هذه الاختبارات بالسؤال عن الأعراض التي يشعر بها المريض والتاريخ الطبي له، ويتبع ذلك الفحص البدني والذي يتضمن البحث عن أي تورم أو احمرار بالمنطقة المحيطة بالمفصل، فحص وظيفة المفصل ومدى كفاءة حركته، لمس المناطق المصابة برفق والتأكد من وجود حرارة بها، واختبار ردود أفعال العضلات وقوتها.(1)
لا يوجد اختبار واحد محدد يمكن أن يدل على الإصابة بالروماتيزم، حيث يستعين الطبيب بالعديد من الاختبارات معًا، ويمكن أيضًا أن يتبع الطبيب الفحص البدني باختبارات التصوير مثل اختبار الموجات فوق الصوتية، الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وتساهم هذه الاختبارات في معرفة وجود تلف المفاصل، بالإضافة إلى مدى خطورته، وأخيرًا سيقوم الطبيب بطلب بعض فحوصات الدم، والتي تتضمن: (1)
- اختبار عامل الروماتويد RF: وهو فحص طبي للدم يكشف عن المستويات العالية من عامل الروماتويد والذي يرتفع عند المصابين بأمراض المناعة الذاتية وخصوصًا مرض الروماتيزم أو التهاب المفاصل الروماتويدي.
- اختبار الأجسام المضادة للبروتين المضاد للسيترولين CCP: وهو فحص طبي في الدم يكشف عن وجود الأجسام المضادة لمرض الروماتيزم في الدم، ولكن تكمن مشكلته في عدم ارتفاع هذه الأجسام المضادة لدى جميع مرضى الروماتيزم، حيث يمكن أن تظهر نتيجته سلبية لدى بعض المرضى.
- اختبار الأجسام المضادة للنواة: وفي هذا الفحص يتم البحث عن استجابة الجهاز المناعي ومدى انتاجه للأجسام المضادة بكفاءة، حيث يقوم الجسم بإنتاج العديد من الأجسام المضادة كاستجابة لبعض الأمراض، ومن ضمنها الروماتيزم.
- اختبار معدل ترسيب الدم ESR: ويحدد هذا الفحص درجة الالتهاب في الجسم، وبالتالي هو لا يعطي معلومات عن المرض المسبب للالتهاب ولكنه يؤكد وجود التهاب من عدمه.
- اختبار البروتين سي التفاعلي: ويكشف هذا الفحص عن وجود البروتين سي التفاعلي، وهو بروتين يفرزه الكبد في حالة الالتهاب أو العدوى لشديدة، وترتبط المستويات العالية من البروتين سي التفاعلي بالإصابة بالروماتيزم.
النظام الغذائي لمرضى الروماتيزم
يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية لمرضى الروماتيزم، وتشمل هذه الأدوية بعض المسكنات، الأدوية المضادة للالتهابات، وبعض الأدوية التي تثبط جهاز مناعة المريض لحين شفائه من المرض، بالإضافة إلى ذلك يمكن لاتباع نظام غذائي يشتمل على بعض العناصر الغذائية أن يساهم في علاج مرض الروماتيزم، وفي الفقرات الآتية هذه العناصر الغذائية مع مصادرها.(2)
أحماض الأوميغا 3 الدهنية
وتتوفر أحماض الأوميغا 3 الدهنية في العديد من الأطعمة المضادة للالتهابات، وخصوصًا الأطعمة الآتية: (2)
- الأسماك: مثل سمك الأسقنري البحري، السمك المملح، سمك السالمون والتونة.
- المكملات الغذائية: وخصوصًا زيت السمك.
- المكسرات: وخصوصًا الجوز واللوز.
- البذور: ومثال عليها بذور الكتان المطحونة والتي يمكن إضافتها إلى الزبادي والمخبوزات، بالإضافة إلى بذور الشيا.
كما تعتبر أحماض الأوميغا 3 الدهنية مهمة جدًا لصحة الدماغ، إقرأ 28 حقيقة عن الدماغ البشري.
مضادات الأكسدة
مضادات الأكسدة هي مركبات يمكنها تدمير الخلايا السرطانية ومنع انتشارها، بالإضافة إلى ذلك أثبتت الدراسات الحديثة أن مضادات الأكسدة لها دور فعال في تقليل الألم والالتهابات في المفاصل عند الأصابة بالروماتيزم، وتتضمن مضادات الأكسدة فيتامين A، فيتامين C، فيتامين E، والسيلينيوم، وفيما يلي أبرز مصادر مضادات الأكسدة التي يحبذ تضمينها في النظام الغذائي اليومي: (2)
- الفواكه والخضراوات الطازجة.
- المكسرات.
- الشاي الأخضر.
الألياف
تؤكد مؤسسة التهاب المفاصل في الولايات المتحدة على أن الأطعمة الغنية بالألياف يمكنها أن تقلل من كمية البروتين سي التفاعلي في الدم، وهو الفحص الذي تم ذكره في الفقرة السابقة، ويمكن الحصول على المزيد من الألياف في النظام الغذائي عن طريق تناول ما يلي: (2)
- الفواكه والخضراوات الطازجة، وخصوصًا الفراولة، حتى وإن كانت مجمدة.
- الحبوب الكاملة.
- الفاصولياء.
- المكسرات.
مركبات الفلافونويد
وهي مركبات تصنعها النباتات، وبالتالي تدخل هذه المركبات إلى جسم الإنسان عندما يتناول الفواكه والخضراوات، وتساهم مركبات الفلافونويد في تقليل الالتهابات في الجسم، تسكين آلام المفاصل وتخفيف التورم، ومن أبرز مصادر مركبات الفلافونويد الغذائية ما يلي: (2)
- التوت.
- الشاي الأخضر.
- العنب.
- البروكلي.
- الصويا.
- الشوكولاتة، ولكن يجدر هنا التنبيه بأن المقصود هو الشوكولاتة الداكنة والتي تحتوي على نسبة عالية من الكاكاو ونسبة منخفضة أو معدومة من السكر.
التوابل
بعض التوابل قادرة على زيادة الالتهابات، وبالتالي تزيد الأمر سوءًا، ولكن البعض الآخر من التوابل يمكن أن يكون فعالًا في عكس ذلك، حيث تؤدي بعض التوابل إلى التقليل من الالتهابات، ومثال عليها الكركم، والذي يستخدم بكثرة في المطبخ الهندي، حيث يحتوي الكركم على مركب الكركمين المضاد للالتهابات، بالإضافة إلى ذلك يساهم الزنجبيل أيضًا في الأمر نفسه.(2)
من التوابل الفعالة أيضًا في تخفيف الالتهابات الفلفل الأحمر، حيث يحتوي على مركب الكابسيسين، ووفقًا لدراسة نشرت في مجلة جراحي الأعصاب الدولية، فالكابسيسين له دور فعال كمسكن للآلام وهو قادر أيضًا على تخفيف الالتهابات.(2)
حمية البحر الأبيض المتوسط
وهي حمية تعتمد بشكل كبير على تناول الأسماك، اللحوم الحمراء باعتدال، الحبوب الكاملة، زيت الزيتون، الفواكه والخضراوات الطازجة، ولها دور فعال في تقليل الالتهابات وعلاج الروماتيزم.(2)
حمية باليو
وهي حمية عصرية ذات مفهوم يتضمن تناول الأطعمة التي تناولها أسلاف البشر حين كانوا يعيشون في الكهوف فقط، وهذا يعني تناول اللحوم، الخضراوات والفواكه فقط، واستنثاء جميع الأطعمة الأخرى، وبالتأكيد تجنب الأكل الممنوع لمرضى الروماتيزم تمامًا، ولكن بالتأكيد يجب استشارة الطبيب قبل اتباع أي من هذه الأنظمة الغذائية.(2)
الأكل الممنوع لمرضى الروماتيزم
يمكن أن تساهم بعض الأطعمة في زيادة الالتهابات بدلًا من تقليلها، وبالتالي يجب تجنب تناولها من قبل المصابين بالروماتيزم أو أي مرض آخر من أمراض المناعة الذاتية، وفي النقاط الآتية الأكل الممنوع لمرضى الروماتيزم: (2)
- الكربوهيدرات المصنعة: والتي تتضمن الدقيق الأبيض والسكر الأبيض.
- الدهون المشبعة والمتحولة: وهي الدهون الموجودة في الأطعمة المقلية، اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان.
- السكريات المصنعة: وخصوصًا الحلويات والأطعمة التي تتضمن السكر الأبيض أو سكر المائدة. إقرأ أيضًا: ما هي الأطعمة التي تحتوي على السكر الخفي.
من الجدير بالذكر أن هذا لا يعني أن الألبان ضارة، ولكن بالنسبة لمرضى الروماتيزم فالأمر مختلف، لأن خطة علاجهم تشتمل على تناول الأطعمة التي تقلل الالتهابات وتسكن الألم، وما عدا ذلك يعتبر من الأكل الممنوع لمرضى الروماتيزم، والذي من المهم تجنب تناوله حتى تسير خطة العلاج بالكفاءة المتوقعة.(2)
المراجع: