التهاب الحلق العقدي هو إنتان جرثومي يحدث في أنسجة منطقة اللوزتين والحلق بسبب عدوى جرثومية بالمكورات العقدية، يصيب هذا الالتهاب بشكل خاص الأطفال من عمر 5 حتى 15 عامًا، ويمكن أن يصيب الكبار أيضًا.
تسبب هذه الالتهاب الألم والوخز في منطقة الحلق، وقد تسبب الحرارة والعرواء “الحمى”، وهو يتنقل عن طريق العدوى برذاذ العطاس أو السعال، وغالبًا ما يحصل في أواخر الخريف أو في بداية الربيع، وقد يسبب إهمال علاجه حدوث بعض المضاعفات.
نتحدث عن التهاب الحلق العقدي، ما أسبابه، أهم أعراضه، كيفية الوقاية منه؟ ما طريقة العلاج المتبعة.
أعراض التهاب الحلق العقدي
تختلف شدة الأعراض من بسيطة إلى متوسطة، وقد تكون شديدة وتتظاهر ب 7 أعراض مثل:
- ألم شديد في الحلق.
- احمرار وتورم في أنسجة اللوزتين والحلق.
- ظهور بقع بيضاء صديدية على اللوزتين وحولهما.
- ألم شديد وصعوبة بالبلع.
- الشعور بغثيان مع فقدان الشهية.
- ارتفاع درجة الحرارة مع ألم بالجسم.
- تورم العقد اللمفاوية في الرقبة.
تتشابه هذه الأعراض مع التهاب الحلق ذو المنشأ الفيروسي، لذلك يجب استشارة الطبيب لتشخيص المرض وخاصةً في حال وجود حرارة عالية مستمرة وألم بالحلق مع تصلب بالرقبة.
أسباب التهاب الحلق العقدي
سبب الإصابة بالتهاب الحلق العقدي هو العدوى بجرثومة تسمى العقدية المقيحة، وهي نوع من البكتيريا العقدية مجموعة A، تتميز هذه البكتيريا بأنها شديدة العدوى، تنتشر عن طريق الهواء، عن طريق رذاذ السعال أو العطاس. ويمكن أن تنتقل العدوى من خلال مشاركة أدوات الطعام أو الشراب، أو عن طريق لمس سطح ملوث بقطرات السعال أو العطاس، ثم لمس الأنف أو العينين أو الفم.
عوامل خطر التهاب الحلق العقدي
يمكن علاج هذا المرض بسهولة شرط التشخيص المبكر والعلاج السريع، حيث يعالج بالمضادات الحيوية النوعية المناسبة، وتبدأ أعراضه بالتراجع خلال يومين من بدء العلاج، ويتعافى المريض بشكل كامل خلال فترة أسبوع إلى أسبوعين. وقد تسبب بعض العوامل زيادة خطر الإصابة بهذا المرض، منها العمر حيث يشيع المرض عند الأطفال الصغار.
مضاعفات التهاب الحلق العقدي
على الرغم من أن التهاب الحلق العقدي لا يعد من الأمراض الخطيرة إلا أن إهمال العلاج يسبب مضاعفات خطرة، وقد يسبب انتشار العدوى حدوث مضاعفات من مثل:
- عدوى التهابية بالجلد أو الأذن الوسطى أو الجيوب أو الدم.
- الحمى القرمزية.
- التهاب الكبيبات الكلوية.
- الحمى الروماتيزمية وهي حالة خطيرة يمكن أن تصيب المفاصل والقلب.
تتم حاليًا المزيد من الدراسات حول وجود علاقة بين عدوى البكتريا العقدية، وحدوث بعض الاضطرابات العصبية عند الأطفال من مثل الوسواس القهري، واضطرابات التشنج اللاإرادي.
تشخيص التهاب الحلق العقدي
من المهم الحصول على استشارة الطبيب لتشخيص التهاب الحلق العقدي بشكل مبكر والبدء بالعلاج الفوري، ويحدد الطبيب التشخيص بناءً على:
- الفحص الجسدي للمريض وأخذ القصة المرضية والأعراض.
- إجراء الفحوصات الدموية للتحري عن وجود إنتان جرثومي.
- إجراء مسحة من الحلق والتحري عن وجود الجراثيم العقدية عن طريق فحص المستضد.
- إجراء الزرع الجرثومي لمفرزات الحلق، وتظهر النتائج نوع الجرثوم المسبب.
علاج التهاب الحلق العقدي
يرتكز العلاج بالدرجة الأولى على تسكين الألم وتخفيف الاحتقان والحمى، كذلك منع ظهور المضاعفات، ويتم وصف:
المضادات الحيوية:
إذا تم تناول المضاد الحيوي خلال فترة يومين من بداية الأعراض، فإنه يقلل مدة المرض ويخفض المضاعفات الحاصلة، وبالتالي نسبة عدوى الآخرين. يمكن أن نعاود العمل أو النشاط اليومي كما يمكن عودة الطفل إلى المدرسة عند تراجع الأعراض، ولكن يجب إتمام مدة العلاج المقررة من قبل الطبيب بالكامل.
ويمكن إعطاء المضادات الفموية أو بالطريق الحقني سواء بالعضل أو بالحقن الوريدي. مثالها البنسلينات والسيفالوسبورينات كدواء سيفادروكسيل وسيفاكلور، والأزيثرومايسين والكلاريثرومايسين.
مسكنات الألم:
يمكن تناول مسكنات الألم مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفن لتخفيف الحمى وارتفاع الحرارة، وتسكين ألم الحلق واللوزتين.
قد يهمك: بانادريكس لتسكين الألم Panadrex
الغرغرة:
يمكن استخدام المضامض المطهرة للحلق أو الحاوية على مخدر موضعي.
أقراص الاستحلاب:
يساعد تناول أقراص الاستحلاب الحاوية على ملطف للحلق ومخدر أو مسكن للألم.
كيفية تخفيف أعراض التهاب الحلق العقدي
يمكن لبعض النصائح تخفيف أعراض التهاب الحلق وتسريع الشفاء، مثال:
- أخذ قسط كافي من الراحة حيث يساعد النوم على تعافي الجسم ومحاربة البكتريا الممرضة.
- شرب كميات كافية من المياه لترطيب الحلق وجعله مزلقًا لتخفيف الألم عند البلع والمساعدة على منع جفاف الجسم.
- تناول السوائل الساخنة كشاي الأعشاب والحساء الدافئ.
- تناول الأطعمة اللينة والتي تهدئ البلعوم وترفع المناعة مثل البطاطا المهروسة وعصير التفاح، كذلك الموز واللبن.
- الغرغرة بماء دافئ مضاف له القليل من الملح البحري الخشن عدة مرات باليوم لترطيب الحلق وتعقيمه.
- تجنب الروائح القوية ومنتجات التنظيف ذات الأبخرة والتي من شأنها تهييج منطقة البلعوم.
- إيقاف التدخين وشرب النرجيلة والذي يسبب جفاف البلعوم ونقل العدوى.
الوقاية من التهاب الحلق العقدي
يمكن لبعض الإجراءات البسيطة أن تمنع الإصابة بالتهاب البلعوم بالعقديات، أو تخفف حدة الإصابة بجميع أنواع العدوى الجرثومية والفيروسية. من عوامل الوقاية من التهاب الحلق العقدي:
- العناية بنظافة اليدين، ومن المهم تعليم الأطفال أهمية تنظيف وتعقيم اليدين بالماء والصابون، أو المطهر خصوصًا قبل الطعام.
- عدم استعمال الأدوات الشخصية للآخرين، وخاصة المناديل أو أدوات المائدة كالأكواب والملاعق.
- تغطية الفم أثناء العطاس أو السعال.
- غسل الأطباق والكؤوس والملاعق بالماء الساخن.
- شرب كميات مناسبة من الماء.
- التغذية الصحية والمتوازنة.
- الابتعاد عن التدخين.
في الختام ننصح باتباع تدابير الوقاية لمنع الإصابة بهذا المرض، كما حماية الأطفال الذين يعدون الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب الحلق العقدي، ومحاولة تجنب مخالطة المرضى المصابين، مع اتباع كافة قواعد النظافة والوقاية الشخصية، والإسراع لاستشارة الطبيب عند أي عرض أو علامة له.