ما هو الدعم النفسي الاجتماعي؟ وما أهميته وأنواعه؟

الدعم النفسي الاجتماعي
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

هل لك أن تتخيل حجم الألم والمعاناة الذي يعيشه جيل الشباب بشكل عام والشباب العربي بشكل خاص؟ هل تعرف ما هو الدعم النفسي الاجتماعي وما أهميته وما أنواعه؟

تزداد حالات الانتحار والاكتئاب يوماً بعد يوم، وأغلب الذين يسعون لإنهاء حياتهم هم أجيال جديدة تتراوح أعمارهم ما بين ال 11 إلى 19 عاماً، ولكن السؤال الأهم لماذا يصاب هؤلاء الشبان أكثر من غيرهم بالإحباط وحالات التوتر ونوبات الهلع؟

ببساطة لأنهم نشئوا في الحرب، إنهم أجيال الحرب التي دمرت منازل وهجرت آلاف البشر إلى المخيمات، فالأسى في كل مكان، والحياة صعبة للغاية سواءً على الكبير أو الصغير، والإيمان بالله هو الشيء الوحيد الذي يخفف ألم المعاناة عن هؤلاء البشر، وفي ظل الحروب والأزمات الاقتصادية والاجتماعية وقلة فرص العمل والتطور المذهل، يزداد الضغط النفسي علينا وعلى الأفراد من حولنا.

ومن الجدير بالذكر، أن منظمات الدعم النفسي تسعى إلى إيجاد طريقة لتخفيف وطأة الألم ومساعدة البشر على تخطي الصعاب، وبالفعل تم إيجاد حل جيد يطلق عليه بالدعم النفسي الاجتماعي، فهذا النوع من الدعم له أثر إيجابي على صحة الإنسان، ولذلك ما المقصود بالدعم النفسي الاجتماعي؟ وما هي أهميته؟ وأبرز أنواعه؟

الدعم النفسي الاجتماعي (PSS)

ما المقصود بالدعم النفسي الاجتماعي؟

يقال أن الدعم النفسي في الأوقات الصعبة لا ينسى أبداً، هل سألت نفسك من قبل من هم الأشخاص الذين وقفوا بجانبك في محنتك، في فشلك، في أوقاتك الصعبة؟

هؤلاء الأفراد قدموا لك يد العون ومن خلالهم شعرت بالقليل من التفاؤل والراحة النفسية، وهذا ما ينقلنا إلى تعريف الدعم النفسي الاجتماعي، فالإنسان بطبعه معرض للتوتر والضغوطات اليومية التي تنتج عن العمل والحياة الصعبة، فالنفس البشرية تشعر بالإرهاق والتعب إن لم تجد من يؤنس وحدتها ويمد لها يد العون والحنان.

وهذا الشعور النفسي المؤلم يحتاج إلى دعم اجتماعي من قبل المحيطين بالفرد، فالإنسان منذ ولادته يجد من يهتم به لمساعدته على الاستمرار في الحياة، فيبدأ الاهتمام من الوالدين وينتقل إلى الأشقاء ومن ثم الأصدقاء والمجتمع وأماكن الرعاية كالمدارس والجامعات ومراكز الدعم النفسي.

ومن هنا انطلقت الحاجة لتعزيز مفهوم الدعم النفسي الاجتماعي، وخاصةً بين البلدان النامية والتي تعرضت لحروب ودمار وجروح نفسية، فالأطفال والعجائز والشبان بحاجة إلى تأهيل نفسي من جديد، ومساندتهم في الوقوف على أقدامهم لاستعادة شغفهم وقدرتهم على الانخراط بالمجتمع.

ويمكننا تعريفه بأنه عبارة عن نشاط مهم يهدف إلى بث روح الإيجابية وتحسين قدرات البشر وتفريغ طاقتهم السلبية والاستماع لهم وتقديم طرق فعالة للسيطرة على مشاكلهم والتعامل معها بطرق سليمة.

ما هي أهمية الدعم النفسي الاجتماعي؟

تكمن أهمية هذا المفهوم في قدرته على:

  • الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية: يعتقد أغلب الأفراد أن كتمان مشاعرهم والانعزال عن الآخرين وقضاء وقت طويل على السوشال ميديا سيحقق لهم راحة جسدية ونفسية، ولكن على العكس من ذلك، لأن معظم أمراض العصر مرتبطة بما يشعر به الفرد في داخله.

فالتوتر المستمر والخوف يؤدي للإصابة بالقولون العصبي واضطرابات الجهاز الهضمي أحياناً، والاكتئاب يؤثر على صحة القلب وضعف المناعة، وأثناء تلقي الدعم النفسي الاجتماعي من المحيطين وزيادة التوعية به، ستقل نسبة الإصابة بهذه الأمراض وتتحسن صحة الشباب من خلال الاهتمام أكثر بتفريغ طاقاتهم والعمل على بناء أجسادهم.

  • زيادة التفاؤل بالحياة: عندما يشعر الإنسان بأن يد العون امتدت له سواءً من قريب أو غريب حتى لو بكلمة طيبة أو بمساندة بسيطة، ستتحول مشاعره من الحزن إلى التفاؤل والرضا وتعزيز ثقته بنفسه أكثر، لأن شعور الفرد بأن الأشخاص من حوله مهتمين لأمره سيزيد تقديره لذاته الداخلية.

وبالتالي يستطيع العثور على حلول للمشاكل التي تواجهه وعدم الاستسلام للإحباط أو الفشل الذي يحيط به.

  • الشعور بالأمان: من منا لا يبحث عن الأمان؟ حتى لو اكتفى الإنسان بذاته وقرر التركيز على نفسه وعمله فقط، فهو بحاجة للآخرين، لأن الإنسان بطبعه اجتماعي، ويحتاج للإفصاح عن مشاعره والشعور بحب واهتمام من المحيطين، فشعور الأمان النفسي ينعكس إيجاباً على حالة الفرد ويقلل من مشاعر الخوف والتهديد التي تسيطر على أفكاره.

قد يهمك: تعريف العمل التطوعي وإيجابياته

ما هي أنواع الدعم النفسي الاجتماعي؟

لا بد من معرفة أبرز أنواع هذا الدعم، فهي تتمثل في:

  • الدعم العاطفي: يحصل من خلاله الفرد في بداية حياته على مشاعر الحب والاطمئنان والاكتفاء والأمان والرعاية والاهتمام من قبل الوالدين، ويسهم الوالدين في تعزيز مشاعر الحب لدى الأبناء ونقلها للعالم الخارجي من خلال علاقاتهم العاطفية في المستقبل كتقدير زوجاتهم واحترام مشاعر الآخرين وآرائهم.
  • الدعم السلوكي: يتم التركيز على فئات محددة من المجتمع قد تكون مجهولة أو لا يتم الاهتمام بها أحياناً مثل كبار السن المتواجدين في دور العجزة، أطفال السرطان، أطفال التوحد والمتلازمات، ومن خلال هذا الدعم يتم تشجيع الأطفال والشبان في القيام بمبادرات إنسانية لمساعدة الفئات الأكثر حاجة وزيادة شعورهم بالأمان.
  • الدعم المادي: يركز هذا النوع على مساعدة الفقراء والمحتاجين من قبل المنظمات والمساعدات الخارجية من الدول الأخرى، لتقليل شعورهم بالألم النفسي الناتج عن الحرب والجوع والحصار.
  • الدعم بين الأصدقاء: من الأنواع الهامة التي يجب التركيز عليها، فالإنسان عند غضبه أو سعادته يلجأ لأصدقائه الطيبين، وبدورهم يجب تقديم مشاعر الحنان والضحك والمرح ووقوفهم بجانب من يعاني من أي مشكلة نفسية.
  • الدعم المعلوماتي: لا تحتكر أي نصيحة أو معلومة مفيدة عن الآخرين، فقد تساعدهم في حل أزمات ومشاكل يعانون منها، فيمكنك التطوع في تقديم معلومات عن موقع معين للتوظيف أو تقديم نصيحة لخريج جديد للحصول على عمل أو غيرها من النصائح الأخرى.

تكمن أهمية هذا النوع من الدعم في غرس المحبة والمودة بين البشر، ابدأ من دائرتك الصغيرة، إذا لاحظت أي إنسان قريب منك يعاني من وحدة أو عزلة أو كآبة، حاول مساعدته قدر الإمكان، لأن أغلب اليائسين والذين أنهوا حياتهم بأيديهم، لم يحتاجوا إلا ليد تربت على أكتافهم أو جسد يحتضن حزنهم ويقدم لهم المشورة والنصيحة.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

‫0 تعليق