السقف المحفوظ
السقف المحفوظ أو سقف السماء هو “المجال المغناطيسي للأرض“، قال تعالى {وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا ۖ وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32)} سورة الأنبياء.
في كل لحظة هناك ملايين النيازك والحجارة التي تسبح في الفضاء والتي تحاول اختراق الغلاف الجوي لتصل إلى الأرض، ولكن الغلاف الجوي يتصدى لها ويدمرها ويحرقها بسبب احتكاكها معه فلا تصل إلى الأرض وتحميها من التدمير الذي تحدثه تلك النيازك لو سقطت على سطح الأرض فتبيد البشر. أليست هذه نعمة كبرى من الخالق العظيم لعباده على الأرض، ألا تستحق هذه النعمة شكر الله وعبادته وطاعته والإيمان به ربًا معبودًا خلق كل شيء.
وأكتشف العلماء حديثًا أن المجال المغناطيسي للأرض يعمل بمثابة السقف المحفوظ الذي يحفظ الأرض من الأخطار المحيطة بها فهو يحفظ الأرض أيضًا من الأشعة الكونية القاتلة والأشعة الفوق بنفسجية الخطيرة المنبعثة من الشمس، ولو وصلت هذه الأشعة للأرض لاحترقت بمن فيها من البشر ولقضت على الحياة ودمرتها، فهذا المجال الذى يمتد عدة كيلومترات يعمل على صد ومواجهة الرياح الشمسية القاتلة ويقوم بحماية الأرض من تلك الأشعة المدمرة للحياة، أليس ذلك رحمة من الخالق العظيم وهو العالم بما خلق وخطورته وهو الحافظ لخلقه فهو من استدعاهم للوجود من العدم ومن أسمائه الحسنى الحفيظ.
إنّ معرفة الإنسان بالكون من حوله هو أقرب الطرق وأيسرها لمعرف الله والنظر، والتفكر في الكون عبادة خالصة لله، فالتعرف على آيات الإعجاز فى خلق الكون ترسّخ فى النفس دلائل العظمة والقدرة في الخلق والإبداع، وقلب لا يرى آيات الإبداع في الخلق ولا يتعرف على المبدع قلب أعمى.
وآيات الله ساطعة في كل شيء فكيف للإنسان أن يرى الجمال ولا يعرف خالق الجمال، ومن عاش ناظرًا متأملًا مفكرًا في آيات الكون من حوله قطعًا ودون أدنى شك سوف توصله تلك الآيات إلى الهداية الدالة. وإنّ سعادة الإنسان أثرٌ حتميٌّ لمعرفة الله وعبادته؛ فكلما زادت معرفة العبد بربّه بالتفكير في أيات عظمته وقدرته زادت راحة قلبه، وطمأنينة نفسه، وأقبل على الحياة بروح التفاؤل ومشاعر الإيجابية.
أمرالله الإنسان أن ينظر فى خلقه وتكوينه وفى خلق الكون من حوله، لأن النظر في آيات خلق الإنسان وسائر المخلوقات، إنما هو أمر رباني مطلق يقتضي وجوب الطاعة والإمتثال به، قال تعالى: {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ (6)} سورة الطارق.
ولقد توصل العلم إلى أن هناك بحرًا زاخرًا من الحقائق والمعجزات والمعلومات والمبادىء التى يحتويها القرآن الكريم كتاب الله الخالق للإنسان خليفته في الأرض والكون من حوله، فهو حقًا معجزة تحتوى ملايين المعجزات الناطقة والدالة على عظمة الخالق وقدرته، إقرأ 28 حقيقة عن الدماغ البشري.
قال تعالى {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ (50)} سورة طه، تلك عبرة نقف عندها ويجب أن نستحضرها كل حين، هل تلك الهداية؟ هل أمر عادي منحته الطبيعة كما يدعي الكفرة، إنهم يرون أنه بالإمكان تعليل كل ظاهرة في الكون والحياة بدون الله! والذي لا يمكن تعليله الآن من الممكن تعليله مستقبلًا! ونقول لهم هل في الدنيا شيء بدون صانع؟ وهل يستقيم عمل ويستوي فعله بدون راع؟ فما بال الكافر يجحد حق المالك الخالق الباري الهادي، وهل من خالق وهادي غير الله الذي ظهر باسمه الهادي في كل شيء، إن الهداية الكاملة لكل شيء مخلوق، تشير إلى ذات هادية هو الله الذى خلق فسوى وقدر وهدى وهو الخالق لكل شىء وهو على كل شيء قدير.