السلاجقة والدولة السلجوقية
يذكر اسم السلاجقة بكثرة في كتب التاريخ وتذكر أيضًا معاركهم وانتصاراتهم وفتوحاتهم وغيرها من الأحداث التي يضج التاريخ بذكرها.
حيث أنهم قاموا بتأسيس دولة إسلامية مهمة وكبيرة في الشرق الأوسط ولعبوا دورًا مهمًا في سير الأحداث العامة في المنطقة.
وبذلك كانت دولتهم من أهم الدول التي ذكرت في تلك الحقبة من الزمن ولعبوا دورًا مهمًا في تغيير كافة الأحداث السياسية حينها.
تم تأسيس دولة السلاجقة من قبل سلالة السلاجقة التي تنحدر أصولها من الأتراك وكان لهم دور مهم في تاريخ الدولة العباسية والحروب الصليبية.
أصل السلاجقة
- كانت البداية عندما بدأت القبائل التركية تخرج من أواسط آسيا إلى شرق أوروبا ووسط آسيا وذلك في الفترة بين القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) والقرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر الميلادي).
- تم التأسيس من قبل العائلة الحاكمة للسلاجقة الذي يتبع أصلهم لقبائل تركية وجدهم الدقاق.
- وأيضًا هذه العائلة يعود أصلها لقبيلة تركمانية تدعى قنق والتي تنتمي لقبائل الغز التركية.
كان أصل الإقامة في بلاد كشغر التي تمتد من هضبة منغوليا وشمال الصين شرقاً إلى بحر قزوين، وبسبب الحروب والظروف الاقتصادية السيئة انتقلوا إلى إقليم خراسان التابع للدولة الغزنوية.
- الزعيم هو سلجوق بن دقاق وكانت جميع الغزوات بقيادته وقد أسلم مع قبيلته.
- بعد وفاة سلجوق تبوأ ابنه الأكبر ارسلان زعامة السلاجقة، وقد زادت قوتهم في عهده فأصبحوا قوةً عسكرية لا يستهان بها.
- شعر السلطان محمود الغزنوي مدى قوتهم وبأسهم، وأحس بالخطر الذي يشكلوه على دولته فقام بأسر زعيمهم ارسلان ومحاولة القضاء عليهم.
- خلف ميكائيل بن سلجوق أخاه ارسلان، و قام بطلب الهدنة ومحاولة نيل رضا السلطان محمود الغزنوي، و بدأ بجمع قومه المتفرقين بهدف إعادة قوة السلاجقة وسطوتهم، ولكنه قتل في إحدى معاركه.
- تولى من بعده ابنه طغرل بك، وتوالى ملوك السلاجقة.
- تم قيام الدولة بشكل رسمي في بدايات العام الخامس الهجري.
- ضمت هذه الإمبراطوية أراضي واسعة ضمت بلاد ما بين النهرين وفلسطين ونسبة كبيرة من أراضي إيران وسوريا.
- تم فيما بعد توسيع هذه الأراضي لتصل لحدود مصر على يد ألب أرسلان.
أهم ملوك دولة السلاجقة:
السلطان طغرل بك:
- الاسم الكامل هو طغرل بيك بن ميكائيل بن سلجوق.
- المؤسس الأول للدولة وثالث حكامها.
- بسط نفوذه على جرجان ونيسابور وطبرستان وبلاد الديلم وأيضًا الدولة البويهية الشيعية.
- قام بتثبيت أركان الدولة السلجوقية ووسع رقعة الدولة حتى أصبحت من أقوى الدول في العالم الإسلامي.
- كان مداومًا على الصلاة وصوم يوم الإثنين والخميس واشتهر بحلمه الواسع وبكتمه للأسرار.
- قام بإعادة هيبة الخلافة واحترامهم بين الناس حيث أنه كان يمسك يد الخليفة ويقبلها وبعدها يمسح بها وجهه من باب المباركة والتعظيم.
السلطان ألب أرسلان:
- أبو شجاع محمد بن جغري بك داوود.
- كان محبًا للجهاد ومتلهفًا لنشر دعوة الإسلام في كل مكان.
- يعود له الفضل في تغيير كبير لسياسة دولة السلاجقة في ذلك الوقت.
- قام بتوسيع كبير لحدود الدولة وأيضًا سجل انتصارات كبيرة ومميزة ضد أعدائه في كل مكان.
- من أهم هذه الانتصارات معركة ملاذكرد التي هزم بها الدولة البيزنطية شر هزيمة عام 463 هجري.
- كان عدد الجيش عندها قليل ومع ذلك كان النصر حليفهم.
- من نتائج هذه المعركة قتل عشرات الآلاف من الجيش البيزنطي وأسر قائدهم رومانوس الرابع وتم تقديم فدية له تقدر بألف دينار.
- تعتبر هذه المعركة نقطة تحول في التاريخ الإسلامي.
- قتل السلطان ألب أرسلان في إحدى المعارك بعد بضعة أشهر من هذه المعركة.
- وبذلك يمكن القول أنه استطاع أن يقوي أركان الدولة السلجوقية ونشر قوتها بين الناس ورفع شأن الدين الإسلامي.
السلطان ملكشاه:
- هو خليفة السلطان ألب أرسلان.
- تميز بالسمعة الطيبة ولقب بالعادل حيث أنه كان يجلس للمظالم بنفسه.
- بلغت الدولة السلجوقية في عهده أوسع امتداد لها من الصين شرقًا إلى بحر مرمرة غربًا.
- كان يساعده وزيره المرافق له نظام الملك.
- كان بتميز بسياسة حكيمة ووقورة.
- في عهده كانت الأمور منظمة في الدولة السلجوقية وقام برسم السياسة الداخلية والخارجية بشكل حكيم.
- خشي الروم وسائر العالم السلاجقة في تلك الفترة وامتد نفوذهم وكسبوا احترام الجميع.
- كان من محبي العلم ومن حفظة القرآن الكريم ومرافق دائم للعلماء وفقهاء الدين.
- توفي نظام الملك قبل وفاة السلطان ملكشاه بشهر وخمس أيام.
نهاية الدولة السلجوقية
مع أن الدولة السلجوقية وصلت إلى مرتبات عالية و بلغت امتداد واسع ونفوذ كبير وأصبحت مصدر خطر لكثير من الدول إلا أنها بموت السلطان ملكشاه تمزقت وحدتها وتباعدت أركانها.
كان وفاته بداية لعصر الضعف والتراجع في الدولة السلجوقية حيث نشبت صراعات ونزاعات وفتن كثيرة بين السلاجقة وبدأت الحروب الداخلية بالظهور مما أدى إلى انعكاس آثار سلبية على قوة الدولة.
كانت النتيجة انقسام الدولة السلجوقية إلى عدة دول صغيرة:
- سلاجقة كرمان في باكستان وجنوب إيران وقائدها قاروت بك الذي هو شقيق القائد أرسلان.
- سلاجقة العراق وكردستان.
- سلاجقة الشام التي تم تأسيسها من قبل تتش بن ألب أرسلان.
- سلاجقة الروم ومؤسسها قتلمش بن إسرائيل بن أرسلان وانتهت على إيدي المغول.
بالنهاية وصلت النزاعات والخلافات بين الإمارات وأقسام الدولة السلجوقية إلى المواجهة العسكرية مما أدى إلى انهيار الدولة بشكل كامل وعجزهم حتى عن توحيد أراضي بلاد الشام تحت حكم واحد.
مع ذلك ستبقى هذه الدولة بإنجازاتها وانتصاراتها محفورة في سطور التاريخ.
هكذا نكون قد انتهينا من مقالنا اليوم نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم معلومات مفيدة عن دولة السلاجقة.