تعريف الثقافة هو أمر يبحث فيه الكثير من الأشخاص الذين لديهم اهتمامات في العلوم الإنسانية، ويوجد العديد من وجهات النظر المختلفة حيث يرى بعض الأشخاص أن الثقافة هي مركب يشمل العديد من المعرفة والفنون والعقائد والقيم والعادات التي يمكن أن يكتسبها الإنسان كعضو فعال في المجتمع.
ومن وجهة نظر أخرى يرى بعض الأشخاص أن الثقافة هي تنظيم يضم جميع المظاهر التي يعبر عنها الإنسان مثل المشاعر والأفعال والأفكار، ويتم التعبير عن ذلك عن طريق الرموز واللغة التي يتم التعامل معها، وبتلك المعلومات يمكن اختصار كلمة الثقافة بأنها تاريخ الإنسان المتراكم عبر الأجيال، سنتعرف في مقالنا هذا عن تعريف الثقافة وماهي أنواعها.
تعريف الثقافة لغة واصطلاحاً
الثقافة لها وجهات نظر عديدة، حيث تحمل معنى العمل الجاد، ومن جهة أخرى تحمل معنى الذكاء أي عند القول ثقف الرجل ثقافة أي أن الرجل أصبح حاذقًا وذا ذكاء، وتحمل أيضًا معنى أن الثقافة تضيء العقل وتهذب الذوق، وتنمي جميع المواهب، وعند اشتقاق معنى الثقافة تحمل معنى الاطلاع الواسع في جميع فروع المعرفة المختلفة والمتنوعة، والشخص الذي لديه الكثير من الاطلاع يسمى بالشخص المثقف.
أما بالنسبة لاصطلاحًا فالثقافة تعرف بأنها النظام الذي يتكون من معتقدات عديدة بالإضافة إلى الإجراءات والسلوكيات والمعارف التي تم تشكيلها وتكوينها من خلال فئات معينة. يجب أن تمتلك الثقافة تأثيرًا جدا قوي على الشخص، حيث أن لها العديد من الدلالات وتتصف بالعديد من السمات التي من خلالها يتم تميز كل مجتمع عن غيره، ومن تلك السمات الموسيقى والفنون والأعراف والدين والقيم وغيرها من السمات.
“اقرأ أيضا: تعريف علم الاجتماع“
أنواع الثقافة
تتطور الثقافة مع مرور الزمن وتختلف من مجتمع إلى أخر، ويوجد نوعان رئيسيان من أنواع الثقافة وهما:
- الثقافة المادية:
هي كل أمر محسوس وملموس ويعبر عن جانب ثقافي في المجتمع، ويمكن أن يتطور بشكل كلي أو جزئي مع مرور الوقت، حيث يندرج تحت الثقافة المادية جميع الوسائل الثقافية التي لها جانب مميز في المجتمع، وبتنوع تلك الوسائل يختلف المجتمع عن باقي المجتمعات، ومن الأمثلة التي تدل على ثقافة العديد من الشعوب، المعدات، والمباني، والفنون، والرسوم والمخطوطات، والكتب، والمباني، والوسائل التكنولوجية، والملابس، والمباني الدينية، والعديد من الصناعات، والآلات وغيرها من الأمثلة.
- ثقافة غير مادية:
من أنواع الثقافة، وهي الأمور الغير ملموسة والغير محسوسة، وتدل على جانب ثقافي في المجتمع، ومن الأمثلة التي تدل على الثقافة الغير مادية، العادات والتقاليد، والمعتقدات الدينية، والمورثات الثقافية، والمورثات الاجتماعية، والمورثات التربوية، وجميع الأعمال الأدبية وغيرها من الأمثلة، حيث تلك الأمور ساعدت بشكل كبير في تكوين مجتمع وإعادة بناءه بشكل مختلف كليًا، ويحمل قيم ومبادئ مميزة وفريدة من نوعها، ولها العديد من الأدوار الاجتماعية.
مكونات الثقافة
تحتوي الثقافة على العديد من العناصر الأساسية، ولكن غير ثابتة كونها تتغير من مجتمع إلى أخر وتتطور بسبب تطور المجتمع، وهي:
الثقافة المادية:
وتشير الثقافة المادية إلى جميع الأمور المادية والتقنية مثل النقل والاتصالات والطاقة التي تتوفر في أي مجتمع ما، وعندما تتوافر تحدث بعض من التغيرات المرغوبة أما عندما تنعدم تحدث من التغيرات الغير مرغوبة بها في ثقافة أي مجتمع.
اللغة:
اللغة هي المرآة التي تعكس جميع قيم وعادات وطبيعة المتجمع، حيث يوجد بعض الدول التي تمتلك أكثر من لغة أو أكثر من لهجة التي يجب أن يتم الانتباه عليها، حيث يؤدي عدم فهم اللغات إلى فقدان القدرة على التواصل.
الجماليات:
تشير الجماليات إلى جميع الأمور التي تتعلق بالذوق الرفيع والجمال بداخل أي ثقافة، مثل الفن والموسيقى والرقص والدراما والعديد من الأمور، ويميز هذا العنصر من بين جميع العناصر الأخرى هو الاختلاف في التصاميم والألوان وغيرها من الأمور الجمالية.
التعليم:
يشير التعليم إلى جميع المهارات التي يتم تعليمها وتدريبها للأفراد، بالإضافة إلى التدريب في مختلف المجالات، ويهدف هذا التعليم إلى القيام بتغير يؤثر إيجابًا على المجتمع، وكل مجتمع له مستوى تعليم خاص يختلف عن باقي المجتمعات.
القيم والاتجاهات:
تبدأ القيم في معظم الأوقات من أساس ديني، أما بالنسبة للاتجاهات فهي تدل على موروث اجتماعي يعبر عن السلوك البشري الذي يساعد على تشكيل الثقافة.
خصائص الثقافة
تمتلك الثقافة العديد من الخصائص التي تميزها عن باقي المجتمعات ومن أهم 4 خصائص الثقافة:
الثقافة الاجتماعية:
هي نتاج لأي مجتمع ولا تشكل أي ظاهرة اجتماعية، أي يجب أن يتواجد مجتمع كامل من أجل أن يبدأ أي فرد في تطوير وتشكيل ثقافة خاصه به، ويتم ذلك من خلال التفاعل الاجتماعي الذي يقوم عليه الفرد مع الأشخاص الأخرين ضمن المجتمع.
الثقافة سلوك متعلم:
لا يمكن أن تنتقل الثقافة بيولوجيا وإنما يجب أن يكتسبها الفرد بالفطرة، وهي موروث اجتماعي يكتسبها الفرد عن طريق السلوكيات السائدة في أي مجتمع عن طريق التفاعل والتواصل وغيره.
انتقال الثقافة:
تنتقل الثقافة عبر الأجيال عن طريق انتقال جميع الصفات الثقافية من الآباء إلى الأولاد وبدورهم ينقلوها إلى الأجيال وهكذا، ويجب ذكر أن الثقافة لا تنتقل بالوراثة وإنما يتم اكتسابها خلال الحياة من خلال التفاعل، ومفتاحها الأساسي هو اللغة.
قدرة الثقافة على إرضاء أفراد المجتمع:
من خلال الثقافة يتم تقديم العديد من الوسائل والفرص التي تعد مناسبة من أجل تلبية جميع الرغبات والاحتياجات التي تناسب الطرق الثقافية السائدة، مثل الاحتياجات الاجتماعية أو الاحتياجات البيولوجية، وتعمل الثقافة أيضًا على إشباع جميع احتياجات الأفراد مثل الملابس والطعام وتلبي الرغبات التي تتعلق بالمال وغيره.
“قد يهمك أيضا: ما هو تعريف المنهج التجريبي“
في نهاية مقالنا هذا تعرفنا على تعريف الثقافة، وتعرفنا أيضًا على أنواعها وخصائصها، حيث أن الثقافة أمر مهم في المجتمع لبنائه وتطوره مع مرور الزمن.