تعريف الحضارة

تعريف الحضارة
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

تعريف الحضارة

لا يعتبر مفهوم الحضارة من المفاهيم الجديدة حيث أنه يعتبر من المفاهيم الضاربة في القدم ووجد مع وجود الإنسان على هذه الأرض، حيث لا يوجد أي نوع من أنواع الحضارات بدون تاريخ مرافق وملازم لها.

سنتعرف اليوم في هذا المقال على الحضارة ومفهومها وأهم النظريات والاقوال التي قيلت فيها.

ما هو مفهوم الحضارة

تم تعريف الحضارة بكثير من التعاريف من قبل علماء الأنثروبولوجيا حيث قال العالم رالف بدنجتون:

إنّ حضارة أيّ شعبٍ ما هي إلا حزمةُ أدواتٍ فكريّة وماديّة تُمكّن هذا الشعب من قضاء حاجاته الاجتماعية والحيوية بإشباع وتُمكّنه كذلك من أن يتكيّف في بيئته بشكلٍ مناسب.

كما قال إدوارد تايلور عن تعريف الحضارة على أنها مركب يجمع بداخله مجموعة كبيرة من المعتقدات والتقاليد والقوانين والقيم والفنون والمعلومات، إضافة إلى العديد من العادات والسلوكيات والإمكانات التي قد يحصل عليها أي فرد ينتمي لهذه الحضارة.

يمكن في النهاية أن نقوم بتعريف الحضارة أيضًا على أنها إرث حقيقي للإنسان يعتبر مادي ومعنوي بنفس الوقت وهو يدل على الآثار التي خلفها في الماضي ويعتمد عليه بشكل مباشر لكي يكمل مسيرته الثقافية والحياتية في أيامه القادمة.

من الممكن أن تكون هذه الحضارة عبارة عن مظاهر معنوية مثل أسلوب الحياة والعلوم المختلفة والمعارف بأنواعها وأيضًا أسلوب المعيشة اليومية أو حتى أدوات ووسائل مادية استخدمها ليعيش مثل الأبنية وغيرها.

لا ننسى الأعمال اليدوية مثل الفخار واللوحات وأيضًا الخزف والمنحوتات بأنواعها إضافة إلى الكتب والمخطوطات.

أهم النظريات التي تحدثت عن نشوء الحضارات

في البداية كانت الحضارات تنشأ على أسس قبلية وتستمد قوتها من الدم والقرابة، حيث كانت القبيلة مجال حضاري يتضمن العديد من الأنماط المميزة، إضافة إلى مجموعة خاصة من العادات والقوانين التي تنظم سلوك وتصرفات كل من يتبع لهذه القبيلة لتجعلها كلها في نسق اجتماعي واحد.

فيما بعد تتطور هذا المعيار وأصبحت القبائل تبنى على أساس ديني بدل الأساس القبلي، وبعدها انتقل المفهوم إلى النمط السياسي، وهو ما ساهم دمج جماعات منعزلة عن بعضها في نفس المجموعة.

تشكلت عبر التاريخ العديد من النظريات التي تتحدث عن نشوء الحضارات ومن أهمها نذكر ما يلي:

نظرية البيئة

تتولى هذه النظرية أخذ قرار حول أهميّة العوامل البيئية في بناء الحضارات وتشكُّلها، وقد خرجت هذه النظرية لتظهر للعالم في القرن الخامس قبل الميلاد.

تحدث عن هذه النظرية عدد كبير من مفكري اليونان الذين أقروا بتأثير الماء والمكان والهواء والجو على تفكير الإنسان وطبيعة حياته.

قامت هذه النظرية أيضًا بتعديد بعض الشروط الأساسية لقيام الحضارات وتطورها ونموها، مثل وجود المطر وصلاحية التربة للزراعة وطبيعتها، وأيضًا طبيعة الموقع الجغرافي ونوع المناخ الموجود.

نظرية فيكو

يقر الفيلسوف الإيطالي جان باتيستا فيكو بضرورة وجود بعض القوانين المهمة والموحدة لكي تساهم في تشكيل الشعوب والأمم حول العالم.

يشعر بأهمية ووجود هذه القوانين طبقة من الناس أو الأمة أو المجتمع دون أن يكون الطرفين على علم بوجود الآخر.

غالبًا لا تأتي هذه القوانين عن طريق العقل بل تأتي من مفهوم الحسن المشترك وحتى مفهوم الحكم بدون تفكير حيث أنه بالنسبة لفيكو لا يوجد عقلاء أو فلاسفة قبل أن توجد الدولة أو الحضارة.

عارض بهذا الكلام أقواله عن نظرية الفلاسفة العقليين الذين يعتبرون أن المجتمع جاء وصنع من قبل العقلاء.

نظرية الأجناس أو الأعراق

إن من جاء بهذه النّظرية هو أوزوالد تسينجلو، الذي قام بتفسير التاريخ وفقاً للمصير الكاشف والعلية، كما قال أن نشوء الحضارات يجب أن يمرّ ببعض المراحل التي تشبه المراحل الموجودة في حياة الإنسان.

اعتبر أوزوالد أن عامل الجنس الذي يقوم على الاختلاف البيولوجي بين الذكور والإناث، هو الذي يقوم بتقييم العمل الموجود داخل المجتمع ووضح أن كل حضارة ما يميزها ويعطيها طابع خاص لا ينافسه عليه أحد مما يعبر عن خصوصيتها ولو تشابهت في بعض الأحيان.

تكون دورة حياة الحضارات من البربرية وحتى البدائية ومن ثم المدنية وصولًا إلى مرحلة الأصول التي يبدأ عندها تراكم التكنولوجيا وتسقط كل القيم الروحية والعاطفية وتنتهي بمرحلة حياة جذرية كبرى.

في الوقت الحالي أثبت الكثيرون عدم وجود الجدوى الكبرى من هذه النظرية وسقطت التاريخ بسبب انتشار أبحاث علمية ودراسات تؤكد على كون التكوين البيولوجي، يعتبر حالة واحدة ولا يعني انتهاء كل اللغات في أصل واحد أن الجنس كله واحد.

لا ننسى أيضًا أن العنصر ليس هو ما يصنع الحضارة بل هناك شروط عديدة لنشأتها مثل الشروط الاقتصادية والبيئة وغيرها.

الفرق بين مفهوم الحضارة والثقافة

هناك عدة فروقات واختلافات بين مفهومي الثقافة والحضارة وأهمها:

تعتبر الثقافة إرادة وتصور ولها نتيجة نهائية وأثر يمكن لمسه.

للثقافة وصف عمومي معين يختص لكل فرد أما الحضارة تختص بمجمل الأمة.

تتوضح الحضارة وتتشكل من خلال العديد من الأنظمة وأهمها الأنظمة السياسية وأيضًا في مختلف الاختراعات والصناعات، أما الثقافة فتتجلى بالفلسفات والآداب واللغات والعلوم بكل أنواعها.

أقوال مشهورة تحدثت عن الحضارة

هناك العديد من العلماء والباحثين والشخصيات المعروفة الذين تحدثوا عن الحضارة بأقوال خلدها التاريخ ونذكر منها:

أعتقد أنّه كان لدينا حواس رائعة كثيرة، ولكننا مع تقدم الحضارة أضعناها، ولم يبق لدينا سوى هذه الخمس البائسة.

فرق كبير بيننا يا سيدي، فأنا الحضارة، والطغاة ذكور.

سعاد محمد الصباح“.

الإسلام هو أول نظام عالمي وضع بذور تحرير العبيد، ومع ذلك ظل الرق قائماً طوال فترة الحضارة الإسلامية، لماذا؟ لأنّ أصحاب المال كانوا دائماً في مركز القرار، مبادئ الدين شيء، ومن يطبقونها شيء آخر.

 “صنع الله إبراهيم”.

عندما ينظر المراهقين إلى العلماء والمخترعين، بنفس الطريقة التي ينظرون بها إلى الموسيقيين والممثلين، ستقفز الحضارة عندها إلى مستوى عالي من التطور.

  براين غرين”.

إننا نصلي لله الذي لا يحده مكان، ولا يمكن أن يٌفهم من خلال الجهات، ولكن تعبدنا له عز وجل، لا بد أن يمر بهذا الاتجاه، بهذا الطريق، بطريق تكوين تلك الحضارة الأخرى.

إنّ الحضارة لا يمثلها الغرب أو الشرق، بل يمثلها الإنسان القادر على تذوق الجمال أينما يراه.

‫0 تعليق