عضلات الحوض
تشتمل منطقة الحوض في جسم الإنسان على العديد من العضلات، وأهم مجموعة عضلات بها هي عضلات قاع الحوض Pelvic floor، حيث أنها توفر الدعم الرئيسي للمثانة والأمعاء، وبالتالي لها دور رئيسي في دعم عمليات الإخراج، بالإضافة إلى ذلك تمتلك عضلات قاع الحوض وظيفة إضافية لدى النساء، فهي تساعد على دفع الطفل خلال عملية الولادة، وبالنسبة للجنسين الذكر والأنثى تعمل عضلات الحوض مع عضلات البطن على دعم الجسم على القيام بالعديد من وظائفه الحيوية، والتي تتمثل في الإخراج، السعال، القيء وحتى السعال، ولهذا السبب سيتم التطرق في هذا المقال إلى تمارين لتقوية عضلات الحوض.(1)
أهمية تقوية عضلات الحوض
تساهم تمارين تقوية عضلات الحوض في وقاية الجسم من العديد من المشاكل المحتملة والتي تنتج عن ضعف عضلات الحوض، وفيما يلي توضح أهمية تمارين عضلات الحوض: (2)
- تساهم تمارين تقوية عضلات الحوض في تعزيز التحكم في عضلات المثانة وعمليات الإخراج، وبالتالي يمكنها مقاومة الإصابة بمشكلات الإخراج كالإمساك.
- بالنسبة للنساء تساهم تمارين تقوية عضلات الحوض في منع الإصابة ببعض المشاكل الصحية مثل تدلي الرحم أو هبوط المهبل الخلفي، بالإضافة إلى أنها تساهم في سرعة تعافي الجهاز التناسلي والرحم بعد الولادة.
- بالنسبة للرجال تساهم تمارين تقوية عضلات الحوض في تسريع الشفاء بعد القيام بجراحة البروستاتا، وتقلل نسبة الإصابة ببعض الإضطرابات الصحية مثل تدلي المستقيم.
تمارين تقوية عضلات الحوض
نظرًا لأهمية تقوية عضلات الحوض وفوائدها في حياة الإنسان قام الخبراء بابتكار مجموعة من التمارين يطلق عليها اسم تمارين كيجل Kegel، وهي تمارين محددة يمكن أن يقوم بها الشخص في طابور الإنتظار أو في منزله، بالإضافة إلى مجموعة من التمارين التي سيتم التطرق لها في الفقرات الأتية.(2)
من المهم استشارة الطبيب قبل القيام بأحد هذه التمارين خصوصًا لمن قام بعملية جراحية منذ وقت قصير، وذلك يشمل جراحة البروستاتا، الحمل أو الولادة وغيرها من العمليات الجراحية، ومن المفضل أن يتم البدء في أي تمارين بعد هذه الفترة بوجود أخصائي العلاج الفيزيائي.(2)
تمارين كيجل
تمارين كيجل هي مجموعة من التمارين الخاصة بتقوية عضلات الحوض، حيث يواجه الإنسان العديد من الحالات التي تضعف عضلات الحوض، فبالنسبة للنساء يؤدي الحمل والولادة إلى ضعف عضلات الحوض، وبالنسبة للجنسين فالشيخوخة وزيادة الوزن عاملان رئيسيان في ذلك، ولمعرفة عضلات الحوض التي يجب تقويتها وتمرينها يمكن للشخص تجربة إيقاف عملية التبول باستخدام العضلات، وهذه العضلات المستخدمة لهذا الغرض هي عضلات الحوض التي يجب تقويتها.(2)
يمكن القيام بتمرين كيجل بحسب الخطوات الآتية:
- الجلوس بوضعية مريحة، وتخيل العضلات القادرة على إيقاف عملية التبول.
- القيام بشد هذه العضلات قدر الإمكان.
- الاستمرار في شد العضلات من ثلاثة إلى خمسة ثواني بحسب قدرة العضلات على التحمل.
- إراحة العضلات لعدة ثواني ثم تكرار التمرين حوالي عشرة مرات.
من الجدير بالذكر القيام بالتمرين حين تكون المثانة فارغة، وعدم القيام بحبس البول فعليًا حيث يعود ذلك بالضرر الكبير على المثانة وعلى صحة الجهاز البولي، ولا يقدم ذلك أي دعم لعضلات الحوض.(2)
تمرين الجسر
يساهم تمرين الجسر في تقوية عضلات الحوض، الأرداف والظهر، ويقدم تمرين الجسر العديد من الفوائد الأخرى مثل تحسين كفاءة الدورة الدموية، ويمكن القيام بتمرين الجسر عن طريق الخطوات الأتية: (2)
- الاستلقاء على الظهر مع ثني الركبتين إلى الأعلى ووضع اليدين على الأرض بمحاذاة الوركين، ومن المهم أيضًا وضع راحة اليد بأكملها على الأرض.
- رفع الحوض والأرداف إلى الأعلى بحسب قدرة الشخص.
- البقاء على هذه الوضعية من ثلاثة إلى ثمانية ثواني.
- العودة إلى وضعية الاستلقاء على الأرض.
- تكرار التمرين 10 مرات في الجلسة الواحدة، بالإضافة إلى القيام بثلاثة جلسات يوميًا.
مع تكرار التمرين يمكن أن يلاحظ الأفراد زيادة في لياقتهم وقدرة تحملهم، وبذلك يمكنهم زيادة عدد مرات تكرار التمرين.
القرفصاء
لا يستهدف تمرين القرفصاء عضلات الحوض فقط، بل هو قادر أيضًا على تقوية عضلات الظهر، البطن، الأرداف وبقية الجسم، ويساهم تمرين القرفصاء في تحسين كفاءة جهاز الإخراج وتجنب المشاكل المتعلقة به، وبالتالي فهو تمرين ممتاز لتقوية عضلات الحوض، ويمكن القيام بتمرين القرفصاء عن طريق اتباع الخطوات الآتية: (2)
- الوقوف مع المباعدة بين القدمين بمسافة تعادل عرض الورك، ومن المهم عدم توسيع المسافة بين القدمين لأكثر من ذلك وإلا سيتسبب ذلك بنتيجة عكسية.
- ثني الركبتين للأمام وخفض الأرداف إلى الأرض قدر الإمكان، مع الحفاظ على ظهر مستقيم ومنحني قليلًا إلى الأمام.
- التركيز على شد عضلات الحوض والأرداف عند الصعود والهبوط.
- تكرار التمرين 10 مرات خلال الجلسة الواحدة.
- يمكن القيام بأكثر من جلسة بشرط الاستراحة بين كل جلسة وأخرى.
توصيات قبل اجراء تمارين تقوية عضلات الحوض
يمكن أن تكون هذه التمارين صعبة للغاية لمن يعاني من ضعف شديد في عضلات الحوض، حيث أنهم معرضون للإصابة بسلس البول وحدوث بعض النتائج العكسية، وفي هذه الحالة يجب البدء في التمارين بالتدريج، وعدم المبالغة في آدائها، بالإضافة إلى أهمية تجنب آداء التمارين الآتية لحين تقوية عضلات الحوض، وهي: (2)
- تمرينات البطن التي تكون فيها القدم مرتفعة بالهواء وبدون دعامة.
- رفع الأوزان الثقيلة حتى ولو كان لفترة بسيطة أو دون تكرار.
- الجري، القفز أو أي تمرين آخر يتطلب مجهودًا بدنيًا عاليًا من الساقين وعضلات الحوض.
- التمارين التي تتطلب الاستلقاء على الظهر ورفع كلتا القدمين إلى الأعلى.
من الجدير التنبيه إلى عدم تنفيذ الإشاعات الشائعة والتي توصي بقطع عملية التبول من المنتصف باعتبار ذلك تمريًنا لتقوية عضلات الحوض، ولكن على العكس من ذلك فهذا سيتسبب بتلف عضلات الحوض والمثانة، سلس البول والتهابات المسالك البولية، بالإضافة إلى العديد من المشاكل الأخرى المتعلقة بكفاءة الجهاز البولي وجهاز الإخراج.(2)
يمكن أن يعاني البعض من عدم القدرة على تحديد موقع العضلات بالشكل المناسب، وفي هذه الحالة يمكن اللجوء إلى أخصائي العلاج الطبيعي أو معالجي قاع الحوض، وهم قادرون على استخدام جهاز يطلق عليه اسم الارتجاع البيولوجي، والذي يعتمد على وضع أقطاب من الكهرباء مع قيام الفرد بمحاولة تمرين عضلات الحوض لديه، وسترسل الأقطاب الكهربائية إشارة إلى جهاز الحاسوب حين يقوم الفرد بتمرين العضلات المطلوبة.(2)
من المشاكل أيضًا التي قد تواجه البعض تلف الأعصاب في موقع عضلات الحوض، وبذلك لا يكون الفرد قادرًا على الشعور بها أو القيام بتمرين عضلاته، وفي هذه الحالة يقوم المختصون بالعلاج التحفيزي للحوض، والذي يساهم في تحسين الإحساس في هذه المنطقة.
من يحتاج إلى تمارين تقوية عضلات الحوض
تقدم تمارين تقوية عضلات الحوض العديد من الفوائد الصحية للجنسين الذكر والأنثى، وبالتالي فكلاهما بحاجة للقيام بها باستمرار، بالإضافة إلى أن العديد من هذه التمارين تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تقوية عضلات الظهر وبقية عضلات الجسم، ومن الجدير بالذكر أهمية استشارة الطبيب عن إمكانية إجراء هذه التمارين بعد العمليات الجراحية، أو بعد عملية الولادة للسيدات، ومعرفة الوقت المناسب للبدء بمارستها بعد تعافي آثار الجراحة للدرجة التي يراها الطبيب مناسبة.(2)
المراجع: