نسب طلحة بن عبيد الله
نسبه هو الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي، وكان يكنى بأبي محمد، وعرف عنه أنه كان من السابقين للإسلام، حيث أسلم على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، ونتيجة لإسلامه هو وأبو بكر الصديق رضي الله عنهما قام شخص يطلق عليه اسم نوفل بن الخويلد بربطهما بحبل معًا، فأطلق عليهما لقب خاص لهما وهو القرينان، بالإضافة إلى ذلك كان الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله يلقب بالعديد من الألقاب الأخرى مثل لقبه بطلحة الخير، طلحة الجود، وطلحة الفياض.(1)
نشأة طلحة بن عبيد الله
نشأ الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله في قبيلة قريش، وولد رضي الله عنه قبل البعثة النبوية بخمسة عشر عامًا، واجتمع نسبه مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم في كعب بن لؤي، وكان رضي الله عنه قبل إسلامه يعمل بالتجارة، حيث يسافر رضي الله عنه إلى الشام ويجمع بضاعته ويعود بها إلى مكة للتجارة بها كما يفعل بقية أفراد قبيلة قريش.(4)
إسلام طلحة بن عبيد الله
بدأت قصة اسلام الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه حين ذهب ذات مرة إلى البصرة بغرض التجارة، وفي البصرة قابل كاهن قال له أن هناك نبيًا سيبعثه الله من مكة، وعرف عن نبوءته كل الأنبياء، فشعر طلحة بن عبيد الله بشوق لرؤيته وعندما عاد من تجارته انتظر حتى علم أن عمه أبا بكر الصديق رضي الله عنه أتبع محمد صلى الله عليه وسلم، فقال في نفسه:” عمي ابو بكر ومحمد لا يجتمعان على ضلال أبدًا، فلم ارى منهما كذبةً واحدة فهل سيكذبان على الله”، فبعد ذلك أعلن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه إسلامه وبهذا كان من السابقين للإسلام.(2)
عائلة طلحة بن عبيد الله
كان الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله ينتمي إلى عائلة الصحابي أبو بكر الصديق رضي الله عنهما، وكانت أمه هي أخت الصحابي الجليل العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه، وأطلق عليها اسم الصعبة بنت الحضرمي من بني الصدف، بالإضافة إلى ذلك كان الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله ابن عم القائد الفاتح عبيد الله بن معمر التيمي، وتزوج رضي الله عنه من أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وأنجبت له زكريا بن الطلحة، موسى بن الطلحة، ويوسف بن الطلحة، وتزوج رضي الله عنه من زوجة أخرى وهي سعدى بنت عوف بن خارجة، وأنجب منها عددًا من الأبناء وهم عيسى بن طلحة بن عبيد الله، ويحيى بن طلحة، بالإضافة إلى تزوجه من أخت زينب بنت جحش زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت تسمى بحمنة بنت جحش وأنجبت له عمران بن طلحة، محمد السجاد بن طلحة، وام اسحاق بنت طلحة.(2)
فضائل طلحة بن عبيد الله
امتلك الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله عددًا من الفضائل كغيره من الصحابة الكرام الذين يتميز كل منهم بعدة فضائل، ومن فضائل طلحة بن عبيد الله أنه كان من العشرة المبشرين بالجنة، وأشتهر بصفات الجود والكرم، وكان رضي الله عنه شديد العطاء حتى أنه رويَ أنّه جاءه سبع مئة ألف من المال، فقسمها بين المهاجرين والأنصار، ولم يبقِ له ولعائلته سوى ألف درهم، وعندما جاءه أعرابي يسأله ليعطيه المال، وتقرب إليه بأنّه من أرحامه، قال لهُ طلحة رضي الله عنه:” إنّ هذا الرحم ما سألني بها أحد قبلك، إنّ لي أرضاً قد أعطاني بها عثمان ثلاث مئة ألف؛ فهي لك، وإن شئت بعتها لك على عثمان ودفعت لك ،كما كان مجاهدًا شجاعًا وقد وقف بالصفوف الأولى دائمًا”، وكان الله دائمًا يرزق الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله بأضعاف ثروته التي تصدق بها، واستمر طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه بالصدقة في ماله حتى وفاته.(1)(2)
كان رضي الله عنه من الصحابة الساعين إلى الشهادة في سبيل الله، وكان دائمًا في الصفوف الأولى في جميع الغزوات التي شارك بها رضي الله عنه، فعن جابر قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله”، وذلك لأن شجاعته كانت رمزًا له في المعارك.(2)
أعمال طلحة بن عبيد الله
من أعمال الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله أنه كان ممن بايعوا الرسول في بيعة الرضوان، وجاهد رضي الله عنه جهادًا قويًا في غزوة أحد، وشارك مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم في جميع الغزوات ما عدا غزوة بدر، وذلك لأن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أرسله مع الصحابي الجليل سعيد بن زيد ليعرفوا عن أخبار قبيلة قريش، ويروى أن الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله في أحد المرات جعل جسده تحت قدمَي الرسول صلى الله عليه وسلم ليساعده ويصعد به إلى صخرة كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يحاول ارتقاءها، وقد كان يقف ويدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل الحاجز المنيع حتى ضرب رأسه ذات مرة.(2)(3)
صفات طلحة بن عبيد الله الخَلقية
كان طلحة رضي الله عنه كما وصفه ولده موسى بن طلحة رضي الله عنه، جميل الوجه بالإضافة الى أن بشرته كانت بيضاء مائلة إلى الحمرة، وكان شعره رضي الله عنه كثيفًا ليس مجعدًا ولا مسترسلاً، كما كان متوسط الطول، ضخم القدمين، واسع الصدر، وعريض المنكبين. (3)
وفاة طلحة بن عبيد الله
توفي الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه خلال فترة خلافة الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وكان ذلك في السنة الست والثلاثين من الهجرة، وذلك في يوم الجمل بسبب سهم أصابه في نحره غدرًا، حيث كان رضي الله عنه بعد وفاة الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه يريد القصاص له، ولكن ناشده الخليفة علي بن أبي طالب ليغير رأيه، وحين قرر طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه الرجوع عن قراره أصابه السهم الغادر، وعندما رأه علي رضي الله عنه قال:” يعزُّ علي أبا محمد أن أراك تحت نجوم السماء”، ثم ترحم عليه، وتوفي عن عمر يناهز الاثنتين وستين سنة، رضي الله عن الصحابة ومن تبعهم أجمعين.(3)
أقام علي بن أبي طالب بعد وفاته خطبة في وفاته وفي وفاة الصحابي الجليل الزبير بن العوام، والذي قتل غدرًا هو الآخر رضي الله عنه وأرضاه، وكانت خطبة الخليفة علي بن أبي طالب خطبة مليئة بالعبارات الجليلة، والكلمات الحنونة والحزينة، واختتم رضي الله عنه خطبته قائلًا:” إني لأرجو أن أكون أنا، وطلحة والزبير وعثمان من الذين قال الله فيهم: ” وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ”، وهي الآية السابعة والأربعون من سورة الحجر، وقال رضي الله عنه بعد ضم قبريهما: “سمعت أذناي هاتان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:” طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ جَارَايَ فِي الجَنَّةِ” رضي الله عنهم.(4)
المراجع:
- سطور – نبذة عن طلحة بن عبيد الله
- المرسال – سيرة طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
- موضوع – منزلة طلحة بن عبيد الله
- دار الافتاء المصرية – طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه