نسب الزبير بن العوام
نسب الصحابي الجليل الزبير بن العوام هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، ويكنى رضي الله عنه بأبي عبد الله، ويلتقي نسبه رضي الله عنه مع نسب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في قصي بن كلاب، ويعد الزبير بن العوام رضي الله عنه ابن عمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم واسم والدته عمة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو صفية بنت عبد المطلب، وخاله هو أسد الله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنهما، وأما ابن خاله فهو علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.(1)
نشأة الزبير بن العوام
قامت أم الزبير بن العوام بتربيته على الشدة والحزم، بالإضافة إلى إصرارها على مكارم الأخلاق، وكانت تكنيه بكنية أخرى غير الكنية التي عرف بها بين المسلمين، وهي أبي طاهر، وكان لهذا تأثير على الزبير بن العوام حيث أنه أسلم على يد أبي بكر الصديق وهو ابن ثمانية سنوات، وقام قومه ومن ضمنهم عمه عروة بتعذيبه للعدول عن ذلك وللعودة إلى الكفر، حيث كان عمه يضعه في حصير ويدخن عليه بالنار ويقول له: “إرجع إلى الكفر” وكان الزبير بن العوام رضي الله عنه يرد عليه بقول: “لا أرجع أبدًا”.(2)
فضائل الزبير بن العوام
هاجر الصحابي الجليل الزبير بن العوام الهجرتين، حيث أن الهجرة الأولى هي هجرته إلى الحبشة، والثانية هي هجرته إلى المدينة المنورة، وكان من الصحابة الملازمين للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أنه شارك النبي محمد صلى الله عليه وسلم في جميع غزواته، وهو رضي الله عنه أحد العشرة المبشرين بالجنة، بالإضافة إلى ذلك اختاره عمر بن الخطاب كأحد أعضاء مجلس الشورى والذين يختارون الخليفة بناء على حراسته للدين الإسلامي والتزامه به.(2)
لقب الزبير رضي الله عنه بحواري الرسول، والذي يعني من ناصر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ولازمه، وقال في ذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم قوله:” إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِيِّي الزُّبَيْرُ”، وكان رضي الله عنه تاجرًا مرموقًا، ولكنه كان يقوم بالصدقة يوميًا بكل ما يجنيه من تجارته، وكان يعود إلى منزله لا يحمل شيئًا من تجارته.(3)
كان رضي الله عنه حريصًا على الصدق، وعلى نقل كلمة الحق، حيث أنه وبالرغم من ملازمته النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يروي عنه الكثير من الأحاديث، حيث قال عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: قلت لأبي: ما لك لا تحدث عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كما يحدث عنه فلان وفلان ؟ قال: ما فارقته منذ أسلمت، ولكن سمعت منه كلمة، سمعته يقول:” من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار”.(4)
زوجات وأولاد الزبير بن العوام
تزوج الزبير بن العوام رضي الله عنه بذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، وأنجب منها عبد الله والذي كني به، عروة، المنذر، عاصم، المهاجر، خديجة الكبرى، أم الحسن، وعائشة، وتزوج الزبير بن العوام أيضًا من زوجات أخريات وهن: (3)
- امة بنت خالد بن سعيد بن العاص، وتكنى بأم خالد، وأنجبت من الزبير بن العوام خالد، عمرو، حبيبة، سودة، وهند.
- الرباب بنت أنيف بن عبيد، وأنجبت من الزبير بن العوام مصعب، حمزة ورملة.
- زينب، والتي أنجبت من الزبير بن العوام عبيدة وجعفر.
- الحلال بنت قيس، وهي من قامت بإنجاب خديجة الصغرى.
الزبير بن العوام وحبه للشهادة
كان الزبير بن العوام من طالبي الشهادة في سبيل الله، حيث أنه رضي الله عنه قال: ” إن طلحة بن عبيد الله يسمي بنيه بأسماء الأنبياء، وقد علم أن لا نبي بعد محمد، وإني أسمي بني بأسماء الشهداء، لعلمهم أن يستشهدوا”، فسمى رضي الله عنه ابنه عبد الله نسبة إلى عبد الله بن جحش، وابنه المنذر نسبة إلى المنذر بن عمرو، وأما ابنه عروة فأسماه نسبة إلى عروة بن مسعود، وابنه حمزة نسبة إلى حمزة بن عبد المطلب، وابنه جعفر نسبة إلى جعفر بن أبي طالب، ومصعب نسبة إلى مصعب بن عمير، وابنه عبيدة سماه نسبة إلى عبيدة بن الحارث، وأما ابنه خالد فسماه نسبة إلى خالد بن سعيد، وابنه عمرو نسبة إلى عمرو بن سعيد بن العاص، رضي الله عنهم أجمعين.(3)
جهاد الزبير بن العوام
كان الصحابي الجليل الزبير بن العوام أول من سل سيفه للإسلام، وقيل أنه رضي الله عنه في الجهاد كان رجلًا بألف فارس، وعرف عنه الكثير من آثار الجروح في جسده من كثرة الجهاد والتضحية، وفيما يلي بعض المواقف التي رويت عن الصحابي الجليل الزبير بن العوام في جهاده في المعارك التالية:
- غزوة بدر: حيث قام الزبير بن العوام بالجهاد مع أحد كبار المشركين والذي يطلق عليه اسم عبيدة بن سعيد بن العاص، وكان يلقب بأبي ذات الكرش، وكان يرتدي دروعًا تغطي جسده كاملًا باستثناء عيناه، وقام الزبير بن العوام برمي الرمح في عينيه وقتله، وقد احتفظ بهذا الرمح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد أن توفاه الله أخذه أبي بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنه، وبعد ذلك أخذه آل علي بن أبي طالب، فطلبه عبد الله بن الزبير وبقي عنده حتى وفاته رضي الله عنه.
- فتح مصر: حاصر المسلمون أحد الحصون حول مصر لمدة وصلت إلى سبعة أشهر، واستعصى عليهم تجاوزه، حتى أتى الزبير بن العوام رضي الله عنه وقام بالقفز عن سور الحصن باستخدام سلم طويل، وكبر وألقى نفسه بين الأعداء ولحقه بقية المسلمين، وتم فتح مصر العظيم على يده رضي الله عنه.
- معركة اليرموك: والتي كانت من أصعب المعارك على المسلمين، وذلك لأنها كانت ضد الروم البالغ عددهم مئتي ألف شخص، وقام الزبير بن العوام في هذه المعركة بتجاوز الصفوف والجهاد ببطولة، وضرب حينها ضربة تركت أثرًا عميقًا، حيث أن ابنه عروة قال أنه كان يلعب بها بإصبعه وهو صغير.
استشهاد الزبير بن العوام
بعد استشهاد الصحابي الجليل عثمان بن عفان شارك الزبير بن العوام رضي الله عنه بمبايعة علي بن أبي طلب، واعتمر بعدها برفقة الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله، وذهبا بعدها معًا إلى البصرة للثأر بعثمان بن عفان رضي الله عنه، وفي موقعة الجمل في العام السادس والثلاثين بعد الهجرة التقى الصحابيان الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله بجيش تابع لعلي بن أبي طالب، وبعد مناقشة فيما بينهما قررا العدول عن الثأر، ولكن أهل الفتنة لم يعجبهم ذلك، وبعثوا بمروان ابن الحكم والذي قتل طلحة رضي الله عنه، وبعثوا بعمرو بن جرموز الذي قتل الزبير بن العوام غدرًا وهو يصلي، وحين علم الخليفة علي بن أبي طالب بذلك غضب غضبًا شديدًا وقال:” بشروا قاتل ابن صفية بالنار”، وبكى علي بن أبي طالب رضي الله عنه بكاءًا شديدًا حين أحضروا له سيف الزبير بن العوام، حيث قال رضي الله عنه:” سيفٌ طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم”، رحمه الله ورضي عنه.(5)
المراجع:
- http://mohd.hawarey.org/nasabih.html
- موضوع – قصة الزبير بن العوام
- https://www.saaid.net/Doat/yahia/187.htm
- إسلام ويب – الزبير بن العوام
- موضوع – جهاد الزبير بن العوام