نسب الصحابي خالد بن الوليد
اسم الصحابي الجليل خالد بن الوليد هو خالد بن الوليد بن المُغيرة بن عبد الله بن مخزوم بن يقْظة بن مُرّة بن كعب بن لؤي بن غالب، وكنيته هي أبو سليمان، ويلتقي نسبه مع النبي -محمد صلى الله عليه وسلم- في مُرّة بن كعب.
والدة الصحابي الجليل خالد بن الوليد هي لبابة بنت الحارث، وهي -رضي الله عنها- شقيقة أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث.
أسلم -رضي الله عنه- قبل فتح مكة، وقد كان والده سيدًا على قريش، وكان -رضي الله عنه- يُلقب قبل إسلامه بريحانة قريش.
صفات الصحابي خالد بن الوليد
كان الصحابي خالد بن الوليد -رضي الله عنه- حريصًا على تربية أبنائه على الفروسية وعلى الجهاد في سبيل الله تعالى، بالإضافة إلى تعليمهم استخدام الأسلحة.
كان -رضي الله عنه- قوي الجسد، وورد أن بنيته الجسدية كانت تشبه بنية الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث كان الناس يخلطون بينهما.
وكان الصحابي خالد بن الوليد خلوقًا مقدامًا، وفيما يلي صفاته الخُلقية -رضي الله عنه-:
- الحكمة والرأي السديد: حيث كان الصحابي الجليل خالد بن الوليد يُصدر قراراته بناء عن تبصر ورويّةٍ.
- الجود والكرم: حيث عُرف عنه -رضي الله عنه- حب العطاء، فكان يُعطي من ماله الخاص، وكان -رضي الله عنه- يفضل الآخرين عن نفسه.
- العلم: حيث كان -رضي الله عنه- محبًا للعلم، وخصوصًا علم أحكام الجهاد.
- الشجاعة: حيث قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه فيه: “عجزت النساء أن يُنشئن مثل خالد”، فكان يُضرب به المثل في شجاعته -رضي الله عنه-.
- البلاغة والفصاحة: حيث كان -رضي الله عنه- خطيبًا فصيحًا، وهو من ألقى الخطبة بعد مبايعة الصحابي الجليل أبو بكر الصديق، وامتدح خطبته أحد الشعراء.
عائلة الصحابي خالد بن الوليد
فيما يلي زوجات الصحابي الجليل خالد بن الوليد وأبنائه:
- كبشة بنت هوذة بن أبي عمر: والتي أنجبت له سليمان.
- أم تميم الثقفية: والتي أنجبت له عبد الله الأول، والذي قُتِل في العراق.
- ابنة أنس بن مدرك: والتي أنجبت له أشهر أبنائه عبد الرحمن، المهجار وعبد الله الأكبر.
وابنه عبد الرحمن هو من عاشر النبي -صلى الله عليه وسلم-، شارك مع أبيه والرسول محمد -صلى الله عليه وسلم– في معركة اليرموك، شَهِد قتال صفّين، وشهد على الصلح بين معاوية بن أبي سفيان وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهما-، شارك في قتال الروم وأيضًا ورث عن أبيه فصاحته وبلاغته فامتدحه عدد من الشعراء.
إسلام الصحابي خالد بن الوليد
دخل الصحابي خالد بن الوليد إلى الإسلام بعد فتح مكة، وكان قد تجاوز الأربعين عامًا، وذلك بعد أن أرسل له أخوه رسالة قال فيها ما يلي:
” سألني رسول الله عنك، فقال أين خالد؟ فقلت: يأتي به الله، فقال: ما مِثلُه جَهِلَ الإسلامَ، ولو كان يجعل نِكايتَهُ مع المسلمين على المشركين كان خيرًا له، ولَقَدَّمْناهُ على غَيرِه، فاستدرك يا أخي ما فاتك منه فقد فاتتك مواطن صالحة”.
فركب خالد بن الوليد -رضي الله عنه- فرسه، وتوجه إلى المدينة المنورة مع عمرو بن العاص، وعثمان بن طلحة، وكان ذلك في الواحد من صفر في العام الثامن بعد الهجرة.
ثم دخلوا -رضي الله عنهم- على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، سلموا عليه، وطلب خالد بن الوليد من رسول الله أن يستغفر له، وقابله النبي -صلى الله عليه وسلم- باستبشار.
المعارك التي شارك فيها الصحابي خالد بن الوليد
شارك الصحابي الجليل خالد بن الوليد في العديد من الغزوات والمعارك، منها ما كان في زمن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومنها ما كان بعد وفاته -صلى الله عليه وسلم-، وفيما يلي معظم الغزوات والمعارك التي شارك فيها الصحابي الجليل خالد بن الوليد.
غزوة مؤتة
والتي وقعت بعد مقتل الصحابي الحارث بن عمير، حيث بعثه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى هرقل ليدعوه للإسلام، فقاموا بقتله، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهم جيشًا بقيادة زيد بن حارثة، ثم زيد، ثم عبد الله بن رواحة، واستشهد القادة الثلاثة خلال الغزو، فاستلم خالد بن الوليد بعدهم الراية، وأعاد ترتيب جيوش المسلمين فجلب لهم النصر، ولقب خالد بن الوليد -رضي الله عنه- بعد هذه الغزوة بسيف الله المسلول.
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- في موقف خالد بن الوليد في غزوة مؤتة: “ثم أخذ الراية سيف من سِيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه”.
فتح مكة
شارك الصحابي الجليل خالد بن الوليد في فتح مكة، وذلك في السنة الثامنة للهجرة، حين نقض المشركون شروط صلح الحديبية، فجهز النبي -صلى الله عليه وسلم- أربعة مجموعات لدخول مكة وفتحها، وعين خالد بن الوليد -رضي الله عنه- قائدًا على المجموعة التي ستدخل مكة المكرمة من جنوبها.
أوصى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن لا تُراق دماء أي انسان، ولكن عكرمة بن أبي جهل، صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو تجمعوا مع مجموعة من المشركين واعترضوا خالد بن الوليد وتقاتلوا معه ومعه المسلمين، فنتج عن ذلك قتل ثلاثة عشرة رجلًا من المشركين، واستشهد ثلاثة من المسلمين.
قام خالد بن الوليد أيضًا خلال فتح مكة مع ثلاثين فارسًا بهدم أعظم أصنام قريش وبني كنانة، وهو صنم العزى، وهدمه خالد بن الوليد امتثالًا لأمر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
غزوة حُنين
شارك الصحابي خالد بن الوليد -رضي الله عنه- بغزوة حُنين مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأصيب فيها بإصابات بليغة، ولكنه بعدها قاد ألف مقاتل إلى الطائف لإكمال الغزوة، وكان النصر حليفًا للمسلمين فيها.
دومة الجندل
بعد أن سار النبي -صلى الله عليه وسلم- لقتال الروم، أرسل عددًا من السرايا إلى المناطق المجاورة لمدينة تبوك، وقاد خالد بن الوليد -رضي الله عنه- إحدى هذه السرايا، والتي توجهت إلى أكيدر بن عبد الملك صاحب دومة الجندل، وكان نصرانيًا فأخذه خالد بن الوليد أسيرًا.
طلب النبي -صلى الله عليه وسلم- من أكيدر بن عبد الملك دفع الجزية، وأمر بعودة خالد بن الوليد إلى دومة الجندل لهدم صنم ود، واستطاع خالد بن الوليد -رضي الله عنه- هدمه بعد مقاتلة القوم الذين حاولو منعه.
عمومًا، شارك الصحابي خالد بن الوليد في حياته في أكثر من مئة قتال قبل الإسلام وبعده، وكانت آخر معركة خاضها في قنسرين.
وفاة الصحابي خالد بن الوليد
توفي خالد بن الوليد -رضي الله عنه- في السنة الواحد والعشرين للهجرة في حمص، وكان ذلك في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وكان عمره حين توفي خمسة وخمسين عامًا.
قال -رضي الله عنه- وهو يحتضر ويبكي: “لقيتُ كذا وكذا زحفًا، وما في جسدي شِبر إلّا وفيه ضربة بسيفٍ، أو رمية بسهمٍ، وها أنا أموتُ على فراشي حتف أنفي، كما يموت العير، فلا نامت أعينِ الجبناء”.
لم يترك -رضي الله عنه- خلفه إلا فرسه وسلاحه، وجعلهما وقفًا للجهاد في سبيل الله.
المرجع: