مقدمة عن صفات الفتاة الصالحة للزواج
كثير من الناس يعتقد بأن نجاح الزواج أو فشله يعتمد على الحظ، ولكن هذا الكلام غير صحيح وغير مبني على المعرفة، فالاختيار الجيد للزوجين هو العامل الأساسي في نجاح الزواج، وبنائه على أسس ثابتة تجعله يدوم بالمحبة والتفاهم، وقد حدد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أربع صفات أساسية يجب على كل رجل البحث عنها ليختار شريكة حياته، وأخص بالذكر ذات الدين التي تعد من أفضل الصفات وأولها، وفي حال وجود صفة ثانية معها أو أكثر فهذا أفضل، وذلك بقوله: (تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِمالِها، ولِحَسَبِها، وجَمالِها، ولِدِينِها، فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَداكَ)، رواه البخاري.
بالإضافة إلى هذه الصفات الرئيسية فإنه يجب أن تتوفر العديد من الصفات الأخرى في الفتاة، منها صفات دينية، ومنها أخلاقية، ومنها اجتماعية، مع العلم بأن الصفات الدينية تحمل في طياتها جميع الصفات الأخرى.
وسنتعرف في مقالنا على أهم صفات الفتاة الصالحة للزواج لتكون دليلًا لكل رجل يبحث عن بيت أمن ومستقر ومليء بالحب والإيمان.
صفات الفتاة الصالحة للزواج
تختلف الفتيات بالطباع والأخلاق والتربية، مما يجعل الاختيار ليس بالمهمة السهلة، ولهذا السبب سنقدم مجموعة من الصفات التي يفضل توافرها جميعها أو معظمها لتكون الفتاة صالحة للزواج، ومن أهمها:
صاحبة الدين
يعتبر تمسك الفتاة بتعاليم الدين الإسلامي من أهم الصفات التي يجب أن تتوفر فيها لتكون صالحة للزواج، فهي بذلك تمسك بيد زوجها، وتعينه على أمور الدنيا والآخرة، وكان ذلك واضحًا في حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام: “تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ”، رواه البخاري
المحبة لله وللرسول
فالفتاة المحبة لله وللرسول تبتعد عن كل ما يغضب الله والرسول، وتجتنب النواهي التي حرمها الله، وتكون مستشعرة لمراقبة الله تعالى في كل الأوقات، فتكون مخلصة لزوجها في حضوره وفي غيابه، وتحفظ ماله وعرضه، وتتقرب من زوجها بما يرضي الله ورسوله، على عكس الفتاة التي لا تحب الله ورسوله، فهي غير آمنة، ويصعب العيش معها، كما في قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ}، سورة القصص، آية 50.
صاحبة الخلق الحسن
تعبر أخلاق الفتاة الطيبة عن دينها القويم، والتزامها باحترام زوجها وبيتها بالطريقة الصحيحة، فأخلاقها الحسنة تعني ابتعادها عن الأخلاق السيئة مثل: الكذب والنميمة والغيبة، كما تعني حسن معاشرتها لزوجها ولعائلته، وبذلك تصبح أمان زوجها وبيت سره.
الفتاة الحكيمة
حيث تعتبر الفتاة ذات العقل الراجح شريكة زوجها في قراراته، وأمور حياته في البيت وخارجه، فيسعى دومًا لمشاورتها وأخذ رأيها في جميع الأمور، الأمر الذي يجعلها صديقة له ومقربة منه بشكل كبير، كما يجعلها محل ثقة لزوجها وعونًا له في أمور الدنيا، كما أن الفتاة المثقفة لديها الخبرة في التصرف، وتجعل بيتها مستقرًا من خلال قدرتها على السيطرة على عواطفها.
صاحبة التربية الحسنة
عندما تكون الفتاة على قدر من التربية فإنها بلا شك ستنجح في تربية أولادها، ومعاملة زوجها بالطريقة الصحيحة، وستعيش مع زوجها في السراء والضراء بدون تأفف أو ملل أو تذمر إذا مر بضائقة ما أو ظروف صعبة، بل بالعكس ستكون عونًا له في ظروفه، وستحفظ ماله في الرخاء، وتكون سندًا في جميع الظروف.
الفتاة حافظة السر
عندما تكون الفتاة حافظةً لأسرار بيتها وزوجها تكون على قدر من الأمانة يجعلها مصدر ثقة بالنسبة له، وتساعد في إبعاد المشاكل عن بيتها، فإخراج أسرار البيت إلى بعض الناس قد تؤدي إلى تأجيج هذه المشاكل بسبب مشورة خاطئة من قبلهم، أو بسبب الحسد، وقد وضح الرسول عليه الصلاة والسلام ذلك في قوله: {إنَّ مِن أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَومَ القِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِي إلى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا}، رواه مسلم.
صاحبة المظهر الحسن
حيث يعتبر اهتمام المرأة بنفسها ونظافتها وزينتها أمام زوجها ستجعل بيتها مصدر سعادة وراحة للرجل، وتخفف عنه بذلك أعباء الحياة وحملها الثقيل، ويبعث في البيت الهدوء النفسي ويبعد التوتر الذي يؤدي إلى المشاكل الزوجية المتكررة، وتجعله لا ينظر إلى غيرها، الأمر الذي يزيد المحبة والتفاهم في البيت.
صاحبة الكلمة الطيبة والبسمة
تعتبر الفتاة ذات الكلمة الطيبة من أكثر الفتيات تفضيلًا لدى الرجل، لأنها تختار أفضل الكلام وأفصحه، وتكون متبسمة دائمًا لتنسي زوجها التعب بعد يوم شاق، مما يوطد العلاقة بينهما ويجعل البيت مليء بالحب والتفاهم.
الفتاة الطائعة لزوجها
بما أن طاعة الرجل من طاعة الله تعالى، لذلك يجب على الفتاة أن تطيع أوامر زوجها ما لم تكن في معصية الله، لأن ذلك من أكثر الأمور التي تقرب من الله عز وجل، كما في قوله تعالى: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ)، سورة النساء، آية 34.
الفتاة الحليمة
فكلما اتصفت الفتاة بالحلم والصبر، كلما دل ذلك على حسن أخلاقها ومنبتها الجيد، وهي بذلك تجعل بيتها مستقرًا آمنًا، وتستطيع إدارة بيتها بالحكمة والعقل، وتكسب زوجها العيشة الهنية.
الفتاة الودود
فالفتاة الودود تسعى لرضا زوجها ونيل محبته والإخلاص له، الأمر الذي يقربها منه ويكون سببًا في سعادته وراحته النفسية، كما تسعى لنيل رضى أهلها وأهل زوجها، مما ينعكس على علاقتها بزوجها ويزيد من محبته واحترامه لها.
الفتاة الحنونة
حيث أن حنان الفتاة ينعكس على بيتها بأكمله سواء على زوجها أو أولادها، فترعاهم بجو من الرحمة والحب، وتعطف عليهم مما يؤدي إلى كسب اهتمام زوجها، وتربية أطفالها تربية صحيحة، وبالتالي العيش في بيت مثالي.
إقرأ أيضًا: 8 قوانين مهمة لنجاح الزواج مدى الحياة
في النهاية نتمنى أن نكون قد قدمنا في مقالنا هذا أفضل الصفات التي يجب أن تتوفر في الفتاة لتكون صالحة للزواج، وتكون سندًا حقيقيًا لزوجها وملاذه الآمن.