طريقة سجود السهو في الصلاة والتي هي عبارة عن سجدتين يسجدهما المصلي لكي يجبر الخلل الحاصل ضمن صلاته، وقد تكون أسبابه إما الزيادة أو الشك أو النقصان.
سنتحدث في هذا المقال عن طريقة سجود السهو وكيفية القيام به بشكل صحيح لتفادي أي خلل قد يحدث أثناء الصلاة.
طريقة سجود السهو
وفق الفقه الشافعي فإن سجود السهو يكون عبارة عن سجدتين كبقية سجدات الصلاة ينوي بها المصلي السجود، ويكون محلها في آخر الصلاة بعد التشهد وأداء الصلاة على النبي.
عند الحنابلة يكون أيضًا بعد التشهد الأخير إلا أنه وبحسب نوع السهو قد يكون قبل السلام أو بعده.
عند الحنفية تكون الطريقة أن يصلي المسلم سجدتين بعد التسليم عن يمينه فقط وبعدها يتشهد ويسلم بعد التشهد.
أخيرًا عند المالكية يكون عبارة عن سجدتين يتم التشهد بعدهما قبل السلام أو بعده بحسب السبب.
أسباب سجود السهو
نذكر فيما يلي أهم أسباب سجود السهو:
- أن يترك المصلي إحدى السنن المؤكدة التي تسمى الأبعاض أو عند الشك بتركها مثل التشهد الأول، ولكن عند ترك سنة غير مؤكدة فلا يتم السجود لتركها سواء كان سهوًا أو عمدًا.
- في حال الشك بعدد الركعات التي تم تأديتها يجب أن يفرض العدد الأقل ثم يتمم الباقي من الركعات ويسجد للسهو، فمثلًا عند الشك بأنه صلى ثلاث ركعات من العصر أو ركعتين فيجب أن يفترض صلاة ركعتين ويكمل الباقي ويسجد للسهو قبل التسليم.
- عندما ينقل المصلي شيء من أفعال الصلاة إلى غير محله الأصلي سهوًا مثل قراءة الفاتحة أثناء جلوس التشهد.
- عندما يقوم بفعل منهي عنه بهدف إبطال الصلاة سهوا كأن يأتي بركعة زائدة.
“قد يهمك أيضًا: طريقة الصلاة الصحيحة بالصور“
سجود السهو في حال الزيادة في الصلاة:
عندما يزيد المصلي في صلاته قيامًا أو ركوعًا أو سجودًا بشكل متعمد فإن صلاته تصبح باطلة، أما في حال كان ناسيًا ولم يتذكر الزيادة التي قام بها إلا بعد أن انتهى من الصلاة فليس عليه إلا القيام بسجود سهو لتصبح صلاته صحيحة.
أما إذا تذكر الزيادة أثناء الصلاة فإن يجب عليه الرجوع عنها مع القيام بصلاة السهو وتبقى صلاته صحيحة.
كمثال على ذلك يمكن أن نذكر شخص قام بأداء صلاة الظهر خمس ركعات وتذكر الزيادة في أثناء التشهد، وهنا يكمل ويسلم ثم يعود للسجود للسهو ويسلم. في حال لم يتذكر الزيادة إلا بعد أن أدى السلام يسجد للسهو ويسلم، ولكن في حال تذكر أثناء الركعة الخامسة فعليه أن يسجد في الحال للتشهد والسلام ثم يسجد للسهو ويسلم.
الدليل على ذلك هو حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى الظهر خمساً، فقيل له: أزيد في الصلاة؟ فقال: «وما ذاك؟» قالوا: صليت خمساً، فسجد سجدتين بعدما سلَّم. وفي رواية: فثنى رجليه واستقبل القبلة فسجد سجدتين ثم سلَّم.
هناك أيضًا السلام قبل تمام الصلاة وهو يعتبر من الزيادة في الصلاة وحين يسلم المصلي قبل أن يتم صلاته بشكل متعمد فالصلاة باطلة، ولكن إن كان ناسيًا ولم ينتبه إلا بعد زمن طويل يجب أن يعيد الصلاة من جديد.
أما إذا تذكر بعد زمن قليل مثل دقيقتين أو ثلاث فإن يكمل صلاته ويسلم ثم يسجد للسهو ويسلم مرة أخرى.
حيث قال أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم صلاة الظهر وقام بالتسليم من ركعتين فخرج السرعان من أبواب المسجد يقولون: قصرت الصلاة، وقام النبي صلى الله عليه وسلّم إلى خشبة في المسجد فاتكأ عليها كأنه غضبان، فقام رجل فقال: يا رسول الله، أنسيتَ أم قصرت الصلاة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «لم أنس ولم تقصر» فقال الرجل: بلى قد نسيت، فقال النبي صلى الله عليه وسلّم للصحابة: «أحق ما يقول؟» قالوا: نعم، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلّم فصلَّى ما بقي من صلاته ثم سلَّم، ثم سجد سجدتين ثم سلَّم. وهو حديث متفق عليه.
“اطلع أيضًا على: ما هي أهمية الصلاة؟“
سجود السهو في حال النقص في الصلاة
يجب أن يتم القيام بسجود السهو في كل من الحالات التالية:
- وجود نقص في الأركان: حيث أن المصلي إذا قام بإنقاص ركن من صلاته عليه القيام بسجود السهو ما عدا تكبيرة الإحرام، فإن تركها عن عمد أو عن غير قصد تعتبر صلاته غير معقودة من الأساس.
كمثال على ذلك نذكر نسيان المصلي أن يسجد السجدة الثانية من الركعة الأولى، وقد تذكر نسيانه في أثناء جلوسه للتشهد بين السجدتين خلال الركعة الثانية، في هذه الحالة نلغي الركعة الأولى بالكامل ونعتبر الركعة الثانية الكاملة هي الأولى. وبعدها يكمل المصلي صلاته ويسلم ثم يسجد سجود السهو ويسلم.
مثال آخر نسي المصلي فيه أن يسجد السجدة الثانية، وتذكر ذلك بعد أن قام من الركوع خلال هذه الركعة، وفي هذه الحالة يجب عليه أن يعود للجلوس ثم يسجد ويكمل صلاته وبعد الانتهاء يسجد سجود السهو ويسلم.
- وجود نقص في الواجبات: إذا قام المصلي بترك واجب من واجبات الصلاة بشكل متعمد تكون صلاته باطلة، وعند نسيانه أي واجب يجب إعادة الصلاة فور التذكر. أما إذا تذكر الركن الناقص فورًا قبل أن يصل للركن الذي يليه، يعود لإكماله، ثم يكمل الصلاة كالمعتاد، وبعد التسليم يسجد سجود السهو ويعود للتسليم. أما في حال تذكره بعد أن وصل للركن الذي يليه فإنه يسقط ولا يرجع إليه ويستمر في صلاته ولكن يسجد للسهو قبل أن يسلم.
كمثال نذكر شخص انتهى لتوه من الركعة الثانية وبدأ بالثالثة، تذكر ذلك أثناء النهوض، وعليه في هذه الحالة الجلوس للتشهد، ثم يكمل صلاته ولا يتوجب عليه سجود السهو بعد التسليم.
هكذا نكون قد أتممنا مقالنا لليوم نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم معلومات كافية عن سجود السهو وطرق تأديته وأسبابه.