علماء ينجحون بالتواصل مع البشر أثناء النوم والحلم
هل شاهدت من قبل فيلم الخيال العلمي Inception للمخرج الكبير كريستوفر نولان والذي أدى دور البطولة فيه الممثل ليوناردو دي كابريو؟ في هذا الفيلم يقوم الأبطال بعمل خطوات تمكنهم من التواصل مع الأشخاص النائمين من خلال غزو مساحة من أحلامهم. لم يعد الفيلم من أفلام الخيال العلمي بعد الآن، حيث توصل العلماء لشيء مشابه يحدث في العالم الحقيقي.
وبحسب ما ذكر في التقرير الذي نشره موقع ماشبل الأمريكي، فلقد اكتشف علماء من جامعة نورث وسترن في ولاية إلينوي بالولايات المتحدة الأمريكية ظاهرة ينجح العلماء من خلالها بالتواصل مع البشر أثناء النوم والحلم، بما في ذلك قدرة الأفراد المشاركين في الاختبار على تنفيذ تعليمات بسيطة، والإجابة على أسئلة بنعم أو لا، وحتى حل المسائل الحسابية الأساسية البسيطة.
وأطلق العلماء على هذه الظاهرة اسم “الحلم التفاعلي”، وتحدث هذه الظاهرة خلال المرحلة المعروفة باسم نوم حركة العين السريعة (REM)، وهي مرحلة النوم التي تحدث أثناءها الأحلام، ولا يزال العلماء يتعلمون عن الأحلام الكثير من المعلومات الجديدة.
وعمل الباحثون في هذه الدراسة مع مجموعة من 36 فردًا مقسمين على أربعة مختبرات مختلفة لإنشاء تجارب نوم بناءً على نظرياتهم، حيث يعاني بعض الأفراد المشاركين من حالات واضطرابات مختلفة مرتبطة بالنوم مثل النوم القهري.
وقال كين بالير، عالم النفس بجامعة نورث وسترن: “وجدنا أن الأفراد في مرحلة نوم حركة العين السريعة يمكنهم التفاعل مع الباحثين والانخراط في التواصل في الوقت الحقيقي”. لقد أظهرنا أيضًا أن الحالمين قادرون على فهم الأسئلة، والمشاركة في عمليات الذاكرة العاملة، وإنتاج الإجابات.” وأضاف قائلًا: “قد يتنبأ معظم الناس بأن هذا لن يكون ممكنًا – أن يستيقظ الناس عند طرح سؤال أو يفشلون في الإجابة، وبالتأكيد لن يفهموا السؤال دون إساءة فهمه.”
وقام الباحثون برصد تفاعل الأفراد المشاركين في الاختبار عن طريق تخطيط كهربية الدماغ (EEG)، وتم إعطاء المشاركين محفزات مختلفة أثناء نومهم، مثل الإشارات الصوتية والأضواء الساطعة والاتصال الجسدي. بعد ذلك، طُلب منهم الرد على المهام والاستفسارات البسيطة بما في ذلك حل معادلات الرياضيات الأساسية، وحساب عدد الومضات التي رأوها، والإجابة على أسئلة بسيطة بنعم أو لا، والرد على اللمس.
وسيرد المشاركون على هذه الأسئلة والمهام من خلال حركات العين أو عضلات الوجه المحددة مسبقًا، وأظهرت النتائج أن هناك استجابة صحيحة واحدة على الأقل للاستعلام في 47 بالمائة من 57 جلسة اختبار أكد فيها المشاركون أنهم في حالة الحلم، للتأكد من أن المشاركين كانوا صادقين بشأن كونهم في مرحلة الحلم، تم تأكيد حالات الحلم بطريقة تتطلب موافقة العديد من الشهود الحاضرين.
عادة ما يتم إيقاظ الأفراد الذين قدموا إجابات صحيحة لحملهم على الإبلاغ عن أحلامهم. في هذه المرحلة، قال البعض إنهم يتذكرون تلقي المنبهات كما لو كانت قادمة من خارج الحلم – مثل صوت بدون جسد، على سبيل المثال، بينما قال البعض إنهم ينظرون إلى المنبهات على أنها جزء من الحلم نفسه – على سبيل المثال، مثل الاستماع إلى الراديو الذي كان في عالم أحلامهم.
وتم نشر نتائج الدراسة والتجارب في عدد من المجلة العلمية Current Biology، وشبه الباحثون التجارب بمحاولة التواصل مع رائد فضاء في الفضاء، ووجدوا أن الاستجابة الفورية للمشاركين في الاختبار كانت مثيرة للغاية.
بالإضافة إلى شرح ما يحدث أثناء نوم حركة العين السريعة، يمكن أن يكون هذا البحث مفيدًا بعدد من الطرق الأخرى، بما في ذلك تدريب الأفراد على استخدام أحلامهم كأداة لتحقيق أهداف معينة في الحياة. في حالات أخرى، يمكن استخدام مثل هذه الأساليب لعلاج مشكلات صحية عقلية معينة مثل فقدان الذاكرة أو بعض اضطرابات النوم. وربما أبعد من ذلك، يمكن لهذه التقنية أن تساعد الأفراد على التحكم في ما يختبرونه بالضبط في أحلامهم.
وقال فريق البحث في تقريرهم: “هذه الملاحظات المتكررة للأحلام التفاعلية، التي وثقتها أربع مجموعات مختبرية مستقلة ، تثبت أن الخصائص الظاهرية والمعرفية للحلم يمكن استجوابها في الوقت الفعلي”. وأضاف الفريق “يمكن لقناة الاتصال غير المستكشفة نسبيًا هذه تمكين مجموعة متنوعة من التطبيقات العملية وإستراتيجية جديدة للاستكشاف التجريبي للأحلام.”