الذاكرة البشرية وأنواعها

[faharasbio]

تُعدّ الذاكرة واحدة من أهم العمليات العقلية المليئة بالصور والذكريات التي يعتمد عليها الإنسان لحفظ كافة المعلومات واسترجاعها في الوقت الذي يريده، ولكن الكثير منّا يُلاحظ أنَ ذاكرته تخونه في أغلب الأحيان، فينسى أينَ وضعَ مفاتيح سيارته أو إلى أينَ يريد الذهاب، فالذاكرة ليست عملية خالية منَ العيوب بل تخون الإنسان في أغلب الأوقات، فما هيَ الذاكرة البشرية؟ وما هيَ أنواعها؟ وكيفَ تتشكّل الذكريات؟ وكم تدوم الذكريات؟

الذاكرة البشرية

صديقي القارئ،، نُقدّم لكَ في هذا المقال معلومات شاملة عن الذاكرة البشرية وأنواعها وأهم النصائح لتقويتها:

ما هيَ الذاكرة البشرية؟

تُشير الذاكرة البشرية إلى العمليات المستخدمة وذلكَ للحصول على المعلومات وتخزينها والاحتفاظ بها واستردادها في الوقت الذي يريده الإنسان، وهناكَ ثلاث عمليات رئيسية متضمنة في الذاكرة البشرية وهيَ {التشفير، التخزين، الاسترجاع}.

ومنَ الجدير بالذكر، أنَ الذاكرة البشرية قادرة على حفظ واستعادة المعلومات التي تعلمها الشخص خلالَ حياته، ومعَ ذلك فالذاكرة منَ المُمكن أن تخون صاحبها وتنسى أحياناً أو لا تتذكر بعض الأشياء، ومشاكل الذاكرة التي يُعاني منها البعض ما هيَ إلّا مشاكل بسيطة كنسيان المكان أو نسيان تذكر أي شيء أما مشاكل الذاكرة الكبيرة فهيَ تتعلّق ببعض الأمراض الرئيسية {كالزهايمر، الخرف} وتؤثر هذه الأمراض على حياة الإنسان المهنية والاجتماعية.

علاوة على ذلك، كانت دراسة الذاكرة البشرية موضوعاً للعلم والفلسفة لآلاف السنوات التي مضت وأصبحت فيما بعد من أهم الموضوعات الرئيسية التي لاقت رواجاً واهتماماً كبيراً في علم النفس المعرفي وذلكَ بحسب ما وردَ في المصدر من موقع Very Will Mind.  

ما هيَ أنواع الذاكرة البشرية؟

أنواع الذاكرة

تمَ اقتراح العديد من نماذج الذاكرة المختلفة، ولكن من أهم النظريات التي تمَ اقتراحها في عام 1968 لريتشارد أتكينسون وريتشارد شيفرين، قاموا من خلالها بتحديد ثلاث مراحل منفصلة للذاكرة وهيَ {الذاكرة الحسية، الذاكرة قصيرة المدى، الذاكرة طويلة المدى}:

1. الذاكرة الحسيّة:

وهيَ المرحلة الأولى منَ الذاكرة، وخلال هذه المرحلة يتم تخزين المعلومات الحسيّة منَ البيئة لفترة وجيزة جداً وذلكَ لمدة لا تزيد عن نصف ثانية للمعلومات المرئية و3 أو 4 ثوانٍ للمعلومات السمعية، ونحنُ نهتم فقط بجوانب مُعيّنة من هذه الذاكرة الحسيّة مما يسمح لبعض هذه المعلومات بالمرور إلى المرحلة التي تليها وهيَ مرحلة {الذاكرة قصيرة المدى}.

2. الذاكرة قصيرة المدى:

والمعروفة أيضاً باسم الذاكرة النشطة، وهذه الذاكرة هيَ المعلومات التي يتم إدراكها في الوقت الحالي أو التي يتم التفكير بها، علاوة على ذلك يُشار لهذه الذاكرة {بالعقل الواعي} فيُؤدي الإنتباه إلى الذكريات الحسيّة لتوليد معلومات في الذاكرة قصيرة المدى، وغالباً ما يتم استخدام مصطلح {الذاكرة قصيرة المدى} بالتبادل معَ {الذاكرة العاملة} والتي تُشير إلى العمليات المُستخدمة لتخزين المعلومات وتنظيمها ومعالجتها مُؤقتاً.

3. الذاكرة طويلة المدى:

تُشير هذه الذاكرة إلى التخزين المستمر للمعلومات، وتسمى هذه الذاكرة في علم النفس الفرويدي أنها ما قبل الوعي واللاوعي، وهذه المعلومات تكون خارج نطاق وعي الإنسان ولكن يُمكن استدعاؤها في الذاكرة العاملة لاستخدامها في أوقات الحاجة، ومنَ السهل تذكر بعض هذه المعلومات بينما يصعب الوصول إلى الذكريات الأخرى.

كيفَ تتشكّل الذكريات؟

كيف تتشكل الذكريات

من أجل تكوين ذكريات جديدة يجب تغيير المعلومات إلى شكل قابل للاستخدام والذي يحدث من خلال العملية المعروفة باسم التشفير وذلكَ بمجرد تشفير المعلومات بنجاح يجب تخزينها في الذاكرة لاستخدامها في وقتٍ لاحق.

ومنَ الجدير بالذكر، أنهُ يقع جزء كبير منَ الذاكرة المخزنة خارج وعي الإنسان في معظم الأوقات، إلّا عندما يحتاج الإنسان استخدامها بالفعل، ولاسترجاع العملية تسمح لنا لتقديم الذكريات المخزنة في الإدراك الواعي.

كم تدوم الذكريات عندَ الإنسان؟

بعض الذكريات تكون قصيرة جداً ومدتها لا تتعدّى الثوان وتسمح لنا باستيعاب المعلومات الحسيّة حولَ العالم المحيط بنا، ولكن الذكريات قصيرة المدى تكون أطول قليلاً فتستمر من 20 إلى حوالي 30 ثانية، وتتكوّن هذه الذكريات على الأغلب منَ المعلومات التي نرّكز عليها حالياً ونفكر بها.

ومنَ الجدير بالذكر، أنهُ توجد بعض الذكريات قادرة على تحمل عدّة أسابيع وأيام أو شهور أو حتى عقود طويلة منَ الزمن، فتقع معظمها في الذاكرة طويلة المدى وتكون خارج نطاق وعي الإنسان ولكن يُمكن جذبها إلى الوعي أثناءَ الحاجة إليها لتذكرها.

ما هوَ فقدان الذاكرة؟

النسيان هوَ أمر شائع جداً بينَ الناس، فهل لكَ أن تتذكر كم عدد المرات التي نسيتَ بها اسم شخص أو مكان ما، ولكن لماذا ننسى المعلومات التي تعلمناها في الماضي؟

توجد أربعة تفسيرات أساسية لأسباب حدوث النسيان منها:

  • عدم التخزين.
  • التشوّش.
  • النسيان بدافع.
  • فشل الاسترجاع.

ومنَ الجدير بالذكر، أنهُ أظهرت بعض الأبحاث أنَ الوقت هوَ أحد العوامل الحاسمة التي تُؤثر على قصور الذاكرة، وغالباً ما يتم نسيان المعلومات بسرعة، وخاصةً إذا لم يُراجع الأشخاص المعلومات ويتدربون عليها حتى تترسخ في ذاكرتهم.

وفي بعض الأحيان، نوّد الإشارة إلى أنَ المعلومات تُفقد ببساطة منَ الذاكرة، وفي حالات أخرى لم يتم تخزين المعلومات بشكلٍ صحيح، وأحياناً تتنافس الذكريات معَ بعضها البعض مما يجعل منَ الصعب تذكر معلومات معينة، وفي حالات أخرى يُحاول الأشخاص جاهدين نسيان الأشياء التي لا يريدون ببساطة تذكرها.

كيفَ يُمكن الحفاظ على صحة الذاكرة؟

الحفاظ على صحة الذاكرة

لو كنتَ منَ الأشخاص الذينَ يتمتعون بذاكرة قوية فهذا لا يعني أن تُهمل من تحسين ذاكرتك، فجميع الأشخاص يحتاجون إلى تنشيط الذاكرة وعلماء النفس المعرفي قاموا باكتشاف عدداً منَ التقنيات التي يُمكن أن تُساعد أي إنسان في تحسين ذاكرته، ومن هذه التقنيات:

  • التدوين المستمر: تُساعد الكتابة بالقلم والورقة على تثبيت المعلومة في عقلك، ويُمكن أيضاً أن تكون بمثابة تذكير أو مرجع لكَ في وقتٍ لاحق.
  • ربط المعلومة بمعنى: يُمكنكَ اتباع هذه الطريقة كأن تربط أي معلومة تتلقاها بمعنى موجود في الحياة، على سبيل المثال إذا ربطتَ شخصاً قابلته للمرة الأولى بأي فعل تشعر أنهُ سهل لديك فيُمكنكَ تذكر اسمه بسهولة.
  • التكرار: يُساعد التكرار على ترميز المعلومات وتثبيتها في الذاكرة.

بالإضافة إلى هذه التقنيات المفيدة فقد تمَ إثبات أنَ صحة دماغ الإنسان تُعزّز من خلال ممارسة الرياضة بانتظام واتباع التمارين العقلية والأنشطة الصعبة {كالعزف على الآلة الموسيقية أو حل الكلمات المتقاطعة}.

إقرأ أيضًا: 28 حقيقة عن الدماغ البشري.

الذاكرة البشرية بالرغم من جميع الأبحاث التي قامَ بها العلماء والباحثين إلّا أنها مازالت مُعقدة بالنسبة لهم، فتوجد بعض الثغرات التي لم يتم فهمها بشكلٍ واضح، ولكن يُفضّل الاعتناء بذاكرتك قدر الإمكان وذلكَ لزيادة نشاطها وتقويتها كُلّما تقدمَ بكَ العمر.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}

[ppc_referral_link]