كيفية كتابة مقدمة بحث مع أمثلة للتوضيح
تعد مقدمة البحث العلمي البوابة التي يدخل منها القارئ للبحث، يجب أن تتم كتابتها بعناية ووفق الأصول المتبعة في الأبحاث، وذلك لكي تشد القارئ وتثير فضوله لمتابعة فقرات البحث.
تعطي مقدمة البحث الجيدة القراء الباحثين عن المعلومة فكرة شاملة عن الأفكار والرؤى التي يتضمنها البحث، فضلًا عن الأسئلة والاستفسارات التي يطرحها، والإجابات التي يهدف الباحث الوصول إليها.
تتم صياغة المقدمة بأسلوب علمي واضح، بهدف تأدية مهمة إقناع القارئ بمحتوى البحث وتوجيهه لمتابعة الأجزاء الأخرى من البحث.
يتناول مقالنا الطريقة الصحيحة والمنهجية لكيفية كتابة مقدمة بحث علمي، نبحث عن أهم النقاط التي يجب أن تحتويها لتجذب القراء والمتابعين للبحث.
الصورة التي يجب أن تعكسها مقدمة البحث العلمي:
ينبغي أن تعكس مقدمة الورقة البحثية جوهر ومنهجية البحث المقدم، بحيث تقدم للقارئ لمحةً مختصرة عن موضوع البحث، وهي تهدف إلى:
- تقديم الموضوع بشكل يجذب القارئ ويلفت انتباهه.
- تقديم ملخص للبحث المقدم مع خلفيته وأسبابه.
- وصف النهج الخاص المتبع في البحث والمختلف عن الأبحاث التي سبقته.
- عرض المشاكل التي واجهت الباحث وطرق حلها.
- إعطاء لمحة عامة عن الهيكلية أو الآلية المتبعة في البحث.
ما أهمية كتابة مقدمة بحث جيدة:
عندما يستهل القارئ البحث بقراءة المقدمة قد يهمه إجابتها عن تساؤلاته المتعلقة بموضوع البحث من حيث نهج تفكيره، تسلسل خطواته وأفكاره والنتائج التي توصل إليها.
تساعد مقدمة البحث الجيدة على تقديم ملخص أو نبذة عن المعلومات الأساسية المدرجة في البحث والسياق الذي تم من خلاله، مع إيجاز المقاربات والحلول المطروحة ضمنه.
ويجب ألا نغفل دور المقدمة في توضيح أهداف البحث أو التجربة ووضع التساؤلات التي دفعت الباحث للقيام بها والاستدلال عليها.
خطوات كتابة مقدمة بحث علمي مع أمثلة توضيحية:
لا تتبع كتابة مقدمة البحث العلمي نفس الخطوات المتبعة في كتابة المقالات أو الكتب الأدبية، حيث يفترض أن تكتب بلغة علمية سهلة خالية من التحسين والتزيين البلاغي. لأنها تخاطب عقل القارئ وتستثير تساؤلاته حول موضوع البحث، لتجيب عليها لاحقًا في الفقرات التالية.
لنتعرف أكثر على الأسس المنهجية لكتابة أقسام المقدمة خطوة بخطوة :
كتابة البيان التمهيدي أو تقديم الموضوع:
يشكل الجزء الأول من المقدمة، و يتم ضمنه تقديم معلومات البحث الأساسية بطريقة مختصرة ومثيرة للاهتمام تعد القارئ بالمزيد من المعلومات التفصيلية لبحثها وتفنيدها في الفقرات اللاحقة ضمن البحث.
مثال: لكتابة مقدمة عن بحث للدور العلاجي المحتمل لأوميغا 3 في الوقاية من مرض الزهايمر نكتب:
لاحظ الأطباء والباحثون الدور الفعّال لمركب أوميغا 3 في الوقاية من مرض الزهايمر، وقد تطلب تأكيد هذا الدور دراسات أكثر شمولًا على المرضى المحتملين.
يمكن أن تبدأ المقدمة بجملة افتتاحية جذابة قوية ومعبرة عن الموضوع.
مثال: بعد الدور الواضح لأوميغا 3 في تحسين الذاكرة، هل يمكن أن يكون فعالًا في علاج الزهايمر.
يفضل ألا يكون الجزء التمهيدي طويلًا ولا محددًا، يكفي إعطاء لمحة عامة عن موضوع البحث.
تحديد خلفية موضوع البحث وأهميته:
هو القسم الثاني من المقدمة، نذكر فيه الموضوع محور البحث، إضافة إلى سبب القيام بالبحث. كالحديث عن إحصائيات تظهر خطورة الموضوع وأهمية البحث عنه.
يجب إدراج المعلومات الأساسية فقط وترك التعمق فيها لحسم الموضوع وفقراته اللاحقة.
مثال: الإشارة في بحث عن فوائد الري بالتنقيط إلى حالات الجفاف التي أصابت العديد من البلدان المجاورة، وانخفاض الإنتاج الزراعي فيها تبعًا لذلك.
ومن الممكن اتباع استراتيجية معاكسة عن طريق إبراز الفوائد المحتملة من حل المشكلة التي يطرحها البحث.
مثال: بنفس سياق البحث عن الري بالتنقيط يمكن تسليط الضوء على كمية الماء التي يوفرها استخدام هذه التقنية بالري عند استخدامها لإرواء أرض زراعية بمساحة هكتار مثلًا.
أو مثلًا التوفير المحتمل في مصادر الطاقة التي توفره استخدام السيارات الكهربائية بدل استخدام المركبات التي تعتمد على المشتقات النفطية.
تحديد مشكلة البحث والطرق المتبعة في منهجيته:
يتضمن هذا الجزء ذكر الطرق التي يستخدمها الباحث في بحثه عن حلول للمشاكل التي طرحها، ومن الممكن أن يتم ذكر الأبحاث السابقة في هذا المجال والبناء على مقترحاتها، أو تناول جانب لم تتم دراسته من قبل.
ومن الجيد نقط تفرد البحث واختلافه عن كافة الأبحاث المتعلقة بالموضوع، كتغيير البيئة، أو تعديل العينة التي تتم الدراسة عليها.
مثال: في بحث عن سلوك الآفات الحشرية التي تصيب النبات يمكننا القول: تمت دراسة جوانب هذا السلوك قبلًا في المحاصيل الفردية، بينما يدرس بحثنا الحالي تأثير الآفات التي تصيب المحاصيل الزراعيى في النظام الزراعي البيئي.
يجب أن يناقش هذا الجزء الجوانب التي يطرحها البحث، والأمور التي تم تعديلها بالنسبة للأبحاث السابقة التي تناولت نفس الموضوع، كذلك الفجوات التي يسعى البحث لسدها.
وضع خاتمة للمقدمة تذكر الأهداف المحددة للبحث:
إن التسلسل المنطقي للمقدمة يجب أن يقودنا إلى وضع أهداف محددة لدراستنا، ويفضل التطرق في هذا القسم إلى بعض التفاصيل المتعلقة بموضوع البحث بطريقة مختصرة.
تختلف طريقة تأطير هذا الجزء حيث يمكن استخدام الطريقة الجدلية وهي مفضلة لبيان أطروحات البحث، أو استخدام الطريقة التجريبية وذلك بطرح سؤال بحثي ووضع فرضية الإجابة.
مثال: في دراسة لتقييم فعالية لقاح الكورونا في الوقاية من الإصابة نكتب:
هدفنا في هذا البحث:
- تقييم تغيير نسبة الإصابة قبل وبعد تلقي اللقاح.
- تقييم مدى فعالية اللقاح في الوقاية من الإصابات اللاحقة.
- تقييم الآثار الجانبية التي تظهر نتيجة التطعيم بلقاح كورونا.
ولاستخدام طريقة التساؤل والافتراض والاستشهاد بالمصادر
نعطي أمثلة:
- هل يشكل لقاح كورونا درعًا آمنًا ضد الإصابة بالمرض؟
- ما مدى فعالية اللقاح في الوقاية من الإصابة؟
- ما مدى أمان اللقاح؟
أمثلة عن استخدام طريقة الفرضيات:
نختبر الفرضيات المتعلقة بموظفي الشركات التكنولوجية:
- تؤثر المراحل المهنية على أداء الموظفين.
- تؤثر المناصب الوظيفية على مستوى الرضا الوظيفي.
- لا تؤثر المناصب على الالتزام بنظام العمل.
في النهاية ننصح بكتابة البحث كاملًا و الاطلاع الوافي والدراية التامة بكل حيثياته ونتائجه قبل كتابة المقدمة لكي تكون أكثر شمولية وإقناعًا للقارئ.