أنعمَ الله سبحانه وتعالى على البشر أصوات مختلفة، فكل صوت تختلف نغمته عن الأخرى، وبعض الأشخاص يتمتعون بأصوات قوية وعميقة يستخدمونها إما للطرب وإما للأناشيد الدينية وإما للعمل الإذاعي والتلفزيوني، ومنَ المُمكن أن يُراودكَ سؤال هل صوتي جميل؟ هل يُمكنني استخدامه لصالحي؟ وخاصةً إذا كنتَ تدرس في مجالي الإذاعة والتلفاز فهذه المهنة تتطلب صوتاً عميقاً وإذاعياً، بالإضافة إلى أنَ الصوت يُميز كل انسان عن غيره فهوَ يُحدّد شخصية الانسان ويُسهم في تعزيز التواصل معَ الآخرين، لذلك على كل فرد الاهتمام بصوته وتقويته، فكيفَ يُمكن استغلال صوتك؟ وما هيَ أهم التمارين التي تجعلهُ قوياً ومميزاً؟
كيفَ تجعل صوتكَ عميقاً وإذاعياً؟
صديقي القارئ،، نُقدّم لكَ في هذا المقال أفضل 10 تمارين ونصائح لتحسين نبرة الصوت وتقويته:
1. تمارين التنفس الصحيحة:
هل تساءلتَ يوماً ما من أينَ يخرج صوتك؟ هل هوَ من معدتك؟ هل هوَ من حنجرتك؟ إذا كانَ يخرج منَ المعدة أو الحنجرة فهوَ غير عميق كأصوات بعض المعلقين الصوتيين المشهورين {كمروان بن حفصية أو خالد النجار أو الإعلامي أحمد فاخوري} فالكثير منَ الأشخاص لا يتنفسون بطريقة صحيحة، فالتنفس من أهم التمارين التي تُساعد على تحسين جودة الصوت وتقويته بشكلٍ كبير، لذلك ما عليك إلّا القيام ببعض التمارين البسيطة كخطوة أولى في التنفس، وهيَ الاعتياد على التنفس بعمق من أسفل الصدر أي منَ البطن فالصوت الخارج منَ البطن يتميز بعمقه وقوّته، وهذا التمرين يعتمد على التنفس العميق منَ البطن ومن ثمَ الزفير منَ الفم ولكن عن طريق مُقاربة الأسنان إلى بعضها ونطق حرف الشين أي بمعنى شهيق عميق لعدة ثوانٍ يليها زفير منَ الفم ونطق حرف الشين لثوانٍ، هذا التمرين يحتاج إلى الكثير منَ التدريب اليومي، فستلاحظ الفرق بعدَ شهر أو أقل في أنَ صوتك اختلف وأصبحَ عميقاً بعض الشيء، كما أنَ هذا التمرين يُسهم في إحماء حنجرتك بطريقة عميقة وصحيحة، لذلك يُنصح بالتدرب عليه يومياً 10 مرات، علاوة على ذلك يُمكنكَ عمل نفس التمرين ولكن باستبدال حرف الشين بحرف الجيم خلال عملية الزفير منَ الفم، ويُفضّل القيام بالتمرينين معاً يومياً كل تمرين 10 مرات.
2. تمارين القلم:
يُعدّ هذا التمرين من أشهر التمارين التي يتبعها المُعلقين الصوتيين والمذيعين والمطربين، فما عليك إلّا إحضار قلم ووضعه بشكلٍ عرضي في نهاية الفم والأسنان ومن ثمَ إحضار نص مكتوب والبدء بقراءته، في الوهلة الأولى ستضحك على نفسك وتشعر أنكَ سخيف ولكن مرة بعدَ مرة ستتحسن مخارج الحروف والنطق لديك، فهذه الطريقة إذا قمتَ باتباعها قبلَ القيام بعملك في التعليق الصوتي ستُلاحظ أنكَ لن تُخطئ في الكلام أو في مخارج الحروف، لذلك يُنصح بالتدرب عليها بشكلٍ يومي لتحسين النطق والصوت في آنٍ معاً، يُمكنكَ وضع القلم كما هوَ موضح في الصورة هنا.
3. الاستماع إلى المعلقين الصوتيين:
هذه الخطوة مهمة جداً لدى كل شخص يهتم بجودة الصوت وكيفية تحسينه، فالمحاكاة مهمة جداً في المرحلة الأولى للمبتدئين، لذلك حاول الاستماع قدر ما أمكن إلى أبرز المعلقين الصوتيين على القنوات الوثائقية كقناة ناشيونال جيوغرافيك، بالإضافة إلى الإنصات والتركيز على مخارج الحروف وكيفية نطق الكلام لهؤلاء المعلقين، فهذه الطريقة ستُحسن من مهارة الاستماع والنطق لديك ودرجات الصوت المختلفة، وحاول دائماً بعدَ الاستماع لهم أن تقرأ أي نص موجود أمامك بطريقتهم العميقة والإذاعية فستلاحظ الفرق بعدَ شهر على الأقل أنَ صوتك أصبحَ شبيه بأصواتهم العميقة.
4. التمارين الصوتية:
إذا كنتَ تحتاج إلى إلقاء خطاب قريب أو الذهاب إلى اجتماع أو حتى التقديم إلى الإذاعة أو الغناء، حاول القيام ببعض تمارين الإحماء البسيطة قبلَ الإلقاء وذلكَ من خلال التنفس بعمق منَ البطن وإصدار صوت يُشبه صوت الضفدع من فمك وهوَ مفتوح، فهذا التمرين يُساعد على تحمية أحبالك الصوتية ويجعل صوتكَ واضحاً وواثقاً، أما عن التمرين الثاني فحاول أن تقوم بالسعال ولكن بطريقة هادئة جداً بحيث يُساعد على تمرين عضلات الصدر والحلق من خلاله، والتمرين الثالث يعتمد على التثاؤب، فللتثاؤب فوائد مهمة للصوت وجودته فهوَ يُسهم في ارتخاء عضلات الكلام ويجعل الصوت واضحاً ومميزاً، اعتمد هذه التمرينات البسيطة بشكلٍ يومي.
5. التلحين:
حاول يومياً أن تقرأ نصوص سهلة ومن ثمَ تبدأ تدريجياً بزيادة صعوبتها من حيث المفردات والتشكيل، وأثناءَ قراءتك لهذه النصوص لحن صوتك واجعل نبرته قوية ومميزة وصادرة عن أسفل معدتك، فعندما تتفوّه بكل كلمة حاول التركيز بها وتلحينها بطريقتك، واعتمد مبدأ التخيل في أنكَ معلق صوتي مشهور أو مذيع وأنتَ على الهواء مباشرةً فلا يتطلب منكَ الأمر إلّا ضبط النفس والتحكم بالصوت والتركيز بكل كلمة وتلحينها عن طريق نبرة صوتك، فنبرتك تمنح الكلام معنىً ومغزىً قوياً وواضحاً.
6. الاستماع إلى صوتك:
بعدَ كل محاولة حاول تسجيل صوتك على جهازك الذكي ومن ثمَ الاستماع لهُ، وحاول أن تُرّكز بهِ وتكتشف أخطاءك وأخطاء مخارج حروفك، ومن ثمَ العمل على التدرب عليها وتطويرها، فهذه الطريقة ستزيد من ثقتك بصوتك وتجعلكَ مُتمكناً ومُستمراً في المحاولة إلى أن تصل للنتيجة المطلوبة التي تُريدها.
7. تجنب ما يؤذي صوتك:
حاول الابتعاد قدر الإمكان عن الصراخ بصوتٍ عالٍ حتى لاتُصاب بالبحة أو فقدان الصوت، فالصراخ يضر جداً بالأحبال الصوتية ويجعلها ضعيفة ومتهالكة، ومنَ الجدير بالذكر أنهُ يجب أن تتجنب شرب الكحوليات والكافيين كونها تجعل الأحبال الصوتية جافة وغير مُرطبة.
8. شرب المشروبات المفيدة للصوت:
حاول أن تلجأ إلى المشروبات المفيدة لأحبالك الصوتية والتي تعمل على تهدئتها، وخاصةً الماء فهوَ مُفيد جداً للترطيب الداخلي وترطيب الأحبال الصوتية، ويُسهم في جعل صوتك واضحاً جداً أثناءَ الإلقاء دون الشعور بالجفاف، علاوة على ذلك يُنصح بشرب {اليانسون، القرفة، الليمون المغلي، الزنجبيل} يومياً، فهذه المشروبات تزيد من جمال الصوت وقوّته وتُحافظ عليه.
9. الابتعاد عن التدخين والأرجيلة:
يُنصح بالابتعاد عن الأجواء التي تحتوي على الدخان مع ضرورة تجنب التدخين والأرجيلة، فهما سببان رئيسيان في حدوث تغييرات ضمن الأحبال الصوتية ويُسببان وجود كحة وبحة غير مُستحبة للصوت، ومنَ المُمكن أن تُلحق الضرر بجودة صوتك وتجعلهُ أجهش وغير عميق وجذاب كالسابق، لذلك يُنصح بضرورة الابتعاد عن هذه المؤثرات السلبية إذا كنتَ تُريد أن تتمتع بصوت جذاب وعميق.
10. ابدأ ولاتتردد:
لا يوجد أحد في هذا العالم صوتهُ قبيح أو غير جميل، جميعنا نمتلك نفس الأصوات ولكن بخامات مختلفة والبعض منّا يسعى جاهداً للحصول على صوت عميق ومميز لذلك يبدأ بالتجربة والاستماع والقيام بالتمارين ولا يستسلم، أما البعض الآخر يعتقدون أنهم مهما حاولوا فإنَ صوتهم غير مميز وقبيح، وفي الحقيقة لا يوجد صوت قبيح فيُمكنكَ التحكم بصوتك وجودته من خلال الممارسة اليومية والتعلم والتجربة، هل سمعتَ من قبل عن طبيب ناجح في إجراء العمليات الدماغية دونَ أن يدرس ويشعر بالتعب والممارسة والتجربة، هل سمعتَ عن معلق صوتي أصبحَ مشهوراً دون الممارسة والتجربة والاستماع والتمارين، هكذا أنت فقط تحتاج للقليل منَ الشجاعة والإرادة لذلك حاول أن تبدأ ولو بمشروع صغير خاص بك كقناة على اليوتيوب مثلاً حاول التدرب يومياً وتسجيل الفيديوهات الصوتية ونشرها على الإنترنت ومن ثمَ قارن نفسك بنفسك بعدَ عدّة أشهر وستجد الفرق لا محال.
الصوت العميق والقوي ليسَ مُستحيلاً، ولكنهُ يحتاج إلى الاستمرارية والجهد في التمرينات الصوتية بشكلٍ يومي، لذلك ابدأ بهذه التمارين كخطوة أولية إذا كنتَ شغوفاً بالمجال الصوتي والإذاعي.
{{نتمنى أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.