ماذا تعرف عن الغدد الصماء
تتنوع الأجهزة الحيوية بالجسم ويختص كل منها بنوع معين من الوظائف التي تكتسب أهمية كبيرة من كونها مؤسسة لمهام رئيسية في سير العمليات الحيوية في الجسم.
لكل جهاز ميزة ووظائف رئيسية قد لا نجدها في غيره، فمثلًا جهاز التنفس يختص بتنقية الهواء الداخل للجسم وأيضًا توزيع الأكسجين إلى الأنسجة والخلايا.
أيضًا لدينا جهاز الهضم الذي يقوم بهضم الطعام وامتصاص المواد الغذائية الضرورية الموجودة فيه والتي تلزم الجسم في مختف العمليات الحيوية.
يعتبر جهاز الغدد الصم مثله مثل أي جهاز عضوي آخر، مسؤول بشكل رئيسي عن التحكم بوظائف مهمة مثل التكاثر والحركة وتنظيم عمليات الأيض بمختلف مراحلها.
سنتحدث اليوم في هذا المقال عن أنواع الغدد الصماء التي توجد في الجسم، وعن الفرق بينها وبين الغدد الغير صماء، وأيضًا عن الأمراض التي قد تصيب هذه الغدد وطرق علاجها.
ما هي أنواع الغدد الصماء؟
يتألف جهاز الغدد الصماء من مجموعة من الغدد التي تقوم بإفراز العديد من الهرمونات التي تمتلك وظائف مهمة جدًا في الجسم.
تقوم هذه الهرمونات بالانتقال عبر الدم للأنسجة المختلفة في الجسم حتى تقوم بالوظيفة المنوطة بها.
سنعدد أهم الغدد الصماء الموجودة في الجسم:
الغدة النخامية:
وهي أهم غدة بين الغدد الصماء، وتقع في تجويف عظمي داخل عظام الجمجمة يدعى السرج التركي.
للغدة النخامية قسمين، قسم أمامي وقسم خلفي، ويختلفان عن بعضهما بالوظيفة، حيث يفرز كل قسم نوع مختلف من الهرمونات.
يعتبر هرمون الأوكسيتوسين الهرمون الأشهر الذي يتم إفرازه من قبل هذه الغدة، إضافة إلى هرمون الفازوبريسين ومجموعة أخرى من الهرمونات التي تعد متحكمة بشكل كبير في عمل بقية الغدد الصماء.
إن اضطرابات الغدة النخامية تؤثر على عملية النمو بشكل ملاحظ، فمثلًا وجود فرط في عمل الغدة النخامية يؤدي إلى الإصابة بمرض ضخامة النهايات “ضخامة الأطراف”.
الغدة الدرقية:
وهي تحتل موقع أمامي سفلي من الرقبة، وتوافق من الفقرات من الرقبية الخامسة وحتى الصدرية الأولى.
تقوم هذه الغدة بإفراز هرمونات عديدة أهمها هرمون التيروكسين، الذي يمتلك تأثيرات على عميلتي النمو والتطور، وأيضًا يمتلك قدرة على زيادة إنتاج البروتين.
البنكرياس:
على رغم من كون البنكرياس أحد أجزاء جهاز الهضم إلا أنه من الغدد الصماء أيضًا، ويقوم بإفراز هرمون الأنسولين الذي يخفض من مستوى السكر في الدم.
الغدة الصنوبرية:
إن هذه الغدة تعد من أصغر الغدد الصماء، وهي تتواجد في المنطقة الوسطى من الدماغ وتمتلك تأثيرات هامة نفسية.
تقوم هذه الغدة بشكل رئيسي بتنظيم ساعات النوم واليقظة، حيث تتحكم بالساعة البيولوجية وتقوم بضبط إيقاعها الخاص بالجسم.
كما أنها تفرز هرمون الميلاتونين الذي يؤثر نقص إفرازه على الصحة النفسية للمريض.
هناك وظائف أخرى لهذه الغدة حسب دراسات عديدة لكن لم يتم التأكد من صحتها حتى الآن.
الغدد جارات الدرقية:
وهي عبارة عن مجموعة غدد صغيرة تأخذ موقعها على الجانب الخلفي من الغدة الدرقية وهي تشبه بشكلها حبات الفول.
الوظيفة الأساسية لهذه الغدد هي قيامها بإفراز هرمون جارات الدرقية الذي يقوم بضبط مستويات الكالسيوم والفوسفور في الجسم.
الغدة الكظرية:
وتمتلك اسم ثاني هو الغدة فوق الكلوية بسبب موقعها فوق كل من الكلية اليمنى واليسرى.
تفرز هرمون الكورتيزول وهو يعمل على رفع مستوى السكر الموجود في الدم.
ما هي أشهر أمراض الغدد الصماء؟
إن اضطرابات الغدد الصماء بالمجمل تتعلق كلها بطبيعة عمل الغدة ووظيفتها، فهي إما أن تعمل بصورة طبيعية أو أن تكون مفرطة أو ناقصة الإنتاج.
من أبرز الحالات التي ترتبط مع اضطرابات الغدد الصماء نذكر ما يلي:
مرض السكري:
كما نعلم فإن مرض السكري هو حالة يكون فيها مستوى السكر مرتفع في الدم بسبب نقص في إفراز هرمون الأنسولين من البنكرياس.
من أشهر أعراض داء السكري نذكر:
- عطش المريض بشكل مستمر.
- كثرة التبول.
- الإجهاد المستمر.
- رؤية مشوشة.
- بطء في التئام الجروح.
- فقدان الوزن.
متلازمة كوشينغ:
وهي تتعلق باضطراب في الغدة الكظرية حيث تؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الكورتيزول في الدم، وبالتالي يعاني المريض من سمنة كبيرة وظهور حب الشباب على الجلد، وبالنسبة للنساء فقد يعانين من عدم انتظام الدورة الشهرية.
قصور الغدة النخامية:
وهي حالة تنتج عن خمول في عمل الغدة النخامية وعدم إنتاجها الهرمونات بشكل كافي، وينتشر هذا المرض بين الأطفال بكثرة.
يظهر الأطفال المصابين قصر في الطول وجسد ضعيف وفي بعض الأحيان توقف كامل في النمو.
ورم الغدة النخامية:
إن إصابة الغدة النخامية بورم في جسمها يؤدي إلى مجموعة أعراض متنوعة حيث أنه يكاد لا يوجد عضو في الجسم البشري لا يتأثر بوظائف الغدد النخامية وهرموناتها المفرزة.
تتنوع الأعراض من الأعراض الهضمية وألم الرأس، وأيًضا يشعر المريض بعدم القدرة على تحمل الشعور بالبرد.
ما هو الفرق بين الغدد الصماء وغير الصماء؟
الجسم البشري يحتوي على مجموعة كبيرة من الغدد التي تتنوع في وظائفها ومهامها.
بالمجمل تنقسم هذه الغدد إلى نوعين رئيسيين هما الغدد الصماء والغدد الغير صماء أو ما يعرف بالغدد القنيوية.
إن الغدد الصماء كما ذكرنا سابقًا هي غدد تفرز الهرمونات مباشرة في الدم وليس عبر قنوات توصلها إلى الهدف مباشرة، وبالتالي يكون لهذه الهرمونات تأثير على كامل الجسم.
أما الغدد الغير صماء أو الغدد القنيوية فهي تمتلك أقنية تصلها فورًا بالأنسجة أو الأعضاء الهدف، وتكون تأثيرات المفرزات والهرمونات محصورة في منطقة أو مناطق معينة.
لذلك يمكن القول أن اضطرابات الغدد الصماء تمتلك تأثيرات سلبية على كامل الجسم، غالبًا وقد تؤدي لأمراض مزمنة مثل الإصابة بداء السكري أو معاناة المريض من مشاكل تتعلق بمراحل النمو والتطور.
هكذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا لليوم نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم معلومات مفيدة وقيمة للقارئ العزيز.