ما هو الديب ويب والدارك ويب؟ وما هو الفرق بينهما؟

ما هو الديب ويب
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

ما هو الديب ويب والدارك ويب

تُعدّ شبكة الإنترنت منّ التطوّرات المهمة التي شهدها عصرنا، فهيَ عبارة عن نظام اتصال عالميّ يُسهم في ربط الشبكات ببعضها ما بينَ الحكومية أو التجارية أو الأكاديمية، وظهرَ الإنترنت في عام 1969 وتطوّرَ فيما بعد إلى كافة أنحاء العالم، فلا يكاد يخلو أي منزل منّ الإنترنت الذي يُسهم في التواصل معَ الآخرين في أي زمانٍ ومكان ويُساعد في البحث عن المعلومات وتعلم مهارات جديدة وأداء المهام والأنشطة من خلاله والدراسة عن بعد والتعرّف على آخر المستجدات، بل وحتى العمل عن بعد.

ومنّ الجدير بالذكر، أنه قد ظهرَ مصطلح الديب ويب والدارك ويب مؤخراً، لأنّ بعض الأشخاص يعتقدون أنّ شبكة الإنترنت متاحة لهم بأكملها، ولكن جزء بسيط منها فقط هوَ ما نعمل عليه حالياً ويتواجد في منازلنا، فشبكة الإنترنت واسعة وتنقسم إلى ثلاثة أجزاء {الإنترنت المتاح، الديب ويب، الدارك ويب}.

ونوّد الإشارة، أنّ الديب ويب عبارة عن صفحات ومواقع لا تتم فهرستها ومنّ الصعب الوصول إليها من قِبَل المستخدمين العاديين، فهيَ مخصصة لأفرادٍ معينين كالسياسيين والصحفيين والمعارضين للأنظمة، ولذلك ما المقصود بالديب ويب؟ وما هو الفرق بينه وبينّ الدارك ويب؟

الفرق بين الديب ويب والدارك ويب

ما المقصود بالديب ويب Deep Web؟

أثناءَ سماعك لمصطلح الديب ويب لا بدّ أنكَ تشعر بالقشعريرة والخوف، فهل يُعقل أننا لا نعلم إلّا الشيء السطحي عن شبكة الإنترنت؟ وهل يُعقل تواجد أشياء سريّة وخفيّة بهِ لعصابات ومجرمين وقاتلين متسلسلين؟

يُعدّ الديب ويب جزء خفي منّ الإنترنت يتم اللجوء إليه لعمل أشياء غير أخلاقية وغير شرعية، إما باقتناء بطاقات مزوّرة للبنك أو بعمليات النصب والاحتيال أو بيع المخدرات والممنوعات والتجارة بالأسلحة، فلا يُمكن لبرامج الروبوت التي تعمل على تتبع الروابط عادةً أن تعثر على المواقع التي يدخل إليها المستخدمين للديب ويب، وبالتالي فهيَ مخفية عن محركات البحث.

علاوة على ذلك، صُمّمَ هذا النوع من أجل ممارسة المحظورات، على سبيل المثال صحفيين معارضين للدولة لا يُمكنهم الإفصاح عن آرائهم ومخططاتهم، فيُحاولون كسب المعلومات المتعلقة بالفساد منهُ ومن ثمَ يُحاولون نشرها على الملأ بواسطة صحفيين آخرين، ويُمكن التعبير عن الآراء وكشف المخططات الفاسدة التي يسعى إليها بعض السياسيين دون الحاجة لكشف أنفسهم على الملأ أو تسريب أي معلومة عنهم.

وبالانتقال إلى محتوى الديب ويب فهوَ أعمق بحوالي 45 مرة منّ الإنترنت السطحي المتواجد لدينا، لأنهُ في عام 2000 كانَ حجم الإنترنت العادي 167 تيرابايت، وبالمقابل حجم الديب ويب 7500 تيرابايت، فهل لكَ أن تتخيل مدى كِبَر حجمه مقارنةً بالإنترنت الذي نستخدمه الآن!

ما المقصود بالدارك ويب Dark Web؟

إنهُ أرض الخدمات المخفية، فهوَ أخطر بكثير منّ الديب ويب، ويتطلّب الوصول إليه استخدام متصفح تور Tor، فيُمكن للمستخدم التصفح بهِ وطلب ما يُريد دون معرفة هويته أو أي معلوماتٍ عنه، فتمَ تصميمه من أجل توفير الحرية للأفراد وممارسة شذوذهم وأفكارهم السادية وأعمالهم الغير قانونية.

للأسف توجد مواقع غير إنسانية هدفها انتهاك شرف البشر والتعدّي على حرياتهم وحقوقهم، فهل لكَ أن تتخيل طلب المستخدم السادي أن يُشاهد اغتصاب فتاة بريئة على الملأ دون حدود؟ وهل يُعقل شراء قاتل متسلسل لاستهداف شخص معين والتلذّذ بتعذيبه وتعنيفه بأمرٍ منّ المستخدم لأنهُ دفعَ النقود فقط؟

أي شيء غير عقلاني يُمكنكَ إيجاده على هذا الجزء منّ الإنترنت، وتمَ تسريب عدّة فيديوهات مأساوية أبرزها ارتداء أشخاص لأقنعةٍ مخيفة ومحاولتهم إقناع الشاب بتناول الطعام، ويعتقد البعض أنّ الطعام الذي تمَ وضعه على طاولة الشاب هوَ عبارة لحمٍ بشري بعدَ قتل زوجته وطفلته.

في الحقيقة لا يُمكن لأي أحد معرفة من يُدير هذه الشبكة الدموية العنيفة، وللدارك ويب أقسام عديدة مثل {الغرف الحمراء} وهيَ غرف دموية تهدف إلى خطف الأطفال والبشر من كافة الأعمار وتعذيبهم بأبشع الأساليب وبحسب رغبة المشاهد، وطريقة الدفع بالبتكوين فقط، وكل مهمة تحتاج إلى مبلغ مالي كبير، فإذا طلبَ المستخدم تقطيع أصابع الضحية عليهِ الدفع أكثر من طلبه لنزع أسنانه وتعذيبه.

والجزء الآخر {التجارة بالأسلحة} يُمكن تواجد كافة أنواع الأسلحة الحديثة والقديمة مثل المدافع والقنابل والبنادق والمفرقعات، ولكن الوصول إليها يحتاج لمبالغٍ طائلة، ويهدف هذا الجزء في ترويج الأسلحة وبيعها.

والجزء الثالث {الذئاب البيضاء} يُمكن للمستخدم من خلاله الحصول على قاتل متسلسل بعدَ الدفع له من أجل تأجيره لجريمة قتل وتنفيذها دون معرفة القاتل الحقيقي.

ويُمكن إيجاد جزء خاص {بالمنظمات الإرهابية} تهدف إلى غسيل الأموال والحصول على مبالغٍ طائلة منها وإرسالها لجهات إرهابية.

ويوجد جزء يُسمى {ألعاب الموت} وهوَ عبارة عن ألعاب مخيفة ودموية تُساعد على تشتيت عقل الإنسان وتحفيزه على الانتحار أو قتل الآخرين من حوله، فهيَ عبارة عن طلاسم مخصصة لتحضير الجن وزرع الأفكار الدموية داخل عقل المستخدم، ومن أشهرها {لعبة مريم، لعبة الحوت الأزرق}.

وتوجد عدّة أجزاء أخرى ما بينَ تجارة الأعضاء والمخدرات والجنس والهاكرز المحترفين، وكل خدمة تعتمد على قيمة معينة منّ المال لا يُمكن للإنسان العادي دفعها.

ما هيَ أفضل النصائح للحماية أثناءَ دخول الديب ويب؟

قد تُحاول تجربة تصفح هذا الجزء من الإنترنت، ولكن عليكَ الانتباه إلى الإرشادات الآتية:

  • عليكَ الانتباه لإيقاف الكاميرا ووضع شريط لاصق عليها لحمايتك.
  • لا تدخل إلّا من متصفح تور بعدَ تثبيته، وسجل خروج من أي حساباتٍ متعلقة بك وخاصةً حسابات التواصل الاجتماعي.
  • حاول تعطيل الجافا التي تتواجد في متصفح تور من خلال الدخول للإعدادات عليه.
  • حاول وضع شريط لاصق على المايكروفون أيضاً.
  • لا تستخدم أي معلوماتٍ حقيقية عنك، وحاول التمويه قدر الإمكان.
  • ركزّ على المعلومات التي تُريد اكتسابها فقط، وابتعد عن البحث عن أي شيءٍ غير قانوني أو ينتهك معايير وقواعد المجتمع.

لا يُمكن الجزم أنّ الشبكة العميقة سيئة بشكلٍ تام، لأنها تُساعد الفرد في الوصول إلى معلوماتٍ دقيقة لا تتواجد على الإنترنت السطحي، كما أنها تُحافظ على خصوصيات المستخدم وتحميه منّ الاختراق، والدخول إلى الديب ويب لا يحتاج إلّا لتحديث متصفح تور وتحديث نظام تشغيل الهاتف والبحث عن المعلومات القيّمة التي تُريدها.

وبالمقابل تجنب التفكير بالدخول إلى الدارك ويب، لأنهُ أكثر عمقاً منهُ ولا يحتوي إلّا على أنشطة غير قانونية ومخالفة للمجتمع ودموية ومليئة بالفساد والشذوذ، فمهما دفعكَ فضولك لدخول هذه المواقع حاول إبعاد هذه الأفكار السيئة عنك.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

‫0 تعليق