ما هي أهمية الصلاة؟
الصلاة ركن أساسي من أركان الإسلام، وهي عبارة عن طقوس جسدية وروحية يؤديها المسلمون في كل أنحاء العالم في أوقات محددة بخمس مواقيت باليوم، نتحدث في مقالنا عن أهمية الصلاة وعقوبة تركها.
أسباب الأهمية الكبيرة للصلاة
- عماد الدين:
حيث تم التشديد على أهمية الحفاظ عليها لأن الدين لا يقوم إلا بها ومن أهم الآيات التي دلت على ذلك نذكر:
قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وقوله: وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ.
وفي الحديث أنَّ الرسول قال: “رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد”.
- أول ما يحاسب عليه المسلم يوم القيامة:
إن الصلاة هي أول عمل يحاسب عليه الله تعالى المسلم يوم القيامة وإذا صلحت كانت كل أعماله صالحة أما إذا فسدت فإن عاقبته وخيمة جدًا، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوَّلُ ما يحاسبُ بِهِ العبدُ يومَ القيامةِ الصَّلاةُ، فإن صلُحَت صلُحَ سائرُ عملِهِ، وإن فسَدت فسدَ سائرُ عملِهِ.
- فرضُ عقوبات شديدة على تركها:
فرض الله تعالى عقوبات شديدة على تارك الصلاة في الدنيا والآخرة، وكان ذلك واضح في قوله: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا.
- سبب في تكفير الذّنوب:
عن عثمان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-يقول: “أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ بِفِنَاءِ أَحَدِكُمْ نَهَرٌ يَجْرِي، يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، مَا كَانَ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ؟ قَالُوا: لَا شَيْءَ، قَالَ: “إِنَّ الصَّلَوَاتِ تُذْهِبُ الذُّنُوبَ كَمَا يُذْهِبُ الْمَاءُ الدَّرَنَ”.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-أَنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-قَالَ: “الصَّلَاةُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ، مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ”.
- دليل مهم على بعد المسلم عن الكفر والنّفاق:
عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-قال: “بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ شُهُودُ الْعِشَاءِ وَالصُّبْحِ، لاَ يَسْتَطِيعُونَهُمَا”.
وقال أيضًا: “العَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ”.
- هي أحبّ الأعمال إلى الله تعالى:
حيث روي عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود كما روى البخاري أنَّه قَالَ: “سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلَاةُ علَى وقْتِهَا”.
- سبب في نجاة العبد يوم القيامة:
عن عبد الله بن عمرو أنَّ النَّبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنَّه ذكر الصلاة فقال: “مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا، كَانَتْ لَهُ نُورًا، وَبُرْهَانًا، وَنَجَاةً مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا، لَمْ تَكُنْ لَهُ نُورًا، وَلَا نَجَاةً، وَلَا بُرْهَانًا، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ، وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ”.
- تقوية الصلة بين الله عز وجل وعبده:
إن الإنسان إذا داوم على الصلاة بخشوع فإن صلته ستصبح أقوى مع الله تعالى معرفة به وخشية منه كما يستحضر المعاني الموجودة بالقرآن الكريم ويفرغ قلبه من هموم الحياة.
قد يهمك: كيفية صلاة الاستخارة ودعائها
أهمية الصلاة من الناحية التربوية
- بث التآخي في المجتمع:
ويكون ذلك من خلال توحيد القبلة التي هي باتجاه بيت الله الحرام التي يتبعها المسلمين كلهم باختلاف مناصبهم وألوانهم وأعراقهم ليقفوا بين يدي الله عز وجل.
كان هذا الأمر ليتم توحيد القلوب وتآلفها على أمر من الله تعالى ليكونوا كالجسد الواحد متعاونين.
- الوقاية من السلوكيات غير الحسنة:
كما قال الله تعالى:
اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
لأنها تشعر العبد بمراقبة الله تعالى عز وجل وبالتالي يبتعد عن كل المعاصي والأفعال المنافية للأخلاق.
- تنظم حياة المسلم اليومية:
كان توزيع الصلوات على أوقات متفرقة من اليوم لكي يشعر الإنسان المسلم أن عليه إنجاز مهامه وأموره بين هذه الصلوات والأوقات وخصوصًا القيام باكرًا لصلاة الفجر ليبدأ اليوم من أوله.
- الشعور بالانتماء للأمة:
إن الاجتماع في المسجد ورؤية الأقارب والأصحاب بعد الصلاة تعزز كونه جامع للكل مهما حدث بينهم من خلافات.
قد يهمك: ما هي أمراض القلوب
أهمية الصلاة من الناحية الصحية
- تنشيط الجسم: لأن العضلات يتم تحريكها بشكل منتظم ويومي وبالتالي تتحرك الدورة الدموية بشكل أفضل وفي ذلك قال ابن القيم:
” الصَّلَاةُ رِيَاضَةُ النَّفْسِ وَالْبَدَنِ جَمِيعًا، إذا كَانَتْ تَشْتَمِلُ عَلَى حَرَكَاتٍ وَأَوْضَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنَ الِانْتِصَابِ، وَالرُّكُوعِ، وَالسُّجُودِ، وَالتَّوَرُّكِ، وَالِانْتِقَالَاتِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْأَوْضَاعِ الَّتِي يَتَحَرَّكُ مَعَهَا أَكْثَرُ الْمَفَاصِلِ “.
- توسيع الشرايين والأوردة: حيث أن أغلب أمراض الأوعية الدموية تعود إلى انسداد مجرى الدم أو تضيقه ويكون العلاج الأمثل لهذه الحالة هو ممارسة الرياضة وهو ما تفعله الصلاة بشكل طبيعي بفضل حركاتها اليومية.
- تنشيط عمل الجهاز الهضمي: تساهم الصلاة بشكل كبير في تنشيط الجهاز الهضمي وخصوصًا في الركوع والسجود وتؤدي إلى الضغط على المعدة والأمعاء بالتالي يختفي عسر الهضم وآلام الجهاز العصبي.
- نشر مفهوم النظافة: لأن الصلاة لا تصح من دون وضوء وقد ورد عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: لا إيمانَ لمن لا صلاةَ لَهُ ولا صلاةَ لمن لا وضوءَ لَهُ.
سبل المحافظة على الصلاة
- ضع ما يذكرك بالصلاة:
إن فعل الأشياء قبل القدرة على الالتزام بها يكون أصعب بكثير من فعلها بعد أن تصبح عادة، لذلك من المهم أن يتم ضبط شيء يذكر بوقت الصلاة لكي يساعد على الإعانة على أدائها.
- اختر رفقائك بعناية:
إن الصحبة الصالحة لها دور كبير في القدرة على الالتزام بالصلاة لأنهم يشكلون قوة موجهة نحو الخير لذلك من المهم أن يتم اتخاذ صديق يعين على قضاء الحوائج الدينية والدنيوية.
- استشعار نعم الله تعالى عليك:
إن استشعار نعم الله تعالى يجعل الإنسان يشعر بالحياء منه ويخجل من أن يضيع صلاته وبالتالي يكون هذا الأمر دافعًا له لكي يحافظ عليها
- اعتنِ بفرائضك:
للفرائض وزن عظيم في الدين الإسلامي لذلك من المهم أن يتم الحفاظ عليها على كل الأحوال فهي أقل ما يمكن القيام به في وقت الفتور.
- ضع الصلاة أولوية:
من الأمور الرئيسية التي يجب أن ينشغل بها المسلم هي أن يكون للصلاة شطر أساسي من تفكيره اليومي وأهم أهدافه التي يريد أن يحافظ عليها.
في النهاية نود أن نؤكد على ضرورة أداء الصلاة في وقتها بدون أي تراخي أو تأجيل لضمان نيل الثواب الأعظم من أدائها.