ما هي متلازمة الشعر غير القابل للتمشيط؟
هل تشعرين في بعض الأحيان بأنَ شعرك متشابك كثيراً وخاصةً بعدَ الاستحمام؟ هل تُعانين منَ الشعر المجعد الذي يُعذبك في التسريح؟ حسناً لا بأس، فأنتِ في نعمةٍ كبيرة وهذا أمر طبيعي، فمعَ تطوّر التقنيات الحديثة ووجود آلاف المنتجات المصنعّة من قِبَل الشركات، أصبحَ بإمكانك اتباع روتين أسبوعي سهل من خلال الكريمات وبعض العلاجات التي تُسهم في زيادة نعومة الشعر ومعالجة مشكلته أيّاً كانت.
ولكن بالمقابل، هل لكِ أن تتخيلي أنهُ توجد فئة قليلة منَ الأشخاص لا يُمكنهم تسريح شعرهم حيثُ أنهُ يُعتبر أمراً مستحيلاً بالنسبة لهم! توجد متلازمة تُسمى بمتلازمة الشعر غير القابل للتمشيط، صحيح أنها نادرة الحدوث ولكنها موجودة بالفعل وأُصيبَ بها حوالي 100 حالة يُعانون من نموّ الشعر بشكلٍ غير طبيعي كباقي البشر، بل ينموّ في عدّة اتجاهات ويتشابك معَ بعضه بطريقة منَ الصعب جداً تسريحه أو ترتيبه، فما هي متلازمة الشعر غير القابل للتمشيط؟ وما هي أعراضها؟ أسبابها؟ وطرق علاجها؟
ما المقصود بمتلازمة الشعر غير القابل للتمشيط؟
إنها من أغرب المتلازمات التي تُصيب الإنسان، فعادةً ينموّ شعر الإنسان بشكلٍ طبيعي مهما كانَ متشابك يُمكن تسريحه، ولكن أثناءَ الإصابة بمتلازمة الشعر غير القابل للتمشيط، لا يُمكن للمُصاب أن يُسرح خصلات شعره كونها معرقلة بطريقةٍ غير مفهومة، وتظهر هذه المتلازمة بكثرة عندَ الأطفال وتستمر معهم، ولكن منَ المُمكن أن تظهر أيضاً في فترة الانتقال ما بينَ الطفولة والمراهقة.
ومنَ الجدير بالذكر، أنَ هذه المتلازمة تُصيب جذع فروة الرأس وتُعرقل عمله الصحيح، وبحسب الحالات التي تمَ إجراء الفحوصات عليها تمَ الانتباه إلى أنَ أغلبهم يمتلكون شعراً فاتحاً مائلاً إلى اللون الفضي أو الأشقر، ويكون الشعر في هذه الحالة جاف ويتساقط بكثرة حيثُ تتكسر أطرافه في أغلب الحالات المُصابة، ولكن كثافته تكون طبيعية، كما أنَ الأطباء وبعض المصففين حاولوا تمليسه أو تسريحه للتخلص منَ التشابك ولكن دون أي جدوى، ويعود السبب في ذلك إلى شذوذ في بنية التلم الطولي للشعرة.
ما هي أعراض متلازمة الشعر غير القابل للتمشيط؟
يشعر المُصاب بهذه المتلازمة بعدّة أعراضٍ مختلفة، وتتمثل في:
- بطء نموّ الشعر مقارنةً بباقي الأشخاص الذينَ يمتلكون شعر طبيعي.
- لا ينموّ الشعر للأسفل بل تنموّ الخصلات للأعلى أو بعدّة اتجاهات دون القدرة على التحكّم بها.
- فقدان الشعر للرطوبة والحيوية وزيادة جفافه.
- زيادة تكسر أطراف الشعر.
- شعور المُصاب بالاكتئاب والإحراج من مظهر الشعر.
ما هي أسباب متلازمة الشعر غير القابل للتمشيط؟
لكل مرض أو متلازمة عدّة أسباب أو عوامل تُؤدي لإصابة الفرد بها، ومن أهم العوامل التي تُؤدي للإصابة بهذه المشكلة:
- خلل الجينات: يحتاج الشعر لينموّ بشكلٍ طبيعي إلى 3 جيناتٍ أساسية وهيَ PAD13 ,TCHH ,TGM3 إذا عملت بشكلٍ صحيح يكون الشعر طبيعي ولا يُواجه أي مشكلة، أما إذا حدثَ أي خللٍ بها كونها مسؤولة عن تكوين جذع كل شعرة، قد يُصاب الفرد بهذه المتلازمة.
- الوراثة: منَ المُمكن أن تنتقل هذه المتلازمة منَ الأبوين إلى الطفل وراثياً.
كيف يتم تشخيص متلازمة الشعر غير القابل للتمشيط؟
هذه المتلازمة يُمكن التعرّف عليها بسهولة، ولكن يُفضّل أخذ المُصاب إلى الطبيب المختص، حيثُ سيقوم بفحص خصلات شعره وفروة الرأس مجهرياً للتأكدّ منَ الإصابة بها معَ طرح بعض الأأسئلة على المُصاب بالأعراض التي يشعر بها أو المشكلة التي يُواجهها، ومن ثمَ يتم الانتقال إلى مرحلة العلاج.
ما هوَ علاج متلازمة الشعر غير القابل للتمشيط؟
أثناءَ حديثنا عن العلاج، يُمكننا القول أنهُ ليسَ بسيطاً أو حلّاً سحريّاً، بل يحتاج أحياناً إلى وقتٍ طويل للسيطرة على هذه المشكلة، وتتضمّن مراحل العلاج هذه الخطوات:
مكملات البيوتين:
منَ المُمكن أن يصف الطبيب هذه المكملات، كونها مفيدة جداً للشعر ويحتاجها كل فرد يُعاني من هذه المشكلة، فتكمن فوائدها في زيادة قوّة الشعر وكثافته وتحسين بنيته، كما أنها تحميه منَ التكسرّ والجفاف أو الهشاشة في أطراف الشعر، وتزيد من تحسين هذه المتلازمة عن طريق جعل ملمسه أكثر نعومة منَ السابق بحيث يسهل تسريحه أكثر.
العناية بالشعر:
سيطلب منكَ الطبيب أن تكون لطيفاً جداً في التعامل معَ خصلات شعرك من حيث كيفية غسل الشعر وما هيَ المنتجات التي عليكَ استخدامها لزيادة نعومته، للذك حاول أن تتبع كل منتج أو كريم كونهُ سيزيد من تحسّن بنية الشعر وفك التشابك دون إلحاق أي ضررٍ بالشعر.
انتظار البلوغ:
ذكرنا أنَ هذه المتلازمة شائعة جداً عندَ الأطفال، ولذلك على كل طفل أن ينتظر حتى فترة بلوغه، فالكثير منَ الحالات كانوا يُعانون منها واختفت هذه المتلازمة تدريجياً كُلّما تقدّمَ بهم العمر.
الابتعاد عن أدوات التصفيف:
في البداية إذا كانَ الطفل يُواجه هذه المتلازمة، فعادةً يتم اللجوء من قِبَل الوالدين إلى أدوات التصفيف كالسيشوار والتمليس وغيرها، ولكن نوّد الإشارة أنها لن تُجدي نفعاً في هذه الحالة، بل على العكس ستزيد منَ الضرر من حيث تكسر الشعر وتساقطه وزيادة هشاشته.
ما هي أشهر الحالات التي تمَ اكتشافها مصابة بهذه المتلازمة؟
قد ذكرنا أنَ عشرات الأشخاص أُصيبوا بمتلازمة الشعر غير القابل للتمشيط، ولذلك سنذكر أبرزها:
الطفلة تايلور ماكغوان:
إنَ هذه الطفلة كانت تتمتّع بشعرٍ طبيعي، ولكنها عندما بلغت سن الخامسة، لاحظَ والديها أنَ خصلات شعرها ترتفع لأعلى ويتغير لونها إلى الأشقر الفاتح، وعندما تمَ الاستعانة بطبيبٍ مختص، أشارَ للوالدين أنها تُعاني من متلازمة غريبة متعلقة بالشعر.
أينشتاين:
نعم إنهُ أينشتاين، ألم تسأل نفسكَ من قبل لماذا العالِم الشهير أينشتاين يتميز بشعر منفوش لأعلى؟ والجواب هوَ أنهُ كانَ مُصاباً بهذه المتلازمة حتى أنَ بعض الأطباء أطلقوا عليها بمتلازمة شعر أينشتاين.
الطفلة جايلي لامب:
عانت هذه الطفلة من متلازمة شعر أينشتاين أيضاً، فكانت تتميز بشعرٍ رائعٍ وصحيّ في بداية عمرها، ولكن أشارت والدتها سارة أنَ التغيّر بدأَ يظهر على خصلات شعرها بشكلٍ كبير، حتى أنها أصبحت تتعرّض لكلماتٍ جارحة وتنمر عندما يراها الأطفال الآخرون، وعندما ذهبت بها إلى الطبيب أشارَ أنَ هذه الحالة ستتحسّن عندما تكبر جايلي أي بعدَ عدّة سنوات، بالرغم من أنَ الأم لم تترك أي طريقة لاستعادة الشعر الناعم لفتاتها الصغيرة ولكنها لم تحصل على أي نتيجةٍ مُجدية.
حقاً إنَ المتلازمات أيّاً كانت نفسية أو جسدية قد تبدو غريبة للبعض أو أنهُ لم يتوقع وجودها، ولكن بالرغم منَ التطوّر الهائل في عصرنا من حيث الكميات الهائلة منَ المعلومات المكتشفة، إلّا أنهُ توجد حالات نادرة لم يتم اكتشافها بعد أو تشخيصها من قِبَل الأطباء.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.