متلازمة الضحك اللاإرادي
يعد الضحك عبارة عن شكل من أشكال التعبير عن البهجة والسرور والفرح، فيضحك الإنسان أثناء شعوره بالمرح والحب وفي المواقف الطريفة، وهو عبارة عن رد فعل طبيعي تجاه مثير محدد، وأثناء الضحك تتحرك حوالي 80 عضلة في جسد الإنسان و17 عضلة في وجهه، وهو عبارة عن طاقة إيجابية تدخل إلى قلوب الناس الراحة والطمأنينة، فكلما لاحظنا إنسان يضحك من قلبه، نشعر بالراحة تلقائياً.
ولكن هل سبق لك وشاهدت فيلم الجوكر؟ لا بد أنك لاحظت نوبات ضحك مفاجئة تطرأ عليه، وهذه النوبات قد تأتي في أوقات حرجة أو غير مناسبة، كالضحك في الحافلة أو الضحك على مصيبة ما أو حتى أثناء العمل، وهذا ما ينقلنا إلى متلازمة الضحك التي يشعر بها المصاب بشكل مفاجئ ومتكرر، وهي اضطراب في الجهاز العصبي لا يمكن توقع حدوثه أو التحكم به.
ومن المهم مراعاة الآخرين الذين يضحكون في أماكن لا تستدعي الضحك، لأنهم على الأرجح مصابون بهذه التشنجات اللاإرادية، ويطلق على هذا الحالة بالضحك الهستيري أيضاً، ولذلك ما المقصود بمتلازمة الضحك؟ وما هي أعراضها؟ أسباب الإصابة بها؟ وطرق علاجها؟
ما المقصود بمتلازمة الضحك؟
للأسف يعتقد بعض الأشخاص أنها متلازمة سحرية وتقضي على المزاج السيء، حتى أن بعضهم قد يتمنى الإصابة بها، ولكنها عبارة عن اضطراب لا يمكن التحكم به، ويسبب إحراج وألم كبير في قلب المصاب بسبب عدم قدرته على الانخراط بالمجتمع أو الذهاب لعمله بشكل مريح.
وبالفعل انتشرَ مؤخراً فيديو لشابة سورية ظهرت مع الإعلامي عطية عوض، أشارت أنها تعاني من هذه المتلازمة، وأوضحت أن حياتها خالية من البهجة والفرح على عكس ما يعتقد الناس عنها بسبب ضحكاتها المفاجئة، وهذه المتلازمة اضطراب وراثي تظهر في عمر مبكر، وخاصةً عند الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 4 أعوام، وبالرغم من أنها متلازمة نادرة وأصابت حوالي 10% من البشر، إلا أنها محرجة للغاية وتسبب معاناة للمصاب.
ما هي أعراض متلازمة الضحك اللاإرادي؟
توجد عدة علامات تظهر على المصاب تؤكد إصابته بها، مثل:
- الضحك في أوقات غير مناسبة.
- الإصابة بنوبات هستيرية من الضحك.
- الإصابة بتشتت الانتباه.
- ارتعاش أطراف الجسد.
- عدم القدرة على النوم بعمق ليلاً.
- عدم السيطرة على الذات.
- مزج نوبات الضحك بالبكاء أحياناً.
- الإصابة بحالة نفسية سيئة مثل الاكتئاب والانعزال عن الآخرين لتفادي الإحراج.
ما هي أبرز أسباب الإصابة بمتلازمة الضحك اللاإرادي؟
في الحقيقة لم يتم التوصل إلى سبب أساسي لهذه المتلازمة، ولكن من المحتمل وجود بعض العوامل المؤثرة التي تزيد من نسبة الإصابة بها، مثل:
- الإصابة بالضمور النخاعي: وهو عبارة عن خلل وراثي يسبب صعوبة في البلع والتنفس وتغيرات في الأطراف وارتعاش العضلات وضعفها، وقد يؤدي للإصابة بمتلازمة الضحك أيضاً.
- الوراثة: كما ذكرنا أن العامل الوراثي سبب من أسباب الإصابة بها، فيحدث خطأ في جين محدد متواجد ضمن الكرموسوم 15، مما يؤدي لنوبات مفاجئة ولا إرادية من الضحك.
- الإصابة بالفصام: الفصام من الاضطرابات التي تؤثر على الفرد، فيصاب بهلاوس سمعية وبصرية تؤدي لحدوث نوبات ضحك هستيرية في مواقف لا تستدعي الضحك، كما أن مرض الهوس الانبساطي قد يؤدي للإصابة بهذه المتلازمة.
- تلف القشرة الأمامية من المخ: قد يصاب الإنسان بتلف أو أورام دماغية تؤثر على القشرة الأمامية وتحدث عدة تغييرات تسبب له حركات لا إرادية وعدم القدرة في التحكم بالمشاعر.
ما هي طرق علاج متلازمة الضحك اللاإرادي؟
في البداية يجب التوجه إلى طبيب مختص لإجراء التشخيص اللازم، فيحاول الطبيب معرفة ما يعانيه المريض من أعراض والكشف عن أي مرض عقلي أو نفسي قد يكون مصاب به، بالإضافة لطرح بعض الأسئلة عليه مثل الطريقة التي يعيش بها والأدوية التي يتناولها، ومن ثم يبدأ العلاج عن طريق:
- العلاج الدوائي: يتم الاستعانة بمضادات الاكتئاب عادةً لتخفيف حالة القلق والتوتر والحالة النفسية السيئة التي تسيطر على المصاب، وبحسب موقع ويب طب، فإن دواء ديكستروميثورفان/ كوينيدين يساعد في تخفيف نوبات هذه المتلازمة، وقد تمت الموافقة عليه من قبل هيئة الدواء والغذاء الأمريكية.
- الاستعانة بالعلاج الفيزيائي: كما ذكرنا أن معظم المصابين بهذه المتلازمة يواجهون مشكلة ارتعاش الأطراف وقلة التوازن، ويساعد هذا النوع من العلاج في تنظيم الجسد وتدريب الأطراف على العمل بشكل صحيح.
- الحصول على دعم نفسي: من المهم التوعية أكثر بخصوص هذه المتلازمة، لأن أغلب الأفراد يعتقدون أن المصاب يضحك بإرادته على مواقف غير مضحكة، ومن هنا يجب توعية أسرة المصاب والمحيطين به بخطر هذا النوع من الضحك.
ومن الضروري تقديم الدعم النفسي والعناية والاهتمام به قدر الإمكان، وتجنب جلوسه وحيداً في غرفته.
- تفريغ المشاعر السلبية: قد يولد الكبت عند المصاب أثر سلبي على حالته أثناء حدوث نوبة الضحك، فالتركيز على تفريغ ما بداخله أمر مهم من حيث ممارسته لأنشطة يحبها أو لهوايات يبدع بها، فهذه الطريقة تفرغ التوتر والعصبية والحزن وتقلل من حجم النوبة.
لماذا يضحك الفرد ومن ثم يبكي في الدقيقة ذاتها؟
أثناء ضحك المصاب بشكل هستيري مع بكاء متقطع، ففي هذه الحالة لا بد من أنه مصاب بالتأثير البصلي الكاذب، حيث تتسبب هذه المشكلة بنوبات مفاجئة ما بين البكاء والضحك في آن معاً.
لا يمكنك تخيل حجم الألم الذي يشعر به المصاب أثناء التنمر عليه أو النظر إليه بطريقة قاسية أثناء حدوث نوبة ضحك مفاجئة، فهذه المشاعر السلبية تؤثر على نفسيته وتسبب خطر على حياته، لذلك من الأفضل لك التخفيف عنه والوقوف بجانبه ومساعدته في تخطي النوبة، لأنه كلما شعر بضغط كبير أو توتر قد تنتابه هذه الحالة.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.