متلازمة النسر Eagle Syndrome أو ما يعرف أيضًا بمتلازمة إيجل أو متلازمة تطاول النتوء الإبري Stylohyoid Syndrome وStyloid-Stylohyoid Syndrome هي عبارة عن متلازمة نادرة نوعًا ما تترافق مع ألم قوي في منطقة الرقبة أو الوجه. تعد متلازمة النسر شائعة بصورة أكبر لدى النساء حيث يكون عدد النساء المصابات بها حوالي ثلاث أضعاف المرضى الرجال.
سنتحدث في هذا المقال عن متلازمة النسر وعن أسباب حدوثها وأهم الأعراض المرافقة لها وطرق العلاج.
الألم المرافق لمتلازمة النسر
يكون الألم ناتج غالبًا عن وجود مشكلة أو اضطراب في عظمة النتوء الإبري Styloid Process والمسمى أيضًا بالرباط الإبري اللامي Stylohyoid Ligament. وهي عبارة عن عظمة مدببة وصغيرة تقع تحت الأذن مباشرة وترتبط بواسطة الرباط الإبري اللامي مع العظم اللامي الذي يتواجد في الرقبة.
يمكن القول أن الألم الناتج عن هذه المتلازمة يعد ألم عصبي وهذا يعني أنه يوجد تحفيز غير طبيعي للإشارات العصبية وهو ليس بالضرورة ناتج عن ضرر أو تلف في المناطق المؤلمة بل يكون غالبًا تحفيز تالي لضغط مطبق على الأعصاب الموجودة في المنطقة التي يشعر بها المريض بالألم.
أسباب متلازمة النسر
من الممكن أن تحدث هذه المتلازمة لدى أي مريض عند وجود زيادة غير طبيعية في طول عظمة النتوء الإبري وهو أمر يعود حدوثه للأسباب التالية:
- حدوث إصابة ما ضمن منطقة الرقبة أو الحلق.
- إجراء جراحة سابقة ضمن الحلق مثل جراحات استئصال اللوزتين Tonsillectomy.
- وجود أي تغير في بنية العظم الطبيعية بعد التقدم في السن.
- بعض اضطرابات الغدد الصماء واختلال نسب الهرمونات لدى النساء في سن اليأس.
- وجود تكلس في الرباط الإبري اللامي.
يجدر بنا أن نذكر إمكانية إصابة أي شخص بمتلازمة النسر من كلا الجنسين ومهما كان العمر ولكن عمومًا هي تصيب النساء أكثر ما بين ال40 عام وحتى 60 عام.
أعراض متلازمة النسر
من الممكن أن لا تظهر أية أعراض على المريض بالرغم من أن شكل النتوء الإبري لديه غير طبيعي.
في حال ظهرت الأعراض فهي غالبًا ستشمل كل مما يلي:
- الألم الشديد ومن الممكن أن يكون خفيف وخافت الشدة وضمن جانب واحد من جوانب الرقبة والوجه وخصوصًا قرب الفكين.
- صعوبات شديدة في البلع.
- آلام حلق قوية أو شعور المريض بأن هناك شيء ما عالق في الحلق.
- صداع.
- دوخة مستمرة.
- طنين في الأذن.
- الشعور بالألم عند القيام بلف الرأس لأحد الجانبين.
- آلام في قاعدة اللسان.
- ألم في منطقة الفك أو الشعور بخفقان فيها.
كيف يتم تشخيص متلازمة النسر؟
من المهم أن يقوم الطبيب بإجراء التشخيص المناسب لكي يتأكد من إصابة المريض بهذه المتلازمة، وأيضًا ليستثني أي سبب آخر قد يسبب الألم ضمن الرقبة أو الوجه مثل التهابات الأذنين أو مشاكل الأسنان أو الإصابات الفكية القوية وحتى مشاكل واضطرابات ضمن الأوعية الدموية المتواجدة بقرب المنطقة المؤلمة.
تشمل عملية تشخيص متلازمة النسر كل مما يلي:
- يجب الحصول على كامل التاريخ المرضي الخاص بالمريض مع ضرورة السؤال حول كل الأعراض التي يعاني منها وفيما إذا كان قد تعرض لجراحة سابقة في منطقة الحلق.
- يتم إجراء فحص بدني لمنطقة الرقبة وأسفل الرأس لكي يتمكن الطبيب من الإحساس والتنبؤ بوجود أي زيادة بطول عظمة النتوء الإبري.
- القيام بمجموعة تحاليل مخبرية والهدف من القيام بها هو استثناء المشاكل الصحية الأخرى ولذلك نجري تعداد دموي شامل لنفي وجود أي التهابات في الأذن.
- إجراء الفحوصات التصويرية التي تكشف عن أي مشاكل في عظمة النتوء الإبري مع بقية الأجزاء المحيطة بها وهي تشمل:
- التصوير بالأشعة السينية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- التصوير المقطعي المحوسب.
علاج متلازمة النسر
العلاج الأساسي لمتلازمة النسر يكون من خلال إجراء جراحة بهدف تقصير عظمة النتوء الإبري Styloidectomy والتي تتم من خلال:
- الفم: وهو يتطلب إزالة اللوزتين وذلك لأنه من الصعب جدًا على الجراح أن يصل لعظمة النتوء الإبري بوجود اللوزتين والذين سيرافقهما زيادة بخطر تلف الأوعية الدموية المحيطة بالمنطقة.
- الرقبة: هو بديل جيد للمدخل الفموي حيث أن إجراء الجراحة عبر الرقبة سيوفر وصول أفضل للعظمة ولكنها ستترك ندبة كبيرة خارجية مع إمكانية حدوث تلف وضرر لبقية أجزاء الجسم المحيطة مع الأعصاب المتواجدة في الوجه.
- التنظير الداخلي Endoscopy: في وقتنا هذا غالبًا ما تستخدم هذه الطريقة حيث نزيل قسم من عظمة النتوء الإبري من خلال أنبوب طويل ورفيع مزود بكاميرا مع مجموعة معدات خاصة يتم بواسطتها إجراء المطلوب.
تعتبر هذه الطريقة أقل اجتياحًا من بقية الطرق السابقة لذلك فإن المريض يتعافى بشكل سريع وتترافق مع مضاعفات ومخاطر أقل بكثير.
في حال لم يكن هناك أي إمكانية لتقصير عظمة النتوء الإبري مثل وجود بعض المشاكل الصحية التي تمنع المريض من إجراء العمل الجراحي أو الخضوع للتخدير فإن الطبيب يلجأ للعلاج الدوائي بهدف تخفيف المشكلة وتقليل الألم المصاحب للمتلازمة.
من أهم العلاجات الدوائية المستخدمة نذكر:
- مضادات الاختلاج.
- حقن الستيروئيدات الموضعية.
- مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية وأهمها الإيبوبروفين Ibuprofen.
- مضادات الاكتئاب وخصوصًا ثلاثية الحلقات.
- أدوية التخدير الموضعي.
في بعض الحالات الخاصة قد ينصح الطبيب باللجوء أيضًا لمجموعة علاجات تكاملية مثل القيام بجلسات المساج وغيرها من التقنيات التي ستخفف الألم العصبي لحد كبير بالمشاركة مع الدواء.
مضاعفات متلازمة النسر
يجب على مريض متلازمة النسر أن يحصل على الرعاية الطبية بشكل فوري ومستعجل في حال ظهرت عليه أي من الأعراض التالية:
- الإرهاق والتعب الشديد.
- الصداع المستمر.
- فقدان في التوازن.
- تغيرات في الرؤية.
- التشويش والارتباك.
مع الأسف فإن الآلام والمشاكل التي تصاحب متلازمة النسر تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المريض فعلى سبيل المثال نجد أن آلام الحلق وصعوبات البلع تجعل المريض غير قادر على تناول الطعام بصورة كافية وهنا تبدأ المعاناة من سوء التغذية مع النقص الكبير في المعادن والفيتامينات. نذكر أيضًا أن العيش مع آلام مستمرة ومزمنة سوف يزيد من فرصة الإصابة بالقلق والاكتئاب الحاد.